مفكر أمريكي: المجتمع الدولي مكن إسرائيل من فرض حصار إجرامي على غزة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
التقت "عربي21" بالأكاديمي والمفكر الأمريكي اليهودي، البروفيسور نورمان فينكلشتاين، وحاورته حول موقف المجتمع الدولي من ما يجري في معركة طوفان الأقصى.
وتناولت معه كذلك الجدال بين الجمهوريين والديمقراطيين حول ما إذا كانت أموال إيران المُفرج عنها مؤخرا في صفقة تبادل السجناء هي التي مولت المعركة التي بدأتها حركة حماس في بداية الأسبوع الماضي.
وحول اتهامات المجتمع الدولي لحركة حماس بأنها انتهكت القانون الانساني وأنها قامت بجرائم ضد المدنيين، قال فينكلشتاين لـ"عربي21"، إنه "لا يعتقد أن المجتمع الدولي في أفضل مكان أخلاقيًا لإلقاء المحاضرات على الفلسطينيين حول القانون الدولي، لأنه بالتواطؤ مع المجتمع الدولي، تصرفت إسرائيل دون عقاب في انتهاك القانون الدولي دون الدخول في كل قانون خرقته".
وأضاف: "حيث يقتصر الأمر على شيء واحد على وجه الخصوص، حيث مكّن المجتمع الدولي إسرائيل منذ كانون الثاني /يناير 2006 من فرض حصار إجرامي غير قانوني وغير إنساني على شعب غزة، علما أن نصف السكان هم من الأطفال، أي مليون طفل".
وأوضح أنه "لذلك في هذا الوقت من الزمن قيام المجتمع الدولي بإلقاء دروس للفلسطينيين حول القانون الدولي هو أمر حقير للغاية، ومثير للازدراء لدرجة أنه مهما كان حجم قاموس أكسفورد الإنجليزي، فإنه لا يحتوي على كلمة ترقى إلى مستوى الازدراء، ونفاق المجتمع الدولي الذي يلقي دروسًا على الفلسطينيين حول القانون الدولي".
وفيما يتعلق باتهام الجمهوريين للرئيس جو بايدن بأنه مول معركة حماس الحالية، عبر الـ 6 مليارات دولار الإيرانية المُفرج عنها في صفقة تبادل الأسرى بين إيران وأمريكا قال فينكلشتاين: "إنه نقاش حول لا شيء، هذا النوع من النقاش يتباين بين الفراغ والخواء، بمعنى أنه غير ذي صلة على الإطلاق، وهو في اللغة الإنجليزية يصطلح عليه "ذريعة حمراء" والمرغوب فيه تغيير الموضوع وتحويل الانتباه عن الحقيقة الوحيدة ذات الصلة والحقيقة هي أن 2.1 مليون شخص تم احتجازهم في أكبر معسكر اعتقال على الإطلاق، وهذه هي الحقيقة الأساسية، والآن أصبح لديهم سبب قاموا بالتمرد لأجله بشكل كبير".
وتابع: "إن ما فعله أهل غزة لا يختلف على الإطلاق عن ثورة العبيد في التاريخ الأمريكي، ولديك الوقت للبحث عن "Nat Turner" وما ستقرأه هو قصة العبد الأسود الذي كان متعصبًا دينيًا وقام بتنظيم تمرد العبيد وخلال هذا التمرد، قتلوا العديد من البيض الأبرياء".
واستدرك بالقول: "ولكن هنا خلاصة القول، إن لثورة نات ترنر مكانة مشرفة في التاريخ الأمريكي، واسمحوا لي أن أكرر ذلك، ثورة العبيد التي تم فيها ذبح 50 مدنيًا من البيض، وما فعله أهل غزة هو مجرد نسخة طبق الأصل من ثورة نات ترنر ".
