جريدة الوطن:
2025-05-21@18:04:04 GMT

حين تتلقى الحقيقة دعما لوجستيا

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

حين تتلقى الحقيقة دعما لوجستيا

باستحقاقٍ واضح تلقَّتِ الحقيقة دعمًا لوجستيًّا حاسمًا على يَدِ السَّفير الفلسطيني في المملكة المُتَّحدة الدكتور حسام زملط عِندما طالب الإعلام الغربي بتوخِّي العدالة إزاء ما يجري في غزَّة، والكفِّ عن التهويم والكيل بمكيالَيْنِ، بل والكفّ عن محاولات التحريف الجارية الآن للتشبُّث بجزئيَّات مشكوكٍ فيها على حساب حقيقة أنَّ غزَّة ـ مقاومةً ووجودًا سكَّانيًّا وصمودًا ـ هي في منأى من الشُّبهات في مواجهة الآلة العنصريَّة بكُلِّ ما تملك من نزعات التدمير والتنكيل والإلحاح على تكريس التشتُّت والتعتيم على الوقائع.

لقَدْ أثار السَّفير الفلسطيني في إجاباته لقناة BBC كيف يحاول الإعلام الغربي استخدام أحطِّ صوَر التضليل لإظهار الفلسطينيِّين متوحِّشين يقتلون دُونَ رحمة بَيْنَما الحقيقة في مكان آخر. الحال أنَّ خلاصة الدكتور حسام زملط ترتفع إلى مصافي الاجتهاد البارع في التصدِّي لدسائس التشويه والكذب والازدراء ومزاعم الاحتلال بمظلوميَّته التي لا أساس لها من الواقع. وتحضرني، ولكن باتِّجاه آخر وقفة الطفل الفلسطيني الغزَّاوي الجريح نتيجة القصف الإسرائيلي. كان هذا الطفل الصَّامد ممدًّا على سرير معالجة في أحَد مشافي غزَّة بالقرب من سرير آخر كان يرقد عَلَيْه أبوه الجريح هو الآخر، الطفل ورغم فظاعة إصابته يلتفت إلى أبيه ويقول له (ما تخفش يابا، خلص يابا، أنا كويس، خليك قوي يابا). أجزم أنَّ هذه التوصية العفويَّة باهرة للارتقاء بالصَّبر إلى مصافي المُعجزة، وعنوان تُختصر فيه إرادة القوَّة الواعية، وإشارة حاسمة لا يُمكِن للمُحلِّلين السِّياسيِّين إغفالها في أيَّة تشخيصات للخسارة الجسيمة المحقّة والحتميَّة التي لا بُدَّ أن يتلقاها مستقبل «إسرائيل» إذا بقيَتِ النزعة العنصريَّة التي تَحْكم هذا الكيان الغاصب. لقَدْ فوَّض هذا الطفل الشُّجاع الصَّبرَ لكَيْ يكُونَ القاسم المشترك للمستقبل الفلسطيني.أمَّا الصورة الثالثة، فهي أسبق من هاتَيْنِ الصورتَيْنِ بحدود اثنتَيْنِ وستِّين سنةً. لقَدْ جاءت على لسان المؤرِّخ الموسوعي البريطاني آرنولد توينبي خلال مناظرة بَيْنَه وبَيْنَ سفير «إسرائيل» في كندا ياكوف هرتزوج يوم الثلاثاء31 يناير سنة 1961 في مدينة مونتريال. لقَدْ تساءل توينبي: كيف يستقيم المنطق الأخلاقي والإنساني أن تعالجَ الصهيونيَّة ما تعرَّض له اليهود على أيدي النازيين بخطأٍ أفظع بتهجير السكَّان الفلسطينيِّين من بلدهم فلسطين لِيحتلَّها يهود بغير وَجْهِ حقٍّ؟ لقَدْ قال توينبي في تلك المناظرة الشهيرة جملةً من التشخيصات المبنيَّة على وقائع لا لَبْسَ فيها، إنَّ سكَّان فلسطين العرب كانوا يُمثِّلون أكثر من تسعين بالمئة عام 1917 عِندما صدَر وعْدُ بلفور، إنَّ بلفور نَفْسَه لَمْ يَعُد اليهود بتأسيس دَولة يهوديَّة لهُمْ وإنَّما وعَدَهم بوطنٍ لهُمْ خلاصًا من الاضطهاد الذي يتعرَّضون له في أوروبا. وهناك فَرق جوهري بَيْنَ الوعدَيْنِ. لقَدْ لوَّح توينبي في تلك المناظرة بحقائق دامغة عِندما قال مخاطبًا السَّفير الإسرائيلي (أنتم تطالبون بعودة اليهود إلى فلسطين رغم أنَّهم تركوها منذ عام 135 ميلاديَّة).. (لقَدِ ادَّعيتم الحقَّ بالعودة لا كما نصَّ وعْدُ بلفور في صورة وطن قومي، ولكن بصورة متطرِّفة للدَّولة، ولكنَّكم تنكرون في الوقت نَفْسِه على الفلسطينيِّين الذين أُرغموا على المغادرة عام 1948 حقَّ العودة لديارهم)، ويمضي في مداخلته (كيف وجَّهت الصهيونيَّة اليهود إلى فلسطين بدلًا مِن إقرارهم في أستراليا، أو أميركا الشماليَّة حيث كان ينتظرهم المأوى والمستقبل). إنَّ ما أدلى به الدكتور حسام زملط والطفل الفلسطيني والمؤرِّخ توينبي وثائق بالمعنى الدَّقيق للوثيقة، وإذا كان للاتعاظ أن يكُونَ شاهد إثبات على قوَّة ما جاء على ألسنتهم تظلُّ الحقيقة في منأى من الانكسار مهما اشتغلت ماكينة التضليل.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مسيرات أرعبت نيوجيرسي ونيويورك.. معلومات رسمية تكشف الحقيقة

