هل تؤثر المواجهة المشتعلة بين حماس وإسرائيل على مسار التطبيع مع السعودية؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أعاد الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية ووّجه ضربة للزخم الذي اكتسبه في الأشهر الماضية المسعى الأمريكي لابرام اتفاق تطبيع بين الدولة العبرية والسعودية.
جاءت عملية "طوفان الأقصى" غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، وفي ظل مسعى لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، سيكون في حال انجازه، الأحدث في سلسلة تفاهمات بين إسرائيل ودول عربية في الأعوام الأخيرة.
وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة الى كامل "محور المقاومة" الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة. وتنظر طهران، العدو الإقليمي اللدود لإسرائيل، الى اتفاقات التطبيع هذه على أنها "طعنة في ظهر" الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، أن إسرائيل باتت في حالة "حرب" بعد هجوم حماس، في تبدّل جذري عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورأى فيه أن اتفاقات التطبيع مع ثلاث دول عربية في العام 2020 أطلقت "عهداً جديداً من السلام".
طوفان الأقصى: مقتل 600 إسرائيلي على الأقل ونتنياهو يحذر من حرب طويلة وصعبةشاهد: من لبنان إلى اليمن.. مظاهرات حاشدة داعمة لغزة إثر عملية "طوفان الأقصى"كما أكد في حينه امكانية إبرام اتفاق "سلام تاريخي" مع السعودية، سيكون ذا أهمية كبرى لإسرائيل نظراً لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي.
ويدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتجاه الاتفاق لما سيشكله من مكسب دبلوماسي يعزز حملته للانتخابات الرئاسية في 2024، على رغم أن بعض حلفائه الديمقراطيين الذين غالبا ما ينتقدون السجل الحقوقي للمملكة، ممتعضون من الضمانات الأمنية التي قد توفرها واشنطن للرياض لقاء التطبيع.
وقال نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس إن اتفاقاً كهذا "كان دائما قمة يصعب تسلّقها، والآن ازداد ذلك صعوبة".
ورأى أن أعمال العنف الأخيرة تعيد تسليط الضوء على النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل "وتجعل من الصعوبة بمكان إخفاء هذه المسائل المعقّدة كما فعلت اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020"، في إشارة الى التطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أيلول/سبتمبر الاقتراب "أكثر فأكثر" من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرّر موقف بلاده بضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين.
وقال "نأمل أن تؤدّي (مباحثات الاتفاق) لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".
"سلام بارد"بعد التصعيد السبت، ذكّرت وزارة الخارجية السعودية بـ"تحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته".
ورأى الباحث السعودي عزيز الغشيان أن موقف الرياض يهدف الى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين.
وأوضح "هذا الوضع دفع السعودية للعودة الى دورها التقليدي، وضع نتانياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب".
من جهته، رأى مسؤول أمريكي أنه لا يزال "من السابق لأوانه" الحكم على مدى تأثير الأحداث على مباحثات التطبيع. وتواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وأكدت الخارجية السعودية أن الأخير شدد على "رفض استهداف المدنيين العزّل بأي شكل وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف".
ورأى مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية يوست هلتيرمان أن أحد دوافع حماس لشنّ عملية السبت قد يكون الخشية من "تهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية في نظر الفلسطينيين" في حال طبّعت السعودية مع إسرائيل.
وأشار الى أنه في حال مضت إسرائيل في التصعيد رداً على العملية، ستكون الدول العربية ملزمة اتخاذ مواقف أكثر تصلبا تماهيا مع الرأي العام.
وقال: "اذا حصل كل ذلك، أتوقع سيناريو مشابهاً للسلام البارد بين إسرائيل والأردن وإسرائيل ومصر: أن نشهد فتوراً في العلاقة بين الامارات واسرائيل، وربما إرجاء على أقل تقدير، لأي صفقة بين إسرائيل والسعودية".
ولفت الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك الى أن استطلاعات للرأي في المملكة تؤشر إلى أن اثنين بالمئة من السعوديين يؤيدون التطبيع.
