"القاعدة" يتحول إلى الهجوم في جنوب اليمن
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تحول تنظيم "القاعدة" في المحافظات الجنوبية اليمنية من موقع الدفاع إلى الهجوم، على الرغم من تلقي ضربات موجعة خلال الأشهر الماضية في محافظات أبين وشبوة ولحج على يد القوات التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي". لكنه عاد ليأخذ زمام المبادرة من خلال العمليات العسكرية التي تستهدف قوات "الانتقالي".
ويعتمد تنظيم "القاعدة" على العبوات الناسفة التي يتم تفجيرها عن بُعد في تنفيذ عملياته العسكرية ضد قيادات وجنود القوات التابعة لـ"الانتقالي"، أي أنه لجأ إلى اتباع الأساليب غير التقليدية في الحرب، عبر أسلوب حرب العصابات.
النشاط العسكري للتنظيم تزامن مع نشاط إعلامي تمثل بإعادة إصدار مجلة "صدى الملاحم" الناطقة باسم التنظيم بعد سنوات من التوقف.
استهداف "القاعدة" لقائد "الحزام الأمني" في أبين
وشنّ مسلحو "القاعدة" عدداً من العمليات التي استهدفت القوات التابعة لـ"الانتقالي"، وأبرزها العملية التي تبناها التنظيم رسمياً واستهدفت قائد "الحزام الأمني" في أبين العميد عبداللطيف السيد، وأدت لمقتله مع عدد من مرافقيه، وأبرزهم أركان حرب قوات "الحزام الأمني" في أبين صلاح اليوسفي اليافعي، وذلك خلال قيادة السيد لعملية "سيوف حوس" في العاشر من أغسطس/آب الماضي.
يتخذ "القاعدة" من المثلث الذي يربط محافظات أبين وشبوة والبيضاء مركزاً لتواجده كما قام مسلحو "القاعدة" الشهر الماضي باستهداف سيارة إسعاف تابعة لقوات دفاع شبوة، ما أدى إلى مقتل أربعة من أفرادها في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد في محافظة شبوة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
كما قتل أربعة أفراد من القوات التابعة لـ"الانتقالي الجنوبي" وأصيب ثلاثة آخرون، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبتين عسكريتين في وادي الرفض بالقرب من وادي عومران إلى الشرق من مركز مديرية مودية بمحافظة أبين.
كما جرى اشتباك بالأسلحة المتوسطة بين عناصر "القاعدة" وأفراد القوات التابعة لـ"الانتقالي"، لينسحب مسلحو التنظيم إلى أعالي وادي عومران صوب الأجزاء المحاذية لمديرية جيشان ومحافظة البيضاء المجاورة.
وقُتل النقيب سالم علي صلعان، قائد "الحزام الأمني" في قطاع شقرة قبل أيام وجرح 8 آخرين بانفجار عبوة ناسفة شرق مديرية مودية بمحافظة أبين. قيادة "الحزام الأمني" وفي بيان نعي أشارت إلى أن مقتل صلعان وجرح مرافقيه جاء عقب استهدافهم بعبوة ناسفة زرعها عناصر تنظيم "القاعدة"، على أحد الأشجار بجانب الخط العام بالقرب من مفرق أورمه شرق مديرية مودية بمحافظة أبين.
كما نجا قائد قوات الأمن الخاصة في محافظات عدن، لحج، أبين، الضالع سابقاً، اللواء فضل باعش، من محاولة اغتيال استهدفته، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وأصيب خمسة من مرافقي باعش في العملية التي تمت عبر تفجير سيارة ملغومة وضعت على جانب الطريق، في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين.
اليمن معقل رئيسي لتنظيم "القاعدة"
ويعد اليمن معقلاً رئيسياً لتنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية"، فالطبيعة الجبلية للبلاد تساعد أعضاء التنظيم على التحرك بسهولة، وإنشاء معسكرات التدريب، والقيام بإدارة العمليات العسكرية للتنظيم.
