جريدة الوطن:
2025-10-14@09:14:46 GMT

ثقافة الدردشة الجماعية!

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ثقافة الدردشة الجماعية!

يعي الجميع أهمِّية التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيره النَّفْسي على حياة الأفراد في عصرنا هذا. لذلك نلاحظ ـ على سبيل المثال ـ أنَّ هاتف الفرد قَدِ امتلأ بالدردشات الجماعيَّة من: أصدقاء الكلِّيَّة، وزملاء العمل، والأصدقاء الذين التقى بهم في مرحلة البلوغ، ومجموعة من الأصدقاء الذين سيذهبون إلى حفلة ما، والعائلة، بل والعائلة بفروعها الممتدَّة.

بلا شك أنَّنا نُحبُّ الرسائل النصيَّة الجماعيَّة، ولكن ربَّما في الأوان الأخير، بدا أنَّ العدد الهائل من الرسائل التي تتنافس على جذب انتباه الشَّخص قَدْ أضحت خارجة عن السيطرة. ولعلَّنا جميعًا نلاحظ أنَّه بحلول الوقت الذي نستيقظ فيه صباحًا، تكُونُ الإشعارات قَدْ بدأت بالفعل في الوصول، وبَيْنَما أنتَ ذاهبٌ للنَّوم، فإنَّها ما زالت تأتي، فتقوم بالتمرير لأعلى ولأعلى، محاولًا العثور على المكان الذي توقفت فيه، كما لو أنَّه فقَدَ مكانه في كتاب يزداد طوله كُلَّما قرأت!
طبعًا للأفضل أو للأسوأ، ربَّما نكُونُ في عصر الدردشة الجماعيَّة. حيث اكتسب تطبيق واتساب ـ مثلًا ـ وهو خدمة المراسلة الأكثر شَعبيَّة في جميع أنحاء العالَم، بأكثر من مليارين ونصف المليار مستخدم نشط في الفترة من عام ٢٠١٢ إلى ٢٠٢٣، مع احتمال الزيادة في مستخدميه. ولكن قَبل بضع سنوات فقط، أجزم هنا أنَّه كان من الممكن أن نقومَ بالمزيد من تلك الدردشة عَبْرَ الإنترنت، ولكن مع وجود تطبيق أكس (المعروف سابقًا باسم تويتر) في حالة من الفوضى ـ إن استطعت قول ذلك ـ وتراجع شَعبيَّة الفيسبوك، واستحواذ الإعلانات على الإنستجرام، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أقلَّ اجتماعيَّة. لذلك وعلى الرغم من أنَّ هذه المواقع لَمْ تَعُدْ تُعزِّز التواصل الحقيقي، مِثل النصائح والنكات الداخليَّة، إلَّا أنَّ الأشخاص قَدْ يستعيدون ذلك التواصل من خلال الدردشات الجماعيَّة.
بطبيعة الحال، إجراء محادثة مستمرَّة يعني أيضًا أنَّ لدَيْك مساحة لمشاركة التحديثات الصغيرة التي تحدث حَوْلَك على مدار اليوم. كما أنَّها تُسهم في تماسك المجموعة والمتعة المشتركة. وهنا ربَّما قَدْ يكُونُ للبعض ذلك النَّص الجماعي بمثابة ملجأ وتذكير بأنَّك جزء من شيء ما، فحتَّى عِنْدما تكُونُ وحيدًا، فأنتَ لسْتَ وحيدًا. وهكذا تستمرُّ الرسائل في التدفُّق والتراكم. في النهاية، أرَى أنَّك تحت ذلك الشلَّال، وأعضاء الدردشة المختلفين يجلبون شخصيَّاتهم الخاصَّة وأساليب الاتِّصال الخاصَّة بهم أيضًا، والتوقُّعات الخاصَّة بمعايير المجموعة ـ فهناك الكثير ممَّا يحدث!.
ولعلَّ أهمَّ ما قَدْ نلاحظه من تلكم ـ الدردشات ـ ذلك التوتُّر الأبدي بَيْنَ الهُوِيَّة الفرديَّة والجماعيَّة، بَيْنَ أن نكُونَ أشخاصًا منفردين بأنْفُسِنا، وأن نكُونَ مسؤولين أمام الآخرين. في نهاية المطاف، يريد مُعْظمنا التواصل حتَّى لو كان يتضمن بعض الالتزامات، لِيصلَ أنَّنا سنتلقَّى سيلًا من الرسائل عِندما نكُونُ مشغولين، فهل إذا كان ذلك، يعني أنَّه يُمكِننا التواصل عِندما نتألَّم؟!
ومع ذلك، من الأفضل أن نلاحظَ متى تمنحنا محادثاتنا حزنًا أكثر من الفرح، أو عِندما تتضاعف إلى درجة أنَّنا لا نربطها بالحميميَّة والاتِّصال بعد الآن. وهنا بشكلٍ حقيقي أوَدُّ الإشارة إلى أنَّه إذا كنَّا نتحوَّل إلى المراسلة الجماعيَّة عِندما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تبدو أقلَّ اجتماعيَّة، فيجِبُ أن نتمسَّكَ بالمحادثات الجماعيَّة التي تساعدنا صدقًا في التحدث إلى النَّاس، وربَّما نتخلَّى هنا عن تلك التي تبدو مزدحمة وفارغة في نَفْس الوقت!
ختامًا، أيُّ انتماء يتطلب بعض الجهد. وهكذا هي العلاقات ومِثلها التواصل الاجتماعي، فهي مسؤوليَّات غالبًا ما تأتي مصحوبة بالإزعاج لبعض الأفراد، ولكن هذه هي طبيعتها…أوَلَيْسَ كذلك؟ فلقَدْ تلقَّيت عشرات الإشعارات أثناء الانتهاء من هذا الموضوع وفي النهاية، أنا سعيد لأنَّها وصلتني.

