أزمات دبلوماسية إسرائيلية أوروبية على خلفية الضفة الغربية ولبنان
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تواصل سياسة دولة الاحتلال التسبب بإثارة أزمات دبلوماسية مع العديد من دول العالم، وآخرها إصدار وزارة خارجيتها قرارا بمنع دخول دبلوماسيين أوروبيين إلى مناطق "ج" بالضفة الغربية على "خلفيه أمنية".
وذكر جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك" ومنسق العمليات في المناطق الفلسطينية بوزارة الحرب أنهم "لم يعطوا رأيا بعدم الموافقة على الزيارات لأسباب أمنية"، فيما يرى الدبلوماسيون الأوروبيون أن القرار يشير إلى تغير في السلوك الإسرائيلي تجاههم لأسباب سياسية.
وكشف المراسل السياسي لموقع "ويللا"، باراك رافيد، أنه "في الأسابيع الأخيرة، منعت وزارة الخارجية الإسرائيلية ثلاثة وزراء خارجية أوروبيين من زيارة القرى الفلسطينية في المنطقة (ج)، حيث يحتفظ الاحتلال بسيطرة أمنية ومدنية كاملة، مع أن هذه المنطقة تشكل 60 بالمئة من الضفة الغربية، وهي احتياطي الأرض المركزي لإقامة الدولة الفلسطينية في المستقبل".
وقال رافيد إن اليمين الإسرائيلي يعمل منذ وصوله السلطة على تقييد خطوات الفلسطينيين في هذه المناطق من خلال زيادة هدم المنازل، وإخلاء القرى البدوية، كما يدفع اللوبي الاستيطاني، خاصة المنظمات التابعة لحزب الصهيونية الدينية، للتحرك ضد المساعدات الأوروبية للفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المناطق.
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزراء خارجية أيرلندا والنرويج وبريطانيا زاروا إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، طلبوا القيام بجولة في القرى الفلسطينية ضمن المنطقة (ج)، لكن تم منع ذلك بسبب معارضة وزارة الخارجية، التي أوضحت لهم أنه في ظل الوضع الأمني المتوتر بالضفة الغربية، فلم يكن ممكنا ضمان أمن الوزراء، لذا لا يمكنهم زيارة المنطقة".
وزعم المتحدث باسم الوزارة، ليئور حايات، أن الزيارات لم تتم الموافقة عليها بعد التشاور مع المسؤولين الأمنيين، خوفا أن يؤدي وصول الوزراء لمناطق الاحتكاك للتصعيد والعنف، لكن متحدثة باسم الجيش أكدت أنه "لم يقدم أي مسؤول في الجيش هذه التوصية للوزارة، وكذلك جهاز الشاباك".
في سياق متصل، أجرت وزارة خارجية الاحتلال "محادثتي توبيخ مع دبلوماسيين فرنسيين بشأن التوتر على الحدود مع لبنان، بزعم أن فرنسا تتجاهل الوضع في جنوب لبنان، وإذا استمر ذلك فلن يكون هناك جدوى من مواصلة المحادثات معها بشأن لبنان، لأن فرنسا تتبنى الموقف اللبناني بشكل كامل، وتتجاهل تمركز حزب الله في المنطقة الحدودية مع إسرائيل".
وكشف رافيد أن "فرنسا هي إحدى الدول التي تتمتع بأكبر قدر من التأثير على لبنان، وتقيم علاقات مع أحزابه السياسية، وقادت قبل أسابيع صياغة قرار مجلس الأمن لتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل)، وزعم مسؤولون إسرائيليون أنه خلال مفاوضات إصدار القرار صاغ الفرنسيون مشروعا يكاد يكون مخالفا للقانون، حيث تبنت بالكامل الموقف اللبناني، وفرضت قيودا على أنشطة قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، لكن الضغط المضاد من الولايات المتحدة وإسرائيل وأعضاء آخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدى لتغيير المشروع الفرنسي، وعدم تضمينه في النهاية قيودا على قوات اليونيفيل".
وأوضح رافيد في تقرير آخر ترجمته "عربي21" أنه "بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، تم استدعاء نائب السفير الفرنسي لوزارة الخارجية في تل أبيب، ووصف مسؤولون كبار فيها اللقاء بأنه دعوة للتوبيخ، بسبب السلوك الفرنسي في المفاوضات بشأن قرار مجلس الأمن بشأن اليونيفيل، وقد زار وفد من الجيش الإسرائيلي باريس قبل أسابيع، وعرض تعزيز مكانة حزب الله على الحدود، ومحاولات تقييد خطوات مراقبي الأمم المتحدة".
وأضاف المسؤولون أن الفرنسيين "حاولوا الترويج لتجاهل الطلبات الإسرائيلية بشكل كامل، وتبنوا الرواية اللبنانية، بل وجعلوا صياغة القرار أسوأ خلال المفاوضات، ولذلك ليس هناك جدوى من إجراء حوار معهم حول هذه القضية في المستقبل".
ونقل رافيد عن السفارة الفرنسية في تل أبيب أن لقاء نائب السفير ومسؤولي الخارجية "ليس استدعاء ولم تقدمه لهم وزارة الخارجية كذلك، لقد قالوا فقط إنهم يريدون لقاءنا، وذهبنا لمقابلتهم، وخلال المفاوضات حاولنا تحقيق التوازن بين عدة قوى داخل مجلس الأمن، وكان هناك عدد من أعضائه أيدوا الموقف اللبناني، وتمكنا من تحقيق أفضل نتيجة يمكن توقعها، وأدخلت فرنسا عدة نقاط إسرائيلية في القرار، مثل ذكر ميادين الرماية في جنوب لبنان، وحاويات منظمة أخضر بلا حدود، العاملة غطاء لنشاط حزب الله في المنطقة الحدودية".
