قام الفنانان عبد الرحمن المطوع ومبارك المالك برسم عدد من الجداريات التراثية المبدعة في معرض إكسبو 2023 الدوحة، لتعريف الزوار بالتراث القطري من خلال عدد من الرسومات المبدعة التي أعجبت الحضور من الزوار من مختلف الثقافات.
تأتي هذه الخطوة بالتعاون بين هيئة متاحف قطر ومركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان)، وقد حملت الجدارية الفنية التي حرص اغلب الزوار على القيام بتصويرها للاحتفاظ بهذا الفن الراقي على الجوالات، مواضيع مرتبطة بالتراث القطري، وانعكاس الأصالة والثقافة المحلية، حيث تم رسم تعابير رمزية للبيئة المحلية ودلالات للبر والبحر ولمحة من حضارة الغوص على اللؤلؤ، ورمز للأسرة والتراث القطري، مع إضافة اللمسات من العمارة القطرية كالمباني والعمران الحديث في دولة قطر، وكذلك تم استخدام نباتات من البيئة القطرية، كزهرة الشفلح، والنخيل واللؤلؤ.


وأكد المشاركون في الحدث الفني إن المشاركة في المعارض والفعاليات الكبرى التي تنظمها الدولة بمثابة شهادة على جهودنا التي نبذلها لتعريف الزوار بالتراث والبيئة الجدارية من خلال الفن، وخاصة ان إكسبو 2023 الدوحة يعد ملتقى للثقافات.
وتابعوا: سوف يتعرف زوار حديقة البدع على الثقافة الفنية المزدهرة في الدولة، ومن المتوقع أن تكون الجداريات محطّ إعجاب بين الزوار، لان الفن بحسب وصفهم لغة بلا حروف، يفهمها الجميع ويستمتعون بها بغض النظر عن لغاتهم ووجهات نظرهم المختلفة. 
وتابعوا: تكمن أهمية الجداريات في كونها أسلوبًا لتدوين التراث بالوقت المناسب، من خلال هذا التعبير الفني، حيث يمكن توثيق ما كانت تمر به قطر خلال فترة زمنية معينة، وما كانت تمثله، وما كان الناس يؤمنون به خلال هذه الفترة. كما تُمثل وسيلة للتعبير عن ذات الفنان، ودوره في المجتمع.
يذكر أن متاحف قطر تستضيف عددا من الأنشطة والفعاليات والمعارض خلال إكسبو 2023 الدوحة الذي سيقام حتى 28 مارس 2024، وذلك في إطار التزامها بإثراء المجتمعات المحلية والعالمية من خلال التبادل الثقافي والحوار.
وأعدت متاحف قطر برامج الفعاليات المتنوعة المقرر تنظيمها خلال إكسبو لتدور حول الموضوع الرئيسي للحدث «صحراء خضراء، بيئة أفضل»، وتتعلق بموضوعات رئيسية مثل الاستدامة، والرفاه، وعالم الطبيعة، والزراعة، والتكنولوجيا، والتنقل، وغيرها.
وتشمل مؤسسات ومواقع متاحف قطر المشاركة في هذه الفعاليات: دد - متحف الأطفال في قطر، ومتحف الفن الإسلامي، ومتحف قطر الوطني، و3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، ومطافئ: مقر الفنانين، وإدارة الآثار بمتاحف قطر، ومتحف لوسيل، ومتحف قطر للسيارات ومطاحن الفن المستقبلية.
ويرحب دد - متحف الأطفال في قطر بالعائلات خلال فترة إكسبو 2023 الدوحة، وتقدم مغامرات حدائق دد أنشطة تفاعلية وفعاليات خاصة وبرامج شيقة مناسبة للأطفال بعمر 12 عاما أو أقل مع عائلاتهم، وخلال إكسبو 2023 الدوحة، يستكشف الأطفال طرقا مختلفة للتعلم من خلال فرص اللعب والأنشطة التي تشمل إبداع أعمال فنية بين أحضان الطبيعة، وتذوق محاصيل حديقة الأغذية، واستكشاف عالم الديدان، وممارسة تمرين مريح للأعصاب، ويمكن للأطفال أيضا المشاركة في برامج البستنة، أو التعرف على إعادة التدوير عن قرب.
ومع تزايد المخاوف البيئية، أصبحت قضيتا التنقل والاستدامة محورا أساسيا لضمان مستقبل أكثر اخضرارا وتأملا في نقاط التلاقي بين المسألتين، وفي هذا الاطار سيفتح معرض «الدراجة الهوائية ومستقبل التنقل»، الذي يقدمه متحف قطر للسيارات خلال معرض إكسبو 2023 في المنطقة الثقافية بحديقة البدع.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة إکسبو 2023 الدوحة متاحف قطر متحف قطر من خلال

إقرأ أيضاً:

عُمان التي نريد

 

 

 

د. سليمان بن عمير المحذوري

[email protected]

 

لا يختلف اثنان على إن عُمان دولة ذات إرث حضاري ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، وحضارة مجان شاهدة على مساهمة عُمان في البناء الحضاري الإنساني في عصور ما قبل التاريخ.  وفي العصر الإسلامي تشرّفت عُمان برسالة النبي الموجّهة إلى ملكي عُمان التي كانت كيانًا سياسيًا مستقلًا في شبه الجزيرة العربيّة.