ومن أبرز قيادات "القاعدة" في اليمن، زعيم التنظيم الحالي خالد باطرفي، بالإضافة إلى "أمير" محافظة شبوة وعضو مجلس شورى التنظيم، سعد بن عاطف العولقي. وبحسب اعترافات لأعضاء في التنظيم فإن أبرز قياداته في شبوة هم منير الأهدل (أبو الهيجاء الحديدي) ومصعب الكازمي من أبين، وهارون الإبي من إب، وأبو الفضل البيضاني من البيضاء.
ويتخذ "القاعدة" من المثلث الذي يربط محافظات أبين وشبوة والبيضاء مركزاً لتواجده، حيث يتواجد بكثرة في وادي عومران في مودية بأبين، وكذلك في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين. كما يتواجد في وادي الرفض بأبين، والذي يستخدمه معقلاً رئيسياً لإدارة العمليات الإرهابية ضد "القوات الجنوبية" في محافظتي أبين وشبوة. كما يتركز تواجد "القاعدة" في مديرية الصعيد ومنطقة المصينعة بمحافظة شبوة.
وفي إطار مكافحتها للتنظيمات الإرهابية، أعلنت القوات التابعة لـ"الانتقالي الجنوبي" قبل عام عن إطلاق عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب". كما أطلقت قبل أشهر عملية "سيوف حوس" للقضاء على "القاعدة" في أبين وشبوة.
نجاحات في مواجهة "عدو خفي"
وعلى الرغم من أن هذه القوات تواجه عدواً خفياً، إلا أنها حققت بعض النجاحات، إذ أرغمت أفراد التنظيمات الإرهابية على الهرب من المدن إلى الأودية والشعاب، والتي يتم محاصرتهم فيها.
ونجحت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين في أغسطس الماضي بضبط قيادي في "القاعدة" يدعى س. ع. العنبوري في مديرية مودية. كما ألقت القبض على القيادي الميداني في "القاعدة" سعيد علي سعيد، المكنى "أبو القعقاع"، في إطار الحملة العسكرية التي تشنها قوات "الانتقالي" ضد التنظيم في محافظة أبين.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية خنفر في محافظة أبين من ضبط عنصر من تنظيم "القاعدة" يدعى ي. أ. عبدة، وفق بيان نشره مركز الإعلام الأمني. وأكد البيان أن المضبوط يعتبر أحد أبرز قيادات التنظيم المشاركة بالعمليات الإرهابية بالمحافظة.
ونجحت قوة أمنية من مكافحة الإرهاب بمحافظة لحج، في أغسطس الماضي، من ضبط المسؤول الإعلامي لـ"القاعدة" في محافظة لحج، يدعى س. د. ح.، في حارة وحيدة بمدينة الحوطة مركز محافظة لحج.
ونهاية سبتمبر/أيلول الماضي قتل القيادي الميداني في "القاعدة" أبو طلحة عبدالله البيضاني، برصاص قوات الأمن في نقطة الحديد عند المدخل الشمالي لمدينة عدن، بعد أن باشرت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم في النقطة العسكرية ما تسبب بقتل جندي، ليتم الرد عليه وقتله.
وفي العمليات العسكرية التي تنفذها قوات "الانتقالي" ضد التنظيمات الارهابية، فقد سيطرت هذه القوات على مناطق ومعسكرات رئيسية في ست مديريات تابعة لمحافظة أبين، هي: خنفر، أحور، لودر، الوضيع، مودية، والمحفد. كما وصلت هذه القوات لأول مرة إلى معسكرات وادي عومران ورفض وجنن والجبال المحيطة بها.
ونجحت قوات "الانتقالي" في تطهير معسكر "القاعدة" والمواقع التابعة للتنظيم في وادي الرفض بأبين، وعثرت خلال العملية على كمية من العبوات الناسفة المعدة للتفجير، وكذا أجهزة تحكم وذخائر. كما نجحت في السيطرة على معسكر الجنن التابع للتنظيم في مديرية مودية.
وكانت قوات دفاع شبوة التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" قد بثت عبر صفحتها في منصة "أكس"، جزءاً من اعترافات عناصر إرهابية تم القبض عليها في وقت سابق، تتضمن أسماء قيادات في "القاعدة"، ومنفذي هجمات ضد القوات الأمنية والعسكرية، "ومصادر تمويل التنظيم المالي واللوجستي، وتخادمه مع المليشيات الحوثية والإخوانية"، حد تعبيرها.
