قطاع غزة تحت القصف والحصار.. وقود وطعام ينفد وأسر تكافح لاستمرار العيش
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، حصاره على قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي، حيث يواصل الغارات الجوية على القطاع، ردا على الهجمات التي شنتها حركة حماس على مناطق إسرائيلية، فيما لا يزال قطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء عن القطاع الذي يشهد محاصرته، منذ سنوات طويلة، في يومه الثاني.
سكان غزة وصفوا الوضع بالمأساوي، حيث أصبحت المعيشة دون أدنى مقومات للحياة، سواء فيما يخص قطع المياه أو الكهرباء أو المنظومة صحية، بسبب شح الوقود، وعدم سماح الاحتلال بدخوله.
وتشير آخر إحصائية بشأن عدد من سقطوا من الفلسطينيين، في القطاع جراء القصف الإسرائيلي إلى أكثر من 1300 شخص، بجانب إصابات تجاوزت نحو الـ6 آلاف، فيما وصل فيه عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجمات حماس إلى 1300 قتيل على الأقل، معظمهم من المدنيين، وأطفال، من الجانبين.
من جانبها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، من نفاد الوقود في قطاع غزة، والذي تعمل به مولدات المستشفيات في ظل انقطاع كامل للكهرباء عن القطاع.
وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، فابريزيو كاربوني، إن ما نفهمه أنه لا يزال هناك وقود، لكن على الأرجح لبضع ساعات لتعمل به المولدات، بما في ذلك الموجودة بالمستشفيات.
الطبيب بمستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سليمة، قال إن الوضع الحالي «كارثي ولا يمكن استمراره»، مشيرا إلى أنه لا توجد مياه أو كهرباء، وهو ما سيواجه سكان قطاع غزة بمأساة صحية كبيرة.
وأضاف الطبيب أن أعداد الجرحى التي تصل باستمرار إلى المستشفيات لا يمكن استيعابها، قائلا: «لم نواجه هذه الأعداد من قبل.. ثلاجات الموتى لا تستوعب أعداد القتلى».
فيما وصفت سيدة مقيمة بقطاع غزة، الوضع بالمدمر، والأيام تمر كالكابوس، الذي تقشعر له الأبدان، لافتة إلى أن سكان غزة اعتادوا انقطاع الكهرباء، التي كانت تعمل فقط 4 ساعات بشكل يومي تقريبا، لكن كانت هناك مواجهة لذلك عبر المولدات، التي تعمل بالوقود، الذي لم يعد متاحا في الوقت الحالي.
وتابعت السيدة الفلسطينية، قائلة: «نواجه حربا شاملة من التجويع إلى القتل.. عمليات القصف تشعرنا بأننا في يوم القيامة». وفيما يتعلق بتعامل سكان القطاع مع القصف الإسرائيلي، ووصفت السيدة الأجواء بشأن بقولها: «عادة ما تبلغنا إسرائيل قبل قصف برج ما، لتمهلنا نحو ساعتين لإخلائه، لكن هذا يعني إخلاء البرج، وكل الأبراج المحيطة به، كون المباني متلاصقة، في القطاع، نظرا لضيق المساحة والكثافة السكانية العالية، وهذا يعني أن أعدادا كبيرة من المدنيين تضطر لترك منازلها، موضحة أن العائلات والأصدقاء والجيران يتشاركون المكوث في منزل واحد، بالمناطق البعيدة عن موقع القصف، فيما يتجه آخرون إلى مدارس الأونروا، التي تشهد اكتظاظا كبيرا في مساحات صغيرة، مع عدم وجود مراحيض وخدمات تكفي هذا العدد الكبير من الفارين من القصف.
فيما وصفت الشابة أمل محمد، التي تسكن مدينة رفح بالقطاع، الوضع بالقول: «لا يوجد مكان آمن، فمعظم من نزحوا بحثا عن الأمان، تعرضوا للقصف أثناء النزوح أو في بعض مراكز الإيواء، مثل مدارس الأونروا».
كان وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال في وقت سابق اليوم، إن إسرائيل لن تسمح بإعادة الكهرباء والماء إلى قطاع غزة، قبل إعادة الرهائن والمختطفين الذين تحتجزهم حركة حماس.
وتحتجز حماس، أعدادا كبيرة من المختطفين الذين نقلتهم من إسرائيل إلى القطاع، معظمهم من المدنيين، ونساء وأطفال، بالإضافة إلى عمال أجانب، وأمريكيين وأوروبيين.
أما فيما يخص عملية البيع والشراء في الأسواق، أكدت أنه لا يوجد أسواق ولا بيع، ما جعل ما هو موجود منها مرتفع بشكل كبير، حيث يتعامل الناس بما هو موجود في منازلهم، أو بشراء ما لا يمكن الاستغناء عنه فقط.
من جانبه، أوضح فلسطيني آخر من سكان غزة، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أن المولدات الكهربائية التي يعتمد عليها الكثير من سكان القطاع، وسينتهي الوقود الذي يشغلها اليوم، أو على أقصى تقدير غدا، كما ستنفد المواد الغذائية في غضون أيام، حيث يستخدم بعض السكان في غزة آبارا في منازلهم للحصول على المياه، التي تعمل بالسولار، وبالتالي سيواجهون نقصا أيضًا في غضون أيام قليلة. جاء ذلك وفق ما نشرته الحرة.
من جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، بيانا أكدت فيه أن العمل جار في معبر رفح، رغم تعرض الجانب الفلسطيني منه لقصف من جانب الاحتلال الإسرائيلي المتكرر، داعية المجتمع الدولي إلى تزويد الفلسطينيين في غزة بالمساعدات، بسبب الأوضاع الإنسانية السيئة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء نقص الوقود نقص الطعام القصف الإسرائيلي أهم الآخبار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية
فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».