موجات الحر في أوروبا.. الشرارة الخفية التي تُشعل أزمة اقتصادية مدوية!
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
تتصاعد حرارة أوروبا عاماً بعد عام، لكن ما يجري اليوم لم يعد مجرد صيف حار، بل تحوّل إلى كابوس اقتصادي صامت يهدد استقرار واحدة من أقوى الكتل الاقتصادية في العالم: منطقة اليورو.
الحرارة المرتفعة، التي تضرب جنوب القارة بشراسة وتخترق قلبها الاقتصادي، بدأت تُترجم إلى أرقام تضخم متصاعدة، وتراجع في النمو، واضطراب في سلاسل الإنتاج، وضغوط غير مسبوقة على البنوك والسياسات النقدية.
موجات حر تُشعل الأسعار.. والبنك المركزي يدق ناقوس الخطر
تحذير غير مسبوق أطلقه البنك المركزي الأوروبي هذا الشهر: موجات الحر والتغير المناخي لم تعد تحدياً بيئياً، بل تهديداً هيكلياً لاستقرار الأسعار والنمو الاقتصادي.
بحسب البنك، فإن موجة حر صيف 2022 وحدها رفعت تضخم أسعار الغذاء في منطقة اليورو ما بين 0.4 و0.9 نقطة مئوية، وأثرت مباشرة على الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا. أما صيف 2023، فقد شهدت فيه أسعار الخضروات قفزة بأكثر من 13% خلال شهر واحد، وارتفعت أسعار الكهرباء في بعض المدن الأوروبية بنسبة 7%، بحسب تقرير اطلعت عليه سكاي نيوز عربية.
عضو المجلس التنفيذي للبنك، فرانك إلدرسون، حذر من أن التغيرات المناخية أصبحت عاملاً دائماً في قرارات السياسة النقدية، وأكد أن البنك بدأ يُدخل “تدهور الطبيعة” ضمن حساباته الاقتصادية.
من التضخم إلى الركود.. الاقتصاد الأوروبي في فخ مناخي
يصف عامر الشوبكي، مستشار الاقتصاد والطاقة، لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية، موجات الحر بأنها “الشرارة الخفية” التي تُشعل نار التضخم وتُضعف محركات النمو.
وأكد أن ما يحدث ليس مجرد طقس سيئ، بل “تحول هيكلي” يضرب البنية الاقتصادية، موضحاً أن: القطاعات الحيوية مثل الزراعة والبناء والنقل تتراجع إنتاجيتها، مما يقلّص العرض ويرفع الأسعار، الاستهلاك الأسري يتقلص نتيجة ارتفاع فواتير الطاقة والتبريد والرعاية الصحية، الاعتماد على الطاقة المستوردة يعمّق الأزمة التضخمية، نظراً لأن أوروبا تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة.
أوروبا الشمالية تتأقلم.. والجنوبية تدفع الثمن
بحسب الشوبكي، التغير المناخي لا يضرب القارة بالتساوي. دول الجنوب – كإيطاليا وإسبانيا واليونان – تتحمل العبء الأكبر، مما يُعمق الفجوة التنموية مع الشمال الأكثر ثراء وتأقلماً.
وحذر من أن هذا الخلل المناخي-الاقتصادي يُهدد تماسك الاتحاد الأوروبي نفسه، ويزيد من الضغوط على الحكومات التي تجد نفسها مضطرة لرفع الإنفاق العام، مما يفاقم العجز والدين العام.
البنك المركزي الأوروبي يتمرد على “مدرسة باول”
في مشهد دولي متباين، يظهر البنك المركزي الأوروبي أكثر حدة في مواقفه من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فرغم إقرار جيروم باول، رئيس الفيدرالي، بخطر المناخ، إلا أنه يؤكد مراراً أن البنك ليس معنياً بدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بل تدخل الفيدرالي مؤخراً لتقليص المعايير المناخية العالمية.
بالمقابل، يُصر البنك الأوروبي، بقيادة كريستين لاغارد، على أن المناخ أصبح جزءاً لا يتجزأ من السياسة النقدية، وأن من يتجاهله يخاطر بانهيار أدوات الاستقرار الاقتصادي.
