عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، أولى ندوات الموسم السابع من البرامج الموجهة للمرأة تحت عنوان "المنهج القرآني والنبوي في التربية"، وحاضر فيها د. هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

المنهج القرآني والنبوي في التربية

واستهلت د.

هبة عوف ، حديثها ببيان أن شريعة الإسلام اتخذت جميع السبل الكفيلة بإعداد جيل نبيل يسعى إلى بناء أمة وحضارة، فلا يمكن لأمة أن تكون راقية وسائدة من غير تربية أخلاقية تقودها للتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فالدين الإسلامي له قدم السبق في رعاية هذا الجانب وتنميته من أول بذوره، بل وقبل ذلك، فأحاطته بنور من الله ـ سبحانه وتعالى ـ في سائر أطوار حياته منذ كان جنينًا في بطن أمه حتى يصبح كهلاً وشيخًا، مؤكدة أن التربية في زمن الطفولة لها الأثر الكبير لبناء الإنسان عندما يكبر لينفع مجتمعه وأمته.

وأضافت أنه من المتفق عليه أن التربية القويمة تتطلب جهودًا صادقة قائمة على أسس ثابتة، فالقرآن الكريم قبلةً توجهت إليه جميع المدارس التربوية لتستقي من معينه الفياض وترتوي من مائه العذب، فجاء ليروي هذه الحياة وينبت البذرة الصالحة معلمًا ومهذبًا للأبناء، فليست مهمة الأسرة في إيجاد الأولاد وإنجابهم، بل هي أكبر من ذلك، فهي إنشاء جيل مُبدع خال من الانحرافات، خاصة في عصرنا الحالي في ظل تشوه الفطرة الإنسانية في المُجتمع، واضطراب بناء الإنسان وتأخر نضجه الفكري.

كل احتلال إلى زوال.. رسائل قوية من شيخ الأزهر للأمة العربية والفلسطينيين بعد بيانه التاريخي.. هنية يهاتف شيخ الأزهر ويدعو لاستنفار الأمة لوقف العدوان

وأكدت د. هبة عوف، أن التربية الصحيحة من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المُطهرة تتطلب توجيه الأبناء نحو حب الله ـ سبحانه وتعالى ـ ورسوله ﷺ، وتعليم الأولاد حقوق الوالدين، والصبر على تربية الأولاد، وغمرهم بالحب وبالاهتمام، وبث الثقة في نفوس الأبناء والشباب، والتدرج في التأديب، والاحترام المُتبادل، والمُعاملة العادلة، والحرص على تعليم الأبناء الأخلاق الحميدة، والدعاء لهم.

من جانبها أوضحت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، أن صلاحَ الأبناء نعمةٌ عظيمة، ومِنَّة جليلة من رب العالمين. وهي أمنيّةٌ للآباء والأمهات، ولعظيم هذا الشأن نرى أنبياءَ الله يسألون الله لذريَّتهم الصلاح والهداية، قال تعالى عن الخليل عليه السلام: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ .

كما بينت أن التربية الإيجابيةَ هي الطريقُ لبناء إنسانٍ صالحٍ مستقيمٍ يَعرِف سبيلَ الهدايةِ وهي تربية مبنية على الحب، والاحترام، والتشجيع، والرعاية، وتأمين بيئة إيجابية، وتركِّز على القيم الأخلاقية والقدوات الطيبة، وهذا يتطلب من المربي مهمة إصلاح نفسه، ويجب عليه ألا يَحتفل بالسلبيات ليَجعل منها مادةً للتقريع وليعلم المربي أن سلوكَ الأبناءِ  مرآةٌ عاكسة لأخلاقه وسلوكياته.

وتابعت: كان رسول الله ﷺ يهتم بالأطفال، ويرعاهم، ويقدر نفسياتهم وحاجاتهم، ويحوطهم بالمحبة والحنان، ويشجعهم على كريم الفعال وحميد الخصال، ويتجاوز عن كثير من أخطائهم، ويُشركُهم في مجالسه مع الكبار، فيحضرون الجمع والجماعات، ويستمعون الخطب والتوجيهات.

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر شريعة الإسلام أن التربیة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس جامعة الأزهر يثمن جهود كلية التربية في الحفاظ على الهوية

أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، على أهمية التربية والحفاظ على الهوية في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي نعيش فيه اليوم، وأوضح أن هناك فجوة كبيرة بين الأجيال السابقة وأجيال اليوم، لافتا إلى أن التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم قد يسوق إلى القمة أو إلى الانحراف.

 جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الحادي عشر الذي تنظمه كلية التربية للبنين بالقاهرة برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يقام تحت عنوان: "الجيل ألفا والتربية -صناعة المستقبل وقيادة التغيير" برئاسة الدكتور جمال فرغل الهواري، عميد الكلية رئيس المؤتمر.

رئيس جامعة الأزهر: الشباب هم سواعد الوطن وينبغي أن تكون عيوننا عليهم وأن نقدم لهم القدوة رئيس جامعة الأزهر: بناء الإنسان مشروع وطني والإعلام الدعوي شريك أساسي

وطالب نائب رئيس الجامعة بالانتباه والحذر من الانسياق خلف مستجدات العصر دون مراعاة الالتزام بالمبادئ والقيم التي حثنا عليها الدين الحنيف.

وأوضح نائب رئيس الجامعة أن شريعة الاسلام عنيت عناية كبيرة بالأخلاق وتربية النشء، مدللًا على ذلك بقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وأشار إلى أن جامعة الأزهر تدعم وبقوة جميع المبادرات الرئاسية التي تهدف لبناء الإنسان من مرتكز عالمية رسالة الأزهر الشريف، وانعقاد المؤتمر بهذا العنوان يعكس حجم المسئولية وحرص مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة على بناء منظومة القيم والأخلاق ليس فقط في مصر بل على مستوى العالم؛ انطلاقًا من عالمية رسالة الأزهر الشريف على مدار أكثر من ألف عام، لا سيما وأن الأزهر الشريف جامعا وجامعة يدرس به ما يزيد عن 60 ألف طالب وطالبة من أكثر من 120 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وفي ختام كلمته دعا نائب رئيس الجامعة بالتوفيق والنجاح للمؤتمر وأن يخرج بتوصيات تسهم في خدمة الوطن والنهوض والارتقاء بالمواطن.

مقالات مشابهة

  • سيرة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
  • تعليم بني سويف ينظّم ندوة توعوية "تصحيح المفاهيم وإخلاص النية لله" بالتعاون مع الأزهر الشريف
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يثمن جهود كلية التربية في الحفاظ على الهوية
  • مستشار شيخ الأزهر: مسئولية الفتاة في العصر الحالي جسيمة.. وتكريمها من الله هو الأسمى
  • خالد الجندي يحذر من ترك الأبناء دون تربية دينية (فيديو)
  • الشيخ خالد الجندي محذرا : ترك الأبناء دون تربية دينية لا يعالج في لحظات
  • أسوان .. قومى المرأة يستكمل ندوات الإرشاد الأسرى لتوعية السيدات والفتيات
  • الغردقة تحتضن قادة مكاتب الخدمة الاجتماعية بالأزهر بمؤتمر «رؤى معاصرة في ضوء رؤية مصر 2030»
  • التنظيم والإدارة يعلن نتيجة مسابقة شغل 4474 وظيفة معلم مساعد بالأزهر الشريف.. ويفتح باب التظلمات غدًا
  • لجنة تحكيم المسابقة العالمية للقرآن.. الشيخ أحمد منصور في واجهة المشهد القرآني