تقييد أمريكا صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط.. ما علاقة السعودية والإمارات؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
سلط تحليل نشره موقع دويتشه فيله الضوء على خطوة توسيع الولايات المتحدة القيود على صادرات شركتي إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز (أيه.أم.دي) من رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة لتتجاوز الصين إلى مناطق أخرى منها بعض البلدان في الشرق الأوسط.
وذكرت الموقع الألماني أنه عادة ما يفرض المسؤولون الأمريكيون ضوابط على الصادرات لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وبينما لم تذكر الشركتين الأمريكيتين ما هي الدول التي ستنضم إلى قائمة القيود أو سبب انضمامها. لكن بالنسبة للعديد من المراقبين، كان الإعلان بمثابة علامة على وصول "الحرب التكنولوجية" بين الصين والولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.
ووفق الموقع تحاول الولايات المتحدة أن تتقدم على الصين عندما بمجال تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تغير العالم.
وفي محاولة لإبطاء تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني، كان التكتيك الأمريكي الأخير يهدف لخنق قدرة الصين على الوصول إلى رقائق الكمبيوتر أو أشباه الموصلات اللازمة لنماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدما.
من الصعب جدًا تطوير الذكاء الاصطناعي بدون الرقائق التي يتم انتاجها غالبا بواسطة شركات مقرها الولايات المتحدة، بما في ذلك الشركة الرائدة عالميًا حاليًا إنفيديا، ولهذا السبب أعلنت وزارة التجارة الأمريكية العام الماضي أنها تقيد صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين وروسيا.
الدول المتأثرة بالشرق الأوسط
وفق الأكاديمي جون كالابريس، أستاذ السياسة الخارجية الأمريكية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، والذي يكتب بانتظام عن الوجود الصيني في الشرق الأوسط، فإن يعتقد أن الدول المتأثرة بالقيود الأخيرة هي إيران والسعودية والإمارات".
وأضاف أن إيران أظهرت مستوى عالٍ من الكفاءة في "القرصنة"، وتمتلك السعودية والإمارات الإمكانيات المالية، وربما تستهدف القيود أيضا قطر وإسرائيل أيضًا. وفي كل هذه الحالات، يبدو أن هناك مبررًا معقولًا للأمن القومي الأمريكي".
تعد دول الخليج الغنية بالنفط من أكبر الدول المنفقة على الذكاء الاصطناعي في العالم، ترى السعودية والإمارات وقطر أن التحول الرقمي المستمر لاقتصاداتها له أهمية كبيرة في التنويع بعيدًا عن تصدير النفط.
وإضافة لذلك فإن إسرائيل دولة شرق أوسطية أخرى تقوم باستثمارات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، تقريبًا جميع صانعي الرقائق الأكثر تقدمًا في العالم يعملون على أراضيها بالفعل.
ففي عام 2020، اشترت إنفيديا شركة إسرائيلية ميلانوكس (Mellanox) وهذه الشركة التابعة هي الآن أكبر قاعدة لها خارج الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
الإمارات تدرس تشديد ضوابط تصدير الرقائق الإلكترونية.. ما علاقة روسيا؟
وقالت الحكومة الأمريكية، لدى إعلانها قيود التصدير، إن الرقائق التي تدعم الذكاء الاصطناعي هي "تقنيات تضاعف قوة التحديث العسكري وانتهاكات حقوق الإنسان".
قال كريستوفر ميلر، مؤلف كتاب "حرب الرقائق: الكفاح من أجل التكنولوجيا الأكثر أهمية في العالم" إن القلق الرئيسي هو أن الشركات الصينية قد تنظر إلى دول الشرق الأوسط كوسيلة للتهرب من القيود والوصول إلى [الرقائق المتطورة] التي لا يمكنها شراؤها بطريقة أخرى".
وأضاف ميلر: "إن الوجود المتزايد لشركات التكنولوجيا الصينية مثل هواوي في أسواق الشرق الأوسط هو جزء من أسباب هذه المخاوف".
ووفق نتائج دراسة أجراها مركز التقنيات الناشئة ومقره الولايات المتحدة عام 2022، لكشف أماكن حصول الجيش الصيني على رقائق الذكاء الاصطناعي، فإن معظم عمليات الشراء لم تتم بشكل مباشر ولكنها جاءت عبر وسطاء، بما في ذلك موزعين مرخصين رسميًا وشركات وهمية."
