كتب- محمد شاكر

ترأس، أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، الاجتماع الـ١٧ للجنة المصرية اليابانية العليا للمتحف المصري الكبير، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لإبراز آخر مستجدات الأعمال بالمتحف والموقف التنفيذي للأعمال الجاري الانتهاء منها.

حضر الاجتماع السفير هشام الزميتي المُنسق العام للجنة ومساعد وزير الخارجية الأسبق، واللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، والسفير أوكا هيروشي سفير اليابان لدي مصر، وهيديكي ماتسوناجا رئيس إدارة الشرق الأوسط وأوروبا بهيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" طوكيو، وكاتو كين رئيس مكتب جايكا بمصر، وعدد من قيادات المتحف المصري الكبير والوزارة وممثلي السفارة اليابانية ومكتب چايكا.

وبدأ السيد أحمد عيسى الاجتماع بالترحيب بالحضور في مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبالأعضاء الجدد باللجنة، مشيراً إلى أن هذه اللجنة تعد أحد أوجه التعاون المشترك بين مصر واليابان في مجال السياحة والآثار ولا سيما في ظل عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والتي تتجلى في العديد من المشروعات وعلى رأسها مشروع المتحف المصري الكبير.

واستعرض الوزير أبرز المستجدات وآخر ما آلت إليه الأعمال بمشروع المتحف، مؤكداً أن كافة الأعمال تجري على قدم وساق للانتهاء منها وفقاً للجدول الزمني المحدد لها، ومشيراً إلى أن العمل يسير بالتوازي في كافة قاعات المتحف لوضع وتثبيت كافة القطع الأثرية المقرر عرضها بها.

كما ثمن على الدور الكبير الذي يقوم به قيادات وفريق العمل بالمتحف وما تقوم به هذه اللجنة في دفع حركة العمل بهذا الصرح العظيم الذي يبرز عراقة الحضارة المصرية وتأثيرها البارز علي الإنسانية جمعاء.

وأشار الوزير إلى حرص الوزارة على التعاون والشراكة مع القطاع الخاص ولا سيما في تقديم وتشغيل وتطوير ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين في المواقع الأثرية والمتاحف مما يساهم في تحسين التجربة السياحية بها، لافتاً في حديثه أيضاً إلى التجربة الناجحة التي قام بها للمتحف المصري الكبير خلال الفترة الماضية لمراجعة جاهزية الخدمات المقدمة لزائريه، والتأكد من تميز وتفرد التجربة السياحية به، وذلك عن طريق الجولات الإرشادية المحدودة التي بدأ تنفيذها بالمتحف منذ مارس الماضي في المناطق التي استلمتها شركة "ليجاسي للتنمية والإدارة" وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة حسن علام والقائمة على تشغيل الخدمات بمجمع المتحف.

كما استعرض الوزير رؤية الدولة في ربط المتحف المصري الكبير ومنطقة هضبة الأهرامات من خلال ممشى سياحي، وكذلك أبرز مستجدات الخطة الخاصة بتطوير ورفع كفاءة المحيط الجغرافي والمنطقة المحيطة بالمتحف التي تم البدء في تنفيذها بالتعاون مع الجهات المختلفة بالدولة، بالإضافة إلى ما يتم من أعمال في مشروع التطوير الكامل لمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك لتحقيق التكامل والربط بين المتحف وهذه المنطقة بما يساهم في تقديم تجربة استثنائية متفردة للزائرين والسائحين وستكون قيمة مضافة لهذه المنطقة التي تعد أهم المناطق الأثرية في العالم.

وأشار الوزير إلى حرص واهتمام الدولة المصرية بتطوير كافة المناطق الأثرية المتاحف في مصر وتجهيزها لاستقبال مختلف الزائرين والسائحين في ضوء خطة التطوير والنهوض بملف السياحة والآثار بها، لافتاً إلى أنه بعد افتتاح المتحف سيكون هناك العديد من الزائرين والسائحين اللذين سيأتون خصيصاً لزيارته، بجانب زيارته ضمن الأماكن الأثرية والمتاحف التي تتضمنها منتج زيارة القاهرة الكبرى.

