رسالة تضامن وحب من أطفال سورية لأطفال غزة خلال فعالية بالرسم الحر والألوان في اللاذقية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
اللاذقية-سانا
خريطة فلسطين وصورة المسجد الأقصى التي تزينت سماؤه بعلمي فلسطين وسورية، واجتمع في باحاته أطفال يقاومون بالحجارة صواريخ الكيان الصهيوني الغاصب، بعض ما عبرت عنه رسوم الأطفال المشاركين في فعالية أقامتها اليوم في اللاذقية جمعية مكتبة الأطفال العمومية بالتعاون مع “المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كرسي الالكسو في خدمة الطفولة في سورية.
الفعالية جاءت تحت عنوان (ونطق الحجر تضامنا مع شعبنا الفلسطيني) شارك فيها عشرات الأطفال ووفق نسرين حسن خبيرة “كرسي الالكسو في خدمة الطفل: “هذه الفعالية هي وقفة تضامنية مع أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونهدف منها إلى غرس الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية في نفوس الأطفال والأجيال القادمة ليبقوا متمسكين بأرضنا وحقنا في فلسطين المحتلة والجولان العربي السوري المحتل”.
وأشارت حسن في تصريح لمراسلة سانا إلى أنه تم اختيار الرسم الحر لأنه أقرب وسيلة للطفل ليعبر من خلاله عن مشاعره، وخاصة أن أطفال سورية عاشوا تجربة الحرب والعدوان الذي هدد مستقبلهم، وهم من خلال هذه الوقفة يقولون للعالم “إننا أصحاب قضية محقة وإنه مهما حاولت وسائل الإعلام الغربية تشويه الحقيقة وتصويرنا كشعوب إرهابية سنبقى نرسم الصورة الحقيقة التي تؤكد أننا أصحاب حق ومتمسكون بأرضنا”.
فاطمة شحرور المدير التنفيذي لجمعية الأطفال العمومية لفتت إلى أن الرسم الحر بألوان الباستيل على لوحة بمقاس كبير والرسم بالإكرليك على الحصى يتيح للأطفال التعبير من خلال الرسوم والألوان عن مشاعرهم وأحاسيسهم ويعطيهم الأداة لتوجيه رسالة لأطفال فلسطين وينقل لهم المحبة والإيمان بقضية شعبنا في فلسطين ويغرسها في وجدانهم، وهي رسالة حب ودعوة للسلام الذي يجب أن ينعم به أطفالنا.
رسوم الأطفال التي جاءت مفعمة بالألوان عبرت عن بعض ما يشعر به هؤلاء الأطفال، فالطفلة ميرال الهترة 11 ربيعاً، رسمت علم سورية والتي ترى فيه رمزاً للأمان، ولونت قبة المسجد الأقصى إلى جانب علم فلسطين مع عبارات تحمل دعوات بالسلام لفلسطين وأطفالها، أما الطفلة سارة 3 سنوات فلونت علم فلسطين مع إشارة النصر.
الطفلة مايا الشيخ ياسين 10 سنوات لونت الحصى وشكلت بها علم بلدها فلسطين، فهي وإن ولدت في سورية تعرف بأنها من صفد في فلسطين، وهي ترسل من خلال مشاركتها رسالة تضامن مع أطفال غزة الجريحة، وكلها أمل بأن فلسطين ستتحرر وستعود مع ذويها إلى بيت جدها التي تحفظ صورته عن ظهر قلب من خلال الصور التي مازال والدها وجدها يحتفظان بها.
من جانبها أكدت السيدة خديجة عثمان حرصها كبقية الأهالي على غرس حب سورية وفلسطين في نفوس أطفالها، وأن فلسطين “أرضنا وقضيتنا” التي يجب أن لا نتركها وأن من راهن على أن الأطفال سينسون يوما فلسطين ستسقط رهاناتهم وسيعودون إلى فلسطين مهما طال الزمن.
فاطمة ناصر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
سوء التغذية.. قنبلة صحية موقوتة تهدد حياة أطفال غزة ومستقبلهم
الثورة/ متابعات
وسط الحصار المستمر والانهيار المتسارع في القطاع الصحي، تواجه آلاف الأسر الفلسطينية في قطاع غزة خطرًا متصاعدًا يهدد حياة أطفالها ومستقبلهم، يتمثل في أزمة سوء تغذية حادة تُعد من أخطر الكوارث الصحية “الصامتة” التي تضرب القطاع.
