"رويترز" تثير غضب اللبنانيين عقب إعلان مقتل مصورها جنوبي البلاد دون ذكر استهدافه بضربات إسرائيلية
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أثارت وكالة "رويترز" غضب اللبنانيين عقب إعلان مقتل مصورها عصام عبد الله جنوبي البلاد دون ذكر أنه تم استهدافه بضربات إسرائيلية.
إقرأ المزيدوقالت رويترز في بيان لها يوم الجمعة إن مصور فيديو من وكالة الأنباء قتل في أثناء أدائه لعمله في جنوب لبنان.
وجاء في البيان: "نشعر بحزن شديد لمعرفة نبأ مقتل مصور الفيديو عصام عبد الله".
وأشارت الوكالة إلى أن عصام كان أحد أفراد طاقم رويترز في جنوب لبنان الذي كان يقدم لقطات فيديو حية.
وأضافت رويترز: "نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه".
ومساء اليوم الجمعة، أفاد مراسلنا في لبنان بمقتل صحفي وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدفهم خلال تغطيتهم لتطورات الوضع في جنوب لبنان.
وقال مراسلنا أن اسرائيل استهدفت طواقم الاعلاميين بالقذائف بمنطقة علما الشعب.
وتفاعل اللبنانيون مع هذا البيان بشكل غاضب، حيث هاجموا الوكًالة لعدم ذكرها الجهة القاتلة، منتقدين ازدواجية المعايير لدى الإعلام الغربي، حيث علق أحدهم قائلا: "المهنية أن يذكر الخبر من ومتى وأين وكيف ولماذا؟ رويترز ذكرت كل شيء ما عدا من قتل مصورها الصحافي الشهيد عصام العبد الله.. رويترز شريكة في الجريمة لأنها أخفت هوية القاتل وهي إسرائيل.. رويترز منحازة للقاتل ضد الضحية.. رويترز خالفت أخلاقيات المهنة لا شرف مهنياً لديها".
وقال أحدهم معلقا: "نشرت وكالة رويترز العالمية خبر استشهاد مصورها عصام عبد الله الذي استشهد جراء قصف صهيوني من مروحية إسرائيلية بصاروخ موجه في علما الشعب جنوب لبنان.. لم يحرك هذا الأمر الجلل الذي وقع بأحد أفراد كوادرها الصحفية فعزفت عن ذكر أسباب استشهاده وراحت تكتفي بالقول أنه قتل في جنوب لبنان!!".
المهنية ان يذكر الخبر مَن ومتى وأين وكيف ولماذا؟#رويترز ذكرت كل شيء ما عدا مَن قتل مصوّرها الصحافي الشهيد #عصام_العبدالله@Reuters شريكة في الجريمة لأنها أخفت هوية القاتل وهي #اسرائيل@Reuters منحازة للقاتل ضدّ الضحية@Reuters خالفت أخلاقيات المهنة@Reuters لا شرف مهني لديها pic.twitter.com/1BjR9dR2wS
— Mona Tahini منى طحيني (@MonaTahini) October 13, 2023نشرت وكالة رويترز العالمية خبر استشهاد مصورها عصام عبدالله والذي استشهد جراء قصف صهيوني من مروحية اسرائيلية بصاروخ موجه في علما الشعب جنوب لبنان
لم يحرك هذا الامر الجلل الذي وقع باحد افراد كوادرها الصحفية عن ذكر اسباب استشهاده وتكتفي بالقول بانه قتل في جنوب لبنان!!. pic.twitter.com/IuCNBo19JQ
وتشهد الحدود الجنوبية اللبنانية توترات منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي (أطلقتها حركة "حماس" في غزة)، حيث أعلن "حزب الله" اللبناني "استشهاد 3 من عناصره" جراء قصف إسرائيلي وعمليات عسكرية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن عدد من القتلى في صفوف عناصره إثر اشتباكات مسلحة وقصف من لبنان.
هذا، وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها حزب الله اللبناني من عواقب التدخل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر.
