قال السيد عبد الرحمن عارف الحمادي مسؤول الفعاليات وبرامج التواصل الاجتماعي بحديقة القرآن النباتية عضو مؤسسة قطر إن معرض إكسبو الدوحة 2023 للبستنة يهدف لتقديم رسالة توعوية للحفاظ على البيئة والنباتات، وذلك من خلال أنشطة وورش تعليمية وترفيهية مختلفة ستقدم من خلال جناح الحديقة في المعرض، وأضاف في حديث على تلفزيون قطر: لقد استلهمنا فكرة الجناح من زهرة شجرة السدر التي تحتوي على 5 وريقات، وتصميم الوريقات في الجناح هو عبارة عن غرف، في كل غرفة مجموعة مميزة من النباتات والأدوات المختلفة التي تخدم هدف الحديقة في نشر الرسالة التوعوية، وأوضح أن الجناح سيعرض انواعاً مختلفة من النباتات الصحراوية والزيوت العطرية المستخرجة أشجار هذه المنطقة، بالإضافة إلى الأدوات التراثية المتعلقة بهذه المنطقة.

وأشار إلى ان المشاركة في هذا الحدث الفريد تمثل فرصة ثمينة لتوجيه انتباه المجتمع نحو أهمية صون النباتات، وكذلك لتعزيز التواصل مع تراثنا الديني القيم الذي يؤكد على هذه القضية، وتسليط الضوء على دور البيئة في حياتنا اليومية».
وأضاف أن مشاركة حديقة القرآن النباتية في مثل هذا الحدث يهدف إلى عرض جهود الحديقة في مجال الصون الداخلي والخارجي، ولإعطاء فرصة للجمهور للتعرف عن كثب على مجموعة من الأنواع النباتية المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف، التي ستعرض في هذا الحدث الدولي، فيما سيقدم الخبراء في الحديقة مجموعة من ورش العمل الزراعية المتخصصة، فضلاً عن تقديم برامج ترفيهية تعليمية للأطفال لإثراء المعرفة البيئية لديهم».
وتركز مشاركة الحديقة في هذا الحدث العالمي على مد جسور التواصل بين الحضارات، وتعزيز المسؤولية تجاه البيئة، وتحقيق التكامل بين جهود الحفاظ على النباتات والإنجازات العلمية الحديثة، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.
إلى ذلك، تتضمن الأنشطة والفعاليات التي تقدمها حديقة القرآن النباتية، عروضًا داخلية وخارجية للنباتات المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، من خلال جناحها المستلهم تصميمه من أزهار شجرة السدر، المعروفة بمكانتها الثقافية والتراثية عند القطريين، حيث تشهد الحديقة الخارجية للجناح، عرض النباتات المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، بالإضافة إلى عرض مجسم لمنبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المصنوع من أشجار الأثل، وكذلك المسرح النباتي الذي يضم سلسلةً واسعة من الورش واللقاءات التفاعلية مع المجتمع طوال مدة المعرض، وألعاب للأطفال وطلاب المدارس ضمن برنامج الحديقة التعليمي للصغار «امرح وتعلم».
أما داخليًا فيتم عرض البيئات الجغرافية لصون النباتات في صورها الحية من البيئة الصحراوية وبيئة البحر المتوسط المعتدلة والبيئة الاستوائية، وكذلك عرض عينات تمثل مجموعات مجففة للأجزاء النباتية لأنواع من نباتات الحديقة ونباتات فلورا قطر، إلى جانب عرض نماذج حية من محتويات بنك البذور التابع للحديقة، واستعراض جهود الحديقة في صون وإعادة تأهيل روضة الفرس بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، وكذلك عرض الأدوات التراثية وأدوات الزراعة التقليدية ومساهمات العلماء المسلمين الأوائل في الزراعة، فيما سيُقام عرض ثلاثي الأبعاد (هولجرام) عن كيفية إنبات النباتات بطريقة مبتكرة من خلال شرح آية في القرآن الكريم حول الإنبات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر حديقة القرآن النباتية إكسبو الدوحة 2023 فی القرآن الکریم الحدیقة فی هذا الحدث من خلال

إقرأ أيضاً:

