مؤتمر دولي بقطر يستعرض حلول التمويل الإسلامي لتحديات عصر الرقمنة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
الدوحة ـ دمج التقنيات الحديثة مع منظومة التمويل الإسلامي لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات عصر الرقمنة، كان المحور الرئيس لجلسات المؤتمر الدولي السادس للتمويل الإسلامي المقام بالدوحة تحت شعار "النهوض بالاقتصاد الأخلاقي والمستدام: حلول التمويل الإسلامي للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في العصر الرقمي".
ويأتي المؤتمر- يقول خبراء- تزامنا مع بروز التمويل الإسلامي خلال السنوات الأخيرة كأداة تمويل أخلاقية وشاملة ومسؤولة اجتماعيا، بما يملكه من مبادئ قائمة على العدالة وتقاسم المخاطر والاستقرار.
وأجمع المشاركون في المؤتمر الذي تنظمه جامعة حمد بن خليفة -عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- على أن التمويل الإسلامي لا يركز على الجانب الديني فقط، وإنما يسعى للتأثير في مختلف المجالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، الدكتور رجب شانتورك أن التمويل الإسلامي ظاهرة عالمية لا يمكن غض الطرف عنها، متوقعا أن تصل الأصول المالية الكلية للتمويل الإسلامي على مستوى العالم في المدى القريب إلى نحو 10 تريليونات دولار.
وقال شانتورك للجزيرة نت إن التمويل الإسلامي مبني على الأسس والقيم الإسلامية بشكل حقيقي، ويركز في تأثيراته على المستوى القريب والبعيد على البيئة والمجتمع والاقتصاد، مضيفا أن اقتصادا بدون قيم أخلاقية مضر للمجتمع.
وأشار إلى أن المؤتمر يستعرض حلولا للمشكلات والتحديات البيئة والاجتماعية والاقتصادية من منظور إسلامي.
ووضح الدور المحوري الذي يمكن أن يضطلع به التمويل الإسلامي في الوصول إلى استدامة اقتصادية وأخلاقية باعتبار أن أي اقتصاد بدون قيم يكون مصيره الفشل.
واستعرضت جلسات المؤتمر تطور السرد الأخلاقي والتمويل الإسلامي في عالم مستدام، فضلا عن الابتكارات والتحديات والإستراتيجيات التي تواجه التمويل الإسلامي والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى جهود توحيد معايير هذا النوع من التمويل.
بدوره، يرى مساعد الأمين العام مدير قسم الإدارة والمالية في منظمة التعاون الإسلامي، السفير موسى كولاكليكايا أن قطاع التمويل الإسلامي في توسع كبير وتطور مستمر خلال السنوات الأخيرة.
وقال كولاكليكايا -خلال كلمته في المؤتمر -إن الأصول المالية الكلية للتمويل الإسلامي في العالم حسب الإحصاءات الرسمية، وصلت إلى تريليوني دولار خلال عام 2021، وستصل إلى 6 تريليونات دولار عام 2026.
وشدد على أهمية الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة لتعزيز التمويل القائم على القيم، مما سيسهم في تحقيق شمول مالي أكبر ووصول أوسع للتمويل الإسلامي، في وقت يشكل الاقتصاد الأخلاقي ضرورة ملحة لبقاء كوكب الأرض.
من جهته، شدد ناصر الطويل نائب الرئيس التنفيذي وأمين سر مجلس إدارة مركز قطر للمال، على أهمية التنسيق من أجل تسريع "الاقتصاد الأخلاقي المستدام" المستند على التمويل الإسلامي من خلال الاعتماد على الابتكارات التقنية.
وقال الطويل -خلال كلمته- إن الجوانب التنظيمية والابتكارات والتقنية بمقدورها العمل على تسهيل إجراءات الأعمال الخاصة بالخدمات المالية الإسلامية بطريقة أكثر فاعلية.
وأضاف أن إطلاق التمويل الإسلامي في مختلف القطاعات من الأمور المحفزة للرفاهية، خاصة في ظل قيامه على تقاسم المخاطر وتحقيق العدالة والاستقرار وتعزيز النمو.
من جهته، يرى الدكتور يوسف الخلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، أن التمويل الإسلامي تحول إلى صناعة عالمية تجاوزت حدود العالم الإسلامي، إذ باتت مفهوما عالميا له مصادر قوة ضخمة، بالرغم من أن الطريق مازال طويلا لتفعيل مختلف الإمكانات والطاقات الموجودة فيه.
وقال الخلاوي للجزيرة نت إن عمر التمويل الإسلامي لم يتجاوز 50 عاما، وكثير من دول المنطقة ليس فيها أنظمة تشريعية تتلاءم مع هذا التمويل، لذلك لم تتح الفرصة له على الأقل للمساواة بالاقتصاد الوضعي.