وعن موقف الرأي العام اليهودي في أمريكا من إسرائيل بشكل عام ومن المعركة الأخيرة بشكل خاص قال: "ليس لدي أي فكرة، ويبدو لي أن الأجيال الشابة من اليهود أكثر ترددا في إدانة الفلسطيني، لكنني لا أعرف رأيهم العام، عموما لقد كتبت كتابًا حول هذا الموضوع، قبل 15 عامًا، بعنوان "معرفة الكثير: لماذا تقترب الرومانسية اليهودية الأمريكية مع إسرائيل من نهايتها؟".
وعن تأثير معركة طوفان الأقصى على مستقبل نتنياهو السياسي، أكد نورمان فينكلشتاين، أنه "لا يعرف ولا يهتم بذلك إطلاقا".
وقال: "إن المؤسسة الحاكمة في إسرائيل عبارة عن مرآة للمجتمع أو لسان حال المجتمع الإسرائيلي، والذي اعتاد أن لا يعير أي اهتمام للفلسطينيين أو حقوقهم ومطالبهم العادلة، وقد صرح منذ يومين أحد ساستهم الكبار بأن الفلسطينيين ليسوا سوى حيوانات بهيئة بشر، وهذا يعكس موقف المجتمع الإسرائيلي".
وخلص بالقول: "وإذا أخذنا بعين الاعتبار ان نتنياهو صاحب أطول مدة كرئيس للوزراء وفي حال استمر في الفوز بالانتخابات فإن هذا يعني أن المجتمع الإسرائيلي يرى نفسه في نتنياهو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المجتمع الدولي المجتمع الدولي طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الدولی القانون الدولی
إقرأ أيضاً:
منتدى العدالة الدولي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق نازحي غزة
أصدر منتدى العدالة الدولي ضد الإبادة، اليوم، تقريرًا حقوقيًا توثيقيًا بعنوان «خيام الموت.. الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لخيام النازحين في دير البلح والمواصي – جريمة إبادة جماعية مستمرة في قطاع غزة (2023–2025)»، يكشف عن حجم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين النازحين.
وجاء في التقرير، الذي يقع في 26 صفحة، توثيقًا دقيقًا لعشرات المجازر الممنهجة التي استهدفت خيام الإيواء في مناطق أعلنها الاحتلال "مناطق آمنة"، أبرزها دير البلح والمواصي ورفح، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير البنية التحتية الحيوية من مرافق صحية وتعليمية، وتهجير قسري لسكان يعانون ظروفًا إنسانية كارثية.
واستند التقرير إلى شهادات حية، وخرائط، وصور أقمار صناعية، تؤكد الطبيعة المنهجية والمقصودة للهجمات، والتي تمثل، بحسب المنتدى، انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. ويصنف التقرير هذه الأفعال كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل ويؤكد أنها ترقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ودعا منتدى العدالة الدولي المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وفوري يشمل وقف العدوان على غزة، توفير حماية دولية للمدنيين، إحالة مرتكبي الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفرض عقوبات رادعة على إسرائيل. كما شدد على أهمية تأمين المساعدات الإنسانية العاجلة وجبر ضرر الضحايا، حفاظًا على كرامة الإنسان الفلسطيني.
وحذّر التقرير من خطورة الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم، مؤكدًا أنه يهدد النظام القانوني الدولي ويشجع على إفلات الجناة من العقاب، مطالبًا بموقف دولي حازم وفاعل لإنقاذ أرواح المدنيين وحماية حقوقهم المشروعة.
ومنتدى العدالة الدولي ضد الإبادة هو منظمة حقوقية دولية تهدف إلى توثيق ومتابعة الجرائم المرتكبة التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. يعمل المنتدى على جمع الأدلة، وإصدار تقارير ميدانية وتحليلية تسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بهدف دفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قانونية وسياسية رادعة ضد مرتكبي هذه الجرائم. كما يسعى المنتدى إلى تعزيز الوعي الدولي حول قضايا العدالة الدولية وحماية حقوق الضحايا، ويطالب بتحقيقات مستقلة ومحاكمات عادلة لضمان محاسبة المسؤولين وحماية المدنيين في مناطق النزاع.