وأضاف: يأتي هذا في إطار حرص الوزارة على فتح وإتاحة العديد من المواقع السياحية والأثرية الجديدة في ضوء تنفيذ خطة الوزارة نحو جعل مدينة القاهرة مقصد سياحي قائم بذاته وخاصة في إطار الترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد ومنها ما تم افتتاحه مؤخراً من مواقع أثرية مثل جامع سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي والمعروف باسم سارية الجبل، وافتتاح رئيس مجلس الوزراء لسور مجرى العيون ومعبد بن عزرا اليهودي وحصن بابليون، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمهم، وافتتاح هذا الأسبوع لمركز زوار القبة الضريحية للإمام الشافعي بعد أن تم من قبل افتتاح الجامع والقبة الضريحية له.

وحرص السفير أوكا هيروشي على تقديم الشكر للوزير وفريق العمل بالمتحف على ما يبذلونه من جهود لإنجاز هذا المشروع الضخم، مثمناً عما يشهده المتحف من إنجازات، والعمل الدؤوب والمستمر لتقدم الأعمال بالمتحف، كما أشار إلى أن تسيير خطوط رحلات طيران جديدة بين مصر واليابان سيساعد على زيادة الحركة السياحية الوافدة من اليابان إلى مصر لزيارة المتحف بعد افتتاحه، والذي يعتبر رمز للصداقة والعلاقات القوية بين مصر واليابان.

كما أعرب عن سعادته بالتقدم المحرز من أجل الانتهاء من المشروع بفضل تعاون قيادات الوزارة والمتحف.

ووصف كاتو كين ممثل هيئة التعاون الدولي اليابانية الجايكا بمصر، المتحف بأنه أحد رموز التعاون بين مصر واليابان، مشيراً إلى أن المتحف يشهد تطور مستمر لإنهاء الأعمال به، مستعرضاً ما قدمته الجايكا من مساهمات متمثلة في قرضين ميسرين بجانب عدد من مشروعات الدعم الفني ونقل الخبرات اليابانية في مجالات ترميم القطع الأثرية، وإدارة المتاحف، واستخراج وترميم مركب خوفو الثانية خلال الأعوام الماضية.

ومن جانبه، أشاد اللواء عاطف مفتاح، بهذه اللجنة وبالهدف من تشكيلها وما تقوم به من جهود للمتابعة المستمرة لسير الأعمال بالمتحف ومشاركتها في العمل على تذليل أي عقبات قد تواجه إنجاز هذا المشروع الضخم، موجهاً الشكر والتقدير لفريق العمل من اليابان على تعاونهم الكبير للانتهاء من تنفيذ هذا المتحف الذي يعد أكبر متاحف الآثار في العالم المخصصة لحضارة واحدة وهي الحضارة المصرية القديمة.

وأكد على أن العمل قد شهد تقدماً كبيراً في حجم إنجاز الأعمال بالمتحف ولا سيما في ظل المتابعة الأسبوعية الدقيقة التي يقوم بها الوزير وحرصه على الوقوف على سير الأعمال وتطورها أولاً بأول.

وقام اللواء عاطف مفتاح، باستعراض آخر مستجدات الأعمال بالمتحف ومنها أنه تم الانتهاء بالكامل من الإنشاءات ووضع وتثبيت القطع الأثرية بالأماكن المخصصة لها بنسبة 99%، وسيتم الانتهاء من باقي الأعمال الهندسية خلال الأسابيع القليلة القادمة، مشيراً إلى أنه تم وضع وتثيبت عدد كبير من القطع المقرر عرضها بالقاعات الرئيسية بالمتحف، كما أنه، قبل افتتاح المتحف، سيتم نقل باقي القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون والموجودة حالياً ببعض المتاحف الأخرى لعرضها بالقاعات الخاصة بالملك الذهبي بالمتحف والتي تضم جميع كنوزه التي بلغ عددها أكثر من 5400 قطعة أثرية، مؤكداً على أن الأعمال تسير على قدم وساق وبدقة كبيرة على كافة مستوياتها.

كما ثمن الجهود التي يبذلها فريق العمل بالمتحف ولا سيما فريق الأثريين والمرممين في نقل وتثبيت القطع الأثرية بقاعات المتحف وعلى الدرج العظيم بأسلوب علمي دقيق وعرض متحفي فريد من نوعه والذي يؤكد على قدرة وجدارة المصريين في الحفاظ على تراث أجدادهم بناة الحضارة.

وأوضح أنه تم البدء بالفعل في تنفيذ محور للربط بين المتحف ومنطقة هضبة أهرامات الجيزة والذي سيعد محوراً للربط السياحي بين الحاضر والماضي والذي من المقرر أن يتم الانتهاء منه خلال الربع الأول من العام القادم.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني وزير السياحة والآثار المتحف المصري الكبير أحمد عيسى المتحف المصری الکبیر بین مصر والیابان الأعمال بالمتحف القطع الأثریة الانتهاء من ولا سیما إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا يحتاج العمل التجاري في عُمان؟

 

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

يتطلع الجميع لأن يستمر العمل التجاري في سلطنة عُمان بصورة أكبر خلال المرحلة المقبلة في إطار المنافسة العالمية، بعد أن واجه عدة صعوبات في المرحلة الماضية بسبب تفشي وباء كوفيد-19، والأزمات المالية وتراكم الديون الخارجية، والصعوبات المالية التي تعرّض لها التجار وأصحاب الشركات وغيرهم من مالكي المؤسسات التجارية، ويأمل الجميع، وخاصة رواد الأعمال العُمانيين والباحثين عن الأعمال، وكذلك التجار والمستثمرين أن تمنح لهم الفرص التجارية الجدية، وبدون أية صعوبات أو مشاكل تعترض أعمالهم اليومية.

الوضع التجاري في البلاد كما يوصف من قبل المؤسسات الدولية بأنه مدعوم بإطار قانوني قوي، ويهدف إلى تنظيم الأنشطة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار بصورة أكبر. كما يتميز بوجود تسهيلات للمستثمرين، بما في ذلك الحوافز والفرص في القطاعات الاقتصادية المعروفة. فسلطنة عُمان تتميز اليوم ببيئة استثمارية جاذبة، بجانب موقعها الجغرافي الهام وسط نقاط التقاء طرق التجارة العالمية، الأمر الذي يمنحها فرصة لفتح أسواق المنتجات الوطنية، وتصديرها وإيصالها إلى الأسواق الناشئة عبر ممرات النقل الحيوية. كما يتميز الوضع التجاري في البلاد بأنه مستقر سياسيًا، ويعمل ضمن رؤية وأهداف "عُمان 2040"؛ الأمر الذي يعمل الجميع على تعزيز مناخ الاستثمار وتنويع الاقتصاد وفتح آفاق أكبر لاستغلال كل مصدر طبيعي في البلاد نظرًا لحاجة العالم إلى تلك المصادر المهمة.

لقد شهدت سلطنة عُمان خلال العقود الخمسة الماضية الكثير من التطورات الاقتصادية فيما يتعلق بتحديث الأطر القانونية التشريعية، وتوسعة البنية الأساسية اللوجستية مثل الموانئ والطرق والمطارات والمناطق الصناعية، إضافة إلى إطلاق منصات إلكترونية وتسهّيل إجراءات الاستثمار.

تقرير "ممارسة أنشطة الأعمال 2020" الصادر عن البنك الدولي يشير إلى صعود عُمان 10 مراتب في العمل التجاري في الآونة الأخيرة لتحتل اليوم المرتبة 68 على مستوى العالم. ومع تقديم الحوافز التجارية وقتل البيروقراطية وتسهيل القوانين والأعمال، فإنَّ ذلك سيؤدي حتمًا إلى احتلال مرتبة متقدمة في العمل التجاري؛ الأمر الذي يتطلب القضاء على التحديات التنفيذية والإجرائية، وقتل البيروقراطية، وتقليل الفجوة بين الإصلاحات المعلنة والتطبيق الفعلي على الأرض.

وتتسم البيئة الاقتصادية والتجارية في عُمان بالاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة؛ الأمر الذي يُعزِّز الثقة بهذه البيئة لجذب الاستثمار، والمضي قُدمًا في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، بجانب تنويع الاقتصاد؛ مما يخلق فرص عمل جديدة للباحثين عن الأعمال في قطاعات الاستثمار كالسياحة، واللوجستيات، والزراعة، والصناعة وغيرها. كما إن الحكومة مستمرة في إجراء الإصلاحات الاقتصادية ضمن رؤية "عُمان 2040"، لتحسين مناخ الأعمال، وتسهيل الإجراءات، وتشجيع ريادة الأعمال.

