الفتاة مسئولة بطبعها، وفى اليوم العالمى للفتيات يُثبتن بجدارة أنهن أصل العدد وليس كمالته، وفى طقس سنوى داخل جريدة «الوطن» متَّبع منذ 5 سنوات، احتفلت الجريدة باليوم من خلال ترؤس فتاة لمجلس التحرير، وفى سابقة جديدة داخل الجرائد المصرية، تقرر أن يكون مجلس التحرير بالكامل من الفتيات.

مع دقات الساعة الثامنة والنصف صباحاً، ترأست يارا أشرف، رئيس تحرير «الوطن»، مجلس التحرير لعقد الاجتماع الصباحى، بحضور رئيساته، وهن: مريم الخطرى، رئيس قسم الأخبار، ونهى نصر، رئيس قطاع المنوعات، وآية الله الجافى، رئيس وحدة الانتخابات، ومنة العشماوى، رئيس قسم الاقتصاد، ومروة مرسى، رئيس قسم المحافظات، وبسمة شطا، رئيس قسم الفن، والعنود أنس، رئيس قطاع التليفزيون، وصفية النجار، رئيس قسم أى خدمة، ورغدة أيمن رئيس قسم الفيديو، وبحضور قيادات «الوطن» النسائية شيماء البردينى، رئيس التحرير التنفيذى، وهدى رشوان، مدير تحرير «الوطن».

وفى مفارقة أبهجت يارا أشرف، فقد أتمت اليوم عامها الأول داخل الجريدة، وهو نفسه اليوم الذى اختارها فيه مجلس التحرير لتكون رئيس تحرير «الوطن»، شعور بالمسئولية والثقة تملّكها وتحكى عنه: «أول مرة أكون مسئولة عن حاجة ولما أتولّى يكون يوم لقيادة الوطن، الأمر كبير جداً، لكنه ممتع وتجربة مهمة وملهمة ليا، إنى اتعرفت على كل أقسام الجريدة، ولأول مرة أفهم مراحل إخراج العدد الورقى وتصميم صفحاته، لكونى صغيرة نسبياً، عمرى 23 سنة، ولم أختلط بالورقى قبل كده»، كلها مشاعر ولّدت داخل «يارا» حلماً جديداً بأن الطريق إلى القيادة ليس صعباً، ولكنه ملىء بالاجتهاد والسعى: «قلت لنفسى ممكن فعلاً لو اشتغلت على نفسى وموهبتى أكتر أوصل، والتجربة إدّتنى حافز كبير لده».

بدأت مريم الخطرى يومها وسط أجواء من الدعم، خاصة من زميلات القسم، تلقت «مريم» الأفكار وكانت لأول مرة تشعر بمسئولية رئيس قسم الأخبار، والمهام التى ترى بعضها من بعيد، لتقترب من المشهد، ومسئولية أن تكون أول الحاضرين وتحقيق أعلى جودة وأعلى عائد رقمى فى اليوم: «حاسّة بطاقة كبيرة، وإنى عاوزة أقدم أعلى منتج جودة وأرقام، مش بس فى القسم، لكن على مستوى الجورنال كله».

ولاستكمال المنافسة قررت آية الله الجافى أن تستقبل من رئيس قسمها أفكاره فى بداية اليوم، وتبدّل معه الأدوار، فهى الفتاة الوحيدة داخل وحدة الانتخابات بالجريدة، لتقود زملاءها القدامى من الرجال، ورغم ذلك لا تشعر آية بالغرابة، لكون «الوطن» من المؤسسات التى تُمكّن السيدات بالفعل وهن الأغلبية فى قيادة الجورنال: «لكن بردو وجودى خلّانى فرحانة جداً.. وإحساس المسئولية زى رئيس القسم طلع بجد»، وفعلت مثلها بسمة شطا، التى طالبت رئيسها بالضخ بالتارجت المعمول للمحررين: «حسيت بيه فى المسئولية بس بردو هيعمل 15 موضوع». قسم «أى خدمة» المكون بالكامل من سيدات وفتيات، ترأستهن أمس صفية النجار بدلاً من مديرتها، فما يزيدها اختلافاً هو موضع المسئولية، على عكسها ندى قطب التى ترأست اليوم قسم الرياضة، الذى يُشكّل من الرجال فقط بعد أن غادرته كمحررة، لتعود إليه فى موضع رئيس القسم: «مبسوطة وحاسَّة بمسئولية كبيرة».

