الأب الروحي..كتبها ماريو بوزو لتسديد ديونه وتحولت لأشهر الأفلام الخاصة بالمافيا..ما السبب؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
لم يكن الكاتب الأمريكي ذو الأصل الإيطالي، ماريو بوزو (1920-1999) يتخيل أن روايته "العراب" “the godfather” ، التي كتبها في نهاية الستينيات بهدف تسديد ديونه، ستصبح واحدة من أكثر الروايات مبيعًا وتأثيرًا في المشهد الأدبي والثقافي. قبل ذلك، كانت لـ بوزو روايتان فاشلتان، ولكن روايته الثالثة تحولت إلى ظاهرة عالمية بفضل النسخة السينمائية التي أخرجها فرانسيس كوبولا.
وفقًا لتقرير منشور في صحيفة "لوموند" الفرنسية حول "العراب" وأفلامه، حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في الولايات المتحدة فور عرضه في مارس 1972، وهذا قبل أن يحقق نجاحًا كبيرًا عالميًا، وكان النجاح المذهل للفيلم سببًا في إثارة فضول زعماء المافيا الحقيقيين حول كيفية الحصول على هذه المعلومات المدهشة والتفاصيل الدقيقة عن عالمهم.
اعترف بوزو سابقًا بأنه استلهم أحداث روايته من حياة شخصيات حقيقية في محيط المافيا بـ نيويورك. وكشف التقرير الفرنسي أنه من بين مصادره كان المجرم الأمريكي الشهير فرانك كوستيلو (1891-1973)، وكذلك الفنان الأمريكي فرانك سيناترا (1915-1998) الذي اشتُهرت الشائعات بدوره في التوسط بين الرئيس جون كينيدي وعصابات المافيا لدعم حملته الرئاسية.
تم تكليف كوبولا في عام 1972 بإنتاج فيلم عن العصابات استنادًا إلى نجاح رواية بوزو، وتم تحقيق الهدف وتجنب صيغة أفلام البوليسية التقليدية في الثلاثينيات. تحقق الفيلم للغرض المرجو بفضل المساهمات الفنية المميزة، مثل الموسيقى الرائعة للفنان نينو روتا (1911-1979)، بالإضافة إلى أداء الممثلين على أعلى مستوى.
قدم مارلون براندو (1924-2004) أداءً رائعًا ولم يكن الكاتب الأمريكي ماريو بوزو يتخيل أن روايته "العراب" ستحقق شهرة عالمية وتأثيرًا كبيرًا عندما قام بكتابتها في نهاية الستينيات. قبل ذلك، لم يكن بوزو يحقق نجاحًا كبيرًا في مجال الكتابة، ولكن "العراب" تحولت إلى ظاهرة ثقافية بفضل النسخة السينمائية التي أخرجها فرانسيس فورد كوبولا.
تدور قصة "العراب" حول عائلة كورليوني، وهي عائلة مافيا إيطالية في أمريكا. تتناول الرواية الصعود والهبوط في عالم الجريمة المنظمة وتدور حول الصراعات العائلية والسلطة والانتقام. تم تحويل الرواية إلى ثلاثة أفلام، حيث قام فرانسيس فورد كوبولا بإخراجها وكتابتها مع مساهمات من ماريو بوزو.
فيلم الأب الروحيصدر فيلم "الأب الروحي " الأول في عام 1972 وحقق نجاحًا هائلاً، حاز الفيلم على ثلاث جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم، وأصبحت سلسلة أفلام "العراب" واحدة من أعظم الأفلام في تاريخ السينما. تتميز الأفلام بأداء ممثلين مشهورين مثل مارلون براندو وآل باتشينو وروبرت دي نيرو.
تأثرت رواية "العراب" بشخصيات وأحداث حقيقية في عالم المافيا، ولكنها تعد قصة خيالية. ومع ذلك، تركز الرواية على عناصر السلطة والجريمة والعائلة التي تشتهر بها الثقافة المافيا.
يعد "العراب" إرثًا أدبيًا وثقافيًا هامًا واحتفظ بمكانته كواحدة من أعظم الروايات وأفلام الجريمة على الإطلاق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جون كينيدي فرانك سيناترا العراب ا کبیر ا نجاح ا
إقرأ أيضاً:
نجاح المرحلة الأولى من وقف الحرب
وأخيراً وُقِّع اتفاق تنفيذ المرحلة الأولى، في مشروع ترامب لوقف الحرب في غزة. وخلاصته تبادل الأسرى من الجهتين، وانسحاب الجيش الصهيوني، ودخول المعونات، بمعدل أربعماية شاحنة يومياً، في الأقل، والأهم وقف إطلاق النار. أي وقف حرب الإبادة، وحرب التجويع.