وبينما تتلاشى الإمدادات الغذائية والطبية، يتفاقم المشهد الصحي مع كل يوم يمر، وسط صمت دولي وخذلان إنساني.
أرقام تنذر بكارثة صحية وشيكة
تشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن أكثر من 290 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة باتوا بحاجة إلى تدخلات غذائية عاجلة، في حين تحتاج 150 ألف امرأة حامل ومرضع إلى مكملات غذائية ورعاية صحية متخصصة.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن حالات سوء التغذية الحاد التي تصل إلى المراكز الصحية تتراوح شهريًا بين 180 إلى 240 حالة، منها ما يصل إلى 60% يُحوّل إلى المستشفيات بسبب المضاعفات.
ويحذّر خبراء الصحة من أن هذه المؤشرات تمثل “قنبلة صحية موقوتة”، خصوصًا أن نسبة الحالات المحولة إلى المستشفيات ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة من 16% إلى 60%، ما يعكس تسارع التدهور الغذائي في أوساط الفئات الضعيفة.
مظاهر خطيرة وتأثيرات لا تُمحى
يتجلى سوء التغذية في صور مأساوية، من أبرزها التقزم، وضعف النمو البدني والعقلي، وضمور العضلات، ونقص المناعة.
وتوضح الدكتورة رنا زعيتري، رئيسة وحدة التغذية العلاجية في مستشفى العودة، أن غالبية الأطفال الذين يتلقون العلاج يعانون من نقص مزمن في العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك وفيتامين A، ما يؤثر بشكل دائم على نموهم الجسدي وقدراتهم المعرفية.
وتضيف زعيتري: “تصلنا حالات لأطفال لا يستطيعون الوقوف أو التحدث في سن ينبغي أن يكونوا فيه في ذروة النمو، وهذا أمر خطير من الناحية الطبية والاجتماعية”.
نقص اللقاحات والمكملات يفاقم المعاناة
وبحسب وزارة الصحة، فإن أكثر من 600 ألف طفل معرضون للإصابة بأمراض خطيرة، في مقدمتها شلل الأطفال، بسبب توقف دخول اللقاحات الأساسية.
وتشير تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن النقص الحاد في المكملات العلاجية، مثل الحليب العلاجي (F-75 وF-100)، أدى إلى تفاقم حالات الأطفال المرضى، ما جعل الكثير من الأمهات في حالة من العجز واليأس.
وفي شهادة حية، تقول الأم النازحة (س.ح): “طفلي لا يأكل، لا أستطيع شراء الحليب. لا يوجد غذاء ولا دواء، ابني يضعف يومًا بعد يوم أمام عينيّ”.
الأثر النفسي والتعليمي.. ضرر مضاعف
لا يقتصر سوء التغذية على الأضرار الجسدية، بل يمتد إلى الصحة النفسية والسلوكية للأطفال، إذ يعاني الكثيرون من اضطرابات في التركيز، وتراجع القدرات التعليمية، وصعوبة في التفاعل الاجتماعي.
وتقول فرق الإغاثة إن هذه الآثار طويلة الأمد قد تؤثر على الأداء المدرسي وفرص الأطفال المستقبلية، ما يجعل سوء التغذية عائقًا أمام حق الطفل في التعلم والنمو السليم.
تشوهات خلقية وغياب الرعاية ما قبل الولادة
وفي مؤشر خطير آخر، حذّر الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في شمال غزة، من تزايد نسبة التشوهات الخلقية بين الأجنة، والتي تجاوزت 25% في بعض المناطق.
ويرى أن استخدام الأسلحة المحرّمة والنقص الحاد في أجهزة الفحص والمراقبة الطبية يسهم في ارتفاع هذه النسبة بشكل مقلق.
دعوات لتدخل دولي عاجل
وسط هذه الكارثة، تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة فتح المعابر فورًا لإدخال الإمدادات الطبية والغذائية، وتوفير اللقاحات الأساسية، وإيفاد فرق تقييم طبية دولية للتحقيق في الأثر الإنساني والصحي لتدهور الوضع الغذائي في القطاع.
جيل تحت التهديد
أزمة سوء التغذية في غزة لم تعد قضية مؤقتة أو مرتبطة بحالة طارئة، بل أصبحت أزمة مزمنة تهدد جيلًا كاملًا بالضياع الجسدي والنفسي والتعليمي.
وفي الوقت الذي يناضل فيه الأطباء والأمهات في غزة للبقاء على قيد الأمل، يبقى المجتمع الدولي مطالبًا بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، فالأطفال لا يجب أن يكونوا ضحايا للجوع والحصار.