بعد سنوات قضاها في المنفى بعيدا عن البلاد التي دافع عن ديمقراطيتها، لم يكن الأكاديمي المصري سعد الدين إبراهيم، الذي توفي، الجمعة، يتخيل أنه سيعود يوما ليشهد سقوط نظام كان من أبرز منتقديه.

وغيب الموت، الجمعة، الأكاديمي المصري البارز  عن عمر ناهز 85 عاما.

وأكدت وسائل الإعلام الرسمية المصرية وفاة إبراهيم دون تقديم سوى القليل من التفاصيل.

وأعلن إبراهيم حسان، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، نبأ وفاة إبراهيم، عبر صفحته على فيسبوك، وقال في تغريدة: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله الدكتور سعد الدين إبراهيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله، نعزي أنفسنا في فقيدنا، تغمده الله بواسع رحمته".

وكان إبراهيم ناشطا مؤيدا للديمقراطية في عهد الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وتوفي الجمعة.

ولد إبراهيم عام 1938 بالقرب من مدينة المنصورة شمالي الدلتا، وتحول إلى العمل الأكاديمي بعد الانتهاء من الدراسة، وله ابنة تدعى راندا وابن يدعى أمير من زوجته باربرا.

حصل على شهادة "الليسانس" من كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم علم الاجتماع في عام 1960، وفي عام 1964 حصل على شهادة الماجستير في علم اجتماع التنمية، ثم حصل على درجة الدكتوراة عام 1968 م في علم الاجتماع السياسي،

كما تابع الدراسات العليا في جامعة واشنطن وجامعة كاليفورنيا، وذلك من خلال البعثات العلمية التي تقوم مصر بإرسالها للولايات المتحدة.

كان الأكاديمي الشهير من أبرز منتقدي حكومة مبارك الاستبدادية ومدافعا عن حقوق الأقليات في مصر، مثل المسيحيين الأقباط.

وفي الثمانينيات، أسس منظمتين حقوقيتين مقرهما في القاهرة: المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ثم مركز ابن خلدون لدراسات التنمية. وكلتاهما انتقدتا حكومة مبارك ودولا عربية أخرى.

وشغل إبراهيم منصب مدير لمركز دراسات الوحدة العربية بالقاهرة، كما عين رئيسا لرابطة الاجتماعيين المصريين في عام 1980، وفق صحيفة "الأهرام" المصرية.

وتنقل الصحيفة أن إبراهيم يعد أحد مؤسسي الحركة المصرية الحديثة للمجتمع المدني، وهو دور بدأه عندما كان طالبا في جامعة القاهرة.

وأمضى إبراهيم معظم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إما محتجزا أو في المنفى الاختياري.

في عام 2000، بينما كان إبراهيم أستاذا جامعيا في الجامعة الأميركية بالقاهرة، تم اعتقاله بعد تلقيه أموالا من الاتحاد الأوروبي دون أي ترخيص من الحكومة المصرية.

وفي محاكمة رفيعة المستوى، اتهم في نهاية المطاف بعدة جرائم، بما فيها التشهير بصورة مصر، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات. وتمت تبرئته لاحقا من جميع التهم، وأطلق سراحه عام 2003.

وفي السنوات التي تلت ذلك، واصل إبراهيم الدعوة إلى الإصلاح الديمقراطي في مصر. ودعا في كتاباته وخطاباته الولايات المتحدة إلى جعل مساعداتها لمصر مشروطة بمزيد من الحريات السياسية.

في عام 2007، ذهب إبراهيم إلى المنفى الاختياري بعد وقت قصير من لقائه الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، حيث دعاه للضغط على مصر لإجراء مزيد من الإصلاح الديمقراطي.

وفي العام التالي، اتهم مرة أخرى بتشويه صورة مصر، وحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة عامين.

وخلال السنوات التي قضاها في الخارج، قام بالتدريس في الولايات المتحدة ولبنان قبل تقاعده من المجال الأكاديمي.

في عام 2011، قرر إبراهيم العودة إلى القاهرة وسط مخاض انتفاضة عام 2011، التي أصبحت تعرف باسم "الربيع العربي"، لكن لم يتم القبض عليه.

وفي مقابلة مع صحيفة "ديلي إيجيبت" عام 2010، قال إبراهيم إنه عاد إلى مصر ليشهد تغيير المجتمع. وأضاف "الناس يستعدون لمرحلة ما بعد مبارك".

وبعد أسابيع من التظاهرات الحاشدة والاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، تنحى مبارك، في فبراير عام 2011. وحكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في قتل متظاهرين مناهضين للحكومة، لكن أعيدت محاكمته لاحقا، وبرئ وأطلق سراحه، في عام 2017.

