الجزيرة:
2025-12-14@17:39:41 GMT

رأس برأس كوميديا سعودية محلية لا تشبه إلا نفسها

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

رأس برأس كوميديا سعودية محلية لا تشبه إلا نفسها

تتقدم السينما السعودية كل يوم بخطوات حثيثة عبر أفلام لازالت محدودة العدد، ولكن يقدم كل منها تجربة مختلفة، وبدأ مؤخرا عرض فيلم "رأس برأس" على منصة نتفلكس من إخراج مالك نجر، وتأليف عبدالعزيز المزيني.

ينتمي الفيلم إلى نوع الكوميديا السينمائي، وهو النوع الذي يمكن اعتباره سائدا إلى الآن في السينما السعودية، فحتى الأفلام التي تحاول الانتماء لأنواع أخرى يغلب عليها طابع الفكاهة في النهاية.

كوميديا الموقف

"رأس برأس"هو المشروع الأول بعيدا عن الرسوم المتحركة لكل من مخرجه ومؤلفه، اللذين تعاونا من قبل في عملين ناجحين على المستوى الجماهيري، وهما فيلم "مسامير" والمسلسل الذي يتناول نفس الشخصيات "محافظة مسامير".  تكررت عناصر أخرى من هذين العملين في الفيلم الجديد، منها الممثلان عبدالعزيز الشهري ومالك نجر، وانسحب التأثير على الطابع البصري الخاص بالفيلم نفسه.

يفتتح الفيلم بمشهد كوميدي نعرف لاحقًا أنه "flash forward"، أي "مشهد سيتكرر بعد ذلك ضمن الأحداث"، وفيه نرى عملية تبادل لرهينة، لكنها تبوء بالفشل لأسباب لا نعرفها،  ثم ننتقل إلى  مدينة الرياض، وفيها نتعرف على "درويش" السائق في شركة سيارات فاخرة، ينقل المتزوجين حديثا، بينما يعاني بسبب رفض والد فتاته زواجه منها، و نتعرف، أيضا، على"فياض" رئيس قسم الصيانة، الذي يبيع أجزاء من سيارات الشركة سرا.

يدور الفيلم بالكامل في يوم واحد، وفيه يتوجه "درويش" للاستقالة، و"فياض" للحصول على قرار الفصل من العمل نتيجة لسلوكه الملتوي، ولكن ابن صاحب الشركة يقيل المدير، وفي قرار وليد اللحظة يعين "فياض" بدلًا منه، لاستغلال طبيعته المتلاعبة في تزوير أوراق حكومية تحتاج توقيع أي مدير، ويطلب منه بعدها أن يقل والده من المطار.

السائق الذي أرسله "فياض" يقل، بدلا من الوالد، رجلا آخر كبيرا في السن، وهو رئيس لإحدى العصابات الشهيرة باسم "الديمن"، وهنا تبدأ المغامرة الحقيقية، فكل من "فياض" و"دوريش"عليهما الآن نقل هذا المسن إلى حي "الذبيحة"، واسترجاع مدير الشركة.

الأمر ليس بهذه السهولة، فالحي الخيالي لا يبدو كما لو أنه يقع في الرياض، بل قادم من الغرب الأميركي مباشرة، ففيه كل السكان مجرمون سابقون أو حاليون، وكل الطرق لا تؤدي سوى للموت. تعتمد كوميديا فيلم "رأس برأس" على سوء الفهم المتبادل، حيث تقوم كل الشخصيات بأفعال غير منطقية بالنسبة لبعضها بعضا، لأنها لا تعرف حقيقة الطرف المقابل.

هذا النوع من الكوميديا يختلف عن كوميديا الإفيهات الغالبة على السينما المصرية، لأنه يعتمد بشكل أساسي على الديناميكية التي يصنعها مؤلف السيناريو والمخرج في توظيف الشخصيات بمواقف مضحكة وفي الوقت ذاته مقنعة بما فيه الكفاية للمشاهدين، وعلى الرغم من أن الفيلم ينتهج الهزلية الشديدة، فإن ذلك لم يجعل الشخصيات سطحية، بل بنى لكل منها أساسا وعرفنا على ماضيها قبل لحظة انطلاق الأحداث.

المشاهد الافتتاحية لكل شخصية عبرت عن مزاياها وعيوبها باختصار، وأهم سماتها، حتى لو كانت شخصية فرعية لها مساحة صغيرة مثل "أبو غدرة" النصاب من حي الذبيحة، ولقمان محب القطط والمتفجرات، وأضافت الاختلافات الكبيرة بين هذه الشخصيات مساحة واسعة للكوميديا.

القليل من الفانتازيا

على الرغم من انتماء "رأس برأس" إلى الكوميديا الصريحة، فإنه يمكن تصنيفه بشكل فرعي في الفانتازيا ولو بصورة محدودة، يظهر ذلك في حي "الذبيحة" على وجه الخصوص، وهو مكان خيالي تدور فيه أغلب أحداث الفيلم، وله قوانينه الخاصة التي تختلف عن عالمنا الحقيقي، وتبدو شخصياته كاريكاتيرية لا تنتمي للمجتمع السعودي.