وتكشف هذه الأزمات الدبلوماسية الإسرائيلية الأوروبية أنه منذ تشكيل الحكومة الحالية قبل عشرة أشهر، فقد تعثرت علاقاتهما، رغم قيام بنيامين نتنياهو بزيارات عمل عدة مهمة لأربع من أكبر العواصم الأوروبية، هي: باريس وبرلين ولندن وروما، في محاولة لترميم هذه العلاقة.
ونظّم وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين سلسلة زيارات مماثلة، دون أن تسفر بالضرورة عن تحسّن مباشر للعلاقات، ودون ضمان أن تنجح في سحب دولها بجانب مواقف الاحتلال على حساب الفلسطينيين، رغم ظهور بعض السياسات الأوروبية الأخيرة لدى عدد من الدول في الانحياز لتل أبيب، بما خالف عقودا طويلة من المواقف المبدئية التي ناصرت القضية الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الضفة فرنسا فرنسا أوروبا الاحتلال أزمة دبلوماسية الضفة صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الخارجیة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
حكومة نتنياهو تصدّق على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
صدّق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، في حين هاجم مستوطنون مجددا تجمّع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.
كما أصيب فلسطينيان برصاص جنود الاحتلال فجر اليوم الجمعة خلال اقتحامهم مخيم الأمعري جنوب رام الله، وأصيبت فلسطينية جراء اعتداء جنود الاحتلال عليها بالضرب في مدينة دورا بالخليل.
وقالت القناة الـ14 اليوم الجمعة إن الكابينت صدّق على طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تنظيم 19 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، مضيفة أن سموتريتش قدّم مساء الخميس إلى أعضاء الكابينت خطته لتنظيم تلك المستوطنات.
وأضافت أن بعض هذه المستوطنات جديدة تماما، وبعضها قائم وسيتم تنظيمه، مشيرة إلى أن أبرز المستوطنات القائمة هما غانيم وكاديم اللتان تم إخلاؤهما عام 2005 بالتزامن مع تفكيك المستوطنات في قطاع غزة.
وتقول حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إن نحو نصف مليون مستوطن يقيمون في مستوطنات بالضفة الغربية، في حين يقيم نحو 250 ألف مستوطن في مستوطنات مقامة على أراضي القدس الشرقية.
ومن شأن التهام إسرائيل الضفة الغربية المحتلة ثم ضمها إليها رسميا إنهاء إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) المنصوص عليه في قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.
جاء هذا فيما أدان الأمين للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مضيفا أن العام الجاري شهد أعلى مستويات تقدم المخططات الاستيطانية منذ بدء الرصد الأممي.
في المقابل، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن تصديق الكابينت على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة في الضفة الغربية يدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الضفة.
وأضافت الهيئة أن القرار تصعيد خطير ويكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس التهويد الكامل للأرض الفلسطينية، وهي تأتي ضمن سياسة ممنهجة تقودها حكومة نتنياهو لشرعنة البؤر وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، مما يكرس السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
مستوطنون يواصلون عمليات تجريف الأراضي وقلع أشجار الزيتون في السهل الشرقي من بلدة ترمسعيا شمالي رام الله#الأخبار pic.twitter.com/dlHx4op9OP
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 12, 2025
هجمات المستوطنين واقتحاماتفي غضون ذلك، هاجم مستوطنون مجددا تجمّع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.
إعلانوأفادت مراسلة الجزيرة بأن المستوطنين لاحقوا شبانا من التجمع واعتدوا عليهم.
كما أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت التجمع وأغلقت مداخله، وأخضعت عددا من السكان للتحقيق بعد أن دافعوا عن أنفسهم أمام اعتداءات المستوطنين.
وفي تطور آخر، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينية أصيبت إثر اعتداء قوات الاحتلال عليها بالضرب في مدينة دورا بالخليل جنوبي الضفة الغربية.
كما أصيب فلسطينيان خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم الأمعري بمدينة البيرة.
وفي الوقت نفسه، يواصل مستوطنون عمليات تجريف الأراضي وقلع أشجار الزيتون في السهل الشرقي من بلدة ترمسعيا شمالي رام الله.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن المنطقة تشهد منذ أيام عمليات تجريف مستمرة من جانب جيش الاحتلال والمستوطنين شملت آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين الزراعية وقُطعت خلالها أكثر من ألفي شجرة زيتون.
يذكر أن بلدة ترمسعيا محاطة بمستوطنة شيلو وعدد من البؤر الاستيطانية.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم شابين من مدينة طولكرم.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت إبراهيم عودة ومحمود اليحيى بعد مداهمة منزليهما في ضاحية عزبة الجراد شرقي المدينة.
وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي اعتدى على عائلة فلسطينية خلال اقتحامه قرية المغير شرقي رام الله، دون الإبلاغ عن إصابات.
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية اقتحامات شبه يومية من جانب الجيش الإسرائيلي تتخللها عمليات اعتقال واشتباكات.
ومنذ أن بدأت حرب الإبادة بقطاع غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والتي استمرت عامين قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون في الضفة الغربية أكثر من 1092 فلسطينيا وأصابوا نحو 11 ألفا، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألفا.