السفير حسين حسونة: التعاون بين مختلف مؤسسات الدولة المصرية كان له بالغ الأثر في نصر أكتوبر
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أكد ممثل مصر السابق في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي، السفير الدكتور حسين حسونة، أن التكاتف والتعاون الكبير بين كافة مؤسسات الدولة المصرية خلال فترة حرب أكتوبر ولاسيما بين المؤسسة العسكرية ووزارة الخارجية المصرية، كان له بالغ الأثر وتكلل بنصر عظيم سجله التاريخ بأحرف من ذهب، لافتًا إلى أن هذا التعاون الدبلوماسي-العسكري أثبت أيضًا فاعليته خلال مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، وفي قضية استرجاع طابا.
واستعرض السفير حسونة، الذي شارك بكافة مراحل الإعداد الدبلوماسي للحرب، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر المجيدة، نتائج جهود الدبلوماسية المصرية قبل وأثناء وبعد المعركة.
وأوضح أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورًا كبيرًا في معركة استرداد الأرض والكرامة بجانب الانتصار العسكري، قائلا:" كنت عضوًا ببعثة مصر بالأمم المتحدة عام 1973 وشاركت في الجهد الدبلوماسي قبل المعركة، حيث تقدمنا باقتراح لمجلس الأمن بناءً على توجيهات القيادة السياسية يدعو إلى تسوية سلمية وعقد مؤتمر سلام في المنطقة، وحصلنا على 14 صوتًا إلا أن الفيتو الأميركي الذي كان متوقعًا اسقط الحل السياسي، وأثبتنا للعالم أننا حاولنا حتى آخر لحظة التوصل لتسوية سلمية بدلًا من خيار الحرب".
وأضاف أنه بعد انتصار الجيش المصري وإسقاط صورة "إسرائيل التي لا تقهر" واصلت الدبلوماسية المصرية المعركة بالأمم المتحدة وكذلك مع وسائل الإعلام الأمريكية بانتقاد انحياز الولايات المتحدة ومساندتها للاحتلال، وبإبراز أن غرضنا هو تحرير الأرض وليس كما يدعي الجانب الإسرائيلي "إلقاء إسرائيل في البحر"، مشددًا على أنها كانت حربا إعلامية صعبة خاضتها الدبلوماسية المصرية في محاولة للتأثير في الإعلام الأمريكي بانتقاد موقف بلادهم ضد مصر.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه عقب نصر أكتوبر عملنا على الاستثمار الدبلوماسي للحرب، وعُقد "مؤتمر السلام في الشرق الأوسط" بچنيف على مستوى وزراء الخارجية في ديسمبر 1973، وتمخض عنه اتفاقيات لفض الاشتباك والانسحاب في مراحله الأولى.
وذكر الخبير الدبلوماسي بأنه من نتائج انتصار الدبلوماسية المصرية عقب الحرب، دعوة الأمم المتحدة لمنظمة التحرير الفلسطينية لحضور اجتماعات الجمعية العامة عام 1974، وكان لكلمة الزعيم الراحل ياسر عرفات من على منبر الأمم المتحدة آنذاك واقع هام على الوفود المشاركة بالجمعية العامة إذ قال: "لقد جئتكم…بغصن زيتون مع بندقية ثائر... فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وأكمل السفير حسونة أن من نتائج انتصار مصر أيضًا، نجاح البلدان العربية في إدراج اللغة العربية كلغة رسمية في عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما كان صعبًا للغاية في ضوء المنافسة مع ألمانيا التي كانت تسعى أيضًا إلى إدراج لغاتها.
ونوه إلى أن الخارجية المصرية استمرت في مساعيها لاسترداد الأرض كاملة، وتم الإعداد للزيارة التاريخية للرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى القدس في نوفمبر 1977، في خطوة مبهرة أدت إلى كسر الجمود في الموقف الإسرائيلي وترتب عليها انسحاب إسرائيل لاحقًا بموجب اتفاقية السلام في مارس 1979.
وشدد السفير حسونة الشاهد على العصر - بمشاركته في كافة تلك الأحداث سواء من داخل الأمم المتحدة بنيويورك قبل وأثناء الحرب، أو في مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية بواشنطن عقب الحرب، أو في رحلة الزعيم السادات التاريخية للقدس - على أن المعركة مع إسرائيل لازالت مستمرة بالأمم المتحدة؛ لإصرارنا على إقامة سلام عادل ودائم بالمنطقة ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، مثمنًا نجاح الوفود العربية في استصدار قرار من الجمعية العامة يدعو محكمة العدل الدولية لإعطاء رأي استشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاستيطان والضم، بما في ذلك الإجراءات التي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية، ووضع مدينة القدس، مختتمًا:"وكلها انتهاكات خطيرة تنافي الشرعية الدولية، ونأمل في إصدار حكم عادل من المحكمة يؤدي إلى مساندة الموقف الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حرب أكتوبر المؤسسة العسكرية الخارجية المصرية الدبلوماسیة المصریة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
إطلاق معايير الاعتماد المصرية لمؤسسات وبرامج التعليم الفني الإثنين
أعلنت الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني (إتقان)، التابعة مباشرةً لرئاسة مجلس الوزراء، تنظيم "فعالية إطلاق المعايير المصرية لاعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الفني والتقني والتدريب المهني"، يوم الاثنين الموافق 13 أكتوبر 2025، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء.
