سالم بن سلطان القاسمي لـ«الاتحاد»: «الصُدفة» لن تصنع بطلا أولمبياً في المبارزة!
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
علي معالي (دبي)
أخبار ذات صلة«نقلة جديدة».. بهذه الكلمات عبر المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس الاتحادات الإماراتي والعربي والآسيوي للمبارزة، عن سعادته بعدد الممارسين لرياضة النبلاء حالياً، حيث وصل الرقم إلى 456 لاعباً ولاعبة موزعين بين أندية الدولة والمراكز والمدارس والأكاديميات.
قال الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، في حوار خاص لـ «الاتحاد»: «هذا الرقم يتزايد عاماً بعد الآخر، ومؤشر على أننا نسير في طريق نشر اللعبة في أرجاء الدولة كافة، ومن ضمن مخططات الموسم الجديد هو الاستمرار في سياسة نشر اللعبة، ولكن ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل على مستوى الحكام والإداريين وتأهيل الكوادر التي يمكنها أن تسهم في التطوير، خصوصاً أن عدد البطولات المحلية في “الروزنامة” الجديدة يصل إلى 27 مسابقة، ما يعني استفادة كبيرة لجميع عناصر اللعبة من حكام ولاعبين ومدربين ومنظمين».
وقال: «هناك اتفاقيات دولية مختلفة ما بين الاتحادات القارية واتحادنا الإماراتي، من أجل التطوير والبناء، وبحكم موقعي رئيساً للاتحاد الآسيوي، وهناك خريطة واضحة المعالم بكيفية التعامل مع نجوم هذه اللعبة على مستوى القارة والتي تشهد تطوراً رائعاً، مع توافر تاريخ طويل وقوي للمبارزة على مستوى عدد كبير من دول آسيا، وهذا يجعلنا نخطط إلى كيفية تحقيق الاستفادة من هذه الدول القوية، ومن دون شك فإن صناعة بطل أولمبي في هذه الرياضة التاريخية لن يأتي بضربة حظ، ولكن لا بد من التخطيط السليم على مدى سنوات ونحن من جانبنا رفعنا إلى الهيئة العامة للرياضة المطلوب في هذه الأمور، ونلقى الدعم الكبير من القائمين على الرياضة، وبقي علينا أن نعمل ونجتهد لنرسم خريطة جيدة لمستقبل المبارزة بالتعاون بين جميع أطراف اللعبة».
وأضاف: «في إمارة أبوظبي يوجد نادٍ متخصص في اللعبة، وهذا مؤشر على أن الدولة تهتم بهذه الرياضة العريقة عالمياً، وتسعى إلى وجود مجال تخصصي لتطويرها والنهوض بها عالمياً، وبالتالي سيكون هناك تفاهم وعمل كبير، سواء بين الأندية المتخصصة في المبارزة، إضافة إلى دعمنا الكامل للأندية التي أدخلت النشاط بين جدرانها، إلى جانب دعم الأكاديميات المتخصصة والمراكز، طالما أنها تخدم في النهاية مجال اللعبة».
وقال: «ندعم بقوة اللاعب المواطن، ونسخر له كل الإمكانيات، من أجل أن يوجد على منصات التتويج، مثلما حدث مؤخراً في غرب آسيا بالأردن، ولدينا طموحات كبيرة في الجيل المقبل من لاعباتنا ولاعبينا، في ظل التطور الذي نراه والخبرات المتراكمة لديهم جميعاً، وفي مجال التحكيم على سبيل المثال لدينا نهضة متميزة بوجود 14 حكماً يحملون الشارة الدولية، منهم 11 حكماً على مستوى الرجال، و3 على مستوى السيدات، ونطمح في الفترة المقبلة إلى الزيادة من خلال المشاركة في دورات دولية مختلفة».
وقال الشيخ سالم القاسمي بن سلطان القاسمي: «قمنا بتنظيم أول حدث للمبارزة بالتعاون مع مركز رأس الخيمة للمعارض وغرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، وهي بطولة آسيا للرواد بمشاركة 140 لاعباً ولاعبة يمثلون 14 دولة، ويتنافسون في واحدة من البطولات القارية التي استضافتها الدولة للمرة الأولى في الفئات العمرية (40-49، 50-59، 60-69، 70 فيما أكبر)، وشاهدنا في هذه البطولة خبرات عمرية مختلفة».
وأكد الشيخ سالم بن سلطان القاسمي أن نشاط الأندية الحالي يشمل 5 أندية، هي أبوظبي للمبارزة، شباب الأهلي، نادي الفجيرة، نادي الشارقة للمرأة، ونادي الشارقة، وأكاديمية واحدة وهي «إم كير» ومركز واحدة وهو مركز العين وقريباً هناك مراكز أخرى، وهذه الأندية والأكاديمية والمركز نجد كل التعاون معهم، ونتمنى أن تزيد هذه الغلة خلال الفترات المقبلة، بما يخدم مستقبل المبارزة.
أرقام
* عدد المدربين: 16 لكل المراحل
* عدد الحكام: 21
* عدد البطولات: 27 بطولة محلية
* عدد الأندية الممارسة: 5
* عدد الأكاديميات: 1
* مراكز التدريب: 1
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سالم بن سلطان القاسمي المبارزة اتحاد المبارزة سالم بن سلطان القاسمی الشیخ سالم على مستوى
إقرأ أيضاً:
علي النعيمي: الإمارات تصنع نموذجاً للإنسانية
أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في بناء نموذج تنموي فريد يقوم على الاستثمار في الإنسان، وترسيخ قيم الاحترام المتبادل والتسامح وقبول الآخر، وتمكين المرأة، وبناء الشراكات العالمية، مشدداً على أن قصة الإمارات قصة إنسانية موجهة للعالم كله وليست حكراً على شعب أو منطقة بعينها.
جاء ذلك في جلسة بعنوان «قصة الإمارات» ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة «بريدج 2025».
وأكد معاليه أنه يعتبر هذه القمة منصة لكل من له صلة بالتواصل الإعلامي على مستوى العالم، وأوضح أن أهمية وجود الضيوف في أبوظبي تنبع من رغبة الإمارات في أن يشهدوا قصة دولة الإمارات، وأن يتفاعلوا مباشرة مع شعبها ومحتواها، وقال: «في الإمارات لدينا محتوى نريدكم أن تروه، أن تتفاعلوا معه، وأن تقدموا توصياتكم واقتراحاتكم لما ترونه مناسباً للتطوير، فنحن نتعامل مع بناء وطننا والتفاعل مع أصدقائنا بعقلية منفتحة وقلب منفتح، ودائماً هناك فرصة للتحسين والتطوير، وهذا هو المحتوى الأهم الذي نريد أن نشاركه مع العالم».
دولة فتية ترسم مساراً للإنسانية
وحول مساهمة دولة الإمارات في المشهد العالمي، قال معالي النعيمي: «نحن دولة صغيرة وفتية، لكننا نؤمن بأننا تمكّنا من أن نصنع مساراً ليس فقط للإماراتيين، ولا للعرب، ولا لشعوب منطقتنا فحسب، بل للإنسانية بأكملها.
وربما تتساءلون: كيف يمكن لأمةٍ ما أن تطوّر مسارها الخاص؟ والجواب: إذا كان لديها القادة المناسبون، قيادة لديها رؤية، ولديها الإرادة السياسية لخدمة شعبها أولاً، ولخدمة الإنسانية. ونحن كان لدينا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الذي قرر أن يستثمر في الإنسان أولاً ويصنع مستقبلاً أفضل لشعبه».
وأشار معاليه إلى أن أولى تجليات هذه الرؤية كانت في النظام التعليمي، حيث واجهت الدولة في بداياتها تحفظ بعض الأسر على تعليم البنات، فجاء قرار الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بدفع راتب شهري للأسرة إذا أرسلت ابنتها إلى المدرسة، وهذا هو التمكين الحقيقي للمرأة من بوابة التعليم. وأكد أن مسار تمكين المرأة الذي بدأه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أثمر اليوم تولي تسع سيدات حقائب وزارية، وحصول النساء على نصف مقاعد البرلمان، فما تحقق للمرأة الإماراتية ليس دعاية، بل استحقاقاً نالته بجدها وإنجازاتها.