“أزمة غير تقليدية”.. والاقتصاد الأوروبي على صفيح ساخن
الدكتور محمد جميل الشبشيري، الخبير الاقتصادي، وصف لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية التغير المناخي بأنه “التهديد الجديد غير التقليدي” الذي يضرب قلب الاقتصاد الأوروبي.
وقال إن موجات الحر المتكررة: تُربك الإنتاج الزراعي: إسبانيا سجلت تراجعاً في إنتاج القمح بنسبة 27% عام 2023، تُقلل الإنتاجية البشرية: كل درجة حرارة إضافية تُخفض إنتاجية العمل بنسبة 1.2%، تُكلف النمو: مؤسسة Bruegel قدّرت خسائر النمو في منطقة اليورو بـ0.3 نقطة مئوية سنوياً بسبب الحر.
الزراعة أول الضحايا.. وأسواق الشرق الأوسط تتأثر
التأثير لم يبقَ أوروبياً، فدول الشرق الأوسط والخليج التي تعتمد على الواردات الغذائية الأوروبية، بدأت تشعر بوطأة هذه الموجات المناخية: أسعار الحبوب والخضروات المستوردة ارتفعت، الاضطرابات في سلاسل التوريد الأوروبية أثرت على السلع الطبية والصناعية في المنطقة.
أوروبا في سباق مع الزمن.. إما التكيف أو الانهيار
الخلاصة جاءت من الشوبكي: “هذه ليست أزمة طقس، بل إعادة تشكيل لنموذج النمو الأوروبي برمته، وما لم يُدمج المناخ في السياسات النقدية والمالية بذكاء، فإن منطقة اليورو ستدفع ثمناً تصاعدياً لعجزها عن التكيف”.
ورأى أن الاقتصاد الأوروبي أمام مفترق طرق: إما التحول الذكي نحو اقتصاد مرن ومتأقلم مع تغير المناخ، أو الانزلاق في دوامة من التضخم والركود والعجز الهيكلي.
أوروبا تشتعل.. والحر القادم أخطر!
بينما تُعلن 16 مدينة فرنسية حالة الطوارئ بسبب موجات الحر، وتُسجل درجات حرارة تقترب من 40 درجة مئوية، تتكشّف ملامح تهديد أكبر: الحرارة تقتل، لكن التضخم يخنق.
الحرارة لم تعد فقط تهدد البيئة والصحة العامة، بل بدأت تسحب خيوط الاستقرار الاقتصادي في أوروبا، ومن لا يرى في الشمس المتقدة سوى فصلاً صيفياً، يغفل عن زلزال مالي ومناخي صامت يتشكل في أروقة البنوك والمزارع ومصانع القرار.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أوروبا الاقتصاد الأوروبي التغير المناخي الحر الشديد تحديات التغير المناخي الاقتصاد الأوروبی البنک المرکزی منطقة الیورو موجات الحر
إقرأ أيضاً:
التقرير الاقتصادي لـفاناعن لبنان: عهد النهوض بلبنان بدأ وقطار الاصلاحات انطلق
عمّم "اتحاد وكالات الأنباء العربية" (فانا)، ضمن الملف الاقتصادي، تقريرا أعدته الزميلة في "الوكالة الوطنية للاعلام" اميمة شمس الدين جاء فيه:
بعد نحو ستة اعوام على الأزمة عاد الأمل بالنهوض بلبنان، أمل بدأ مع العهد الجديد، عهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحكومة برئاسة القاضي نواف سلام اخذت على عاتقها تطبيق الإصلاحات لتتمكن من الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي ودعم سائر الدول والمنظمات الدولية.
فقد بادرت وزارة الاقتصاد إلى وضع خطط وبرنامج لكل الملفات والقطاعات الاقتصادية والمعيشية يشرف على تنفيذها وزير ذو كفاءة عالية ورؤية واضحة للمستقبل، إنه الوزير الدكتور عامر بساط الذي تحدث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" عن برنامجه وخطة وزارة الاقتصاد و كيفية الخروج من الأزمة.
