الجزيرة:
2025-07-06@03:25:14 GMT

أهداف بوتين الخمسة في الشرق الأوسط خلال حرب غزة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

أهداف بوتين الخمسة في الشرق الأوسط خلال حرب غزة

يجد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغارق في صراع مع أوكرانيا دون أفق للخروج منه، في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وسيلة غير متوقعة، ولكنها محفوفة بالمخاطر، لتحريك الخطوط الجيوسياسية بالمنطقة.

وبالنظر لجملة من المعطيات، يمكن القول إن بوتين يأمل تحقيق 5 أهداف كبرى من الحرب الحالية في الشرق الأوسط، ولا يستبعد أن بعض هذه الأهداف كانت محل نقاش بينه وبين نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة، أو ما يعرف بـ"مبادرة الحزام والطريق" في بكين اليوم الأربعاء.

وفيما يلي أهداف بوتين الخمسة المرتبطة بما يجري في المنطقة:

تحويل الاهتمام عن أوكرانيا

بعد 600 يوم من الحرب في أوكرانيا، المرشحة للاستمرار أمدا طويلا، تأتي الأزمة في الشرق الأوسط لتمنح الفرصة بتحويل انتباه المجتمع الدولي عن الأزمة الأوكرانية.

وفي هذا الشأن يقول نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، إيغور دولانويه، إن الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، يسهم في صرف الاهتمام الغربي العام عن أوكرانيا نظرا للعواقب المترتبة عليه.

فيما يرى ألكسندر غابويف، وهو باحث أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "هذا الصراع يُعدّ نعمة لروسيا لأنه يصرف الكثير من الاهتمام الموجه لأوكرانيا من قِبَل الولايات المتحدة والغرب، كما يؤكد أن الإدارة الأميركية تعتزم تخصيص كثير من الوقت للأزمة الحالية في الشرق الأوسط، وغالبا سيستمر الوضع على هذه الحال حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وعلاوة على ما سبق، فإن الانتخابات الأميركية قد تصب في صالح بوتين في حال فوز الجمهوريين الذين يسعى بعضهم لإعادة النظر في المساعدات الأميركية لأوكرانيا، كما أن موضوع إسرائيل أمر حساس للغاية بالنسبة لليمين الأميركي.


تجنب الفوضى

تكتسي منطقة الشرق الأوسط أهمية كبرى بالنسبة لروسيا، للحد الذي دفع بعض الأصوات في الغرب للإعراب عن شكوكها في أن يكون الكرملين قد لعب دورا في الهجوم الذي شنته حركة حماس على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

لكن لا يوجد دليل ملموس يؤكد تلك الفرضية. وتقول هانا نوت، المحللة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن بالولايات المتحدة، إنها لم تقف "على دليل يشير إلى دعم روسي مباشر لحماس، وهذا ينطبق على هذا الهجوم، من ناحية التخطيط والأسلحة والتنفيذ. ولنكن واضحين: المساعدة الروسية لم تكن ضرورية".

أما تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة موقع "آر بوليتيك" المتخصص، فترى أنه في حال توسع الصراع وتحوله إلى حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، فإن ذلك من شأنه الإضرار بالوجود الروسي في الشرق الأوسط، وتدخل موسكو في سوريا.

كما ترى أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا تسمح لموسكو بإبراز نفوذها في أفريقيا والشرق الأوسط.

تحسين وضع إيران

أصبح التقارب بين طهران وموسكو أحد مفاتيح الدبلوماسية الروسية، ولا سيما مع الاستخدام المكثف للمسيّرات الإيرانية في أوكرانيا. وتشكّل الجمهورية الإسلامية داعما رئيسيا لحركة حماس، على غرار حزب الله في لبنان.

وهنا أيضا، يبدو أن موسكو تمسك بخيوط اللعبة.