الاحترام وقبول الآخر
وتناول معاليه قضية الاحترام وقبول الآخر بوصفها تحدياً عالمياً ومحوراً أساسياً في قصة الإمارات، موضحاً أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان ينظر إلى الآخرين منذ البداية كشركاء وأصدقاء جاؤوا للمساهمة في بناء الوطن، وأن هذا النهج جعل من التنوع السكاني في الدولة مصدر قوة. وقال: «لدينا في الإمارات أكثر من 200 جنسية، و85% من السكان غير مواطنين، لكن الجميع مرحب بهم ليعيشوا ويعملوا ويحققوا أحلامهم دون أن نطلب منهم أن يتغيروا، فنحن نحترم جنسياتهم وأديانهم ومعتقداتهم وأخلاقياتهم، الشرط الوحيد للجميع، والذي ينطبق على المواطنين والمقيمين، هو احترام النظام والقانون».
وأضاف معاليه: «من أعظم إنجازات دولة الإمارات أن شبابنا وأطفالنا لا يعانون من مشكلات في التعامل مع الآخرين، فاحترامهم للآخرين نابع من قلوبهم، وأصبح الاحترام جزءاً من هويتهم وثقافتهم. هذا هو الإنجاز الحقيقي لدولة الإمارات في هذا المجال، وهذا ما نفخر به، ليس المباني والبنية التحتية والإنجازات التجارية، بل الإنسان».
الإعلام في مواجهة التطرف
وفي حديثه عن دور الإعلام والمؤثرين، دعا النعيمي الحضور إلى إعادة صياغة الخطاب الإعلامي عالمياً، قائلاً: «علينا أن نوصل رسالة إلى العالم أننا كبشر، بغض النظر عن جنسيتنا، أو ديننا، أو عِرقنا، أو لوننا، علينا أن نعيش معاً في سلام وانسجام، وأن نتعلم كيف نتقبل ونحترم بعضنا بعضاً، وأن نفهم التحدي الذي يواجهنا جميعاً، أولئك الذين يستخدمون الدين كأيديولوجيا لخدمة أجنداتهم السياسية».
رسالة إنسانية عابرة للحدود
وشدد على أن رسالة الإمارات تتجاوز حدودها الجغرافية لتصل إلى مناطق تحتاج إلى الدعم والشراكة، وفي مقدمتها القارة الأفريقية، مبيناً أن الملايين اليوم في أفريقيا لا يحصلون على التعليم أو الخدمات الصحية الأساسية، وأن 50% من شباب العالم سيكونون من أفريقيا بحلول عام 2050. وقال: «إنها مسؤوليتنا نحن في الإمارات، ومعنا المجتمع الدولي، أن نقيم شراكات حقيقية مع أفريقيا، لا للتنافس على الاستثمار والربح، بل لمساعدتهم على خدمة شعوبهم، ولمساعدتهم على صنع مستقبل أفضل، وتحويل أفريقيا إلى شريك. إنهم يستحقون أن نوليهم الاهتمام، لأنهم بشر مثلنا. ولهذا نبني المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، ونوفر فرص عمل للجيل الجديد، ونخلق شراكات مستدامة تعود بالنفع على الجميع. هذه هي استراتيجية الإمارات الاقتصادية التي تقوم على شراكات اقتصادية شاملة تحقق معادلة الربح المتبادل».
خطاب يجعل السلام أولوية
وأشار الدكتور علي النعيمي إلى أن أولويات كثير من العاملين في مجال الإعلام تتركز اليوم على السبق الإخباري، لكن العالم يحتاج إلى أبطال سلام. وقال: «علينا أن نكون روّاداً ومدافعين عن السلام في كل مكان.
العالم بحاجة إلى روّاد سلام.
ما نحتاجه منكم أنتم، كعاملين في الإعلام، هو أن تكونوا أنتم روّاد سلام. العالم يعاني، ويوجد أكثر من 64 صراعاً على مستوى العالم، وما نحتاج إليه هو أن نصنع خطاباً يجعل من السلام أولوية».
واختتم سعادته الجلسة بقوله: «حين تصبحون رواداً للسلام، ستشعرون باختلاف في داخلكم، في قلوبكم وعقولكم، وستصبحون قادرين على رؤية الأمور ليس من خلال الصراع، بل من خلال المحبة والاحترام والقبول. لهذا، أحثّ كل العاملين في الإعلام: اجعلوا السلام أولوية في كل بوابة ومنصة لتكسبوا قلوب وعقول الشباب، ويصبحوا بدورهم رواداً للسلام».