عقد نادي قصة أسيوط، عصر أمس، جلسة خاصة بقصر ثقافة أسيوط لمناقشة المجموعة القصصية “جدلية التهرب” للكاتبة ولاء عطا الله عضو نادي القصة، بحسب الكاتب أحمد رشيد ال. - بطل رئيس نادي القصة، وقال إن الجلسة تضمنت عرض دراستين نقديتين للدكتور ثروت عكاشة السنوسي، والدكتور محمود فرغلي.

 وأدارتها الدكتورة فاطمة الشريف، وتم خلالها الاستماع إلى العديد من الآراء النقدية المتوافقة مع الدراستين من خلال الإشادة بقدرات الكاتبة الفنية المتنوعة والقصص التي لها في المجموعة.


يقول الدكتور ثروت عكاشة السنوسي، عضو اتحاد الكتاب المصريين، إنه رغم كونها المجموعة القصصية الأولى للراوية ولاء عطا الله، إلا أن الغريب فيها أنها تتميز بالنضج الفني في الكتابة والأسلوب، بداية من اختياره لاسم المجموعة (جدلية الهروب) استخدم فيها صوراً جدلية تتنوع بين جدلية الذات وجدلية الذات: مسابقات مشكلات الحياة، صور جدلية مع الأشياء والنطاق ومن آثار هذا الجدل في الجانب النفسي وعلى نحو سيميائي فلسفي، نكتشف أن الكاتب قد نجح في دمج التصورات الخيالية مع الواقع المعاش، وقدم وجبة دسمة للقارئ المثقف تستحق التحية والتقدير.


وعن الدكتور محمود فرغلي عضو اتحاد الكتاب المصريين يقول: تتميز مجموعة ديالكتيك الهروب بثرائها الجمالي والفكري نظرا للغة الفنية التي تمتلكها الكتابة والقدرة على التقاط اللحظة السردية والتعمق في النفسية. عمق الشخصيات دون إضاعة واقعها المتأزم، فهي قصص لا تخفي الواقع بل تكشف مفارقاته.


من جانبها أشارت الدكتورة فاطمة الشريف إلى أن حلقة النقاش تأتي ضمن عودة الندوات المتخصصة التي ستقام شهرياً لمناقشة مجموعات من القصص القصيرة والروايات، وأشادت بالمداخلات النقدية العديدة المقدمة.

 بقلم الروائي والناقد أيمن رجب الطاهر والدكتور أحمد مصطفى علي حسين والكاتبة سارة الليثي، والكاتب الدكتور وئام عصام والكاتب عاطف العزازي بحضور المهتمين بالفنون السردية.


تجدر الإشارة إلى أن كتاب "جدلية الهروب" الذي تصدره دار النشر المصرية السودانية الإماراتية، هو العمل الأول للكاتبة ولاء عطا الله أحمد عطا الله، كاتبة ومدونة، حائزة على عدة جوائز في القصة القصيرة، منها على الهواء. جائزة مسابقة القصة القصيرة التي تنظمها مجلة العربي الكويتية وجائزة مسابقة مجلة العربي الكويتية نادي القصة بأسيوط، جائزة المسابقة الأدبية لمنطقة وسط الصعيد الثقافي لمحافظة أسيوط. هيئة قصور الثقافة وجائزة مسابقة جائزة ابن خصيب للإبداع. كما ترشحت لجائزة الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بعد أن تأهلت مسرحيتها «ثلاثة أيام فارغة» إلى القائمة القصيرة العشرين في المسابقة الوطنية للكتابة المسرحية الموجهة للكبار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسيوط فرع ثقافة أسيوط فرع ثقافة ثقافة أسيوط قصر ثقافة بيت ثقافة إقليم وسط الصعيد الثقافى ثقافتنا في إجازتنا محافظة أسيوط محافظ أسيوط اللواء عصام سعد

إقرأ أيضاً:

الهروب إلى الأمام


 

خالد بن حمد الرواحي

في بعض الملفات الحكومية، لا تكمن الإشكالية في غموض القضية أو تعقيدها؛ بل في طريقة التعامل معها. فهي ملفات تمس حياة الناس اليومية، واستقرارهم الوظيفي، ومعيشتهم، وأمنهم الاجتماعي، وتقع بطبيعتها في صميم اختصاص الجهات المعنية. ومع ذلك، يُفاجأ المواطن أحيانًا بأن ما يُقدَّم له ليس حلًا حقيقيًا؛ بل إجراءً مؤقتًا، أو معالجةً ترقيعية، أو قرارًا لا يبدو منسجمًا مع منطق المشكلة ولا مع حجم أثرها الإنساني.

قد تبدو هذه الحلول في ظاهرها مخرجًا سريعًا يخفف الضغط الآني، لكنها في جوهرها لا تُنهي الأزمة؛ بل تُرحّلها. وكأننا أمام سياسة غير معلنة يمكن وصفها بـ«الهروب إلى الأمام»، حيث تُؤجَّل المواجهة بدل تفكيك جذور المشكلة، ويُؤجَّل الحل بدل بنائه على أسس واضحة. غير أن المشكلة المؤجَّلة لا تختفي؛ بل تعود لاحقًا بصورة أكثر تعقيدًا، وبكلفة أعلى على المواطن والمؤسسة معًا.

ومع مرور الوقت، تبدأ آثار هذه القرارات في الظهور على أرض الواقع. هنا لا يتأخر الناس في التعبير عن قلقهم وتساؤلاتهم، فتتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى مساحة مفتوحة للنقاش والشكوى وطلب الفهم. وهذا التفاعل لا يعكس نزعةً للصدام بقدر ما يعكس حاجةً طبيعيةً للإجابة: لماذا اتُّخذ هذا القرار؟ ما أبعاده؟ وما مصير المتأثرين به؟

وعند هذه النقطة تحديدًا، ومع تصاعد الأسئلة واتساع دائرة القلق، يصبح غياب التفاعل الرسمي مشكلةً بحد ذاته. فالصمت الطويل لا يهدئ القلق؛ بل يوسّعه، ويترك المجال للاجتهادات والتأويلات، وربما لتآكل الثقة. وحين يأتي الرد أخيرًا، غالبًا ما يظهر في شكل بيانٍ مقتضب، يعالج جانبًا واحدًا من القضية، ويتجاهل جوانب أخرى لا تقل أهمية. وهكذا يجد المواطن نفسه أمام بيانٍ يحتاج إلى بيان، وتوضيحٍ يحتاج إلى توضيح.

ومن الإنصاف الإشارة هنا إلى التوجه الحكومي الواضح بضرورة أن يكون لدى كل جهة حكومية متحدثٌ رسمي يتولى توضيح مواقفها حيال القضايا التي تشغل الرأي العام. فهذا التوجه لا يأتي من فراغ؛ بل يهدف إلى ضبط مسار المعلومة، ومنع انتشار الأخبار غير الدقيقة أو الشائعات، وضمان أن يستقي المواطن معلوماته من مصدرها الرسمي المختص، لا من اجتهادات أو مصادر غير رسمية قد تملك صورةً ناقصة أو فهمًا غير مكتمل للموضوع. فالمتحدث الرسمي ليس واجهةً إعلامية فحسب؛ بل حلقة وصلٍ أساسية بين المؤسسة والمجتمع، ويزداد دوره أهميةً كلما كانت القضية أكثر حساسيةً وتأثيرًا على حياة الناس.

الإشكال إذن لا يتعلق بوجود هذا التوجه من عدمه؛ بل بتفعيله على أرض الواقع، وبسرعة الاستجابة، وشمولية التوضيح؛ فالتواصل المتأخر لا يُرمم الفجوة؛ بل يعمّقها، والتوضيح الجزئي لا يُقنع؛ بل يثير مزيدًا من الأسئلة. ومع تكرار هذا النمط، تتشكل فجوةٌ صامتة بين الجهة المعنية والمجتمع؛ فجوة لا تصنعها القرارات وحدها؛ بل طريقة شرحها، وتوقيتها، ونبرة التعامل معها.

إن إدارة الملفات الحساسة لا تقتصر على اللوائح والأنظمة؛ بل تتطلب شجاعةً مؤسسية في الاعتراف بأن الحلول المؤقتة لا تصنع استقرارًا، وأن القضايا الجوهرية لا تُدار بمنطق ردّ الفعل. الحل الجذري قد يكون أصعب وأطول زمنًا، لكنه أقل كلفة على المدى البعيد، وأكثر احترامًا لعقل المواطن وثقته.

خلاصة القول.. لا تُقاس المؤسسات بقدرتها على تجاوز العاصفة مؤقتًا؛ بل بقدرتها على معالجة أسبابها من الجذور. فالهروب إلى الأمام قد يؤجل المشكلة، لكنه لا يلغيها. أما المواجهة الواعية، القائمة على حلولٍ منطقية وتواصلٍ صادق وفي الوقت المناسب، فهي وحدها التي تصنع استقرارًا حقيقيًا… لا بيانًا يحتاج إلى بيان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بكلمات مؤثرة.. مصطفى بكري ينعى وفاة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق
  • أستاذ بهندسة أسيوط يفوز بجائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي لعام 2025
  • الهروب إلى الأمام
  • مجموعة أممية تطالب بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزتها الولايات المتحدة في الكاريبي
  • حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
  • خلافات الميراث .. القصة الكاملة لـ فيديو صفع مسن كفر الشيخ | شاهد
  • وضع حجر أساس مسجد نادي قضاة جنوب سيناء بالتجمع السادس
  • وفاة والدة الدكتور خالد حمدي رئيس جامعة الأهرام الكندية
  • لماذا أثارت أسعار تذاكر كأس العالم المقبل غضب المشجعين؟
  • محافظ أسيوط: مؤتمر نادي القصة الحادي عشر بمكتبة مصر العامة منصة لتنمية المواهب الأدبية