والد فتاة إسرائيلية اختطفتها حماس: الآباء في غزة يتألمون أيضا
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
وجه والد فتاة إسرائيلية اختطفت من قبل مسلحي حماس في السابع من هذا الشهر، رسالة مؤثرة لسلطات بلاده بشأن ما يجري في قطاع غزة الذي يشهد سقوط مدنيين نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع ردا على هجوم حماس.
وجاء النداء على لسان ياكوف أرغاماني، والد الفتاة الإسرائيلية نوا (26 عاما) التي ظهرت في مقطع مصور يوم السابع من أكتوبر وهي تستنجد وتصرخ "لا تقتلوني" بعد أن تم اقتيادها من قبل مسلحي حماس على متن دراجة نارية إلى غزة.
يقول أرغاماني في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "الآباء في غزة يتألمون أيضا".
ويضيف أرغاماني في رد على سؤال بشأن توقعاته حول الدور الذي يمكن تلعبه السلطات في استعادة ابنته المختطفة "أنا لا ألوم أحدا على مثل هذه الفوضى.. يجب عليهم أن يفعلوا كل ما في وسعهم، ويستمعوا إلى عائلات الضحايا".
ويتابع أرغاماني "أطفالنا هناك.. إنها ابنتي الوحيدة.. ولنكن صادقين ففي غزة أيضًا، هناك عائلات تبكي على أطفالها. وهناك أيضا يشعر الآباء بالقلق على أطفالهم. لديهم وفيات أيضا".
وتسائل أرغاماني عن الهدف من سقوط المزيد من القتلى قائلا: "ما الذي سيتحقق إذا ما سقط عدد آخر من الوفيات؟ إنهم يتألمون مثلنا تماما".
وشدد أرغاماني بالقول: "أنا أقاتل من أجل نوا بطريقتي الخاصة.. ليس بالانتقام بل من خلال الحوار".
وكانت مجموعة من أصدقاء الفتاة قالت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن نوا أرغاماني، وهي طالبة في جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل، "تحب الحياة". وأضافت: "إنها صديقة رائعة وقلبها كبير".
ويُعتقد أنها وشريكها أفيناثان أور خطفا أثناء حضورهما مهرجانا موسيقيا في صحراء النقب قرب حدود غزة حيث قتل 270 شخصا على الأقل من رواد المهرجان، وفقا لمسؤولين.
وقُتل أكثر من 1400 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم أجانب، وجرح مئات آخرون، فيما احتجز مقاتلو حماس ما لا يقل عن 203 أشخاص رهائن في الهجوم الذي شنّته الحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل.
ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مكثّف على قطاع غزة أوقع حوالى 3785 قتيلا بحسب حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السابع من
إقرأ أيضاً:
فرصة حقيقية أم مراوغة إسرائيلية.. هل تنجح هدنة الـ60 يوما في وقف حرب غزة؟
مسقط - وكالات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوما في قطاع غزة، على أن تُبذل خلاله جهود حثيثة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. وقال ترامب إن المقترح سيُقدم من قِبل قطر ومصر، مثنيًا على "الجهود الكبيرة" التي تبذلها الدولتان لتحقيق السلام.
هدنة غير مسبوقة وسط توجس ميداني
تُعد الهدنة المرتقبة، في حال إقرارها، الأطول منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، متجاوزة الاتفاقين السابقين اللذين استمرا 7 و42 يوما على التوالي. وتأتي في ظل تصعيد ميداني متواصل، وعدم التزام إسرائيل الكامل بشروط الهدن الماضية، ما يثير تساؤلات حول جدية التنفيذ وجدوى المقترح الجديد في ظل انعدام الثقة.
موقف حماس: لا إعلان رسمي حتى الآن
لم تُصدر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقفًا نهائيًا بشأن المقترح، إلا أنها كررت سابقًا استعدادها لدراسة أي مبادرة تشمل وقفًا شاملًا للحرب، وإطلاقًا متبادلاً للأسرى، وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من قطاع غزة بضمانات دولية تمنع استئناف العدوان. ترامب دعا الحركة إلى قبول المقترح، محذرًا من "تدهور الأوضاع بشكل أكبر".
إسرائيل: موافقة مشروطة وتحفظات
رغم غياب تصريح مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر موافقة بلاده على المقترح الأميركي، مشيرًا إلى دعم واسع داخل الحكومة والشعب لخطة إطلاق الأسرى. كما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بموافقتها على المقترح القطري، رغم استمرار الخلافات بشأن قضايا جوهرية، أبرزها شروط إنهاء الحرب ومدى انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن حكومة نتنياهو منفتحة على صيغ تفاوض لم تكن تقبلها سابقًا، في حين طلب نتنياهو من ترامب ضمانات أميركية لدعم استئناف الحرب في حال فشل نزع سلاح حماس خلال الهدنة.
دور واشنطن: عودة قوية للوساطة
تشير تصريحات ترامب إلى عودة الولايات المتحدة إلى موقع الوسيط الرئيسي في النزاع، بعد فترة من التراجع. الرئيس الأميركي أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع المقبل، مؤكدًا أنه سيكون "حازمًا" مع نتنياهو بشأن إنهاء الحرب، وأن الهدف النهائي هو وقف دائم لإطلاق النار.
موقف الوسطاء: تفاؤل حذر
تلعب قطر ومصر دورًا محوريًا في صياغة المبادرة، حسب تصريحات ترامب. ومع ذلك، نفى المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري وجود محادثات مباشرة حول اتفاق هدنة حالي، لكنه أشار إلى استمرار الاتصالات، وتوفر نية أميركية جادة لإحياء المسار التفاوضي، رغم "تعقيدات قائمة" لم تُفصح عنها الدوحة.
ملف الأسرى: عقدة مستمرة وفرصة تفاوض
تقدر إسرائيل وجود نحو 50 أسيرًا لديها في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يحتجز الاحتلال أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونه، في ظروف موصوفة بالتعسفية واللاإنسانية. وتشير التقارير إلى أن ملف الأسرى سيكون أحد محاور الصفقة المقترحة، في وقت عبّرت فيه حماس عن استعدادها لإطلاق جميع المحتجزين الإسرائيليين وفق شروطها.
تقييم المشهد
الهدنة المقترحة تشكّل منعطفًا سياسيًا وإنسانيًا في الحرب الدائرة، لكنها تصطدم بمطالب متباينة ومصالح متضاربة. وبينما تسعى واشنطن لفرض ثقلها مجددًا في ملف غزة، يبقى نجاح المبادرة مرهونًا بمدى قبول حماس للعرض، واستعداد إسرائيل لتقديم التنازلات، وسط تصاعد الضغوط الدولية لوقف نزيف الدم في القطاع المحاصر.