ولكن الأهم من طبيعة المكان والشخصيات هو كيف ظهر على الشاشة، وهو سر تميز الفيلم بالتأكيد، فتصميم ديكورات الذبيحة جعل الحي عالما منفصلًا بذاته، بمبانيه المتهالكة، وفندقه الغريب، والدكاكين التي تبيع منتجات لا يعرف أحد ماهيتها، وتبادل الرهائن الذي يتم في منتصف الشارع.

يتضح من هذا الديكور تأثر المخرج مالك نجر بعالم المخرج "ويس أندرسون" المعتمد بشكل أساسي على أسلوبية خاصة في تصميم الديكور، وتحريك الشخصيات داخله، ويظهر ذلك في مشهد الفندق، والموظف الذي يرتدي ملابس ذات لون  بنفسجي، ويتصرف بمهنية مضحكة تتشابه مع ما قدمه أندرسون في فيلم "فندق بودابست الكبير" (The Grand Budapest Hotel)، فتبدو الكوميديا هنا مزدوجة، الأولى في الحوار المضحك تماما، والثانية متمثلة في سخرية الفيلم من هذا الفندق المهترئ مقارنة بفندق بودابست ذي المبنى الهائل باللون الوردي والبنفسجي.

أيضا تم استخدام الرسوم المتحركة داخل إطار الفيلم بشكل ذكي، لتوضيح الجريمة التي حدثت في الماضي وغيرت الذبيحة من حي عادي يقع في الرياض إلى هذا المكان المرعب.

لم تكن اللقطات المرسومة دخيلة على الفيلم، وإنما جزءا من النسيج الخاص بالعمل، وظهر فيها إبداع صناعه في استخدام شيء يجيدونه بالفعل، وتم توظيفه عل أنه بديل لمشاهد فلاش باك عادية تحتاج لاستخدام الممثلين مكياجا يظهرهم بأعمار أصغر، وتبدو في النهاية مصطنعة.

لم يخرج فيلم "رأس برأس" عن إطار الأفلام السعودية الكوميدية الرائجة الآن، ولكنه في الوقت ذاته خطوة للأمام بالنسبة لهذه السينما، ويدل على أن صناعها على الرغم من خبراتهم القليلة، فإنهم قادرون على تقديم أعمال منافسة على واحدة من أهم المنصات العالمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رأس برأس

إقرأ أيضاً:

صحيفة: حكومة نتنياهو تُوزع الاتهامات عن هجوم سيدني وتستثني نفسها

قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، مساء اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025، إنه في الوقت الذي ترفض فيه دول العالم، بما فيها العربية والمسلمة، الهجوم على احتفال بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) في مدينة سيدني الأسترالية، تصرّ الحكومة الإسرائيلية على استغلال الحادث المأساوي سياسياً.

والمتابع للساحة الإسرائيلية، يفهم أن غرض حكومة بنيامين نتنياهو الأول من ذلك هو صدّ الاتهامات لها بأنها تتحمل قسطاً وافراً من المسؤولية عن الكراهية للإسرائيليين واليهود في العالم، جرّاء ما ارتكبته من جرائم في غزة .

ومنذ اللحظات الأولى للهجوم، خرج جميع المسؤولين الإسرائيليين بتصريحات توزع الاتهامات لحكومة أستراليا بإهمال أمني كبير أتاح تنفيذ هذه العملية الإرهابية، والتشديد على أنهم قالوا إنهم كانوا قد حذّروا أستراليا من الارتفاع الهائل في عدد الاعتداءات على يهود ومؤسسات يهودية في البلاد.

وأعلن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أنه يُحمّل الحكومة الأسترالية مسؤولية ما وصفه بـ«التقاعس في مواجهة معاداة السامية»، مؤكداً أن التحريض المستمر وترك الساحات العامة دون ردع أدى إلى هذا الهجوم.

كما دعا المجتمع الدولي إلى التعامل مع الاعتداء بوصفه هجوماً إرهابياً يستهدف اليهود أينما وجدوا.

وكذلك جاء تعليق نتنياهو متناغماً، فقال إن هذا الهجوم نتيجة تساهل الحكومة الأسترالية مع «العداء للسامية».

أما وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، فقال إن الهجوم نتيجة مباشرة لاعتراف حكومة أستراليا بالدولة الفلسطينية، في حين رأى وزير الخارجية، جدعون ساعر، أن الهجوم «كان متوقعاً، في ظل سنتين من المظاهرات والشعارات المعادية لليهود في شوارع سيدني»، مشدداً على أن «التساهل مع دعوات (عولمة الانتفاضة) يفضي في النهاية إلى العنف المسلح.

وطالب ساعر الحكومة الأسترالية باتخاذ خطوات فورية وحازمة.