دم التنين في سقطرى.. كنز بيئي نادر مهدد بالاندثار

غالبا ما تُقارن سقطرى بجزر غالاباغوس في الإكوادور، فهي تطفو في عزلة خلابة على بُعد حوالي 240 كيلومترا من القرن الأفريقي، وقد أهلتها ثرواتها البيولوجية بما في ذلك 825 نوعا من النباتات -أكثر من ثلثها لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض- للانضمام إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

تبدو أشجار الزجاجة، التي تبرز جذوعها المنتفخة من بين الصخور، كالمنحوتات واللبان الذي تتلوى أغصانه المتشابكة نحو السماء خلابة، لكن شجرة دم التنين التي تعرف أيضا بشجرة "دم الإخوة" هي التي لطالما أسرت الخيال، ويبدو شكلها الغريب أقرب إلى روايات دكتور سوس منه إلى أي غابة برية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4في يومها العالمي.. شجرة الأركان نظام بيئي واقتصادي فريدlist 2 of 4تغير المناخ يهدد أهم منطقة للتنوع البيولوجي في كينياlist 3 of 4أعشاب البحر.. مخازن الكربون التي تتعرض للتآكلlist 4 of 4دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازونend of list

اشتهرت هذه الأشجار بمظلاتها الشبيهة بالفطر، ونسغها الأحمر الدموي الذي يخترق أخشابها، وكانت في الماضي وافرة العدد، لكن الأعاصير المتزايدة ورعي الماعز الغازي، والاضطرابات المستمرة في اليمن دفعتها والنظام البيئي الفريد الذي تدعمه نحو الانهيار.

تستقبل الجزيرة حوالي 5 آلاف سائح سنويا، ينجذب الكثير منهم إلى المنظر الخلاب لغابات دم التنين، وقد ارتبط اسم الشجرة، التي قد يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار، بالدم بسبب نسغ أحمر داكن يخرج من جذعها عند القطع، وقد كان سلعة ثمينة يوما ما.

إعلان

يُطلب من الزوار الاستعانة بمرشدين محليين والإقامة في مخيمات تديرها عائلات سقطرى لضمان توزيع عائدات السياحة محليا، وإذا اختفت تلك الأشجار الرائعة، فقد تتلاشى معها الصناعة التي تُعيل العديد من سكان الجزيرة.

شجرة التنين ركيزة أساسية في النظام البيئي لجزيرة سقطرى (أسوشيتد برس) تحفة نباتية وبيئية

تبدو شجرة دم التنين أكثر من مجرد تحفة نباتية، بل هي ركيزة أساسية في النظام البيئي لجزيرة سقطرى. تلتقط فروعها المتشابكة مع الأوراق الشبيهة بالمظلات الضباب والمطر، وتنقلهما إلى التربة تحتها، مما يسمح للنباتات المجاورة بالازدهار في المناخ الجاف.

وقال عالم الأحياء البلجيكي كاي فان دام، المتخصص في الحفاظ على البيئة وعمل في سقطرى منذ عام 1999،: "عندما تفقد الأشجار، تفقد كل شيء، التربة والمياه والنظام البيئي بأكمله".

ويحذر علماء مثل فان دام من أن هذه الأشجار قد تختفي خلال بضعة قرون، ومعها العديد من الأنواع الأخرى إذا لم يتم التدخل، وقد أدت سنوات من تغير المناخ والرعي الجائر وحصاد سائلها القرمزي إلى تقليص أعداد الشجرة المذهلة.

ويضيف فان دام: "لقد نجحنا كبشر، في تدمير مساحات شاسعة من الطبيعة في معظم جزر العالم.. سقطرى مكان يمكننا فيه فعل شيء حقيقي. ولكن إن لم نفعل، فالمسؤولية تقع علينا".

عبر امتداد هضبة فيرمين الوعرة في سقطرى، تتكشف أكبر غابة متبقية من غابات دم التنين على خلفية الجبال. تبدو آلاف من المظلات العريضة تتوازن فوق جذوع نحيلة، وتحلق طيور الزرزور السقطري بين التيجان الكثيفة، بينما تتأرجح النسور المصرية في وجه هبات الرياح العاتية. وفي الأسفل، تشق الماعز طريقها عبر الشجيرات الصخرية.

العواصف الشديدة والمتواترة أثرت بشكل كبير على أشجار دم التنين (أسوشيتد برس) رمز تحت التهديد

وفقا لدراسة أجريت عام 2017 في مجلة " نيتشر"، زادت وتيرة الأعاصير الشديدة بشكل كبير في جميع أنحاء بحر العرب في العقود الأخيرة، وتدفع أشجار دم التنين في سقطرى الثمن.

