الدعم الأمريكي لإسرائيل تاريخ لا ينتهي منذ حرب السادس من أكتوبر عام 73 وما قبلها، وحتى اليوم في حرب إسرائيل على قطاع غزة، إذ أرسلت حاملة طائرات جوية لإسرائيل في شرق المتوسط تطل بشكل مباشر على غزة كدعم عسكري لها.

في صباح اليوم الخامس الموافق الأربعاء 10 أكتوبر 1973م كان يوم محوري حيث تم اتخاذ قرار من قبل أمريكا بالدخول المباشر في حرب أكتوبر ودعم إسرائيل بشكل رسمي من خلال إمدادها بالجسر الجوي الأمريكي، مما جعل دول عربية تعلن دخولها المعركة بشكل رسمي بعد أن شاركت كوحدات داخل الجيش المصري.

فبالنسبة لوضع القوات المصرية شرق القناة فى هذا اليوم فمتماسك كما هو مثل الأيام الأربعة السابقة متخذة أوضاعها القوية المتمركزة على رؤوس الكباري فى أعماق تتراوح بين 12 - 15 كم شرق القناة تحت حماية مظلات الدفاع الجوي تستمر فى صد محاولات العدو المضادة الذى بدأ فى تغيير استراتيجية ذلك الهجوم المضاد ابتداءً من هذا اليوم بعد فشل محاولاته فى اليومين السابقين.

يقول الفريق سعد الدين الشاذلي فى هذا الأمر: "لقد خسر العدو خلال قتال يومي 8 و9 أكتوبر حوالى 260 دبابة وكان خلال هذين اليومين يستخدم دباباته فى اقتحام مواقع المشاة بالأسلوب القديم نفسه الذي كان يعتمد على سرعة التحرك وإحداث الصدمة النفسية لدى جندي المشاة نتيجة اقتحام المدرعات ولكنه سرعان ما اكتشف أن المشاة المصريين بما لديهم من أسلحة مضادة للدبابات وبما يتمتعون به من روح معنوية عالية قادرون على سحق المدرعات التى تستخدم هذا الأسلوب.


واعتبارًا من يوم 10 أكتوبر بدأ يستخدم دباباته بأسلوب حذر يعتمد على التحرك البطيء والاستفادة من الأرض والسواتر الطبيعية ونتيجة لذلك انخفضت خسائره فى الدبابات انخفاضًا ملحوظًا وقام العدو بتعويض الجزء الأكبر من خسائره فى الدبابات - يقصد الدعم الأمريكي - بحيث وصل عدد الدبابات التى فى ألويته المدرعة الثمانية التى أمامنا يوم 13 أكتوبر إلى 900 دبابة".

الجسر الجوى الأمريكى

نتيجة لاستغاثات جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل برئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحات  كسينجر وزير خارجية أمريكا نفسه الذي قال بوضوح أن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل بأسلحتها الأمريكية، أمام مصر التي استخدمت الأسلحة السوفيتية، مهما كلف الأمر وبالفعل بدأت الولايات المتحدة أكبر عملية دعم عسكري فى التاريخ الحديث لإسرائيل بدأت فى يوم 10 أكتوبر بصورة غير رسمية وبشكل رسمى إبتداء من يوم 13 أكتوبر وحتى يوم 14 نوفمبر أى حتى بعد وقف إطلاق النار بأكثر من 20 يوم وسميت هذه العملية بـ “عشب النيكل”.

ومن المفارقات أن الرئيس بايدين الرئيس الأمريكي ذكر في خطابه اليوم بالحوار الذي دار بينه وبين جولدا مائير في الماضي قائلًا “ أنا اتذكر جيدا عندما كنت سيناتور وزرت تل أبيب والتقيت بجولدا مائير في مكتبها ولما شعرت بقلقي همست لي لا تقلق إسرائيل لديها سلاح سري وهي أنهم لن يتركوا هذه الأرض لأنهم ليسوا لهم مكان غيرها” 

فى البداية إستخدمت أمريكا طائراتها العسكرية لنقل السلاح والدبابات إلى جزر الأزور بالمحيط الأطلنطى لتقصير المسافة على إسرائيل، وتقوم الطائرات الإسرائيلية باستكمال المسافة الباقية إلى سيناء وفى البداية استخدمت إسرائيل طيرانها المدني لكن إبتداء من يوم 13 أمر الرئيس الأمريكى بعمل مجال جوى مفتوح تقوم الطائرات العسكرية الأمريكية بنقل السلاح إلى إسرائيل مباشرة.

