الصقارة.. قيم أصيلة تتوارثها الأجيال الشابة في الطائف
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
تحتل الصقور والصقارة مكانة مميزة في التراث العربي، حيث مارسها أهل شبه الجزيرة العربية منذ أمد بعيد، ولاتزال تتمتع بالمكانة نفسها في الوقت الحالي، رغم ما يشهده العالم من تطور وتغييرات في نظام الحياة، ويكمن الشغف لأبناء المملكة بصيدها وطرحها، بل إنهم سمّوا أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبنظرتها الثاقبة وبقوتها المحّكمة على فرائسها وذكائها.
ويتوارث السعوديون جيلاً بعد آخر عن الآباء والأجداد؛ هواية الاهتمام الفريد بتربية الصقور وممارسة الإرث الذي يعبر عن هُويتهم وما تحمله من ثقافة عربية عريقة، وما يرتبط بها من قيم نبيلة وصفات أصيلة، مثل: الشجاعة والفخر والتواضع والعمل بروح الفريق بين الصيادين، ويحرص أبناء الطائف على التمسك بهذه الهُوية، التي أولت لها المملكة اهتماماً بالغاً للصقارة والصقور.
وتعد الصقور "الطيور الجارحة" رفيقة صيد في تقليد يعرف محلياً باسم "القنص" فتجول مع أصحابها في حلهم وترحالهم، وما يقدمونه لها من اهتمام في تربيتها وتدريبها، وتوفير الرعاية الطبية لها، حيث اعتمد عليها البشر لفترة طويلة في صيد غذائهم، وما لها من مكانة رفيعة ورمزيات للقوة، والمجد، وعُرفت الصقور كأفخم أنواع الهدايا حتى عصرنا الحالي.
وتبرز هذه الهواية من خلال سياحة الصقارة؛ التي تستقطب العديد من السياح عرباً وأجانب وهواة محليين يمكنهم من خلالها التدريب على التعامل مع الصقور بأنواعها إضافة إلى تدريب صقورهم العائدة لملكيتهم في المملكة ولا سيما في محافظة الطائف.
وأكد صاحب مربط قرناس الحجاز للصقور؛ الصقار راكان خلف النفيعي أن هواية تربية الصقور نالت اهتماماً كبيراً منذ القدم، وتضاعف عدد محبيها عدة مرات في الأعوام الأخيرة، مما زاد عليها الإقبال الكبير في الاهتمام بتقاليدها وآدابها، موضحاً أن أشهر الصقور، تكمن في عدة أنواع الأصيلة منها دون التهجين وهي (البيور، والحر، والشاهين البحري، والشاهين الجبلي، والوكري).
وأوضح أن الصقور تمر بمراحل طوال فصول السنة وفي أولها الربطة يتم العمل عليها من 8 إلى 9 أشهر، وهي فترة تبديل الريش وتسمى (بالقرنسة) التي تبدأ في الشهر الثاني من التاريخ الميلادي إلى أكتوبر، وكذلك الاهتمام في رفع وزن الطير، و فحص الطير قبل إدخاله إلى غرف المقيض للتأكد من سلامته وعدم إصابته بأي أمراض قد تؤثر على قدرته على الطيران والصيد، ولأخذ متسع من الوقت في تبديل الريش؛ مضيفاً أن بعد ذلك تبدأ الفترة الأساسية من التدريب الطير، وهي مرحلة بناء الثقة بين الصقر والصقّار لكي يألف على صاحبه، من خلال ترويضه وتعويده على صوت واسم معين، ومعاملته برفق ولطف شديدين، ومرافقته لساعات طويلة يومياً، إذ تتطلب تلك المرحلة إلى الصبر وطولة البال والهدوء، بعد ذلك، يتعّلم الصقّار كيفية حمل الطير ونقله دون إيذائه، بعد سلسلة تدريبات على اختيار الفرائس الصحيحة، يطلق الصقّار طيرُه ليقنص الفرائس ويجلبها له، مضيفاً أن الصقور تتميز بعدد من الخصائص عن غيرها من الطيور الأخرى ومن أشهر هذه الخصائص حدة البصر، والمخالب الحادة التي تختلف من طير إلى آخر مثل الصائد، والعلاف، والمخلاب الطويل، واللافح.