ويقول نايجل غولد ديفيز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن حرب روسيا في أوكرانيا عززت علاقات موسكو العسكرية مع إيران. وقد زار مسؤولون من حماس موسكو 3 مرات على الأقل منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

ويضيف "كان السؤال دائما هو إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التعاون من دون دفع (إسرائيل) إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع موسكو". كما تخشى موسكو من أن يؤدي أي انتقام قاسٍ ضد إيران إلى إضعاف حليفتها المقربة.


ترتيب أوضاع إسرائيل

ورغم ما سبق، فإن على موسكو أن تحرص على ترتيب أوضاع إسرائيل، خصوصا أن العلاقات الشخصية جيدة بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فمنذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم تسلّم المصانع العسكرية الإسرائيلية أي أسلحة لقوات كييف، أو على الأقل لم يحدث ذلك علنا.

وفي هذا الشأن، يرى ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن الكرملين نجح حتى الآن في إبقاء إسرائيل خارج الحرب في أوكرانيا، ولا يريد ما يمكن أن يجعل من هذه الدولة الغربية داعما إضافيا لأوكرانيا.

بيد أن الرئيس الروسي امتنع عن وصف الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل بأنها "إرهابية" خلافا للموقف الغربي.

وهذا الموقف مؤشر على تغيير في أولويات موسكو السياسية، وفق ما تراه هانا نوت، الباحثة بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، التي تقول إن خطاب موسكو الآن يركز على الرأي العام المؤيد للفلسطينيين في الشرق الأوسط ونصف الكرة الأرضية الجنوبي.

إضعاف الغرب

يرى محللون أن الهدف الأساسي للدبلوماسية الروسية يتمثل في إضعاف النظام العالمي الغربي، وهو المشروع الذي يتقاسمه معها بشكل خاص حلفاؤها الصينيون والإيرانيون والكوريون الشماليون.

فقد سارع الكرملين بإلقاء اللوم على واشنطن في الأزمة الحالية بالشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، ترى تاتيانا ستانوفايا أن الوضع في المنطقة "يسهم في نشر الخطاب المعادي للغرب من خلال اتهام الأخير بالتسبب في حالة عدم الاستقرار العالمي وإعادة إذكاء النزاعات التاريخية".

فيما يشير المحلل السياسي إيغور دولانويه إلى أن حرب الانتقام الإسرائيلية على غزة، بما فيها من قصف عنيف، ستسلط الضوء دون شك على ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب في رد فعله على الصراعات والحروب.

أما ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية فيرى أن ما يوحّد بعض بلدان الجنوب وروسيا ليس القيم المتبادلة بقدر ما هو الاستياء، وربما الكراهية للغرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ترامب يفشل في إقناع بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا.. وقصف روسي غير مسبوق لكييف

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن محادثته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لم تحقق أي تقدم بشأن الحرب في أوكرانيا، معبّرًا عن "خيبة أمله". يأتي ذلك في وقت تشهد فيه كييف تصعيدًا واسعًا بهجمات روسية مكثفة. اعلان

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تحقق أي اختراق يُذكر بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الكرملين لا يظهر أي نية لوقف العمليات العسكرية.

وفي تصريحات للصحفيين بعد عودته من ولاية آيوا إلى العاصمة، وصف الرئيس الأمريكي المحادثة التي جرت الخميس بأنها "محبطة"، مضيفاً: "لا أعتقد أن بوتين مستعد للتوقف، وهذا أمر مخيب جداً للآمال". ومن المقرر أن يجري ترامب اتصالاً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، وسط جدل بشأن تعليق مؤقت لبعض شحنات الأسلحة الأميركية.

الكرملين من جهته أكد أن الاتصال لم يتطرق إلى مسألة وقف الإمدادات العسكرية التي تقدمها واشنطن، وفقاً لما أعلنه يوري أوشاكوف، المستشار في الرئاسة الروسية. وبينما لم تُطرح خلال المكالمة فكرة لقاء مباشر بين الزعيمين، بدا أن موقف بوتين لم يتغير، إذ لا يزال يشترط معالجة "جذور الصراع"، في إشارة إلى توسع الناتو والدعم الغربي لأوكرانيا.

