كشفت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عن أعداد المقاتلين الأجانب في الحرب الروسية الأوكرانية.

وعرضت «عبدالرحيم»، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، تقريرا عن المقاتلون الأجانب في الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدة أنه كثفت عدد من المنظمات الدولية في مارس 2022 من تحذيراتها مع تواتر الأنباء عن وصول الآلاف من المتطوعين الغربيين الانضواء تحت راية ”الفيلق الدولي“؛ الذي كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد دعا إلى تشكيله لمساعدة بلاده في الحرب الدائرة على أراضيها.

وكشفت عن إفادة تقارير بأن 16 ألف متطوع أجنبي على الأقل لبوا نداء القتال من أجل أوكرانيا حينها، وأن أكثر من 3 آلاف أمريكي يريدون القتال كجزء من فيلق الدفاع الإقليمي الدولي ضد القوات الروسية ومن أجل الحرية، حسب تقرير لمجلة ”فوكوس“ الألمانية.

وتابعت: "تناولت الأخبار تجنيد أوكرانيا “مرتزقة” لتنفيذ عمليات داخل البلاد، تشمل مواجهة المرتزقة التي يرسلها الكرملين وجهاً لوجه، مقابل مبالغ تصل إلى 2000 دولار يومياً.

واستطردت: “يبدو أن دعوة أوكرانيا المقاتلين الأجانب إلى المشاركة في القتال إلى جانبها تلقى إقبالاً في دول أفريقية؛ ففي السنغال تم الإعلان عن تجنيد 36 شخصاً للمشاركة في الحرب ضد روسيا، وفي نيجيريا وصل هذا العدد إلى 115 شخصاً؛ فيما خلص تقييم أميركي إلى أن روسيا جندت مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال في المناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف، معقبة: ”هذا إلى جانب المجموعتين العسكريتين كتيبة أزوف الأوكرانية ومجموعة وفاجنر الروسية".

وأوضحت أن "كتيبة آزوف" تعد وحدة مشاة عسكرية يمينية قومية، متهمة بتبني أيديولوجية "النازيين الجدد" وخطاب كراهية يدعو لتفوق العنصر الأبيض، وقاتلت لأول مرة إلى جانب الجيش الأوكراني في شرق البلاد عام 2014 ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، وبعد جهودها في استعادة مدينة ماريوبول الاستراتيجية الساحلية ومينائها من الانفصاليين المدعومين من روسيا، دمجت الوحدة رسميا في الحرس الوطني الأوكراني في 12 نوفمبر 2014، وحصلت على إشادة كبيرة من الرئيس آنذاك بترو بوروشينكو، حيث قال في فعالية إن "هؤلاء هم أفضل محاربينا وأفضل متطوعينا".

وتابعت: “أما مجموعة فاجنر هي منظمة روسية شبه عسكرية، وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة وقيل إن مقاوليها شاركوا في صراعات مختلفة، بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية على جانب الحكومة السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015 في الحرب في دونباس في أوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك المعلن عنها ذاتيا، وزعمَ قائد مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين عشية الثالث والعشرين من يونيو 2023 أن جنودًا من وزارة الدفاع الروسية قصفوا مواقع المجموعة العسكريّة، وردًا على هذا توعَّدَ بريغوجين بالانتقامِ من قيادة وزارة الدفاع التي حمَّلها مسؤولية ما طال قواته”.

وكشفت: "أعلن بريجوجين مساء نفس اليوم بدء عملية تطهير فيما بدى أنه تمردٌ على الدولة أو فتيلُ نزاعٍ مسلحٍ ضدّ وزارة الدفاع تحديدًا، بدأت مجموعة فاغنر في سحبِ قواتها من مدينة روستوف التي كانت قد سيطرت عليها بالكامل قبل ساعات، وذلك بعدما عادت من الطُرق التي زحفت عليها مباشرةً بعد الاتفاق بينَ لوكاشينكو وبريجوجين، وأعلن المتحدث باسمِ الكرملين دميتري بيسكوف أنه سيتم إسقاط التهم الموجهة إلى بريجوجين وسيُرسَل إلى بيلاروسيا، كما لن يواجه مقاتلو فاجنر المتمردين المحاكمة، أمّا الذين شاركوا في الحربِ إلى جانبِ الروس ضد أوكرانيا ولم يُشاركوا في التمرد داخل روسيا فقد يوقعون عقودًا رسمية مع وزارة الدفاع.