الصحافي والمحلل السياسي عمار علي أحمد قال، لـ"العربي الجديد"، إنه منذ 2015 كان تواجد "القاعدة" وتركزه في أبين وشبوة ومأرب ووادي حضرموت، وهذه المناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال حجم الغارات التي شنتها الطائرات الأميركية المسيّرة على هذه المناطق لاغتيال قيادات التنظيم.
ولفت إلى أن أبرز العملية كانت اغتيال زعيم "التنظيم" قاسم الريمي في محافظة مأرب في يناير/كانون الثاني 2020، وهي العملية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهذا مؤشر واضح على تواجد تنظيم "القاعدة" في هذه المناطق بدون اعتراضهم أو ملاحقتهم.
عودة نشاط "القاعدة" لاستهداف قوات "الانتقالي"
وأضاف أن "الأمر انقلب بعد سيطرة القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي على أبين وشبوة، وعاد نشاط تنظيم القاعدة في هذه المحافظات لاستهداف هذه القوات. وأعلن التنظيم في إصداراته المرئية الأخيرة بوضوح أن معركته هي مع الإمارات والقوات المحسوبة عليها".
وأشار إلى أن "القوات التابعة للانتقالي أطلقت عمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، وجاءت عملية "سهام الشرق" في أغسطس 2022 لتطهير محافظتي أبين وشبوة من العناصر التابعة للتنظيم، ونجحت هذه العمليات في تطهير معظم المناطق التي كان يتخذها التنظيم كمعسكرات له، خصوصاً في وادي عومران.
كما أطلقت القوات الجنوبية عملية "سيوف حوس"، وذلك لتطهير المواقع المتاخمة ما بين مثلث محافظات أبين وشبوة والبيضاء، الذي أصبح المعقل الأساسي لتواجد ما تبقى من عناصر القاعدة".
واعتبر أن "هذا يؤكد علاقة التخادم بين جماعات القاعدة وجماعة الحوثي. ومعروف أن التنظيمات الارهابية انسحبت من البيضاء إلى شبوة وأبين، ولم تنفذ أي عمليات ضد جماعة الحوثي التي أطلقت دفعات من عناصر القاعدة من السجون".
وكان وزير الداخلية في الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً اللواء الركن إبراهيم حيدان، قد تحدث الخميس الماضي، عن وجود تخادم بين الحوثيين وتنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين، وفقاً لما نقلته وكالة "سبأ" في نسختها الشرعية.
حديث وزير الداخلية جاء خلال لقائه بالملحق القانوني الأميركي كيفن ميلر والملحق الأمني في السفارة الأميركية لدى اليمن ديفيد شات، ومساعد الملحق القانوني مورين والدرز، حيث أشار حيدان إلى إطلاق سجناء التنظيمين من سجون جماعة الحوثي التي تحكم قبضتها على صنعاء وعدد من المحافظات.
وكانت جماعة الحوثي قد أفرجت نهاية سبتمبر الماضي عن 13 عنصراً من "القاعدة"، كانوا محتجزين في صنعاء، قبل انقلاب الحوثيين بسنوات.
وأفادت مصادر صحافية أن الإفراج عن هذه العناصر تم كدفعة أولى، وأنه تم أيضاً الإفراج عن سبعة من عناصر التنظيم كدفعة ثانية، على أن يتم الإفراج عن دفعات أخرى لاحقاً، وأن عملية الإفراج جاءت بعد أن خضع هؤلاء العناصر لدورات تثقيفية طائفية على يد جماعة الحوثي.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن حضرموت القاعدة الحكومة الانتقالی الجنوبی القوات التابعة لـ الحزام الأمنی مدیریة مودیة جماعة الحوثی وادی عومران محافظة أبین هذه القوات فی محافظة فی أبین فی وادی
إقرأ أيضاً:
على طاولة الكونغرس.. اعترافات صادمة بالأرقام عن فشل العدوان الأمريكي على اليمن
|يمانيون|متابعات
قال موقع “ذا ماريتايم إكزكيوتيف”الأمريكي إن الحملة البحرية الأمريكية الموسعة في البحر الأحمر ضد اليمن كشفت عن ثغرات في سلسلة إمداد البحرية الأمريكية بالأسلحة الدقيقة، وفقًا لما صرّح به كبير ضباط البحرية أمام لجنة في مجلس النواب يوم الأربعاء.