"لا يمكن القول إن الاقتصاد اللبناني في وضع سليم انه ليس حيث يجب أن يكون. نحن لا نجمّل الواقع، الاقتصاد لا يزال يعاني أزمة عميقة، وهيكليّة، أثّرت على كل بيت وكل قطاع، من تآكل القدرة الشرائية إلى تراجع الإنتاج، إلى أزمة الودائع . الحقيقة أننا لا زلنا في خضم الأزمة، ولسنا بعد في مرحلة التعافي الفعلي"، قال الوزير بساط. لكنه اكد بلهجة تفاؤلية أن "هناك بوادر مهمة نراها بوضوح رغم الأوجاع على الأرض. للمرة الأولى منذ أعوام، هناك امور تشير الى ان الحكومة تتعامل مع الأزمة الاقتصادية بشكل جدي. وأظن ان اللبنانيين والمجتمع الدولي، بدأوا ينظرون الينا كفريق يعمل بجدّ ويسعى بصدق لتغيير المسار".
أضاف : "نلمس تجاوبًا فعليًا من مؤسسات دولية ووكالات تمويلية كانت غائبة أو مترددة. كما نشهد انخراطًا جديدًا من رجال الأعمال والصناعيين والمستثمرين المحليين في رؤية إصلاحية. هذا وحده لا يكفي طبعًا، لكنّه عامل ثقة جديد لم نره بهذا الوضوح منذ أعوام".
ورأى أن" إيجابية هذا المشهد تكمن في تغيير اللهجة، وتحريك النية، وتوسيع دوائر العمل الجدي على حلول مستدامة".
أما بالنسبة الى السلبيات، فتحدث وزير الاقتصاد والتجارة عن "استمرار التباطؤ في بعض مؤسسات الدولة، وتراجع ثقة الناس بالسياسة العامة، وقال:"هذا ما نعمل على معالجته بكل الوسائل المتاحة".
تابع:" لا ينسينّ احد ان الحكومة تسلّمت مهامها في ظروف دقيقة للغاية، وسط أزمة اقتصادية ـ اجتماعية غير مسبوقة، وانعدام شبه كامل للثقة بين الدولة والمواطن. ومع ذلك، أقول بثقة إننا بدأنا بوضع اليد على ملفات أساسية، وأدخلنا إصلاحات فعلية في بعض المسارات الاقتصادية والإدارية، وخصوصًا في الملف المصرفي (من خلال رفع السرية المصرفية ووضع إطار قانوني لإعادة هيكلة المصارف)، وكذلك في ملفات التعيينات والحوكمة الاقتصادية".
واوضح ان "العمل لا يزال في بدايته، والطريق طويلة، ولكن ما يبعث على الأمل هو أن كل الوزراء اليوم يعملون بجدية وانسجام واضح، وكلٌّ يركّز على ملفه ضمن هدف مشترك: تنفيذ الحد الأدنى من الإصلاحات التي يحتاجها كل قطاع في الدولة، لدينا فريق حكومي على قدر عالٍ من الكفاءة، متجانس تقنيًا، وكل وزير يعرف أولويات وزارته ويعمل عليها من دون تضييع للوقت، والاهم التنسيق الفعلي بين الوزارات، ووزارة الاقتصاد تقود حاليًا مسار إعداد وثيقة الرؤية الاقتصادية المتوسطة المدى بالتعاون مع كل الوزارات المعنية، بهدف خلق مقاربة وطنية شاملة ومتكاملة للنهوض".
"أما التحديات فحقيقية" كشف الوزير بساط، "من التعقيدات الإدارية، وضغط الوقت، والانقسامات السياسية التقليدية، لكن الأكيد أننا نواجهها اليوم بفريق جاد، متماسك، ومصمم على تحقيق نتائج فعلية، ولو ضمن هامش زمني محدود".