وأكدت الإعلامية داليا عبد الرحيم، أنه لا أحد يجهل ما يترتب على الاستعانة بالمقاتلين الأجانب والمرتزقة من نتائج كارثية، هؤلاء الذين يحترفون صناعة الموت ينتهي بهم المطاف عادة بالعودة غير المأمونة إلى بلدانهم أو البحث عن مناطق صراع جديدة يشاركون فيها كمحترفين لا يتقنون إلا مهنة القتل، مختتمة: "يمكننا أن نقول في ثقة تعتمد على قراءات الماضي القريب أن نهاية الحرب عند هؤلاء – أي- وكل حرب تعني التهيؤ للبحث عن حرب جديدة أو عمليات إرهابية يشاركون فيها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب الروسية الاوكرانية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضفة الأخرى وزارة الدفاع فی الحرب إلى جانب

إقرأ أيضاً:

شهادات صادمة.. مرتزقة فاغنر الروسية يقتلون ويعذبون مدنيين في مالي

في شهادة صادمة تكشف جانبا من الانتهاكات الواسعة المنسوبة للمرتزقة الروس في مالي، روى صاحب متجر لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كيف شاهد عناصر من المرتزقة، الذين يقاتلون الجماعات المسلحة هناك، وهم ينفذون عملية قتل بدم بارد لرجلين أمامه، قبل أن يهددوه بقطع أصابعه وقتله. 

وتعد هذه الرواية واحدة من عدة شهادات مشابهة وثقتها "بي بي سي"، وتسلط الضوء على الأساليب الوحشية التي يستخدمها هؤلاء المقاتلون خلال حملتهم الدموية ضد الجماعات المسلحة في غرب أفريقيا، وهي أساليب أدانتها منظمات حقوقية دولية على نطاق واسع.

وتأتي هذه الشهادات في سياق التغيرات التي شهدتها مالي منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة عام 2021، ودفع القوات الفرنسية إلى مغادرة البلاد بعد اتهامها بالإخفاق في مواجهة التمرد. 
وبعد الانسحاب الفرنسي، استعان المجلس العسكري بمرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية، المرتبطة بالكرملين آنذاك. ولاحقا، ومع إعلان فاغنر انسحابها، تولت مجموعة "فيلق أفريقيا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية تنفيذ عملياتها.

ووفق تقرير صادر عن "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" الشهر الماضي، كان بعض مقاتلي فاغنر يوثقون فظائعهم في قناة خاصة على تطبيق تلغرام قبل إغلاقها منتصف هذا العام، حيث شاركوا صورا ومقاطع تظهر عمليات قتل واغتصاب وتعذيب وانتهاكات مروعة، وصلت إلى حد تناول لحوم بشرية والتنكيل بالجثث بزعم أنها تعود لمتمردين أو مدنيين.

وفي حزيران/يونيو الماضي، أعلنت مجلة "أفريكا ريبورت" أنها اخترقت تلك القناة، وعثرت على 322 مقطع فيديو و647 صورة توثق رؤوسا مقطوعة وعيونا مقتلعة ومشاهد مروعة تعبر عن عنصرية حادة. أحد الشهود على هذه الفظائع هو "أحمد" (اسم مستعار)، الذي فر من مالي ويقيم حاليا في مخيم للاجئين في موريتانيا، وروى تجربته القاسية لبي بي سي.

يقول أحمد إن محنته بدأت حين وصل مقاتلو فاغنر إلى متجره الكبير في بلدة نامبالا وسط مالي في آب/أغسطس 2024، ورغم أنهم كانوا زبائن دائمين، فقد اتهموه بالتواطؤ مع المسلحين الذين ينشطون في المنطقة. 


ووفق روايته: "أخذوني إلى السيارة ودفعوني بداخلها وربطوا يدي. أحد جنود فاغنر وضع سكينا على إصبعي وسألني عن صاحب المتجر. قلت إنه في باماكو، لكنه قال: إجابة خاطئة".

ويتابع أحمد أن المقاتلين أخذوه إلى قاعدة عسكرية مالية محصنة، ووضعوه داخل حظيرة طائرات، حيث جرى تعذيبه عبر الغمر المتكرر في الماء حتى الاختناق، والضغط بأقدامهم على صدره، قبل نقله إلى وحدة مراحيض احتجز فيها مع أشخاص يعرفهم من بينهم "حسين" الذي كان في حالة مزرية من شدة الضرب، و"عمر" الذي أحضر لاحقا وهو في وضع مماثل.

وبعد ليلة قضاها في الحظيرة، قال أحمد إن المقاتلين لفوا عصابة على وجهه وهددوه بقطع رأسه إن لم يدلهم على معلومات إضافية، لكنه أكد للمترجم أنه قال كل ما يعرفه. وأمضى بعدها ليلة في مطبخ القاعدة مع رجل من الطوارق وآخر من العرب، احتجزا بدورهما دون سبب واضح، قبل أن يعاد إلى الحظيرة في اليوم التالي.

ويروي أحمد: "أحضروا الرجلين وقطعوا رأسيهما أمامي". ويضيف، وهو يحاول كبت دموعه، أن أحد مقاتلي فاغنر قرب إحدى الجثث من وجهه وقال له: "إذا لم تخبرنا بمكان صاحب المتجر، فسيكون مصيرك مماثلا".

وأكد أحمد أن حياته أنقذت عندما اتصل أحد قادة فاغنر بضابط في الجيش المالي ليتحقق من الشبهة ضده، إذ أكد الضابط براءته من أي علاقة بالمسلحين. وأضاف: "ذهب القائد إلى القاعدة وأطلق سراحي وسراح صاحب متجر آخر وعمر". وقال إنه غادر مالي بعد ذلك إلى موريتانيا مع عائلته: "أمضيت 15 يوما هناك. بعدها قررت المغادرة".

وفي تقرير صدر في آب/أغسطس الماضي، قالت مجموعة "ذا سنتري"، التي أسسها جورج كلوني والمسؤول الأمريكي السابق جون بريندرغاست، إن فاغنر لم ترتكب فقط انتهاكات واسعة، بل نشرت أيضا "الفوضى والخوف" داخل القيادة العسكرية المالية، مستشهدة بمسؤول مالي قال: "عناصر فاغنر أسوأ من الفرنسيين… لقد انتقلنا من وضع سيء إلى أسوأ".

ورغم إعلان فاغنر انسحابها من مالي في حزيران/يونيو الماضي، وادعائها أن مهمتها "أنجزت"، يقول محللون إن معظم مقاتليها انتقلوا للعمل ضمن "فيلق أفريقيا". 

وتشير تقديرات "معهد تمبكتو" البحثي في السنغال إلى أن ما بين 70 و80 في المئة من مقاتلي الفيلق كانوا سابقا ضمن فاغنر. وجاء في تقرير للمعهد في تموز/يوليو أن "فيلق أفريقيا يرث إرث فاغنر في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل خارج القانون والتعذيب".


ومع ذلك، أفادت منظمة "أكليد" لرصد العنف بأن المؤشرات الأولية تظهر أن سلوك الفيلق "أقل شراسة" من سلوك فاغنر. وقال هيني نسيبية، كبير محللي غرب أفريقيا في المنظمة، لبي بي سي: "عدد الحوادث التي تشمل عمليات قتل متعمدة للمدنيين أو فظائع جماعية قد انخفض بشكل ملحوظ".

ويأتي هذا في وقت أجبر فيه الصراع في مالي نحو 50 ألف شخص على الفرار إلى مخيم "أمبره" للاجئين في موريتانيا، وفق مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء "بنتو"، التي قالت إنها فرت العام الماضي بعدما عثر على جثة زوجها ممزقة بالرصاص في النهر. وأضافت: "عندما أسمع اسم فاغنر، أشعر بالصدمة والخوف. أكره كلمة فاغنر لأنهم جلبوا الحزن لي".

ويوثق لاجئ آخر، يدعى يوسف، حادثة اعتداء عنيف تعرض لها مع أصدقائه حين كانوا يرعون مواشيهم قرب الحدود الموريتانية، حيث اعتدت عليهم مركبة تقل عناصر من فاغنر دون سبب.  وقال: "أمسكني أحدهم وهدد بإلقائي في البئر". وبعد نقله إلى معسكر عسكري، تعرض لتعذيب قاس بقضيب معدني، قبل أن يفقد أحد أصدقائه حياته خلال التعذيب.

وبينما لا يعرف يوسف مصير جثة صديقه، فقد أطلق سراحه من دون أي تفسير.

وقال أحمد إنه قبل اختطافه وتعذيبه، شاهد كيف فرضت فاغنر حصارا على نامبالا والقرى المحيطة للعثور على شخص يعتقد أنه يستخدم هاتفا عبر الأقمار الصناعية. وأضاف أنهم جمعوا السكان في ملعب لكرة القدم، وعذبوا أحدهم عبر غمر رأسه في برميل ماء أمام الجميع. كما عاد المرتزقة إلى الملعب حاملين معاول وفؤوسا لترويع السكان وإيهامهم بأنهم سيجبرونهم على حفر قبورهم.

وبعد ساعات طويلة تحت الشمس، أطلق سراح الجميع باستثناء شخص واحد أخذه المرتزقة، ولا يزال مصيره مجهولا. ويختم أحمد شهادته قائلا إنه يريد أن يرى مقاتلي فاغنر يقدمون للعدالة: "هذه التجربة تطاردني… إنها تسبب لي كوابيس".

مقالات مشابهة

  • بوتين: الخسائر الكبيرة التي تتكبدها أوكرانيا في القتال مأساة
  • صحة غزة تكشف أرقام صادمة تعكس حجم الانهيار الصحي في القطاع
  • أرقام صادمة: نصف الأمهات الأردنيات يعانين اكتئاب ما بعد الولادة بلا تشخيص أو علاج
  • داليا فريد تكشف كواليس تحويل "الميلاد" من برنامج غنائي لمسرحية كاملة
  • روبيو: مباحثات جديدة حول أوكرانيا ووفد أمريكي يستعد لزيارة موسكو
  • الدفاع الروسية: السيطرة على بلدة جديدة بعد محاولات أوكرانية لفك الحصار
  • الخارجية الروسية: أوكرانيا تُمثل تهديداً للأمن العالمي
  • تراجع الدعم لغزة بعد الهدنة.. أرقام صادمة تكشف عمق المأساة
  • الدفاع الروسية: استهدفنا بضربة مكثفة ليلية مواقع للصناعة العسكرية والطاقة في أوكرانيا
  • شهادات صادمة.. مرتزقة فاغنر الروسية يقتلون ويعذبون مدنيين في مالي