وفي وقت لاحق من حياته، أجرى إبراهيم في كثير من الأحيان مقابلات سياسية مع وسائل الإعلام.

يذكر أن مبارك ظل في السلطة ما يقرب من 30 عاما، ولكن كانت هناك مخاوف متزايدة من أن جمال مبارك، نجله الأصغر، سيتم تعيينه لخلافته.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

"هيئة الاعتماد الأكاديمي" تستضيف لقاء مكاتب الرؤية في أولوية التعليم والتعلم والقدرات الوطنية

مسقط- الرؤية

استضافت الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم اللقاء الأول لمكاتب الرؤية ذات العلاقة بأولوية التعليم والتعلم والقدرات الوطنية للعام 2025م، وذلك بحضور سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية، الرئيسة التنفيذية للهيئة.

يأتي اللقاء في سياق تعزيز سبل التعاون بين الجهات ذات الصلة، وتفعيل الشراكة المؤسسية من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة في قطاع التعليم والقدرات الوطنية، وذلك من خلال استعراض المنهجيات المتبعة في التخطيط، وآليات المتابعة والتقييم لمستهدفات الرؤية، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الجهات في تنفيذ المؤشرات، والسعي نحو إيجاد حلول عملية تسهم في تسريع وتيرة الإنجاز.

وقد شمل اللقاء عدة محاور مهمة، بدأها ممثلو بتقديم نبذة تعريفية عن الهيئة ودورها في تعزيز جودة التعليم العالي، إضافة إلى عرض بطاقة الأهداف الرئيسية التي تنطلق منها الهيئة في أدائها المؤسسي، واستعراض منهجية المتابعة والتقييم المعتمدة لمؤشرات الأداء. كما تم تسليط الضوء على الإنجازات المحققة في المؤشرات الرئيسية خلال الفترة 2023-2024م، وطرح أبرز التحديات التي تواجه الهيئة في سبيل تحقيق مستهدفات أولوية التعليم والتعلم والقدرات الوطنية.

وتواصل اللقاء بعرض شامل لمحاور رؤية عُمان 2040 المرتبطة بالتعليم والتعلم، حيث تم التطرق إلى الأهداف الاستراتيجية لهذه الأولوية وآخر التحديثات في نسب الإنجاز للمؤشرات المرتبطة بها، مما أتاح للمشاركين فهماً أوضح لحجم العمل المتحقق والتحديات القائمة.

كما قدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عرضاً حول أبرز المشاريع والمبادرات المرتبطة بمؤشرات الرؤية، واستعرضت مؤشرات المعايرة الدولية ذات العلاقة، بالإضافة إلى الآليات المتبعة في المتابعة والتقييم المؤسسي. وتطرقت الوزارة أيضًا إلى جهودها في نشر الوعي ونقل المعرفة، مؤكدة أهمية بناء ثقافة مؤسسية داعمة للرؤية وقائمة على الشفافية والتكامل بين مختلف الجهات.

وقد أتاح اللقاء فرصة ثمينة للنقاش المفتوح وتبادل الرؤى، حيث ناقش الحضور التحديات المشتركة وطرحوا جملة من الحلول والمقترحات التي من شأنها تسريع تحقيق مؤشرات الأداء وضمان الاتساق في العمل بين الجهات المعنية. كما تم التأكيد على أهمية استمرار اللقاءات الدورية لتقييم مدى التقدم وتحديث آليات العمل بما يتناسب مع طموحات المرحلة القادمة.

إن تنظيم هذا اللقاء يعكس التزام المؤسسات الوطنية بتحقيق نقلة نوعية في قطاع التعليم، ويجسد حرص سلطنة عُمان على بناء قدرات وطنية قادرة على قيادة التنمية وتعزيز التنافسية، بما ينسجم مع التوجهات المستقبلية لرؤية عُمان 2040، ويؤسس لتعليم عصري ومخرجات وطنية تواكب تطلعات المستقبل.

مقالات مشابهة

  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • ميدو يكشف كواليس مثيرة حول مفاوضات الأهلي مع شيكابالا: الفلوس كانت جاهزة لكنه اختار الزمالك
  • رسميًا.. المصري البورسعيدي يعلن رحيل فخر الدين بن يوسف
  • المصري يوجه الشكر لنجمه التونسي فخر الدين بن يوسف
  • شرطة دبي تنظم الملتقى الأول لاستشراف التعليم الأكاديمي
  • الحكومة تستعرض مجموعة من المقترحات التي تسهم في خفض معدلات الدين
  • السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • "هيئة الاعتماد الأكاديمي" تستضيف لقاء مكاتب الرؤية في أولوية التعليم والتعلم والقدرات الوطنية
  • قفزة نوعية في تصنيفات 2025 الدولية.. الجامعات المصرية تتصدر المشهد الأكاديمي إقليميا وإفريقيا