ولعل نظرة خاطفة إلى هذا الاتفاق، تسمح بالقول، أنه تمّ على الضدّ من مواقف نتنياهو، الذي يريد استمرار الحرب، واستمرار الإبادة والتجويع.
فمن هذه الزاوية، يمكن اعتباره انتصاراً للمقاومة والشعب، ولكل من بذل جهداً في العالم، ضدّ نتنياهو وحربه الإجرامية، كما ضدّ من غطوا نتنياهو، من دول في العالم، كذلك، وكان من بينهم ترامب، الذي انقلب الآن على موقفه السابق، وتصريحاته السابقة. وهو انقلاب سياسي، ولا يغيّر من الانحياز الأساسي للكيان الصهيوني.
من هذه الزاوية، يمكن اعتباره انتصاراً للمقاومة والشعب، ولكل من بذل جهداً في العالم، ضدّ نتنياهو وحربه الإجرامية، كما ضدّ من غطوا نتنياهو، من دول في العالم، كذلك، وكان من بينهم ترامب، الذي انقلب الآن على موقفه السابق، وتصريحاته السابقة. وهو انقلاب سياسي، ولا يغيّر من الانحياز الأساسي للكيان الصهيوني.على أن أول ما يسجّل لهذا الاتفاق، هو وقفه للمجزرة المستمرة، التي عانى منها الشعب في غزة، ما عانى، وكان فوق ما عرفته الشعوب، منذ قرون، بل فوق ما يتحمله البشر، حتى بمجرد المشاهدة.
وجاءت صفقة التبادل للأسرى، في مصلحة الشعب الفلسطيني، من كل الأوجه، التي تُحسب فيها، نوعاً، وعدداً، وحقاً، ورمزاً.
طبعاً، ثمة المخاوف، مما يمكن أن يفعله نتنياهو، أو حتى من احتمال تقلّب ترامب يكدّران، أو يشغبان، على التقدير الإيجابي (المفرح)، لهذه الصفقة. لأن المخاوف مسألة نفسية، ولو تعززت بتجارب متعدّدة سابقة.
وذلك لأن الوقائع والعوامل، وموازين القوى اللاتي، أوصلت إلى هذا الاتفاق، ما زالت قائمة. وهي أقوى من المخاوف، في شطريها النفسي، والتجربة السابقة.
إن أول ما يجب، أن يُقرأ هنا، هو فشل نتنياهو، في حسم الحرب عسكرياً، طوال سنتين ويومين. فلو كانت الحرب، قد حسمت عسكرياً، لما كان مشروع ترامب. وهذه هي البدهية الأولى، في بُعدها، المتعلق بعظمة المقاومة، والصمود الشعبي، كما في بُعدها المتعلق، بعدم قدرة الجيش الصهيوني، وعزلة كيانه، دولياً، وتخبّط نتنياهو بين مصلحته الشخصية، وبين القراءة الدقيقة لموازين القوى، داخلياً وخارجياً.
وإن ثاني ما يجب أن يُقرأ، وهو الوضع السياسي، وموقف إدانة الكيان الصهيوني المتصاعدة، من جانب الرأي العام العالمي، كما من جهة الموقف الدولي، خصوصاً، أوروبياً وأمريكياً. وهذا البُعد، راح يؤثر سلباً، في وضعية الإدارة الأمريكية، وترامب بالذات، بسبب الانجرار وراء نتنياهو، وتغطية جرائمه، وسياساته الفاشلة. ومن ثم أثرّت في انقلاب موقف ترامب. وذلك فضلاً عما واجه ترامب من ضغوط عربية وإسلامية، في المفاوضات، وخارج المفاوضات، في التوصّل لاتفاق المرحلة الأولى.
والسؤال الآن، هل ستستمر كل الوقائع والعوامل، وموازين القوى، بمختلف أبعادها، لتفعل فعلها، في مفاوضات المرحلة الثانية. التي هي أصعب من المرحلة الأولى في جوانب، وأسهل، منها في جوانب أخرى.
لنقُل أن الاحتمالين بقوّة بعضهما. ولكن نتنياهو، إذا عاد للحرب، فسيعود أضعف. وسيكون ترامب أكثر حرجاً.