حيث أطلقت سفن البحرية الأمريكية مئات صواريخ الدفاع الجوي المتطورة على تهديدات القوات المسلحة اليمنية، ونشرت البحرية عددًا غير معلن من صواريخ توماهوك كروز وغيرها من ذخائر الهجوم البري خلال الهجمات المضادة.. وخلال حملة الضربات الجوية المكثفة التي شنتها إدارة ترامب، من 15 مارس إلى 6 مايو، أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن مليار دولار من الأسلحة في 1100 غارة جوية.
وقال قائد العمليات البحرية الأدميرال جيمس كيلبي في وقت سابق من هذا الأسبوع إن هذه الضربات أحدثت ثغرة في مخزون الأسلحة لدى البحرية الأميركية، وأن القاعدة الصناعية الدفاعية ستجد صعوبة في تعزيزها وإعادة ملئها..وأكد للجنة المخصصات في مجلس النواب أن الصواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه، مثل توماهوك، والصواريخ بعيدة المدى المضادة للسفن، والطوربيدات الثقيلة، كلها ذخائر نحتاج إلى زيادة إنتاجها”. وأضاف: “لكنني أرى أيضًا أننا بحاجة إلى البحث عن موردين آخرين.. قد لا يتمكنون من إنتاج نفس المواصفات الدقيقة، لكنهم قد يتمكنون من إنتاج صاروخ فعال.
وأكد الموقع أن مسألة ردع الصين، المنافس الاستراتيجي الرئيسي للبحرية الأمريكية، تتصدر قائمة الأولويات.. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإنّ معدل استهلاك مخزونات أسلحة البحرية وما نتج عنه من ضعف في حال نشوب صراع في المحيط الهادئ، كان أحد العوامل العديدة التي دفعت البيت الأبيض إلى اتخاذ قرار وقف الأعمال العدائية مع القوات المسلحة اليمنية.. صُممت حملة الضربات التي شنها البيت الأبيض في البحر الأحمر لتستمر من 8 إلى 10 أشهر، وقد أُلغيت بهدنة بعد أقل من شهرين، رغم استمرار القوات المسلحة اليمنية في شن هجمات على إسرائيل.. وتتعدى أسباب تقصير الحملة مسألة مخزونات الصواريخ.
وأورد انه اتضح أن القوات المسلحة اليمنية يصعب مواجهتها.. فخلال العملية، أجبرت هجمات قوات صنعاء حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان على اتخاذ إجراء مراوغة مفاجئ ، مما أدى إلى إسقاط مقاتلة من طراز إف 18.. في العمليات فوق اليمن، لم تتمكن القوات الأمريكية عالية التقنية من فرض سيطرتها الكاملة على المجال الجوي: أسقطت أنظمة الدفاع الجوي البدائية للقوات المسلحة اليمنية حوالي ست طائرات مسيرة من طراز إم كيو-9 ريبر، وكادت أن تصيب عدة مقاتلات من طراز إف-16، وأجبرت مقاتلة شبحية متطورة من طراز إف-35 على القيام بمناورات مراوغة.. وحتى بعد أسابيع من الغارات الجوية الأمريكية، احتفظت القوات المسلحة اليمنية ببعض القدرة المتبقية على شن هجمات بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
وقال الرئيس دونالد ترامب، في حديثه عن وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي: لقد تعرضوا لعقاب هائل.. وكما تعلمون، يمكن القول إن هناك قدرًا كبيرًا من الشجاعة، وكان من المذهل ما تحملوه..تشير الأدلة الأخيرة إلى أن القوات المسلحة اليمنية تُعيد تسليح نفسها وإعادة بناء صفوفها، وتُواصل إطلاق الصواريخ الباليستية على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك ثلاث محاولات هجوم أُبلغ عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع.. حتى الهجمات على السفن لا تزال تبدو مطروحة.. ففي بيان صدر يوم الخميس، قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع”، إنه إلى أن تُنهي إسرائيل عملياتها في غزة، سنستمر على “حظر الملاحة البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي”