صحيفة البلاد:
2025-05-18@04:30:33 GMT

كفّوا عبَرات اليأس فإنها تعصف بأحبتكم

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

كفّوا عبَرات اليأس فإنها تعصف بأحبتكم

قال موسى عليه السلام في أسوأ لحظات اليأس والكرب، فالبحر أمامهم والعدو من خلفهم:(كلا إن معي ربي سيهدين) .
وقالها محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسّليم لصاحبه إذ هما في الغار،مطارديْن لا يملكان من العدّة والعتاد شيئاً :(لا تحزن إن الله معنا). لكنهم ملكوا الثقة بالله التي معها تتلاشى الأحزان وتحلّ محلها العزيمة والثبات.

وثقوا بالله وأحسنوا به الظن فكان عزّ وجلّ عند ظنهم به.

إن النظرة السوداوية للأمور، والحزن لكل ما يخسره الإنسان من ماديات أو أشخاص، والخوف من المستقبل، كل تلك المشاعر تدمِّر النفسيات ،وتستهلك القدرات إذا ما تجاوزت المعقول، والإستسلام لها يُنسي صاحبها كل النعم التي ينعم بها.
كلنا مررنا بلحظات حزنٍ مريرة ، فمن منا مَن لم يذرف دموع الألم ساعاتٍ أو أياماً أو ربما شهوراً، لكنها مرَّت واستطعنا تجاوزها بفضل الله .

أتحدث هنا عن أولئك الذين أسلموا زمام حياتهم للأحزان، فأصبحت الكآبة جزءاً لا يتجزأ من أرواحهم..أتحدث عن أولئك الذين صبَغت الهموم حياتهم بصبغة اليأس من رحمة الله وفرجه وعطائه
اللامحدود..أتحدث عن ذلك الإبن أو الابنة أو الزوج أو الزوجة أو أيٍ من أفراد العائلة الذين التحفوا الحزن والأسى حتى صارت الضحكة في حياتهم نادرة ندرة النجوم في ضوء النهار..أتحدث بألم عن أولئك الذين مرُّوا بتجارب قاسية موجعة تركت في حياتهم آثاراً

أسرتهم بقيود لم يتمكنوا من الفكاك منها..أتحدث عن أولئك الذين فشلوا وتعثّروا ثم لعنوا الظلام ولم ينهضوا ،متناسين أن الحياة مستمرة لاتقف منتظرة من اختار: (مكانك سر) !
قد لا يعلم هؤلاء أنهم يجرحون أحبتهم ويكسرون قلوبهم ، فما أصعب أن يرى الإنسان حبيباً له ، أو قريب هو جزء من روحه ، يعيش حالات ممتدة من الألم والإنكسار وهو يرفض الخلاص منها !!
وأنا أكتب مقالي هذا ، مرّت بخاطري هذه الكلمات الرائعة التي جادت بها قريحة الأمير خالد الفيصل -حفظه الله-:
يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر دنياك يا زين ما تستاهل الضيقه
الله على ما يفرج كربتك قادر والله له الحكم في دبرة مخاليقه

كلمات هي من أجمل الكلمات..، كلمات نقولها لمن نحب حين تأخذهم الأحزان بعيداً عنا وهم معنا ..، كلمات نقولها لمن تعصف بهم الأفكار السلبية وتأخذهم إلى فضاءات ضبابية أو سوداء . ففعلاً الله سبحانه وتعالى له الحكم في تدبير شؤون العباد. وقد قيل:
مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطىً مشاها
وليتذكّر المحزون والمهموم ،أن مغبّة الحزن والهمّ شديدة أليمة فلا يركن إليهما ،وليدعو الله دوماً متعوِّذاً به منهما :(اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن) ،فالحزن والهمّ من أمراض القلوب ، تشلّ تفكير الإنسان ، وقدرته على التعاطي مع حياته ،وتشوِّه حتّى قراراته وأحكامه.
إن تمسُّك الإنسان بحالات الحزن وخيّبات الأمل التي مرّت به ،هي حالات مؤلمة لمحبيه ،فكم هو صعب على الوالدين أو الأبناء والأحباب عموماً ، إنغماس أحبتهم في الأحزان .فرفقاً أيُّها المهمومون بأنفسكم وأحبتكم ولا تنسوا أن الله قريبٌ مجيب الدعوات. ودمتم.

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عن أولئک الذین

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: التدين الحقيقي ليس بمظاهر العبادات والطاعات فقط

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن لفظ "متدين" لا يُطلق فقط على العلماء وأهل التخصص، بل يمكن أن يُطلق على أي شخص يظهر عليه أثر الالتزام بأوامر الله تعالى، حتى وإن لم يكن من أهل العلم، مشددًا في الوقت نفسه على أن التدين الحقيقي أعمق من مجرد المظاهر.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له اليوم الخميس، أن التدين هو ثمرة فعلية للتجاوب مع الأوامر الإلهية والرسالات السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل، ويختلف بحسب درجة قرب الإنسان من الله وبعده عنه، وليس مجرد أداء ظاهري للعبادات.

وأشار إلى أن العلماء استنبطوا هذا الفهم من القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات"، موضحًا أن هذه الآية الكريمة قدمت تقسيمًا دقيقًا لمستويات التدين، وأن هناك فرقًا بين الدين والتدين، فالدين هو الوحي المنزل، أما التدين فهو مدى استجابة الإنسان لهذا الدين.

وفي رده على سؤال: "هل كل شخص ملتزم بالطاعات يُعد متدينًا؟"، أوضح أن المظهر لا يكفي وحده، فالتدين الحقيقي هو ما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الإحسان حين قال: "أن تعبد الله كأنك تراه"، مشيرًا إلى أن التدين الحق يشمل العقيدة، والعبادة، والسلوك والأخلاق، ولا يقتصر على مظهر خارجي أو عادة اجتماعية.

وأكد أن من يظهر عليه الالتزام بالطاعات والعبادات يُرجى له الخير، لكن لا بد أن يكون التدين مرتبطًا بتحقيق المعنى الحقيقي للإسلام في حياة الإنسان، من صدق، وأمانة، ورحمة، وخشية من الله، وتواضع، فذلك هو الذي يدل على التزكية الحقيقية للنفس والروح.

طباعة شارك التدين الطاعات التدين ليس عبادات وطاعات

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: التكامل العربي ضرورة لمواجهة الصدمات التي تعصف بالعالم
  • حين يكتب الحزن بقلم الإنسان
  • ماذا نقول عند الحر الشديد؟ كلمات تنجيك من حر جهنم
  • دعاء للأبناء بالهداية والتوفيق.. ردده الآن وغير حياتهم للأفضل
  • كيف تفتح صفحة جديدة مع الله؟.. انجُ بنفسك بـ4 كلمات
  • دعاء شفاء المريض مكتوب قصير.. كلمات مجربة ومستجابة
  • ادعوا الله فـي كـل وقـت وحـين.. فأبواب الخالـق لا تغلق
  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات قالها النبي للوقاية من جهنم
  • أمين الفتوى: التدين الحقيقي ليس بمظاهر العبادات والطاعات فقط