اما بالنسبة الى خطة الوزارة فقال:" نعمل على سبع ملفات استراتيجية متوازية، تشكّل الأساس لتحريك العجلة الاقتصادية واستعادة الثقة. الملفات هي:
1. صياغة رؤية اقتصادية متوسطة المدى حتى 2035
2. حماية المستهلك: ضبط الأسواق والأسعار، من خلال تفعيل الرقابة الميدانية وتعزيز آليات حماية المستهلك، إلى جانب مسار هيكلي لتثبيت الاستقرار عبر المنافسة العادلة.
3. قانون المنافسة.
4. دعم القطاع الخاص، من خلال تحسين بيئة الأعمال، إنشاء نظام "النافذة الواحدة" (One Stop Shop)، وتعزيز التجارة الخارجية، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. بالاضافة إلى تنشيط الائتمان وتوفير التمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (SMEs)، كأحد أعمدة النمو الاقتصادي المستدام.
5. إصلاح قطاع التأمين.
6. الإهراءات: من حيث السلامة البيئية والنصب التذكاري وخطة بناء جديدة ضمن استراتيجية الأمن الغذائي،
7. معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس الذي نعمل على إعادة تفعيله اقتصاديًا وسياحيًا بالشراكة مع القطاع الخاص".
بناء على ذلك، كشف الوزير انه يقود حاليًا "دراسة متكاملة لوضع رؤية اقتصادية متوسطة المدى للبنان، على أفق 2035، تقوم على العدالة الإنتاجية، والقدرة التنافسية، والنمو المستدام". وقال:"من هذا المنطلق، بدأنا بالتواصل المباشر مع كل الوزارات المعنية، لأن دور وزارة الاقتصاد ليس تقنيًا فقط، بل تنسيقي ورؤيوي بامتياز، وهي مؤهلة لقيادة الورشة الوطنية الشاملة".
تابع: "هدفنا بناء اقتصاد متوازن لا يقوم فقط على الدعم الخارجي، بل على قدراتنا الذاتية واستثمار طاقاتنا البشرية والمادية بشكل عادل ومنتج".
وفي معرض سؤاله : أين أصبحت المفاوضات مع صندوق النقد، وهل يمكن إنجاز الاتفاق رغم قِصر عمر الحكومة؟ أجاب: " نؤمن أن أي برنامج مع صندوق النقد الدولي يجب أن يعكس أولًا وأخيرًا أولوياتنا الوطنية، لا أن يُفرض علينا من الخارج. نحن بحاجة الى هذا الاتفاق لأننا بحاجة إلى استعادة المصداقية التي فقدتها الدولة اللبنانية في الاعوام الماضية، لكن هذا سيكون برنامجنا نحن، نحدّد مضمونه بما يتوافق مع مصالحنا، ونرفض إدخال أي بند لا يصب في مصلحة لبنان واقتصاده وشعبه. الاتفاق مع صندوق النقد ليس خطوة إدارية أو ورقة تُوقّع — بل هو مسار تفاوضي شامل ومعقّد، يتطلّب توافر عدد من الشروط الإصلاحية، والسياسية، والتشريعية، ولا يمكن إنجازه بقرار من طرف واحد".
اضاف:" شاركت شخصيًا في العمل على ملفات عدة مع صندوق النقد سابقًا، في حالات مشابهة للحال اللبنانية، وأستطيع أن أؤكد أن هذا النوع من المفاوضات يأخذ وقتًا طبيعيًا، ويمر في مراحل عدة وجولات تفاوضية متعاقبة. ما نقوم به حاليًا هو وضع أرضية صلبة، تقنيًا وسياسيًا، للجولة التالية من النقاشات، التي أتوقّع أن تتكثّف في الأشهر المقبلة.
نتابع مع الصندوق من خلال اجتماعات تقنية منتظمة، ونركّز على تقديم مقاربة واقعية ومنسّقة لكل ملف، بما فيه إعادة هيكلة القطاع المصرفي، السياسة النقدية، السياسة المالية، والعدالة في توزيع الخسائر، وإن كان عمر الحكومة محدود، لكننا نعمل بوتيرة متسارعة لتقديم أكبر قدر ممكن من التقدّم، وخصوصًا أن أي اتفاق مع صندوق النقد ليس هدفًا بحدّ ذاته، بل وسيلة لإعادة بناء الثقة — ثقة المواطن أولًا، وثقة الشركاء الدوليين ثانياً".