وأشار إلى أهمية الآثار الإيجابية البيئية والاجتماعية للتمويل الإسلامي، مشددا على أن نسبة الأصول المالية الكلية لهذا النوع من التمويل في العالم ما زالت ضعيفة مقارنة بالاقتصاد العالمي، بيد أنه شدد على أنه ينمو بمعدلات تفوق المنظومة الاقتصادية العادية.
بدورها، اعتبرت دلال عسولي أستاذة مساعدة في التمويل الإسلامي المستدام بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة أن صناعة التمويل الإسلامي تعد من أبرز الصناعات عامة، وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها دولة قطر، في ظل نشأة مجموعة من المراكز الخاصة به.
وقالت عسولي للجزيرة نت إن الأهداف الأخلاقية للتمويل الإسلامي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكن هناك بعض المشاريع التي لا نجد لها تمويلا كافيا بطريقة إسلامية لحلها أو التصدي لها، ومنها مشاكل تحقيق الأمن الغذائي.
وأضافت أن أكبر تحديات التمويل الإسلامي تتمثل في كيفية الدمج بين الرقمنة والاستدامة، والتحول إلى الاقتصاد الأخلاقي الرقمي المستدام، وذلك من أجل الوصول إلى منتجات مبتكرة تساعد في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضحت أن التمويل الإسلامي يضم العديد من القطاعات، منها القطاع البنكي الذي يسهم بما بين 70% إلى 80% من الصناعة التمويل الإسلامية بصفة عامة، بالإضافة إلى قطاع صناديق الاستثمار، وقطاع التكافل، وقطاع التمويل الاجتماعي الإسلامي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البیئیة والاجتماعیة التمویل الإسلامی فی للتمویل الإسلامی
إقرأ أيضاً:
صحة المرأة جوهر التنمية والاستدامة.. مؤتمر بطب الوادي الجديد
نظمت كلية الطب جامعة الوادي الجديد اليوم الخميس وذلك بقاعة المؤتمرات بمركز الاختبارات الإلكترونية بمقر الجامعة الجديد الموتمر العلمي السنوى الرابع تحت عنوان "صحة المرأة : جوهر التنمية والاستدامة.
وفى كلمة رئيس الجامعة التى ألقاها نيابة عنه الأستاذ الدكتور أحمد سيد حرباوى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب السابق ومستشار رئيس الجامعة للتطوير المؤسسى والتى رحب فيها بضيوف المؤتمر من أساتذة كلية الطب المشاركين فى المؤتمر والشركات الراعية والداعمة للمؤتمر.
المرأة تعد إحدى أهم الأطراف المساهمة
وقال إن المرأة تعد إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة ولا يقل دورها عن دور الرجل في دعم الجهود من أجل التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
ومن جانبه أكد الأستاذ الدكتور حسن عبد اللطيف نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث السابق المستشار الطبى لجامعة الوادى الجديد أكد أن المرأة هي نواة المجتمع وإذا استطعنا أن نطور أو نغير من سلوكيات المرأة يمكن تغيير سلوكيات الأسرة ومنها المجتمع.
وقال إن صحة المرأة تمثل تشابكاً من العلوم والمعلومات التي تتعلق بالصحة العامة للمرأة وتنبع أهمية صحة المرأة والاهتمام بها ، ليس من الاهتمام بصحتها ذاتها فحسب، بل لأن صحتها تنعكس على العائلة، فالمرأة هي عماد العائلة وعليها تعتمد صحة العائلة كلها من الزوج إلى الأولاد.
اهتمام القيادة السياسية لدعم صحة المرأة المصرية
وفى كلمة الاستاذ الدكتور محمود ذخيرة عميد كلية الطب جامعة الوادي الجديد ورئيس المؤتمر أكد أن المؤتمر يأتي فى إطار اهتمام القيادة السياسية لدعم صحة المرأة المصرية مع التوسع في تقديم برامج الرعاية الصحية للمرأة بمختلف مراحلها العمريةوتعزيز حماية المرأة من أي ممارسات وتوفير خدمات صحية موجهة للمرأة في المناطق النائية بالإضافة إلى التوسع في توفير الخدمات الصحة للمرأة للاهتمام بصحتها من امراض الانميا وامراض القلب والامراض الوراثية والأمراض السرطانية.
وقال إن المؤتمر يتضمن سلسلة من الجلسات العلمية التى شارك فيها نخبة من أساتذة الطب بالجامعات المصرية للاطلاع على كل ماهو حديث يتعلق بصحة المرأة فى مختلف التخصصات العلمية .
وفى ختام المؤتمر تم تكريم عدد من الشخصيات وتكريم الأطباء من أساتذة كليات الطب المشاركين فى فعاليات المؤتمر العلمى السنوى الرابع بجامعة الوادي الجديد.