ونقل هذا الجسر الجوى حوالى 12 ألف طن من الأسلحة خلال أيام الحرب ثم إستمر حتى بعد وقف إطلاق النار ليبلغ إجمالى الأسلحة التى نقلتها أمريكا لإسرائيل حوالى 23 ألف طن بمجموع 576 رحلة جوية وهو ما سيعزز موقف إسرائيل في الأيام القادمة للحرب.

حيث صرح «الفريق الشاذلي» قائلًا: “يوم 13 أكتوبر امتلكت إسرائيل 900 دبابة وهما داخلين الحرب بحوالى 1000 دبابة وفقدوا فى أول 4 أيام بس 500 دبابة يعنى أمريكا عوضتهم فى 4 أيام بعدد الدبابات الى فقدوها”.

وصرح الفريق عبد الغنى الجمسى "أول أنباء وصول إمدادات عسكرية أمريكية لإسرائيل يوم 10 أكتوبر:
"وكانت المعلومات التى وصلتنا تشير إلى وصول الإمدادات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حيث تم تفريغها فى مطار العريش رأسًا خلال يوم 10 والأيام التالية".

 

دول عربية تنضم للجيش المصري في حرب أكتوبر بعد الجسر الجوي الأمريكي

وسجل الفريق عبد الغنى الجمسى فى أحداث يوم 10 أكتوبر دخول بعض القوات لبعض الدول العربية فى المعركة خاصةً على الجانب السوري فيقول:
"حيث قرر العراق يوم 10 الاشتراك فى الحرب وأرسل الفرقة الثالثة المدرعة إلى سوريا وفى نفس الوقت أعلن الأردن التعبئة لخدمة المجهود الحربي وخصص لواء مدرع للإشتراك فى القتال على الجبهة السورية.

وأوفد الرئيس السادات فى صباح يوم 10 أكتوبر المهندس سيد مرعى مساعد رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليح يناشدها دعم المعركة العسكرية التى تخوضها مصر وسوريا، حيث قرر الرئيس السادات فتح جبهه جديدة يمارس من خلالها الضغط على العالم الغربى والولايات المتحدة".

 

حاملة طائرات وصواريخ كروز أمريكية في شرق المتوسط لدعم إسرائيل
 

وبالأمس الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 أكدت الولايات المتحدة الأمريكية وصول حاملة طائرات، وسفنا، ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، مؤكدة أنها سوف توفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.

وأعلنت القيادة الوسطى الأمريكية، وصول حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق المتوسط.

وقالت القيادة الوسطى، إن وصول حاملة الطائرات الهدف منه هو "ردع أي طرف يسعى لتوسيع رقعة الحرب".

وقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل لسلطات الاحتلال الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة.

وقال الرئيس الأمريكي بايدن أمس الثلاثاء: "سوف نستمر في الوقوف متحدين، ودعم شعب إسرائيل الذي يعاني من خسائر لا توصف، ومعارضة الكراهية والعنف الناجمين عن الإرهاب، واصفاُ الهجوم بأنه "عدوان مروع وغير مسبوق".

يأتي ذلك بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل نتيجة لسلسلة الهجمات والاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال على مناطق متفرقة على المدنيين العزل من الفلسطينيين.

 

مصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الصفحة الرسمية للمؤرخين المصريون
(2) الفريق سعد الدين الشاذلى - مذكرات حرب أكتوبر - الطبعة الرابعة 2003م دار بحوث الشرق الأوسط الأمريكية - الفصل الثالث والثلاثون.

 (3) المشير عبد الغنى الجمسى - مذكرات حرب أكتوبر - الهيئة العامة المصرية للكتاب - صـ 377، 378.

(4) وكالات أنباء عالمية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدعم الأمريكي لإسرائيل السادس من اكتوبر غزة الولایات المتحدة حاملة طائرات یوم 10 أکتوبر شرق المتوسط حرب أکتوبر فی حرب

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم مخاطباً ترامب: تحرّر من إسرائيل من أجل مصلحة أمريكا في الشرق الأوسط

في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وجّه أمين عام “حزب الله” اللبناني نعيم قاسم انتقادات حادة إلى السياسة الأميركية في المنطقة، محمّلاً واشنطن مسؤولية استمرار التصعيد العسكري في لبنان وغزة، وداعياً الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى “التحرر من إسرائيل” لما فيه مصلحة الاستثمار الأميركي في الشرق الأوسط.

وقال قاسم إن “الاستمرار بالعدوان على لبنان سيعيق الاستقرار، ويقضي على فرص الاستثمار الأميركي في المنطقة”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تتحمّل المسؤولية لأنها ترعى العدوان كما فعلت في غزة ولبنان”.

وأضاف أن “حزب الله” والدولة اللبنانية التزما باتفاق وقف إطلاق النار غير المباشر مع إسرائيل، مقابل ما وصفه بـ”3300 خرق إسرائيلي”، مطالباً الدولة اللبنانية برفع صوتها في مجلس الأمن والتحرك لمواجهة العدوان.

كما شدد على أن “المقاومة لا تسكت على ضيم ولا تستسلم”، مؤكداً أن “الحرب لم تنته بعد”، ومشيداً بمن وصفهم بـ”الذين يقدّمون التضحيات على مختلف الجبهات”.

وفي السياق ذاته، أشار قاسم إلى أن الولايات المتحدة فشلت في إخضاع اليمن، قائلاً: “اليمن أجبر أميركا على الانسحاب وقدّم من أجل غزة والكرامة العربية، ولن تُفرض الشروط الإسرائيلية على غزة مهما بلغت التضحيات”.

تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تقارير أميركية عن توتر متصاعد في العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تباينات في المواقف بشأن إدارة الأزمات الإقليمية.

الرئيس اللبناني: تحسين الاقتصاد السوري يساعد في حل أزمة النازحين ونزع السلاح في 3 مخيمات فلسطينية ببيروت يبدأ منتصف يونيو

صرح الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الاثنين، بأن تحسين الاقتصاد السوري يشكل عاملًا مهمًا لحل أزمة النازحين السوريين في لبنان، مؤكدًا ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم للمساهمة في إنعاش اقتصادها.

وأضاف عون في بيان نشره الحساب الرسمي للرئاسة اللبنانية على منصة “إكس” عقب لقائه وفدًا أمريكيًا برئاسة السناتور أنغوس كينغ، أن الأمم المتحدة يجب أن تقدم المساعدات للنازحين في سوريا وليس في لبنان.

وفيما يتعلق بأزمة السلاح في المخيمات الفلسطينية داخل لبنان، أعلن عون عن تشكيل لجان مشتركة “لبنانية – فلسطينية” لمباشرة معالجة وجود السلاح في 3 مخيمات فلسطينية بالعاصمة بيروت، على أن يبدأ العمل في منتصف يونيو المقبل.

وكان الرئيس اللبناني والرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتفقا خلال زيارة الأخير إلى بيروت في مايو 2025، على خطة مشتركة لنزع السلاح من المخيمات الفلسطينية، مع التأكيد على أن “زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية قد انتهى”. كما التزم الجانب الفلسطيني بعدم استخدام الأراضي اللبنانية كمنصة لأي عمليات عسكرية.

وتشمل الخطة البدء بنزع السلاح في مخيمات بيروت، على أن تمتد لاحقًا إلى مخيمات أخرى في الجنوب والشمال، مثل عين الحلوة والبداوي، مع تشكيل لجنة مشتركة لصياغة خطة تنفيذية تضم جدولًا زمنيًا وخطوات لتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالتوازي مع نزع السلاح.

وأعربت حركة فتح الفلسطينية عن دعمها الكامل للاتفاق، بينما أبدت حركة “حماس” انفتاحها على الحوار، مشيرة إلى ضرورة التشاور بشأن تفاصيل التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدمر آخر طائرات الخطوط اليمنية العاملة في مطار صنعاء
  • الرئيس المشير المشاط: دفاعاتنا الجوية بمقدورها التعامل مع طائرات F35 التابعة للعدو الصهيوني.. وما يمنعها هو اختباء F35 بالقرب من الطيران المدني
  • إسرائيل تكشف شن ضربات في اليمن وما هي مواقع الحوثيين المستهدفة
  • مظاهرات تجتاح إسرائيل.. أمام منزل الرئيس وبالشوارع وعند السفارة الأمريكية
  • برلماني: توجيهات الرئيس تعزّز ثقة المستثمرين وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع أمريكا
  • ذا هيل: هروب ترامب من اليمن أزعج إسرائيل والدول العربية المعتمدة على أمريكا
  • كشف الية فحص وتجهيز المواد الغذائية المستوردة ضمن البطاقة التموينية
  • نعيم قاسم مخاطباً ترامب: تحرّر من إسرائيل من أجل مصلحة أمريكا في الشرق الأوسط
  • صحيفة عبرية: أمريكا تضغط على إسرائيل لتأجيل عمليتها الشاملة في غزة
  • أمريكا ليست بينها.. أحمد موسى يعلن الدول المؤيدة للاعتراف بدولة فلسطين