كما حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، إيران و"حزب الله" اللبناني من التدخل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
المصدر: "رويترز" + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار لبنان الجيش الإسرائيلي تويتر حرية الصحافة طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook فی جنوب لبنان عصام عبد عبد الله
إقرأ أيضاً:
سماء لبنان محاصرة... المسيّرات الإسرائيلية تُبقي البلاد تحت ضغط نفسي دائم
في تقرير نُشر بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحت عنوان "لبنان تحت حصار الطائرات المسيرة"، ترصد الكاتبة راية جلبي ملامح حرب غير معلنة يعيشها اللبنانيون منذ أشهر، عنوانها الأبرز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق سماء البلاد، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. اعلان
تقول جلبي إن الحرب لم تتوقف فعليًا، لكنها باتت تأخذ شكلاً مختلفًا، أقل صخبًا من القصف وأشد وطأة على الأعصاب. الصوت المستمر لهذه الطائرات -وهو أشبه بأزيز جزازة عشب ضخمة- أصبح جزءًا من الحياة اليومية، لكنه ليس مجرد ضجيج عابر، بل نذير دائم بالخطر، ومصدر قلق لا يغيب.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا الصوت الذي يصفه اللبنانيون بـ"المزعج والمخيف" يثير في النفوس حالة من الترقب اللاشعوري لغارة جوية قد تقع في أي لحظة، مما يجعله -بحسب تعبيرها- سلاحًا فعالًا في الحرب النفسية، يستخدم لبث الخوف وزعزعة الاستقرار النفسي للمدنيين.
Relatedلجنة لبنانية-فلسطينية تبدأ صياغة خطة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في المخيماتبعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟جنوب لبنان: قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار مجدداًأدوار متعددة للمسيراتتوضح جلبي أن المهام التي تؤديها هذه الطائرات لا تقتصر على الرصد والمراقبة، بل تشمل عمليات أكثر تعقيدًا وخطورة. فهي تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية، ومحو الاتصالات الرقمية، وتعطيل بيانات الرادار، واعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل، فضلًا عن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). لكنها تضيف أن الاستخدام "الأهم" -حسب توصيفها- هو تنفيذ عمليات "القتل الأسبوعي"، ما يزيد من حدة الخوف لدى السكان الذين أثقلتهم عقود من الحروب والأزمات.
في بداية الأمر، اقتصرت حركة هذه الطائرات على المناطق الحدودية جنوب لبنان، إلا أن نطاقها توسّع تدريجيًا ليشمل العاصمة بيروت نفسها، التي أصبحت بدورها هدفًا يوميًا لتحليق هذه المسيرات، حتى بعد سريان وقف إطلاق النار، في مشهد يعكس غياب أي احترام للسيادة الجوية اللبنانية.
تأثير نفسي متصاعدينقل التقرير شهادات أطباء نفسيين في لبنان أكدوا أن أصوات المسيرات الإسرائيلية باتت عنصرًا مشتركًا في أحاديث مرضاهم، وأنها ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع مستويات القلق والانفعال وحتى الاكتئاب. يقول أحد الأطباء: "لا يمكنك التقليل من شأن التأثير العميق لهذه الطائرات على مرضاي. الحياة في لبنان مرهقة أصلًا بسبب أزماتنا المستمرة، وهذا الضجيج الجهنمي يجعل كل شيء أسوأ".
وتصف الكاتبة شعورها الشخصي عندما سمعت أول طائرة مسيرة تحلق فوق بيروت بعد إعلان الهدنة، فتقول إنها أحسّت بـ"العجز" في تلك اللحظة، وهو شعور تشاركها فيه شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يجدون أنفسهم تحت مراقبة دائمة دون أي قدرة على الرد أو الاعتراض.
المزاح كآلية دفاعأمام هذا الواقع، يحاول اللبنانيون التكيّف مع ما لا يمكن تغييره. بعضهم يلجأ إلى إطلاق ألقاب ساخرة على الطائرات بدون طيار، كنوع من المزاح الذي يهدف إلى التخفيف من وطأة الشعور بأنهم مراقَبون باستمرار، وفي مبادرة فنية فريدة، قام أحد الفنانين بتسجيل ساعات من أصوات هذه المسيرات وأعاد تركيبها في عمل موسيقي وصفه بـ"الموسيقى المزعجة"، في محاولة لتفريغ الإحساس بالخوف من خلال الفن.
تختم جلبي مقالها بالتأكيد أن التخلص من شعور العجز الذي تفرضه هذه المسيرات يتطلب وقتًا طويلًا، وربما أكثر مما يمكن لأي شعب تحمّلُه، خاصة في بلد يواجه أزمات اقتصادية وسياسية ومعيشية خانقة، فيما سماؤه لا تعرف الهدوء.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة