ما علاقة عقار رانيتيدين بالسرطان؟.. وهل هناك بدائل آمنة؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
أعلنت شركة الأدوية البريطانية العملاقة "جي إس كيه" اليوم الأربعاء عن تسويات ودية جديدة في الولايات المتحدة في سياق نزاع قضائي مرتبط بعقار "رانيتيدين" -الذي يباع تحت الاسم التجاري "زانتاك"- لحرقة المعدة، الذي يتهمه بعض المرضى بالمساهمة في إصابتهم بالسرطان، فما طبيعة المعطيات حول علاقة هذا الدواء بالسرطان؟
يستخدم عقار رانيتيدين، ضد حرقة المعدة، وكان يباع سابقا بدون وصفة طبية في الولايات المتحدة وكندا، وتم تصنيعه وتسويقه من العديد من المختبرات، بما فيها غلاكسو سميث كلاين البريطانية وسانوفي الفرنسية.
وأعلنت "غلاسكو سميث كلاين" (جي إس كيه) في بيان أنها "توصلت إلى تسوية سرية في قضية كانتلاي/هاربر المرفوعة أمام محكمة ولاية كاليفورنيا"، مضيفة أن المحاكمة -التي كان من المقرر أن تبدأ في 13 نوفمبر/تشرين الثاني- لن تتم.
وقالت المختبرات إنها توصلت أيضا إلى اتفاقيات في 3 حالات رئيسية أخرى مرتبطة بسرطان الثدي في كاليفورنيا.
وكانت "جي إس كيه" قد أعلنت بالفعل عن تسوية ودية في كاليفورنيا نهاية يونيو/حزيران الماضي، بعد انتصارات قانونية في هذا الشأن في الأشهر السابقة في الولايات المتحدة وكندا، وهي تقول إن الأدلة العلمية تظهر عدم وجود خطر متزايد للإصابة بالسرطان جراء تناول هذا الدواء.
وتعكس الاتفاقيات التي جرى الإعلان عنها الأربعاء رغبة شركة "جي إس كيه" في تجنب "التقاضي المطول"، لكن الشركة "لا تعترف بأي مسؤولية" و"ستواصل الدفاع عن نفسها بقوة" في جميع الأمور الأخرى المتعلقة بعقار "زانتاك"، وفق ما أكدت المختبرات البريطانية في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ما هو الرانيتيدين؟ينتمي الرانيتيدين إلى مجموعة من الأدوية تسمى "حاصرات الهيستامين -2" (H2 receptor blockers). وهو يعمل عن طريق تقليل كمية الحمض التي تنتجها معدتك.
تم استخدام الرانيتيدين لعلاج ومنع تقرحات المعدة والأمعاء، كما تم استخدامه لعلاج الحالات التي تنتج فيها المعدة الكثير من الأحماض، مثل متلازمة زولينجر إليسون.
وتم استخدام الرانيتيدين أيضا لعلاج مرض "الجزر المعدي المريئي" (GERD) والحالات الأخرى التي يرتد فيها الحمض من المعدة إلى المريء، مما يسبب حرقة المعدة.
الرانيتيدين والسرطانتم سحب الرانيتيدين من الأسواق في الولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2020، وذلك وفقا لتقرير في موقع دارغس دوت كوم.
وأظهرت المعطيات العلمية أنه قد ترتفع الشوائب المسببة للسرطان الموجودة في العديد من أدوية الرانيتيدين إلى مستويات غير مقبولة بمرور الوقت وعند تخزين الرانيتيدين في درجات حرارة عالية.
ونتيجة لذلك، طلبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من جميع الشركات المصنعة للرانيتيدين سحب هذا الدواء من الأسواق في الولايات المتحدة. والمواد المسرطنة هي المواد التي تسبب السرطان.
وتشير الأبحاث إلى أن الرانيتيدين قد يكون له علاقة بالعديد من سرطانات الجهاز الهضمي، ولكن أقوى الأدلة تشمل سرطان القولون والمستقيم.
وفي الأول من أبريل/نيسان 2020، طلبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من الشركات المصنعة لمنتجات الرانيتيدين التي لا تستلزم وصفة طبية إزالتها من السوق على الفور، ذلك لأن بعض المنتجات تحتوي على مادة "إن -نيتروسوديميثيلامين" (N-nitrosodimethylamine)، والتي يصنفها العلماء على أنها مادة مسرطنة محتملة للإنسان.
وتزداد مستويات "إن -نيتروسوديميثيلامين" عندما يكون الدواء مخزنا في درجات حرارة الغرفة أعلى من المعتاد. كما أنها تزيد بمرور الوقت في ظل ظروف التخزين المتوسطة، وهذا يعرض الأشخاص لمستويات غير مقبولة من "إن -نيتروسوديميثيلامين".
قد يكون للرانيتيدين علاقة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك: سرطان القولون والمستقيم. سرطان المعدة. سرطان الكبد. سرطان البنكرياس. سرطان المريء. سرطان البلعوم.ونصحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأشخاص الذين يتناولون رانيتيدين بدون وصفة طبية بالتوقف عن القيام بذلك على الفور، والتخلص منه بشكل صحيح، وعدم شراء المزيد من الدواء، وفقا لتقرير في موقع ميديكال نيوز توداي.
ويجب على الأفراد الذين يتناولون دواء رانيتيدين بوصفة طبية التحدث مع الطبيب حول دواء بديل قبل التوقف عن تناوله.
البدائل الآمنة للرانيتيدين "إيزوميبرازول" (esomeprazole) يباع تحت الاسم التجاري "نيكسيوم" (Nexium). "أوميبرازول" (omeprazole) يباع تحت الاسم التجاري "بريلوسيك" (Prilosec). "لانسوبرازول" (lansoprazole) يباع تحت الاسم التجاري "بريفاسيد" (Prevacid).كل هذه الأدوية لها غرض مماثل وقد تساعد في تقليل حمض المعدة لدى الأشخاص الذين اعتادوا تناول زانتاك.
ويمكن للشخص مناقشة المخاطر والفوائد المحتملة لبدائل الرانيتيدين مع الطبيب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تمول حملة كبرى للتأثير على جيل زد في الولايات المتحدة
قال موقع واي نت إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت واحدة من أكبر حملاتها في مجال "الدبلوماسية العامة" داخل الولايات المتحدة منذ بدء الحرب على غزة، وخصصت لذلك ميزانية ضخمة.
وفي تقرير بقلم دانيال إدلسون ورافائيل كاهان، أوضح الموقع التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية خصصت ميزانية ضخمة بلغت نحو نصف مليون شيكل (145 مليون دولار) للقيام بحملة تأثير في الرأي العام الأميركي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب بريطاني يحذر: قمع مظاهرات دعم فلسطين يهدد الديمقراطيةlist 2 of 2جيروزاليم بوست: الأسرى الـ4 الذين تصر حماس على الإفراج عنهمend of listوأشار الموقع إلى أن الفئة المستهدفة من الحملة تتركز خصوصا على جيل الشباب أو ما يعرف (بالجيل زد) من خلال شركات أميركية، ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي.
ويشير مصطلح "الجيل زد" إلى الأفراد المولودين ما بين منتصف تسعينيات القرن الـ20 وبداية العقد الثاني من القرن الـ21. ووفقا لمركز بيو للأبحاث، تُحدد هذه الفترة عادة بين عامي 1997 و2012.
وكشفت وثائق قدمت إلى وزارة العدل الأميركية بموجب "قانون تسجيل العملاء الأجانب"، عن تفاصيل الحملة، أن إسرائيل تعاقدت مع شركة أميركية تدعى "كلوك تاور" بقيادة براد بارسكيل، المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، لتنفيذ الحملة، حسب الموقع.
ونبه الموقع إلى أن براد بارسكيل يشغل حاليا منصب كبير إستراتيجيي مجموعة "سالم ميديا" وهي شبكة إعلامية مسيحية محافظة تمتلك محطات إذاعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد أعلنت في أبريل/نيسان أن دونالد ترامب الابن ولارا ترامب أصبحا مساهمين بارزين فيها.
وستنفذ هذه الحملة -كما أفاد تقرير الموقع- بالتعاون مع وكالة "هافاس ميديا" عبر "مكتب الإعلانات الحكومي" الإسرائيلي، وتركز بشدة على المحتوى الرقمي، ويخصص أكثر من 80% من المحتوى لجيل زد عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب والبودكاست.