أظهرت وثائق حكومية أمريكية تم الكشف عنها مؤخرًا أن الطائرات المسيّرة "الغامضة" التي أثارت الرعب في سماء ولايتي نيوجيرسي ونيويورك أواخر عام 2024 لم تكن سوى طائرات مصرح بها، وأن بعض المشاهدات كانت نتيجة ظواهر بصرية طبيعية، بينما ظلت مشاهدات أخرى بلا تفسير رسمي حتى الآن.

وكشفت تحليل أعدته إدارة أمن النقل الأمريكية (TSA) بالتعاون مع جهات اتحادية، عن بعض التفاصيل التي بيّنت أن أربع حوادث على الأقل أثارت ضجة في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كانت في الواقع تحليقًا لطائرات معتمدة من طرازات مختلفة.

وأضاف أنه في إحدى هذه الوقائع، تحديدًا مساء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، شوهدت مجموعة من الطائرات فوق بلدة سومرفيل بولاية نيوجيرسي، واعتقد السكان أنها تحوم في مكانها، بينما كانت في الحقيقة تقترب من الأرض مباشرة في مسار أفقي، مما أحدث خداعًا بصريًا واسع النطاق.


وتواصلت المشاهدات في كانون الأول/ ديسمبر، حيث تم الإبلاغ عن تحليق طائرات مجهولة فوق منشآت حساسة، مثل محطة سالم للطاقة النووية ومحطة "هوب كريك" في 12 كانون الأول/ ديسمبر، لكن التحقيقات لاحقًا أظهرت أنها كانت مجرد طائرات مدنية اعتيادية، وأن التحليق تم قبل ساعات من فرض قيود جديدة على المجال الجوي في تلك المنطقة.



وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر، أُبلغ عن "تحليق طائرات فوق الساحل"، لكن تبين أنها طائرتان فقط، إحداهما من طراز سيسنا C150 والأخرى مروحية بلاك هوك، كانتا في طريقهما إلى مطار كينيدي.

غير أن المشهد الأكثر غموضًا – والذي لم تفسره الوثائق – يعود إلى 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حين أفاد طاقم من خفر السواحل الأمريكي بأن سربًا من 12 إلى 30 طائرة مسيّرة اقترب من سفينتهم في المحيط الأطلسي، ورافقها لمدة 15 دقيقة.


ووصف أحد البحارة هذه الطائرات بأنها تحمل أضواء ملونة وتمتلك أربع مراوح، وتغير مسارها بما يتزامن مع حركة السفينة، ما يشير إلى درجة من البرمجة أو التوجيه المتقدم.

وفي حادثة أخرى بمدينة كليفتون في 12 كانون الأول/ ديسمبر، أبلغ السكان عن طائرة تطلق "ضبابًا رماديًا"، لكن تبين لاحقًا أنها طائرة من طراز بيتشكرافت بارون 58 كانت تواجه اضطرابات جوية تسببت في تكثف بخاري حول أجنحتها.



مقالات مشابهة

  • استشاري : اللقاح مهم لكبار السن قبل الحج .. فيديو
  • الغارديان: قطاع غزة يواجه المجاعة وإسرائيل تنكر الحقيقة الجلية
  • انتشار وباء بين الدواجن | ما الحقيقة؟
  • هل يغفر الحج لـ تارك الصلاة والكبائر؟.. هذه الحقيقة لا يعرفها كثيرون
  • الأمم المتحدة تتلقى الإذن لإدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى ‎غزة
  • إيران تتلقى مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية
  • هل تعتقد أن دماغك مقسّم.. قراءة الكتب تكشف الحقيقة!
  • هل يدمّر الماء جهازك الهضمي إذا شربته أثناء الأكل؟.. مختص يكشف الحقيقة
  • هل هناك جزء ثان من مسلسل «لام شمسية»؟.. كريم الشناوي يكشف الحقيقة
  • مسيرات أرعبت نيوجيرسي ونيويورك.. معلومات رسمية تكشف الحقيقة