اما بالنسبة الى ارتفاع الاسعار رغم استقرار سعر صرف الدولار، فأكد تفهمه لوجع الناس، وقال:"لا بد من التوضيح أن جزء من المشكلة هيكلي ولا يمكن إصلاحه في شكل سريع:
بداية، اقتصادنا استيرادي بامتياز ونحن لا ننتج معظم استهلاكنا والنتيجة، طبعا ان الأسعار محليا تعكس الأسعار العالمية. من جهة أخرى، كلفة الإنتاج في لبنان مرتفعة جدًا. على سبيل المثال، كلفة الكهرباء التي يدفعها الصناعي أو التاجر في لبنان تصل إلى نحو 30 سنتًا للكيلو وات، مقابل نحو 5 سنتات في مصر. وهذا الفرق الهائل في كلفة الطاقة ينعكس مباشرة على أسعار السلع والخدمات. بالاضافة إلى ذلك، العديد من الملفات القطاعية بحاجة الى إعادة هيكلة وتنظيم، من الاستيراد إلى النقل، إلى الحماية الجمركية، فضعف سلاسل التوزيع، وهي كلها عوامل ترفع الكلفة النهائية على المواطن".
واكد "قيام الوزارة بدورها في ضبط الأسواق قدر الإمكان، ضمن إمكانات محدودة جدًا"، لافتًا الى انه " ليس لديها أكثر من 70 مراقبًا ومفتّشًا ناشطين على الأرض، يغطّون كل الأراضي اللبنانية، عدد غير كافٍ، لكن رغم ذلك، قمنا بتكثيف الجولات الرقابية، ورفع وتيرة الضبط، ونعمل بالتنسيق المباشر مع وزارة العدل على إحالة كل من يثبت عليه التلاعب أو الاحتكار إلى القضاء المختص".
وقال:"نعمل على مشروع قانون جديد نعدّه لزيادة الغرامات المفروضة على المخالفين، لأن الغرامات الحالية ضعيفة ولا تردع. في هذا الإطار، يشكّل تطبيق قانون المنافسة خطوة محورية لتحسين هيكلية الأسواق في لبنان، ومواءمة بيئتنا الاقتصادية مع أفضل الممارسات الدولية في مجال مكافحة الاحتكار، هذا القانون يحمل في طيّاته إمكانات كبيرة، إذ من شأنه أن يسهم في تنظيم آليات التسعير بطريقة تساعد على احتواء الضغوط التضخمية، وفي الحد من الممارسات الريعية التي تؤدي إلى هدر الموارد، كما يعزّز كفاءة تخصيصها، ويخفض كلفة الإنتاج، ويدفع نحو تعزيز التنافسية، ما يُحسن من الجدوى الاقتصادية للاستثمارات القائمة والجديدة".
وإذ اشار الى ان " إقرار القانون لا يكفي وحده"، رأى ان "التطبيق الجدي يتطلب خطوات مؤسساتية واضحة اذ نعمل حاليًا على تشكيل هيئة للمنافسة تتكوّن من كفاءات تتمتع بالنزاهة والاستقلالية، وتلتزم مدوّنة سلوك واضحة، كما سيُناط بها إعداد المراسيم التطبيقية اللازمة لوضع القانون موضع التنفيذ الكامل". وكشف أن "الوزارة بصدد إنشاء وحدة تقنية متخصصة تُعنى بعمليات الرصد والتحقيق، وتؤمّن دعمًا تحليليًا ومنهجيًا لعمل الهيئة ومجلسها التنفيذي. هذا المسار، نظرًا الى طابعه البنيوي وأثره العميق على بنية الاقتصاد الوطني، يتطلب وقتًا واستثمارًا جادًا في الموارد، ونحن ملتزمون تنفيذه بمنهجية دقيقة تمتد لسنة كاملة، ضمن خطة عمل واضحة ومدروسة".