وتزامناً مع التطورات الدبلوماسية، شنت روسيا واحدة من أعنف هجماتها على العاصمة الأوكرانية خلال الليل، مستخدمة مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ، بحسب بيانات القوات الجوية الأوكرانية. وأسفرت الضربات عن إصابة 23 شخصاً، واندلاع حرائق في أحياء عدة، بما فيها منشآت طبية وسكنية، إضافة إلى تضرر البنية التحتية للسكك الحديدية، ما أدى إلى تحويل مسارات القطارات وتأخير حركة السفر.

Relatedفي أول محادثة منذ 2022.. ماكرون وبوتين يبحثان "النووي الإيراني" وسبل إنهاء الحرب في أوكرانياواشنطن تعلّق شحنات أسلحة إلى كييف.. وأوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي لأول مرة كوريا الشمالية تكشف عن مقتل جنود لها في أوكرانيا

رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أوضح أن ستة من أصل عشرة أحياء تضررت بفعل القصف، بينما استمرت صفارات الإنذار لأكثر من ثماني ساعات. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 478 هدفاً جوياً من أصل 539 طائرة مسيّرة و11 صاروخاً أطلقتها روسيا خلال الليل.

وفي شرق البلاد، أعلنت السلطات مقتل خمسة مدنيين في مدينة بوكروفسك نتيجة قصف روسي، بينما أكد شهود عيان في كييف سماع دوي انفجارات متتالية، وسط محاولات الدفاعات الجوية اعتراض المسيّرات. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر حرائق واسعة وسكاناً يفرون إلى الملاجئ.

انتقادات في الداخل

في هذا السياق، تواجه إدارة ترامب انتقادات داخلية متزايدة بشأن تعليق بعض شحنات الأسلحة، خصوصاً منظومات "باتريوت" الدفاعية، والتي تُعد أساسية في التصدي للهجمات الروسية. ورداً على أسئلة الصحفيين، أكد ترامب أن الولايات المتحدة لم توقف الدعم العسكري بالكامل، لكنه حمّل إدارة سلفه جو بايدن مسؤولية "استنزاف الترسانة الأميركية"، على حد وصفه.

وأعرب زيلينسكي عن أمله في أن توضح واشنطن موقفها خلال اتصاله المرتقب مع ترامب، محذراً من أن أي تراجع في الدعم من شأنه أن يضعف قدرة أوكرانيا على الصمود في مواجهة التصعيد الروسي. وذكرت "رويترز" أن كييف استدعت القائم بأعمال السفير الأميركي للتأكيد على أهمية استمرار الدعم العسكري.

ورغم نفي الطرفين استهداف المدنيين، تؤكد بيانات الأمم المتحدة أن آلاف القتلى من المدنيين سقطوا منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، غالبيتهم من الجانب الأوكراني، وسط استمرار القتال دون مؤشرات ملموسة على قرب التوصل إلى تسوية دبلوماسية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مكالمة ساخنة بين بوتين وترامب.. موسكو تلوّح بالتفاوض في أوكرانيا وتهاجم واشنطن بسبب إيران
  • ترامب يفشل في إقناع بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا.. وقصف روسي غير مسبوق لكييف
  • القطاع المالي الإسلامي يقترب من 3.9 تريليونات دولار
  • خلال الليل.. القوات الروسية تطلق 539 مسيرة و11 صاروخا على أوكرانيا
  • بوتين لترمب: لن نتخلى عن أهدافنا في أوكرانيا وندعو لتسوية نزاعات الشرق الأوسط دبلوماسياً
  • الكرملين: بوتين أكد لترامب ضرورة تسوية الأوضاع في الشرق الأوسط بالوسائل السلمية
  • الكرملين: اتصال صريح بين بوتين وترامب تناول أوكرانيا والشرق الأوسط
  • نائب وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • كيف تُعيد حرب إسرائيل وإيران تشكيل الشرق الأوسط؟