وشرح النفيعي مفصلاً عن طرح الريش للطير وهي عملية سنوية دورية تبدأ من شهر مارس وتنتهي بنهاية شهر سبتمبر يقوم خلالها الصقر باستبدال ريشه القديم عن طريق طرحه (حذفه) لينمو محله ريش جديد، وكما هو معروف فإن جناح الصقر يتألف من (22) ريشة منها (10) ريشات تدعى أو تسمى بالابتدائية وتقع على الجهة الخارجية للجناح و (12) ريشة تدعى بالثانوية وتقع على الجهة الداخلية للجناح، أما الذيل أو ماتسمى (بالذنيبا) فيتكون من (12) ريشة فقط، حيث تستغرق فترة حذف ونمو الريشة الواحدة ما يقارب من (3 إلى 8) أسابيع، اعتماداً على طول الريشة، فمثلاً نمو الريشة العاشرة (الموس) بشكل كامل يستغرق ما يقارب (8) أسابيع، لكونها أطول ريشة في الجناح، ويستبشر فيها الصقارة على جاهزية الطير، وهذه الفترة من (3 إلى 8) أسابيع تخص جميع أنواع الصقور (الشاهين، الحر، الجير، وغيرها من الأنواع).
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الصقور الصقارة التراث العربي الطيور الجارحة
إقرأ أيضاً:
راشد بن حميد: دعم الكفاءات الشابة وتمكينها التزام وطني
عجمان: «الخليج»
استقبل الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان نائب رئيس مركز الشباب العربي، الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، في مقر الدائرة، بحضور عبد الرحمن محمد النعيمي مدير عام دائرة البلدية وعدد من المسؤولين.
ورحَّب الشيخ راشد بن حميد النعيمي في مستهل اللقاء بالدكتور النيادي والوفد المرافق له، مشيداً بالجهود المبذولة والخطط الطموحة التي يبذلها مركز الشباب العربي في تعزيز دور الشباب في مسيرة التنمية الوطنية، مؤكداً أن دولة الإمارات تنظر إلى شبابها باعتبارهم المحرك الأساسي للتقدم والثروة الحقيقية التي يُبنى عليها المستقبل المستدام.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أن دعم الكفاءات الشابة وتمكينهم من تولي زمام المبادرة هو التزام وطني واستراتيجي، حيث تؤمن كافة الجهات والدوائر والمؤسسات بأنهم الأساس المتين لريادة المجتمع والدولة وتقدمها في كافة المحافل.
وأضاف أن الاستثمار في قدرات الشباب وتوفير بيئة حاضنة للإبداع، يمثل أولوية قصوى ضمن الأجندة الوطنية، مثمناً الدور البارز الذي يقوم به مركز الشباب العربي لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات والخبرات المتنوعة.
واطلع الشيخ راشد بن حميد النعيمي خلال الاجتماع على البرامج والمبادرات والخطط التي يتبناها المركز.
من جانبه، ثمّن الدكتور سلطان النيادي، جهود الشيخ راشد بن حميد النعيمي في دعم وتمكين الشباب، مؤكداً أن صقل المواهب الشابة وتوجيهها نحو مسارات التميز والابتكار هو منهج مشترك ومسؤولية متبادلة.
وقال: إن دولة الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً رائداً في تمكين الشباب وذلك من خلال السياسات الداعمة والرؤى المستقبلية التي أرستها القيادة الرشيدة.
وتخلل اللقاء مناقشة عدد من المشاريع والمبادرات المستقبلية في مركز الشباب العربي والتي تهدف إلى تعزيز مكانة الشباب الإماراتي كقادة وروّاد للتغيير وتسليط الضوء على قصص النجاح والإبداع التي تزخر بها الساحة الشبابية.