ولفت الى ان " لبنان يمرّ بأزمة عميقة وطويلة، وهذا لا يمكن إنكاره. لكن بالمقابل، نحن بلد يملك طاقات هائلة وإمكانات اقتصادية غير مستثمرة بعد من الكفاءات البشرية، إلى موقعه الجغرافي، إلى وجوده الاغترابي، وإلى قدراته الإنتاجية في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات "، وأكد انه "إذا سرنا في المسار الصحيح، وواصلنا تطبيق الإصلاحات المطلوبة بكل جدية، فأنا على قناعة بأننا قادرون على مضاعفة حجم الاقتصاد اللبناني خلال العقد المقبل، وزيادة تنافسيته، واسترجاع موقعه الطبيعي في المنطقة، وهذه ليست وعودًا عشوائية، بل أرقام تستند إلى دراسات واقعية وإلى ما بدأنا نلمسه من تجاوب محلي ودولي".
و إذ أشار البساط إلى أن "التعافي لن يحصل بين ليلة وضحاها، وهذه المرحلة تتطلب صبرًا"، أكد "أننا اليوم على المسار الصحيح، ونعمل بجهد على تحويل هذه اللحظة إلى فرصة، والاستفادة من نافذة الانفتاح الدولي والإقليمي التي فُتحت أمام لبنان".
اما بالنسبة الى اموال المودعين فلفت الى ان "الملف يُدار بالدرجة الأولى من وزارة المال، التي تقوم بعمل جدّي ومسؤول في هذا المجال، بالاضافة إلى مصرف لبنان المعني مباشرةً بالسياسة النقدية والمصرفية"، لافتاً الى انه "شخصيًا يشارك في النقاشات الدائرة ضمن الفريق الحكومي، وبتابع الملف من موقع وزارة الاقتصاد، لكن من المهم أن نوضح أن الوزارة لا تُدير الملف مباشرة".
ورأى ان "معالجة أزمة المودعين تمرّ بثلاث مراحل مترابطة: أولًا، إقرار قانون رفع السرية المصرفية، وقد تحقق ذلك وهو خطوة أساسية باتجاه الشفافية والمحاسبة. ثانيًا، إقرار إطار قانوني وتنظيمي جديد، يضمن عدم تكرار هذه الكارثة في المستقبل، عبر تحديث القوانين المالية، وضبط عمل المصارف، وتعزيز صلاحيات الجهات الرقابية . هذه المرحلة قد تكون تقنية ومملة في تفاصيلها، لكنها ضرورية وأساسية لبناء الثقة مجددًا. ثالثا، وهي الخطوة الأهم، وضع تصور عادل وواضح للأزمة الراهنة والذي يهدف إلى إيجاد حل عادل لأزمة المودعين وإعادة التعافي للقطاع المصرفي، وهذا التصور ما زال قيد النقاش الحذر، لأنه يتطلب توازنًا دقيقًا بين حقوق الناس وإمكانات الدولة والقطاع المصرفي".
الأزمة لا بد أن تنتهي ،نستبشر خيرا بالعهد الجديد وبالشفافية الموعودة التي بدأ اللبنانيون يلمسون نتائجها ولو ببطء. مواضيع ذات صلة سفير الجزائر خلال لقائه نوابًا من تكتل "الاعتدال": لبنان بدأ رحلة النهوض Lebanon 24 سفير الجزائر خلال لقائه نوابًا من تكتل "الاعتدال": لبنان بدأ رحلة النهوض 09/07/2025 11:59:37 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24 عون: النهوض الاقتصادي في لبنان يتطلب إرادة وطنية جامعة ومكافحة الفساد Lebanon 24 عون: النهوض الاقتصادي في لبنان يتطلب إرادة وطنية جامعة ومكافحة الفساد
09/07/2025 11:59:37 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: لبنان بدأ بتنفيذ خطة طموحة للتعافي الاقتصادي والمالي Lebanon 24 سلام: لبنان بدأ بتنفيذ خطة طموحة للتعافي الاقتصادي والمالي
09/07/2025 11:59:37 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان قطري سعودي: الدعم يعكس التزامنا الثابت بدعم جهود التنمية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في سوريا Lebanon 24 بيان قطري سعودي: الدعم يعكس التزامنا الثابت بدعم جهود التنمية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في سوريا
09/07/2025 11:59:37 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان إقتصاد قد يعجبك أيضاً
نداء بيئي إلى رئيس الجمهورية: مَنْ يحكم لبنان.. الدولة أم مافيا الكسارات؟