كما زعمت مصادر أمنية في تل أبيب، أن هناك «بصمات إيرانية لهذا الهجوم، لكن الخارجية الإيرانية نددت بالهجوم ووصفته بأنه (إرهابي)».

ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله: «نُدين الهجوم العنيف في سيدني بأستراليا، ويجب رفض وإدانة الإرهاب وقتل البشر أينما ارتُكب».

وبدا واضحاً أن الحكومة الإسرائيلية تُحاول تفادي اتهامها بالمسؤولية عن انتشار مظاهر الكراهية والحقد ضد الإسرائيليين واليهود في العالم بسبب الحرب على غزة، وما ترافق معها من جرائم قتل وإبادة جماعية للفلسطينيين في القطاع خلال سنتين بلا توقف، ما تسبب في قتل أكثر من 70 ألفاً بينهم 25 ألف طفل، فضلاً عن المجاعة والتدمير الشامل.

وتُقدر الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية بأن هناك 138 ألف يهودي في أستراليا.

وظلّت أستراليا ساحة هادئة وخالية تقريباً من أي اعتداءات على اليهود والمؤسسات اليهودية طيلة 19 عاماً (من 1995 وحتى 2014)، لكنها بدأت تشهد اعتداءات متنامية منذ الحرب على غزة في 2014.

وحسب الإحصائيات الإسرائيلية نفسها، فإن معدل الاعتداءات ضد اليهود في أستراليا تضاعف 5 مرات منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة ردّاً على «هجوم حماس » في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ففي سنة 2024، نفذت 1654 اعتداءً على مؤسسات وبيوت وأشخاص يهود. وارتفع هذا العدد إلى 2024 اعتداءً في سنة 2025.

وبسبب هذه الاعتداءات، ارتفع عدد اليهود الذين هاجروا من أستراليا إلى إسرائيل بنسبة 47 في المائة، إذ هاجر 125 في سنة 2023، وارتفع عدد المهاجرين إلى 200 في سنة 2024 وأكثر من 200 حتى شهر سبتمبر (أيلول) 2025.

وتسببت تلك المؤشرات، حتى قبل توثيقها، في دفع كثير من دعاة التعقل والسلام في إسرائيل إلى التحذير من تداعيات الصور التي انتشرت في العالم عن بشاعة ووحشية الممارسات الإسرائيلية في غزة.

وفي تقدير هؤلاء، تسببت جرائم القتل والتجويع وقطع الماء والكهرباء وتدمير المستشفيات وإحراق الخيام وأهلها الفلسطينيين الأحياء وغرق الخيام في الأمطار وموت الأطفال من البرد، في ارتفاع مذهل في الكراهية لإسرائيل وحتى لليهود في العالم.

ورغم التشديدات الأمنية المتزايدة حول العالم لمنع جرائم معاداة اليهود، فإن التقديرات تشير إلى أن «الحل يكمن في تبني سياسة سلمية للصراع، لوضع حد لهذه الكراهية، وإحداث تحول إيجابي في حياة شعوب الشرق الأوسط».

ومع ذلك، تواصل الحكومة الإسرائيلية سياستها الحربية العدوانية والتهرّب من الالتزام بالسلام، محاولةً التملص من مسؤوليتها عن معاداة اليهود، من خلال نشر دعاية تصوّرها على أنها مجرد «عداء للسامية».

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية 3 شهداء في غارات للاحتلال الاسرائيلي على الجنوب اللبناني توغل إسرائيلي في القنيطرة وإقامة حاجز جديد محدث بالفيديو والصور: 12 قتيلا في إطلاق نار خلال فعالية يهودية بمدينة سيدني الأكثر قراءة الاتحاد المصرى للدارتس يعلن عن بطولات شرم الشيخ 2025  التربية: تأجيل جلسة امتحان اللغة العربية لطلبة غزة إسرائيل تزعم الكشف عن شبكة صرافة سريّة تديرها حماس في تركيا قمة أميركية إسرائيلية قطرية رفيعة لبحث مستقبل اتفاق غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صحيفة: حكومة نتنياهو تُوزع الاتهامات عن هجوم سيدني وتستثني نفسها
  • المواصفات والمقاييس: المدافئ صناعة محلية ولم تُسجَّل حوادث سابقة
  • طارق الشناوي: التقمص الوجداني هو الفيصل في تجسيد الشخصيات التاريخية وليس الشبه الشكلي
  • عاجل| المواصفات تمنع 3 مصانع محلية من بيع المدافئ وتحجز كميات منها
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف سر قوتها
  • عودة عرض "العيال فهمت" على مسرح ميامي احتفالًا برأس السنة وعيد الميلاد
  • عودة عرض العيال فهمت على مسرح ميامي احتفالا برأس السنة وعيد الميلاد
  • الحوز.. تأهيل 7 جماعات بمجازر نموذجية لمكافحة الذبيحة السرية
  • وظيفة الأحلام.. راتب بالدولار مقابل قيادة سيارة تشبه الهوت دوج
  • محرقة غزة تعيد كتابة التاريخ