وفي وقت سابق نقلت وكالة رويترز عن بائعين صينيين قولهم إنهم غالبا ما يحصلون على الرقائق من شركات مسجلة في بلدان أخرى، بما في ذلك الهند وتايوان وسنغافورة.
اقرأ أيضاً
واشنطن توسع قيودها على تصدير رقائق إنفيديا لدول بالشرق الأوسط
وقد يكون الشرق الأوسط مكانا محتملا أيضا لحصول الصين على هذه الرقائق بالنظر أن البلدان التي تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي عملت أيضا على تعميق علاقاتها مع الصين على مدى السنوات الخمس إلى العشر الماضية.
وبحسب دراسة أجراها باحثون في مؤسسة كارنيجي في أغسطس 2023 فإن أن التعاون التكنولوجي والعلمي بين السعودية والصين أصبح أقوى منذ حوالي سبع سنوات، وهناك عدد كبير من الطلاب والمدرسين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) صينيون.
أشارت الدراسة إلى أن التعاون بين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومختلف المنظمات البحثية في البر الرئيسي للصين قد نما بسبب الروابط الشخصية التي نشأت هناك.
ومن المفترض أن تحصل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على 3000 شريحة H100 المتقدمة من Nvidia بحلول نهاية هذا العام.
وتواجه دولة الإمارات العربية المتحدة وضعاً مماثلاً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، إذ أنشأت وزارة للذكاء الاصطناعي في عام 2017 ولديها بالفعل نموذج ذكاء اصطناعي متقدم خاص بها يسمى فالكون.
وفي الوقت نفسه، اكتسب الإماراتيون بعض السمعة السيئة بأنهم غير جديرين بالثقة، ففي أوائل سبتمبر/أيلول، زار مسؤولون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة البلاد لمحاولة ثني الدولة الخليجية عن إرسال البضائع الخاضعة للعقوبات إلى روسيا.
وقال محمد سليمان، مدير برنامج التقنيات الاستراتيجية والأمن السيبراني في معهد الشرق الأوسط "لا شيء من هذا يعني أن الولايات المتحدة تعتقد أن الإمارات والسعودية سوف تقومان عمداً بتسليم هذه التكنولوجيا إلى الصين وروسيا".
وأضاف أن الولايات المتحدة شريك مهم لكلا البلدين وأنهما لا يرغبان في إثارة التوترات، وربما ربما يكون المسؤولون الأمريكيون أكثر قلقًا من أن تكون شرائح إنفيديا أكثر عرضة للتجسس، أو الهندسة العكسية [عندما يتم تفكيك المنتجات لاستخراج المعلومات] أو النقل غير المقصود إلى روسيا أو الصين، نظرًا للوجود المتزايد للدولتين الأخيرتين في دول الخليج"
اقرأ أيضاً
واشنطن توسع قيودها على تصدير رقائق إنفيديا لدول بالشرق الأوسط
المصدر | دويتشه فيله- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي رقائق الذكاء الاصطناعي قيود أمريكية السعودیة والإمارات الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة الشرق الأوسط الاصطناعی ا
إقرأ أيضاً:
الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة
الصين – أعلنت الصين موافقتها على بعض الطلبات لتصدير معادن أرضية نادرة في خطوة قد تخفف من التوترات قبل المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الجاري
وأكدت وزارة التجارة الصينية الموافقة على الطلبات دون تحديد الدول أو الصناعات التي تشملها، فيما أشارت إلى طلب متنام على المعادن في صناعة الروبوتات والسيارات الكهربائية.
وجاء في البيان أن الوزارة ستواصل مراجعة شكاوى طلبات التصدير.
ويأتي التأكيد بعد أيام من تحدث الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج، الذي قال ترامب بعده أنه “ينبغي ألا تكون هناك أسئلة متعلقة بتعقيدات المعادن النادرة”. ومن المقرر أن يلتقي وفدان من بكين وواشنطن في المملكة المتحدة لإجراء مفاوضات تجارية بعد غد الاثنين.
وقالت “رويترز” في وقت سابق إن الصين منحت تراخيص تصدير مؤقتة لموردي المعادن النادرة إلى أكبر ثلاث شركات صناعة سيارات أمريكية. وكانت وزارة التجارة الصينية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستسرع إجراءات الموافقة للمصدرين المؤهلين من المعادن النادرة إلى أوروبا.
المصدر: وكالة بلومبرج للأنباء+رويترز