Lebanon 24 نداء بيئي إلى رئيس الجمهورية: مَنْ يحكم لبنان.. الدولة أم مافيا الكسارات؟
04:30 | 2025-07-09 09/07/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جريمة تهزّ بحمدون.. قتله أمام المارة على الطريق
Lebanon 24 جريمة تهزّ بحمدون.. قتله أمام المارة على الطريق
04:54 | 2025-07-09 09/07/2025 04:54:57 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد من الجامعة الحديثة للإدارة عرض مع كرامي لواقع التعليم العالي
Lebanon 24 وفد من الجامعة الحديثة للإدارة عرض مع كرامي لواقع التعليم العالي
04:48 | 2025-07-09 09/07/2025 04:48:50 Lebanon 24 Lebanon 24 لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الكنديّة (CCLC): بند تصويت المنتشرين/ات مخالف للدستور
Lebanon 24 لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الكنديّة (CCLC): بند تصويت المنتشرين/ات مخالف للدستور
04:45 | 2025-07-09 09/07/2025 04:45:26 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتصام لأصحاب التوك توك عند دوار الجبلي في بعلبك
Lebanon 24 اعتصام لأصحاب التوك توك عند دوار الجبلي في بعلبك
04:44 | 2025-07-09 09/07/2025 04:44:40 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
هذا سر الإيجابية الأميركية تجاه "حزب الله".. القصة "عسكرية"
Lebanon 24 هذا سر الإيجابية الأميركية تجاه "حزب الله".. القصة "عسكرية"
10:30 | 2025-07-08 08/07/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حالات تسمم... وإقفال محلّ حلويات
Lebanon 24 حالات تسمم... وإقفال محلّ حلويات
07:40 | 2025-07-08 08/07/2025 07:40:34 Lebanon 24 Lebanon 24 خسائر كبيرة... ما سبب إنخفاض الدولار؟
Lebanon 24 خسائر كبيرة... ما سبب إنخفاض الدولار؟
10:00 | 2025-07-08 08/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مذيعة الـ"أم تي في": "ما عدت مشاركة بهالعمل لاسباب بخجل احكي فيا"
Lebanon 24 مذيعة الـ"أم تي في": "ما عدت مشاركة بهالعمل لاسباب بخجل احكي فيا"
07:28 | 2025-07-08 08/07/2025 07:28:18 Lebanon 24 Lebanon 24 خطر يتربّص باللبنانيين.. والضحايا وطن وشعب
Lebanon 24 خطر يتربّص باللبنانيين.. والضحايا وطن وشعب
10:00 | 2025-07-08 08/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
04:30 | 2025-07-09 نداء بيئي إلى رئيس الجمهورية: مَنْ يحكم لبنان.. الدولة أم مافيا الكسارات؟ 04:54 | 2025-07-09 جريمة تهزّ بحمدون.. قتله أمام المارة على الطريق 04:48 | 2025-07-09 وفد من الجامعة الحديثة للإدارة عرض مع كرامي لواقع التعليم العالي 04:45 | 2025-07-09 لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الكنديّة (CCLC): بند تصويت المنتشرين/ات مخالف للدستور 04:44 | 2025-07-09 اعتصام لأصحاب التوك توك عند دوار الجبلي في بعلبك 04:32 | 2025-07-09 عون لنظيره القبرصي: التحديات مشتركة فيديو خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو)
Lebanon 24 خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو)
01:22 | 2025-07-09 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو)
Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو)
23:34 | 2025-07-08 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24 "تك تك قلبي".. وائل كفوري يطرح أغنية تروي قصة حب
Lebanon 24 "تك تك قلبي".. وائل كفوري يطرح أغنية تروي قصة حب
02:11 | 2025-07-08 09/07/2025 11:59:37 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24