قال مصدر مقرب من حركة "حماس"، لوكالة رويترز، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن القائد العسكري للحركة، محمد الضيف، هو من بدأ بالتخطيط لعملية "طوفان الأقصى"، التي بدأتها فصائل فلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي دخل من خلالها مقاتلو المقاومة إلى مستوطنات إسرائيلية، في هجوم أثار صدمة في إسرائيل.

 

كان البدء بالعملية قد أعلنه الضيف في كلمة مسجلة، وأطلق الرجل البارز في "حماس" والمطلوب الأول لإسرائيل، اسم "طوفان الأقصى" على العملية، وأشار إلى أن الهجوم يأتي رداً على "الاقتحامات" الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

 

يقول المصدر المقرب من حماس، إن الضيف بدأ التخطيط للعملية، بعد مداهمة تعرض لها المسجد الأقصى في مايو/أيار 2021، وأثارت غضب العالم العربي والإسلامي.

 

المصدر قال إن الهجوم "سببته اللقطات التي أظهرت اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وضرب المصلين والاعتداء عليهم، وسحب الشيوخ والشباب إلى خارج المسجد… لقد أشعل هذا الغضب".

 

كان اقتحام حرم المسجد الأقصى قد تسبب في مواجهات بين إسرائيل وحماس استمرت 11 يوماً، وبعد مرور أكثر من عامين، بدأ هجوم "طوفان الأقصى"، الذي يمثل أسوأ اختراق للدفاعات الإسرائيلية منذ حرب 1973، ودفع الهجوم إسرائيل إلى إعلان الحرب وشن هجمات انتقامية على غزة أدت إلى استشهاد أكثر من 950 شخصاً حتى صباح اليوم الأربعاء.

 

 

يقول المصدر المقرب من "حماس" لرويترز، إن قرار الإعداد للهجوم تم اتخاذه بشكل مشترك بين الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام، ويحيى السنوار زعيم "حماس" في غزة، مضيفاً: "هناك عقلان، ولكن المدبِّر واحد"، مشيراً إلى أن المعلومات حول العملية لم تكن معروفة سوى لعدد قليل من قادة حماس.

 

وصلت السرية إلى حد أن إيران التي يُنظر لها على أنها مصدر مهم لتمويل وتدريب وتسليح "حماس"، لم تكن تعلم سوى أن الحركة بشكل عام تخطط لعملية كبيرة دون معرفة التوقيت أو التفاصيل، وفقاً لما قاله مصدر إقليمي مطلع، في تصريح لوكالة رويترز.

 

أضاف المصدر الإقليمي -الذي لم تذكر رويترز اسمه- أن طهران في حين أنها كانت على علم بالإعداد لعملية كبيرة، لم تتم مناقشتها في أي غرف عمليات مشتركة تشمل حماس والقيادة الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، مؤكداً أن "الدائرة كانت ضيقة للغاية".

 

كان المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، قد قال، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن طهران لا صلة لها بالهجوم على إسرائيل، وقالت واشنطن إنها على الرغم من أن طهران متواطئة في الهجوم ليست لديها معلومات مخابرات أو أدلة تشير إلى مشاركة طهران المباشرة.

 

وتضمنت الخطة، كما تصوَّرها الضيف، جهداً طويلاً في الخداع، وجرى إيهام إسرائيل بأن حماس، لا تأبه بإشعال صراع، بل تركز على التنمية الاقتصادية في غزة التي تسيطر عليها.

 

لكن بينما بدأت إسرائيل في تقديم حوافز اقتصادية للعاملين في غزة؛ كان مقاتلو الحركة يتلقون التدريب والإعداد على مرأى من الجيش الإسرائيلي في كثير من الأحيان، حسب ما قال مصدر مقرب من "حماس"، في حين قال علي بركة، عضو قيادة "حماس" في الخارج، إن الإعداد للمعركة استمر لعامين.

 

من جانبه، اتهم مصدر أمني إسرائيلي الضيف بلعب دور مباشر في التخطيط والجوانب العملياتية للهجوم.

 

الضيف.. الشخصية الغامضة

 

يُحيط الكثير من الغموض بالضيف، الذي نجا من 7 محاولات إسرائيلية لاغتياله، آخرها في عام 2021، وقلما يتحدث الضيف، ولا يظهر أبداً على العلن، ولذلك عندما أعلنت فضائية الأقصى التابعة لـ"حماس"، أنه سيلقي كلمة يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدرك الفلسطينيون أن الأمر جلل.

 

لا تتوافر سوى 3 صور للضيف، إحداها وهو في العشرينيات، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله، وهي التي تم استخدامها عندما تم بث التسجيل.

 

كما أن مكانه غير معروف، إلا أنه من المرجح أن يكون موجوداً في غزة في الأنفاق المترامية تحت القطاع، بحسب رويترز.

 

ولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين، والذي أنشئ بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت عام 1987.

 

مصدر في "حماس" قال إن إسرائيل اعتقلت الضيف عام 1989، وقضى نحو 16 شهراً في الأسر، وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء.

 

أبدى الضيف انجذابه للفنون أيضاً؛ إذ ترأس لجنة الترفيه بالجامعة، وأدى أدواراً في أعمال كوميدية على خشبة المسرح، وبعد ترقيه في صفوف "حماس"، طوّر الضيف شبكة أنفاق للحركة وطور مهارات صنع القنابل.

 

يتصدر الضيف قائمة المطلوبين في إسرائيل منذ عقود، إذ يتم اعتباره شخصياً مسؤولاً عن مقتل عشرات الإسرائيليين في تفجيرات تصفها إسرائيل بـ"الانتحارية".