وعلى مرّ الحقب التاريخيّة تعاقب على عُمان حكّام كان لهم دور محوري في تاريخها العريق، وإضافة لبنات مهمة في مسيرة الحضارة العُمانيّة.  ومنذ عام 1744 استلم الراية الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي فكان خير خلف لخير سلف لتمضي عُمان قدمًا في نشاطها المعهود، وتظل السفن العُمانية تبحر بانتظام مع الرياح الموسميّة في مياه المحيط الهندي شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا. وخلال تلك الفترة اشتهرت رحلات أسطول البن الذي يتكون من حوالي 50 سفينة عُمانية تنقل هذا السلعة المهمة لتوزيعها في أنحاء متفرقة من الشرق الأدنى.

ونتيجة للأمن والاستقرار الذي نعمت به عُمان في عهد الأسرة البوسعيدية أضحت مسقط العاصمة الاقتصاديّة والسياسيّة لعُمان خلال الربع الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي. وبحكم موقعها الاستراتيجي على شبكة الطرق البحريّة كانت المركز الرئيس لتجميع السلع وتوزيعها في غرب المحيط الهندي، واستقطبت التجّار من مختلف الجنسيات بسبب حرية ممارسة الأعمال التجارية، والشعائر الدينية. وفي عهد السّيد سعيد بن سلطان توسعت الإمبراطورية العُمانية وامتدت على قارتين آسيا وإفريقيا لمدة نصف قرن، وكانت عُمان ندًا للدول الكبرى آنذاك من خلال ابرام اتفاقيات دبلوماسيّة وتجاريّة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.

ومع التحولات الدوليّة، والأزمات الداخليّة، والتحديات الاقتصاديّة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن الماضي، استطاعت عُمان أن تعبر بسلام إلى برّ الأمان، وتتكيف مع تلك الظروف رغم قسوتها حتى نهضت مجددًا في عام 1970 عندما تولى مقاليد الحكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه. ومنذ خطابه الأول كانت رؤيته واضحة: "كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وَإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى"؛ إذ استطاعت عُمان أن تصبح دولة عصريّة نفضت عنها غبار الزمن، واستعادت بريقها على كافة المستويات استنادًا إلى إرثها الحضاري المتراكم عبر العصور.

وها هو حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ تسلمه مقاليد الحكم في عام 2020، يُكمل المسيرة التنمويّة لعُمان، ويضعها في مكانتها الطبيعية بين الأمم، ومصاف الدول المتقدمة.

وما من شكّ أنّ الإنسان العُماني كان وما يزال هو الركيزة الأساسيّة لتحقيق تطلعات ورؤى عُمان الحاليّة والمستقبليّة؛ اذ يؤكد جلالة السلطان- أيده الله- في خطابه بتاريخ 11 يناير 2022 "أن الإرتقاءَ بعُمانَ إلى الذُرى العاليةِ، مِنْ السموِّ والرفعةِ، التي تستحقها لَهُوَ واجبٌ وطنيٌ، وأمانةٌ عظيمةٌ، وعلى كلِّ مواطنٍ دورٌ يؤديهِ في هذا الشأن".

خلاصة القول.. إنَّ لعُمان تاريخًا عريقًا ودورًا حضاريًا رياديًا؛ بيد أنّه خلال هذه المرحلة وفي ظل الذكاء الصناعي والتكنلوجيا المتقدمة، والتعليم النوعي، والطاقة النووية أصبح التغني بالتاريخ وحده لا يُغني ولا يُسمن من جوع؛ وينبغي على الأجيال المتعاقبة مواصلة البناء على هذا الإرث الحضاري، ومواكبة التحولات المتسارعة، والقيام بدور فاعل في تحقيق رؤية عُمان التي نريد كل في موقعه، وفي حدود إمكاناته ومسؤولياته.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بـ 100 مصطلح .. المؤسسة القطرية تدشن رسمياً “الموسوعة الإعلامية”
  • عُمان التي نريد
  • عاجل | الملكة رانيا تشارك في عشاء خيري أقيم بمتحف الفن الإسلامي في الدوحة
  • جاسم النبهان: المهرجانات مهمة للتواصل ويجب تبني العربية الفصحى في أعمال الأطفال المدبلجة
  • النبهان يطرح واقع الفن الخليجي… وعاشور يقدّم رؤيته في صناعة الفيلم الوثائقي
  • دير العذراء والأنبا يحنس القصير يعلن مواعيد استقبال الزوار خلال صوم الميلاد
  • «وجوه مألوفة».. معرض يعيد قراءة الشهرة والذاكرة عبر وجوه صنعت وجداننا
  • «خارج النص».. حوار الأدب والفن
  • بالفيديو .. بدعوة مفتوحة للعالم… الأردن يروّج نفسه: “تعالوا وجربوا ذلك بأنفسكم
  • فضل الله: هناك من يتلاقى مع اليد الإسرائيلية التي تقصف وتعتدي ليواجه البيئة