وتأتي هذه الحملة -حسب الموقع- في ظل تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، لا سيما بين فئة الشباب، حيث أظهر استطلاع لمؤسسة "غالوب" في يوليو/تموز الماضي أن 9% فقط من الأميركيين بين 18 و34 عاما يدعمون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
إعلانكما أظهر استطلاع آخر أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 47% من الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، ولذلك تم تحديد هدف غير معتاد للحملة من حيث مدى الوصول يقدر بنحو 50 مليون ظهور شهري للمحتوى.
التأثير في شات جي بي تي
ومن أكثر أجزاء الحملة إثارة للجدل -حسب الموقع- محاولة التأثير على كيفية استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات جي بي تي وجيميناي وغروك، إذ تهدف الشركة إلى إنشاء مواد على الإنترنت يمكن أن تؤثر على البيانات المستخدمة مما قد يؤثر على الطريقة التي تعرض أو تؤطر بها القضايا المرتبطة بإسرائيل.
وتخطط شركة "كلوك تاور" لإنتاج محتوى ومواقع إلكترونية مصممة تخصيصا لتوفير "نتائج مؤطرة" في محادثات الذكاء الاصطناعي، في أسلوب جديد يعرف باسم تحسين محركات الذكاء التوليدي GEO (جي إي أو)، وهو مشابه لممارسات تحسين محركات البحث (SEO) (إس إي أو)، ولكنه يركز على التأثير في استجابات نماذج الذكاء الاصطناعي عبر التأثير على مصادر تدريبها.
وقال غادي إفرون، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني الإسرائيلية نوستيك "مثلما ترسم خرائط (SEO) المواقع التي تشكل نتائج البحث، ترسم (GEO) المصادر التي تؤثر على استجابات الذكاء الاصطناعي".
ووفقا لبعض الخبراء، فإن هذا المجال ما زال في بداياته، لكنهم يتوقعون له تأثيرا واسعا في طريقة تفاعل الذكاء الاصطناعي مع المستخدمين مستقبلا، يقول غادي إفرون "إنه مجال جديد، ويطلق عليه البعض جيو لذكاء الجيل الجديد، لكن المصطلحات ما زالت في طور التطور".
وإلى جانب حملة كلوك تاور، أطلقت إسرائيل مشروعا آخر باسم "مشروع إستير"، لدعم المؤثرين في الولايات المتحدة ممن ينشرون محتوى مؤيدا لإسرائيل، ويتم تمويل هؤلاء المؤثرين من قبل الحكومة الإسرائيلية نفسها، في سياق مشروع يتضمن تعاقدات تصل إلى 900 ألف دولار مع شركة "بريدجز بارتنرز" التي أسسها إسرائيليون.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع تجنيد 5 إلى 6 مؤثرين، يطلب من كل منهم نشر 25 إلى 30 منشورا شهريا، على أن يتوسع المشروع لاحقا ليشمل مؤثرين إسرائيليين وشركات أميركية، ويحصل المؤثرون على عشرات أو مئات آلاف الدولارات مقابل مشاركاتهم.
وقبل هذه الحملة، كانت إسرائيل قد تعاقدت مع شركة علاقات عامة أميركية مرتبطة بالحزب الديمقراطي، أدارت ما وصف بأنه "مزرعة بوتات" لنشر روايات مؤيدة لإسرائيل، لكنها فسخت العقد في ظروف غامضة، واكتفت الشركة بالقول إنه "تم إنهاء العمل".
إسرائيل بحاجة للتعاون مع شخصيات مثل إيلون ماسك، والاستثمار في تيك توك من أجل ضمان النصر في الساحة الأهم
بواسطة بنيامين نتنياهو
لقاء نتنياهو مع المؤثرينوتوجت هذه الحملة الرقمية -حسب واي نت- بلقاء جمع نتنياهو مع عدد من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وشدد نتنياهو على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في معركة إسرائيل الإعلامية، واعتبرها "الجبهة الثامنة" في الحرب، إلى جانب الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
وصرح نتنياهو بأن "أهم سلاح اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي"، وأضاف أن إسرائيل بحاجة للتعاون مع شخصيات مثل الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والاستثمار في تيك توك من أجل "ضمان النصر في الساحة الأهم".
إعلانوأشار الموقع إلى أن لقاء المؤثرين هذا مع نتنياهو أثار جدلا واسعا، إذ اعتبره البعض محاولة حساسة لدعم الرواية الإسرائيلية، في حين رآه آخرون تجاهلا لمعاناة عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة والذين كانوا يتظاهرون خارج القنصلية أثناء الاجتماع.