ولأن الفتيات عنوان الاجتهادات، فأثبتت العنود أنس جدارتها رغم قدومها لـ«الوطن» منذ عام واحد فقط، لتشعر بالامتنان لاختيارها وتقدير عملها بهذا الشكل: «إنى أكون رئيسة أساتذتى دى حاجة كبيرة أوى وتقدير كبير منهم، وحسيت بالتقدير والألفة ونسيت اغترابى عن أهلى فى محافظة تانية، وإن اللى بعمله له قيمة».

تشرف هدى رشوان، مدير تحرير «الوطن»، كل عام على اختيار رئيس تحرير الجريدة من الفتيات فى هذا اليوم، فهى تعتبرها تجربة عملية لإثبات قدرة الفتيات على القيادة بمجرد أن تأتيهن الفرصة: «هو تقليد دائم فى «الوطن» ومستمرين فى تمكين الفتيات وإتاحة الفرصة الكاملة لهن لتعلم فنون الإدارة». إيمان مجلس تحرير الجريدة الشديد بما تقدر عليه الفتيات، وأنهن عتاد تُبنى عليه الأمم، كان وراء قرار تصعيد الفتيات لقيادة الجريدة، وألّا نكتفى بأن تشغل فتاة منصب رئيس التحرير، وعن هذه التجربة والقرار قال مصطفى عمار، رئيس تحرير «الوطن»، إن هذا القرار يأتى تأكيداً على احترام المؤسسة لدور الفتيات للنهوض بالمجتمع وصناعة الفارق، وخصوصاً فى دولة بحجم مصر، تحتل فيها الفتيات الرقم الأكبر من التكوين السكانى للدولة، وهو ما انعكس على قرارات القيادة السياسية بتمكين المرأة فى كل المجالات ومؤسسات الدولة، وأصبح شيئاً طبيعياً أن نرى الفتاة والسيدة المصرية فى مواقع مهمة ومؤثرة بالدولة، وربما تكون الخطوة التى اتخذتها «الشركة المتحدة» من تعيين الأستاذة علا الشافعى كأول رئيس تحرير سيدة لصحيفة يومية خاصة، خطوة تعكس تقدير الشركة لدور المرأة فى قيادة المجتمع.











المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوطن قطاع التليفزيون جريدة الوطن اليوم العالمي للفتيات مجلس التحریر رئیس تحریر رئیس قسم

إقرأ أيضاً:

فتى يُبكي زوجة رئيس سوريا خلال فعالية عيد التحرير.. لحظة تُعيد أوجاع سنوات الصراع

شهدت العاصمة السورية أمس لحظات مؤثرة خلال إحياء الذكرى الأولى لعيد التحرير، حيث لم تتمالك لطيفة الدروبي، زوجة الرئيس السوري أحمد الشرع، دموعها أثناء الاستماع إلى شهادات الحاضرين عن الانتهاكات التي تعرضوا لها في عهد النظام السابق.

وأقيمت الفعالية في ساحة "الحرية" وسط دمشق، إذ اعتلى الفتى علي مصطفى -وهو أحد الأطفال الذين وثّقت منظمات حقوقية معاناتهم خلال سنوات الحرب- المنصة ليسرد تفاصيل ما مرّ به، من فقدان أفراد من عائلته، إلى ما وصفه بـ"الخوف اليومي" الذي رافقه طيلة أحداث العقد الماضي.