 

وبالنسبة للضيف، كان البقاء في الظل مسألة حياة أو موت، وقالت مصادر في "حماس" لوكالة رويترز، إنه "فقد إحدى عينيه، وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه، في واحدة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية".

 

كما قُتلت زوجته ووليد له كان عمره 7 أشهر فقط، وابنة في الثالثة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.

 

اكتسب الضيف، نظراً لنجاته من محاولات الاغتيال وقيادته للجناح العسكري لـ"حماس"، مكانة البطل الشعبي الفلسطيني، ويظهر في مقاطع الفيديو ملثماً، أو يظهر له مجرد ظل، وقال المصدر المقرب من "حماس" إن الضيف لا يستخدم التكنولوجيا الرقمية الحديثة مثل الهواتف الذكية، وأضاف: "إنه بعيد المنال. إنه الرجل في الظل".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة القدس الكيان الصهيوني أکتوبر تشرین الأول 2023 طوفان الأقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

إيكاد: سفينة "إترينتي سي" التي استهدفها الحوثيون كانت متجهة لميناء جدة السعودي وليست إلى إسرائيل

أكدت منصة إيكاد للتحقيقات، لا توجد أدلّة قاطعة حتى الآن على أن السفينة "Eternity C" كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات، حيث استهدفها الحوثيون الإثنين الماضي، في البحر الأحمر، بذريعة توجهها إلى الميناء الإسرائيلي.

 

وقالت إيكاد إن جماعة الحوثي استهدفت سفينة الشحن "Eternity C" في البحر الأحمر، بزعم ارتباطها بميناء إيلات الإسرائيلي، لتثير الحادثة كثيرًا من الجدل على مواقع التواصل، بين من قال إنها كانت متجهة إلى إيلات وآخرون نفوا ذلك.

 

وأشارت إلى أنها أجرت تحليلًا لبيانات الملاحة، لمعرفة وجهة السفينة أو أي ارتباطات لها بالموانئ الإسرائيلية، من خلال موقعي الملاحة مارين ترافيك وفيسيل فايندر، مؤكدة أن وجهتها المُسجَّلة كانت ميناء جدة السعودي.

 

 

وأوضح التحليل، أن البيانات أظهرت أن السفينة التي تحمل علم دولة "ليبيريا" تتبع لشركة يونانية تُدعَى "COSMOSHIP MANAGEMENT SA"، لافتا إلى أن بيانات الشركة المالكة، تبين أن لديها أسطولًا مُكوَّنًا من 34 سفينة.

 

وأفادت "إيكاد"، أن بعض سفن الشركة اليونانية، توجهت في الآونة الأخيرة إلى الموانئ الإسرائيلية، وأن إحدى السفن تحمل اسم HSL NIKE، وقد توجهت إلى حيفا في 8 يوليو الجاري.

 

وبحسب التحليل، فقد ظهرت سفينة أخرى باسم "Faith" ترفع علم ليبيريا، وقد بدت حركتها في بعض الرحلات مثيرة للاستغراب، مشيرة إلى أنه وفي فبراير الماضي ظهرت إشارتها بالقرب من ميناء إيلات عند خروجها منه، ولكنها لم تظهر عند دخولها.

 

ووفقا لتحليل حركة "Faith" من خلال موقع الملاحة "مارين ترافيك"، تبين أنها كانت تضع وجهة لها ميناء العقبة في الأردن، إلا أنها اتجهت غربًا عند الاقتراب من إيلات، مرجحة أنها توجهت إلى إيلات، خصوصًا أنها أخفت إشارتها.

 

ولمزيد من التأكد، حللت منصة إيكاد، صور القمر الصناعي Sentinel Hub عن شهر فبراير الماضي لميناء إيلات، لتجد سفينةً ظهرت في صور 3 فبراير واختفت في 13 فبراير تتطابق مواصفاتها مع سفينة faith.

 

وخلصت منصة إيكاد، إلى أنه لا توجد أدلّة قاطعة حتى الآن على أن السفينة "Eternity C" كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات، مؤكدة أن السفن الأخرى التابعة لنفس الشركة اليونانية المالكة تعاملت مع الموانئ الإسرائيلية؛ مثل Faith التي توجهت إلى إيلات، وHSL NIKE التي توجهت إلى حيفا، وهو ما يفسر استهدافها من قبل الحوثيين.

 

ونشر الحوثيون لقطات مصورة، بعد أن أطلقوا مجموعة من الصواريخ على السفينة "ETERNITY C" مما أدى إلى تضرُّرها حتى غرقت بالكامل، في الوقت الذي قتل عدد من البحارة وتم إنقاذ بعضهم، فيما خطفت جماعة الحوثي بعضا منهم بعد استهداف السفينة.

 

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أن الشركة المالكة للسفينة استأنفت العمل مع ميناء إيلات "أم الرشراش" في انتهاكِ لقرار حظر التعامل مع الميناء.


مقالات مشابهة

  • محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
  • مصدر إسرائيلي يكشف موقف حماس من مقترح قطري بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة
  • مصدر مصري عن مفاوضات غزة: إسرائيل تضيف المزيد من المطالب
  • القضاء الأمريكي يلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
  • إيكاد: سفينة "إترينتي سي" التي استهدفها الحوثيون كانت متجهة لميناء جدة السعودي وليست إلى إسرائيل
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • نتنياهو يعود إلى إسرائيل دون إعلان اتفاق لوقف النار.. وغزة على صفيح المفاوضات الساخن
  • نتنياهو يعود إلى إسرائيل بعد تصريح "هزيمة حماس"
  • أولمرت: أعداؤنا هم المليشيات اليهودية العنيفة التي تنكل بالفلسطينيين
  • ما بعد الهدنة.. إسرائيل تخيّر حماس: نزع السلاح أو استئناف الحرب