ومن واقع وجهة نظر التجار وأصحاب الأعمال، فإن تأسيس الشركات وبدء الأعمال التجارية أصبحت اليوم أكثر سهولة مع توفر منصات إلكترونية مثل "استثمر بسهولة"، في الوقت الذي ما زالت التحديات والبيروقراطية تُشكِّل مُعضلة في العمل التجاري للبعض بسبب بطء الإجراءات أحيانًا أو الحاجة للتنسيق بين عدة جهات حكومية في وقت واحد. كما إن مسألة الوصول إلى التمويل تعد تحديًا أمام بعض رواد الأعمال، خصوصًا الشباب، رغم وجود مؤسسات تمويلية عديدة للقيام بهذه المسؤولية.

لقد شهدت بيئة الاستثمار تطورات عدة في البلاد من أجل ممارسة الأعمال نتيجة لصدور حزمة من الإصلاحات التشريعية والإجرائية؛ حيث صدر قانون استثمار رأس المال الأجنبي بالمرسوم السلطاني رقم 50/2019، الذي أتاح تملك الأجنبي بنسبة 100% في معظم القطاعات، وألغى الحد الأدنى لرأس المال؛ مما ساهم في إزالة عقبة كبيرة أمام دخول المستثمرين. كما صدرت قوانين خاصة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص والتخصيص؛ بهدف تشجيع استثمارات القطاع الخاص في المشاريع الكبرى. فضلًا عن ذلك، تتخذ الحكومة خطوات لتقليص الرسوم، وتقديم إعفاءات ضريبية وحوافز خاصة في المناطق الاقتصادية، الأمر الذي يساهم في تقليل تكلفة بدء المشاريع، وتعزّز الجاذبية الاقتصادية للمستثمرين الأجانب. ومنصة "استثمر بسهولة"، التي تم دمجها لاحقًا في منصة عُمان تعمل على تقديم الأعمال الشاملة من خلال تقديم نافذة إلكترونية موحدة تجمع أكثر من 50 خدمة حكومية للمستثمرين؛ مما يسهّل تأسيس الشركات والحصول على التراخيص عبر الإنترنت على نحو سريع وسهل. وكل هذه العوامل، تجعل عُمان وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة.

سلطنة عُمان تتميَّز اليوم بتوفير فرص متزايدة وخاصة لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعد العمود الفقري للاقتصادات في العالم، ويرى الشباب أن هناك فرصًا عدة واعدة خاصة في قطاعات التكنولوجيا، والخدمات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، في الوقت الذي تلتزم فيه الحكومة بتقديم الدعم من خلال توفير من خلال برامج التدريب في هذه القطاعات، مع حث المؤسسات على زيادة كفاءتها وربطها بسوق العمل الحقيقي. كما تُعزّز من ثقافة ريادة الأعمال؛ لتُصبح خيارًا مقبولًا ومشجعًا لدى فئة الشباب، مع زيادة الفعاليات والمسابقات والمبادرات التي تروج لهذه الثقافة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ماذا يحتاج العمل التجاري في عُمان؟
  • متحف الإسكندرية القومي يكشف سرار المدينة الغارقة
  • اليمن تسجّل قطع أثرية مسروقة في بيانات الإنتربول بعد عقود من الإهمال
  • زيارة ترامب المرتقبة للقاهرة.. تأكيد أمريكي على محورية الدور المصري في تثبيت وقف إطلاق النار وصناعة السلام الإقليمي
  • السياحة تُطلق منصة "رحلة" لتنظيم الرحلات المدرسية المجانية إلى المواقع الأثرية والمتاحف
  • زيارة ميدانية لطلاب جامعة أسيوط الأهلية للمتحف المصري الكبير و القومي للحضارة بالقاهرة
  • مصر تدعو رئيس الجابون لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير
  • انبهار وفد ألماني رفيع المستوى في زيارته للمتحف المصري الكبير
  • مارتن بيست: المتحف المصري الكبير فرصة لا تتكرر في الحياة
  • عمرو الليثي: جميع الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر لا تتضمن مشاهد من المعركة