ويعد هذا الإطلاق حدثًا تاريخيًا، حيث تمثل هذه المعايير أول إطار وطني متكامل وموحد لضمان الجودة يغطي كافة قطاعات ومسارات التعليم والتدريب الفني في مصر. وتشمل هذه الحزمة الشاملة ثلاث نطاقات رئيسية هي: معايير اعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الثانوي الفني والتكنولوجي، ومعايير اعتماد مؤسسات وبرامج التعليم العالي التقني، ومعايير اعتماد مؤسسات وبرامج مراكز التدريب المهني.
وقال الدكتور محمد موسى عمارة، رئيس مجلس إدارة هيئة "إتقان": "يمثل هذا اليوم نقطة تحول حقيقية في مسيرة تطوير رأس المال البشري في مصر. فلأول مرة، سيكون لدينا منظومة معايير وطنية متكاملة – تتواءم بنسبة 100% مع مواصفات الأيزو ذات العلاقة بالتعليم الفني والتقني والتدريب المهني وضمان الجودة، وهى:
ISO 21001:2025, ISO 29993:2017, ISO 29994:2021, ISO 29992:2018
مما تضمن جودة المخرجات التعليمية والتدريبية، بدءًا من المدارس الثانوية الفنية والتكنولوجية، مرورًا بمراكز التدريب الاحترافية، ووصولاً إلى مؤسسات التعليم العالي التقني. هذه المعايير ستبني جسورًا متينة من الثقة بين مخرجاتنا التعليمية ومتطلبات سوق العمل ، وتعزز من فرص تنافسية خريجينا في الاندماج في أسواق العمل الإقليمية والدولية، وتدعم مكانة مصر كمركز إقليمي في مجال التعليم الفني والتكنولوجي والتعليم التقني والتدريب المهني، وذلك في إطار التكامل مع الجهود التي تقوم بها القيادة السياسية والحكومة المصرية لتطوير منظومة التعليم الفني والتقني والتدريب المهني التي استندت على تحقيق رؤية مصر 2030 في بناء الإنسان المصري، وتحقيق التنمية المستدامة وتنافسية الاقتصاد الوطني .
وتسبق هذه الفعالية المحورية، ورشة عمل دولية رفيعة المستوى، تُعقد يوم 12 أكتوبر 2025 بالتعاون مع مؤسسة التدريب الأوروبية (ETF)، بهدف مراجعة معايير اعتماد برامج ومؤسسات التعليم الفني والتكنولوجي والتدريب المهني الصادرة عن الهيئة، من قبل بعض خبراء شبكة ضمان جودة التعليم والتدريب المهني في أوربا وفقًا لإطار EQAVET ، ووفق معايير الاعتماد المطبقة في عدة دول أوروبية، مما يؤكد على المنهجية العلمية الدقيقة والبعد الدولي الذي اتبعته الهيئة في إعدادها.
ومن المقرر أن تشهد الفعالية حضورًا رفيع المستوى من الوزارات، وممثلي الهيئات الدبلوماسية، وشركاء التنمية الدوليين، ورجال الأعمال والصناعة، ورؤساء الجامعات، وخبراء التعليم الفني والتفني والتدريب المهني في مصر والعالم.
وستضمن الفعالية جلسات لعرض منهجية إعداد معايير الاعتماد المصرية، ونظرة عامة على الإطار العام والأهداف والأثر المتوقع لتطبيقها، بالإضافة إلى استعراض أوجه التعاون بين هيئة "إتقان" ومؤسسة التدريب الأوروبية ETF، ونتائج المقارنات المرجعية مع المواصفات الدولية الصادرة عن منظمة الأيزوISO
وجدير بالذكر أن الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني (إتقان) هيئة مستقلة تتبع رئاسة مجلس الوزراء، أنشئت بموجب القانون رقم 160 لسنة 2022. وتهدف إلى الارتقاء بجودة منظومة التعليم الفني والتقني والتدريب المهني من خلال وضع وتطبيق معايير الاعتماد للمؤسسات والبرامج في ثلاث نطاقات رئيسية: التعليم الثانوي الفني والتكنولوجي، التعليم العالي التقني، ومراكز التدريب المهني، بما يساهم في تأهيل خريجين قادرين على تلبية احتياجات التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.