إعلان

ففي عام 2015، ضربت عاصفة مدمرة مزدوجة الجزيرة، غير مسبوقة في شدتها. واقتلعت آلاف الأشجار التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، بعضها يزيد عمره على 500 عام، والتي صمدت أمام عواصف سابقة كثيرة، واستمر الدمار في عام 2018 مع إعصار آخر.

لكن العواصف ليست التهديد الوحيد، فعلى عكس أشجار الصنوبر أو البلوط، التي تنمو بمعدل 60 إلى 90 سنتيمترا سنويا، تنمو أشجار دم التنين بمعدل 2 إلى 3 سنتيمترات فقط سنويا. وبحلول نموعد نضوجها، يكون الكثير منها قد استسلم لخطر خفي وهو الماعز.

تلتهم الماعز الطليقة الشتلات قبل أن تتاح لها فرصة النمو خارج المنحدرات التي يصعب الوصول إليها، ولا يمكن لأشجار دم التنين الصغيرة البقاء على قيد الحياة إلا داخل المشاتل المحمية.

ويقول آلان فورست، عالم التنوع البيولوجي في مركز نباتات الشرق الأوسط التابع للحديقة النباتية الملكية في إدنبرة في إسكتلندا: "معظم الغابات التي خضعت للمسح هي ما نسميه بالغة النضج، لا توجد أشجار صغيرة ولا شتلات. لذا، لدينا أشجار قديمة تتساقط وتموت، ولا يحدث تجديد كبير".

ويضيف فورست "داخل هذه المشاتل والأحواض، يكون نمو النباتات وعمرها أفضل بكثير. وبالتالي ستكون أكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ". لكن جهود الحفاظ على البيئة هذه تُعقّدها الحروب وأوضاع اليمن المتعثرة، كما يظهره واقع الحال في هذه الجزيرة الساحرة.

في هضبة فيرمين الوعرة في سقطرى بقيت أكبر غابة صامدة من غابات دم التنين (أسوشيتد برس)

ويقول عبد الرحمن الإرياني، المستشار في شركة "غلف ستيت أناليتيكس"، وهي شركة استشارات مخاطر مقرها واشنطن: "يركز صانعو السياسات على استقرار البلاد وضمان استمرار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه. أما معالجة قضايا المناخ، فستكون ترفا".

مع قلة الدعم في غياب المؤسسات، تُترك جهود الحفاظ على البيئة في معظمها لأهالي سقطرى. لكن الموارد المحلية شحيحة، كما يقول سامي مبارك، مرشد سياحي بيئي في الجزيرة.

إعلان

ويشير مبارك كوبي المسؤول السياحي في سقطرى إلى أعمدة سياج مشتل عائلة كيباني المائلة المربوطة ببعضها بأسلاك رقيقة، والتي لن تصمد إلا لبضع سنوات قبل أن تتلفها الرياح والأمطار. وقال إن تمويل مشاتل أكثر متانة مزودة بأعمدة سياج إسمنتية سيكون له أثر كبير على كنز لا يمكن التفريط فيه.

مقالات مشابهة

  • مركز بيئي عراقي: التلوث الضوضائي خطر صامت يهدد الصحة ويتطلب تحركاً جماعياً
  • وفد من "الغرفة" يزور جناح سلطنة عُمان في "إكسبو أوساكا"
  • كيف يتجاوز سكان قطر حرارة الصيف؟ مزيج من التكنولوجيا والتقاليد
  • «مزيج رائع من العلم والثقافة».. صلاح عبد الله عن التعاون مع أشرف عبد الغفور
  • استشارات ومبادرات متنوعة.. أنشطة جناح "تعليم الرياض" في سكول إكسبو 2025
  • مجمع القرآن يناقش المفردة القرآنية بين الواقع والمأمول
  • استقبل 500 ألف زائر.. جناح المملكة يتألق في إكسبو أوساكا 2025
  • جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا يستقبل 500 ألف زائر خلال 35 يومًا من الافتتاح
  • الأحساء.. معالجة 571 بلاغًا بيئيًا خلال الربع الأول من 2025
  • دم التنين في سقطرى.. كنز بيئي نادر مهدد بالاندثار