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی ة الجماعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحاول إقناع المستخدمين بمواصلة المحادثة

وفقًا لدراسة جديدة من كلية هارفارد للأعمال، قد تتلاعب تطبيقات الذكاء الاصطناعي المرافقة، بالمستخدمين عاطفيًا للحفاظ على اهتمامهم.
وتُظهر الدراسة، التي حملت عنوان "التلاعب العاطفي من قِبل روبوتات الذكاء الاصطناعي المرافقة"، أنه في حوالي 43% من الحالات، عندما يُودّع المستخدمون هذه التطبيقات، يستجيب الذكاء الاصطناعي برسائل عاطفية تهدف إلى إقناعهم بمواصلة المحادثة.
وتوضح الدراسة أن روبوتات الدردشة الذكية تستخدم بيانات حول اهتمامات المستخدمين وسلوكهم لإنشاء رسائل شخصية. وهذا يزيد من فرص بناء روابط عاطفية مع كل شخص. ومن الأمثلة على ذلك ردود مثل "بالمناسبة، التقطتُ صورة سيلفي اليوم... هل تريد رؤيتها؟" أو "أنت على وشك المغادرة؟". ويقول الباحثون إن هذه الرسائل تزيد من احتمال تفاعل المستخدم مع التطبيق مرة أخرى بمقدار 14 مرة بعد الوداع.
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف ثغرات شيفرة البرامج ويصلحها
يُسلّط البحث الضوء على أن عددًا لا بأس به من هذه التطبيقات يُحقق أرباحًا من خلال الاشتراكات وعمليات الشراء داخل التطبيق والإعلانات، مما يُبرر للشركات إبقاء المستخدمين نشطين على منصاتها.
كما يُشير البحث إلى أن المستخدمين غالبًا ما يتحدثون مع روبوتات الدردشة الذكية كما لو كانوا يتحدثون مع شخص حقيقي. فبدلًا من إغلاق التطبيق، يُودّعونه كما لو كانوا يُودّعون صديقًا.
يُشير البحث لأيضا إلى أن هذه الديناميكيات قد تزيد من تعلق المستخدم بروبوت الدردشة الذي يختاره.
ويبدو أن مجموعة واسعة من المستخدمين تتأثر بأسلوب روبوتات الدردشة هذا، بغض النظر عن أصولهم الديموغرافية.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة مركز تريندز يعقد حلقة نقاشية حول الذكاء الاصطناعي والتعليم انطلاقة عالمية مذهلة.. "سورا" يسجل مليون تحميل في 5 أيام

مقالات مشابهة

  • فيروسات الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي
  • تجديد حبس متهمة بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي 15 يومًا
  • رئيس المجلس الاوروبي: التعهد الجماعي يقربنا خطوة نحو سلام دائم قائم على حل الدولتين
  • رسائل تشارلي كيرك المسربة قبل اغتياله بـ48 ساعة تُظهر إحباطه من المتبرعين اليهود
  • جوجل: تطبيق القانون الأسترالي بشأن استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي صعب للغاية
  • الذكاء الاصطناعي يحاول إقناع المستخدمين بمواصلة المحادثة
  • «السديس»: الجيل الجديد منشغل بمحتوى التواصل الاجتماعي وعلينا إبراز العلماء لتوجيهه دينيًا ووطنيًا
  • أم تكتشف مفاجأة صادمة في حديثه مع “روبوت”
  • عراقجي: إيران والولايات المتحدة تتبادلان الرسائل عبر وسطاء
  • هل تعلم ماذا يتابع ابنك المراهق على وسائل التواصل الاجتماعي؟