اختار المنفى قبل أن يعود ليشهد سقوط مبارك.. من هو الأكاديمي المصري سعد الدين إبراهيم؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بعد سنوات قضاها في المنفى بعيدا عن البلاد التي دافع عن ديمقراطيتها، لم يكن الأكاديمي المصري سعد الدين إبراهيم، الذي توفي، الجمعة، يتخيل أنه سيعود يوما ليشهد سقوط نظام كان من أبرز منتقديه.
وغيب الموت، الجمعة، الأكاديمي المصري البارز عن عمر ناهز 85 عاما.
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية المصرية وفاة إبراهيم دون تقديم سوى القليل من التفاصيل.
وأعلن إبراهيم حسان، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، نبأ وفاة إبراهيم، عبر صفحته على فيسبوك، وقال في تغريدة: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله الدكتور سعد الدين إبراهيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله، نعزي أنفسنا في فقيدنا، تغمده الله بواسع رحمته".
وكان إبراهيم ناشطا مؤيدا للديمقراطية في عهد الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وتوفي الجمعة.
ولد إبراهيم عام 1938 بالقرب من مدينة المنصورة شمالي الدلتا، وتحول إلى العمل الأكاديمي بعد الانتهاء من الدراسة، وله ابنة تدعى راندا وابن يدعى أمير من زوجته باربرا.
حصل على شهادة "الليسانس" من كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم علم الاجتماع في عام 1960، وفي عام 1964 حصل على شهادة الماجستير في علم اجتماع التنمية، ثم حصل على درجة الدكتوراة عام 1968 م في علم الاجتماع السياسي،
كما تابع الدراسات العليا في جامعة واشنطن وجامعة كاليفورنيا، وذلك من خلال البعثات العلمية التي تقوم مصر بإرسالها للولايات المتحدة.
كان الأكاديمي الشهير من أبرز منتقدي حكومة مبارك الاستبدادية ومدافعا عن حقوق الأقليات في مصر، مثل المسيحيين الأقباط.
وفي الثمانينيات، أسس منظمتين حقوقيتين مقرهما في القاهرة: المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ثم مركز ابن خلدون لدراسات التنمية. وكلتاهما انتقدتا حكومة مبارك ودولا عربية أخرى.
وشغل إبراهيم منصب مدير لمركز دراسات الوحدة العربية بالقاهرة، كما عين رئيسا لرابطة الاجتماعيين المصريين في عام 1980، وفق صحيفة "الأهرام" المصرية.
وتنقل الصحيفة أن إبراهيم يعد أحد مؤسسي الحركة المصرية الحديثة للمجتمع المدني، وهو دور بدأه عندما كان طالبا في جامعة القاهرة.
وأمضى إبراهيم معظم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إما محتجزا أو في المنفى الاختياري.
في عام 2000، بينما كان إبراهيم أستاذا جامعيا في الجامعة الأميركية بالقاهرة، تم اعتقاله بعد تلقيه أموالا من الاتحاد الأوروبي دون أي ترخيص من الحكومة المصرية.
وفي محاكمة رفيعة المستوى، اتهم في نهاية المطاف بعدة جرائم، بما فيها التشهير بصورة مصر، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات. وتمت تبرئته لاحقا من جميع التهم، وأطلق سراحه عام 2003.
وفي السنوات التي تلت ذلك، واصل إبراهيم الدعوة إلى الإصلاح الديمقراطي في مصر. ودعا في كتاباته وخطاباته الولايات المتحدة إلى جعل مساعداتها لمصر مشروطة بمزيد من الحريات السياسية.
في عام 2007، ذهب إبراهيم إلى المنفى الاختياري بعد وقت قصير من لقائه الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، حيث دعاه للضغط على مصر لإجراء مزيد من الإصلاح الديمقراطي.
وفي العام التالي، اتهم مرة أخرى بتشويه صورة مصر، وحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة عامين.
وخلال السنوات التي قضاها في الخارج، قام بالتدريس في الولايات المتحدة ولبنان قبل تقاعده من المجال الأكاديمي.
في عام 2011، قرر إبراهيم العودة إلى القاهرة وسط مخاض انتفاضة عام 2011، التي أصبحت تعرف باسم "الربيع العربي"، لكن لم يتم القبض عليه.
وفي مقابلة مع صحيفة "ديلي إيجيبت" عام 2010، قال إبراهيم إنه عاد إلى مصر ليشهد تغيير المجتمع. وأضاف "الناس يستعدون لمرحلة ما بعد مبارك".
وبعد أسابيع من التظاهرات الحاشدة والاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، تنحى مبارك، في فبراير عام 2011. وحكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في قتل متظاهرين مناهضين للحكومة، لكن أعيدت محاكمته لاحقا، وبرئ وأطلق سراحه، في عام 2017.
وفي وقت لاحق من حياته، أجرى إبراهيم في كثير من الأحيان مقابلات سياسية مع وسائل الإعلام.
يذكر أن مبارك ظل في السلطة ما يقرب من 30 عاما، ولكن كانت هناك مخاوف متزايدة من أن جمال مبارك، نجله الأصغر، سيتم تعيينه لخلافته.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
الدوري البلجيكي.. البطل يعود بعد 90 عاماً
بروكسل(أ ف ب)
أخبار ذات صلةأنهى يونيون سان-جيلواز صياماً دام 90 عاما، وتحديداً منذ عام 1935، بإحرازه لقب الدوري البلجيكي لكرة القدم أمس للمرة الـ 12 في تاريخه.وحقق سان-جيلواز حلم جماهيره بفوزه على لا غانتواز 3-1 في المرحلة الأخيرة من أدوار الـ "بلاي أوف"، التي جمعت أفضل ستة فرق في الدوري المنتظم، ليرفع رصيده في الصدارة إلى 56 نقطة، مبتعداً بفارق 3 نقاط عن كلوب بروج حامل اللقب مطارده المباشر، والذي سقط في فخ التعادل أمام أنتويرب 1-1. ويعتبر سان-جيلواز أقدم أندية بروكسل إذ تأسس عام 1897 وأحد الأكثر تتويجاً خلف أندرلخت (34 لقباً) وكلوب بروج (19). ومر فريق "السيدة العجوز" بفترة عجاف خلال فترة ما بعد الحرب، وفي النهاية هبط إلى الدرجة الرابعة وكاد أن يعلن إفلاسه أو يتم شطبه من الدوري في عدة مناسبات. اشتراه في عام 2018 رجل الأعمال الإنكليزي توني بلوم (رئيس نادي برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز) وأليكس موزيو، حين كان سان-جيلواز في الدرجة الثالثة، قبل أن يبدأ رحلة الصعود ليعود بين أندية النخبة في عام 2021 بعد غياب دام 48 عاماً. اعتلى سان-جيلواز منصة التتويج خلال المواسم الثلاثة الماضية، حتى أنه خسر سباق الفوز باللقب بصعوبة بالغة في عام 2023، عندما كان بطلا عملياً حتى الدقيقة 89 من المرحلة الأخيرة. في الموسم الماضي، فاز الفريق بكأس بلجيكا وتألق على الساحة الأوروبية ببلوغه الدور ربع النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليج"، قبل أن يخرج على يد باير ليفركوزن الألماني في طريق الأخير إلى النهائي الذي خسره أمام أتالانتا الإيطالي 0-3. سيجتاز سان-جيلواز في الموسم المقبل خطوة جديدة من خلال المنافسة في دوري أبطال أوروبا بمواجهة أكبر الأندية في القارة.