هل كان يتوقع أحد
في عام 2013 حين خرج الفيديو الشهير للطفل السوري "علي" وهو يبكى قائلا: (بشار الأسد قتلنا بشار هدم بيوتنا ، وأحنا شو عملناله)

أنه بعد 12 عام من القتل والهدم والتدمير
من القصف بالبراميل المتفجرة، من مسالخ التعذيب وسجن صيدنايا، من التهجير الذي عانى منه 7 مليون سوري… pic.twitter.com/AEo0PVXq78

— شيرين عرفة (@shirinarafah) December 8, 2025

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هروب جديد من سجن ميلانو شديد الحراسة.. رابع واقعة فرار تهزّ السجون الإيطاليةlist 2 of 2غضب في أميركا بعد انتشار فيديو موظفة سينابون وهي توجه ألفاظا عنصرية لزوجين صوماليينend of list

وخلال حديث الشاب السوري علي مصطفى، صاحب العبارة الشهيرة التي نطق بها قبل 14 عاما وهو طفل: "بشار الأسد قتلنا… أشو عملنالُه؟!"، روى تفاصيل ما تعرض له من ظلم، وإصابة والدته، ومشاهدته أشلاء أصدقائه، واضطراره إلى مغادرة بلاده هربا من الحرب. وبينما كان يسرد قصته والدموع تنهمر من عينيه، بدا التأثر جليا على الحضور الذين شاركوه البكاء، ومن بينهم الرئيس أحمد الشرع وزوجته لطيفة الدروبي، اللذان لم يتمكّنا من حبس دموعهما.

وظهرت علامات التأثر على زوجة الرئيس منذ اللحظات الأولى لشهادة الشاب، قبل أن ترفع يدها وتمسح دموعها في مشهد لاقى تفاعلا واسعا من الجمهور. كما نهض الرئيس الشرع في نهاية كلمة علي مصطفى، وتوجه نحوه لمعانقته وسط تصفيق حار من الحاضرين.

وتداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة من الفعالية، معتبرين أن لحظة بكاء زوجة الرئيس كانت إحدى أكثر اللحظات تعبيرا، إذ وجّه كثير من السوريين التهاني بذكرى التحرير، وأعربوا عن تعاطفهم العميق مع الشاب ومع جميع من تعرضوا للظلم في عهد النظام السابق، مثمنين ردّة فعل الرئيس الشرع وزوجته تجاه الشهادات التي طُرحت.

يبكي فخامة الرئيس أحمد الشرع ????
ويبكي الحضور ويبكي كل مشاهد على قصة

واحدة من قصص المعاناة والألم الي عاشها السوريين 14 عام !????
لاتلوموا هالشعب بفرحته✌️????
ولاتلومونا إذا فرحنا لفرحتهم!????✌️ pic.twitter.com/XTk07lPxB6

— Rateeba MS (@RateebaM) December 8, 2025

#سوريا #الرئيس_الشرع يبكي للقصص المؤلمه التي رواها البعض والتي ايضا ابكت جميع الحضور
ودفعت #الشرع إلى احتضان أصحابها#فجر_سوريا pic.twitter.com/2cVamb9Dys

— احمد المسيبلي (@Ahmedmosibly) December 8, 2025

 

وخلال الأيام الماضية، احتفل السوريون بـ"عيد التحرير" تخليدا للخلاص من نظام الأسد عبر معركة "ردع العدوان" التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في حلب، قبل أن يتمكن الثوار من دخول دمشق بعد 11 يوما.

إعلان

ويرى السوريون أن الخلاص من نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 يمثل "نهاية حقبة طويلة من القمع الدموي"، تخللتها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، لا سيما خلال سنوات الثورة الـ14.

مقالات مشابهة

  • فتى يُبكي زوجة رئيس سوريا خلال فعالية عيد التحرير.. لحظة تُعيد أوجاع سنوات الصراع
  • مؤسسة أبو العينين تحتفل بيوم التطوع العالمي وتكرّم 15 ألف مشارك ببرنامجها
  • فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على مواقع التواصل
  • وزارة العدل تحتفل بالذكرى77 لـ«الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»
  • امتثلن الشفاء.. خروج الفتيات المصابات باختناق في المنطقة الصناعية بالإسماعيلية
  • الخدمة الاجتماعية ببني سويف تحتفل بـ اليوم العالمي للتطوع تحت شعار «معاً نستطيع»
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس السوري بذكرى عيد التحرير لبلاده
  • برعاية وحضور «السديس».. رئاسة الشؤون الدينية تحتفل باليوم العالمي للتطوّع
  • الجامعة العربية تجدد التزامها بدعم الأسرة في يومها العالمي
  • البزري التقى رئيس بلدية البرامية