وكان نتانياهو الذي يقود أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، قد طوى صفحة السلام مع الفلسطينيين، وقدّم التطبيع مع دول الخليج على أنه المستقبل، خصوصاً في ظل ما يجمعها بإسرائيل من توجس مشترك حيال إيران.
وعلى رغم أن الجمهورية الإسلامية والسعودية اتفقتا في نيسان/أبريل على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سبعة أعوام من القطيعة، وجّهت طهران انتقاداً لاذعاً للحديث عن تطبيع محتمل بين الرياض وتل أبيب، كما سبق لها أن انتقدت كل اتفاقات التطبيع السابقة.
واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هذا الشهر أن المقاربة الواجب اعتمادها حيال إسرائيل هي "المقاومة" عوضاً عن "التطبيع والاستسلام".
وفي بيان تهنئة لحماس، اعتبر حزب الله اللبناني الحليف لطهران أن عملية السبت "رسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير".
ورأى السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن هجوم حماس المدعومة بدورها من طهران، يبدو مصمّما "لوقف مساعي السلام بين السعودية وإسرائيل".
وأضاف: "اتفاق سلام بين هذين البلدين سيكون كابوساً بالنسبة لإيران وحماس".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية طوفان الأقصى: مقتل 600 إسرائيلي على الأقل ونتنياهو يحذر من حرب طويلة وصعبة بعد سنوات من موته.. دفن رجل في ولاية بنسلفانيا الأميركية بعد 128 عامًا من التحنيط تصريحات بن سلمان بشأن حكم الإعدام بحق مواطن سعودي... "خجل" صادق أم "مراوغة"؟ محمد بن سلمان السعودية - سياسة حركة حماس إسرائيل تطبيع العلاقاتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: محمد بن سلمان السعودية سياسة حركة حماس إسرائيل تطبيع العلاقات إسرائيل فلسطين الشرق الأوسط حركة حماس غزة قصف تل أبيب فرنسا هجوم الحرب في أوكرانيا غرائب إسرائيل فلسطين الشرق الأوسط حركة حماس غزة قصف الشرق الأوسط طوفان الأقصى یعرض الآن Next بین إسرائیل التطبیع مع حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
ساحة مدرسة لا ساحة حرب.. هكذا يرى ترامب المواجهة بين إيران وإسرائيل
ترامب ونتنياهو (وكالات)
في تصريحات صادمة تخللتها السخرية والتهكم، وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المواجهة العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل بأنها لا تعدو كونها "شجار أطفال في ساحة مدرسة"، في محاولة منه لتقليل أهمية التصعيد المتبادل بين الطرفين، رغم خطورته الإقليمية والدولية.
وقال ترامب خلال مقابلة إعلامية ساخنة: "لقد رأيت إيران وإسرائيل، يتشاجران شجارًا حادًا… تمامًا مثل طفلين يتعاركان في ساحة المدرسة. دعوهما لدقيقتين، ثم افصلوا بينهما. سيكون الأمر أسهل مما تظنون".
اقرأ أيضاً ثلاث جبهات تشتعل ضد إسرائيل مجددا.. والمحور يعود من تحت الرماد 25 يونيو، 2025 إيران تهدد بالتخصيب مجددا.. وترامب يرد بتصريح ناري 25 يونيو، 2025وبينما أثارت تعليقاته موجة من الجدل، ألقى أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدلوه هو الآخر، مؤيدًا ضمنيًا فكرة "الحزم الغربي"، حين قال: "في بعض الأحيان، يتعين على الأب أن يستخدم لغة قاسية لتأديب أولاده… حتى وإن بدا ذلك غير مريح".
الردود أثارت تساؤلات حادة: هل أصبح النزاع بين قوتين نوويتين يُختزل إلى نكتة سياسية؟ وهل تنطوي تلك التصريحات على تبرير مبطن للتدخلات الغربية، أم أنها تمهّد لتصعيد أكبر؟.
بين السخرية والجدّ، يبدو أن ما يحدث في الشرق الأوسط لم يعد يُنظر إليه بعيون الخطر فقط، بل أصبح ساحة تجاذب سياسية بين الكبار… بأسلوب "الأبوة القاسية" و"الطفولة المتقاتلة".