باحثان: مزاعم بيع الفلسطينيين أراضيهم قبل عقود دعاية صهيونية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قال أكاديميان تركيان إن الحديث عن بيع الفلسطينيين أراضيهم لليهود قبل عقود يعد دعاية صهيونية، ولا تقبل الحقائق التاريخية هذه المزاعم، وذلك وسط انتشار هذه الادعاءات بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
إذ أفاد زكريا قورشون، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة سلطان محمد الفاتح، بأن الفلسطينيين لم يبيعوا أراضيهم، وعندما بدأ اليهود بدخول فلسطين غزاةً، صدرت فتاوى تحرم بيع الأراضي لهم حين كانت المنطقة تحت الحكم العثماني.
وشدد قورشون على أن الحقائق التاريخية لا تقبل الادعاء بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم، وتكرار هذه المزاعم يساعد الصهيونية وسياسة إسرائيل في إخلاء فلسطين من الفلسطينيين.
إعادة توطينوشرح أن المنطقة كانت تحت الحكم العثماني حتى عام 1917، وكان البيع والشراء يتم بين مواطنين عثمانيين، مسلمين أو يهود أو غيرهم.
وتابع أنه في أعقاب معاداة اليهود التي بدأت في الغرب بالقرن الـ19، بدأ البحث عن وطن لهم، وأعطت بريطانيا الأراضي المملوكة للفلسطينيين إلى اليهود بطريقة غير أخلاقية، مع إعلان وعد بلفور عام 1917، الذي تسبب في بداية الصراع الذي نشهده اليوم وإفراغ فلسطين من سكانها الحقيقيين.
وأشار الباحث التركي إلى أن الفلسفة الصهيونية تعاملت مع فلسطين على أنها أرض غير مأهولة، وذكر أنه بعد الحرب العالمية الأولى تم توطين المزيد من اليهود في الأراضي الفلسطينية عندما أصبحت المنطقة تحت الانتداب البريطاني، وسرعان ما أدى ذلك إلى إعلان دولة إسرائيل في فلسطين وتهجير سكانها.
لا يوجد بيع طوعيمن جهته، قال أحمد أمين داغ، نائب رئيس جمعية الباحثين في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون اليوم في أنحاء متفرقة من العالم، لم يبيعوا أراضيهم أو يغادروها طوعية.
وأكد أمين داغ أن مزاعم بيع الأراضي الفلسطينية تعد من أكبر الافتراءات التي تقولها إدارة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن الفلسطينيين تم ترحيلهم وإبعادهم قسرا من قراهم، لذلك هناك ما يسمى حق العودة لهؤلاء الأشخاص في مختلف قرارات الأمم المتحدة.
ولفت الباحث إلى أن بعض الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود تحت تهديد عصابات يهودية مدعومة من بريطانيا في وقت الانتداب، وأوضح أن تداول جميع الأراضي الفلسطينية حصل إما عن طريق الاستيلاء عليها من العصابات اليهودية أو تسليم إدارة الاحتلال البريطاني لها للمستوطنين اليهود.
وشدد أمين داغ على أن الفلسطينيين لم يبيعوا أراضيهم رغم كل التسهيلات والتهديدات البريطانية قبل إعلان قيام دولة إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن الفلسطینیین
إقرأ أيضاً:
لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
ذكرت صحيفة (لوموند) الفرنسية، أنه بعد شهرين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "سلام دائم" في الشرق الأوسط، فإن مستوى العنف الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي، الذي احتشد حول ترامب للمطالبة بإحلال السلام.
وأضافت الصحيفة الفرنسية ـ في افتتاحيتها اليوم السبت ـ أن الجيش الإسرائيلي لايزال يحتل نصف شريط ضيق من الأرض تحول إلى ركام، حيث يكافح أكثر من مليوني فلسطيني من أجل البقاء في ظروف مزرية.. هذا الشريط من الأرض، الذي لا تزال إسرائيل تمنع الصحافة من الوصول إليه بحرية، لا يزال يستحوذ على الاهتمام، لدرجة أنه يطغى على الإرهاب الخبيث الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون وجيش الاحتلال المتخبط في الضفة الغربية.
وأشارت (لوموند) إلى تقييم دقيق أعدته في العاشر من ديسمبر الجاري يدين هذا الوضع، مضيفة أنه لم يسبق أن شهدت أكبر الأراضي الفلسطينية مثل هذا المستوى من العنف على يد إسرائيل، حيث دفن هذا العدد الكبير من القتلى، وسجل هذا العدد الكبير من الجرحى والأسرى - الذين غالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة - والدمار ويعكس موقف الجيش، في مواجهة انتهاكات المستوطنين المتزايدة والدموية، النفوذ المتنامي للصهيونيين المتدينين بين الضباط، والذين تلقى بعضهم تدريبا في أكاديميات عسكرية تقع في قلب الضفة الغربية وفي الوقت نفسه، يتقدم التوسع الاستيطاني، الذي يفتت هذه الأراضي بشكل متزايد ويحول كل رحلة إلى جحيم للفلسطينيين، بخطى ثابتة لا هوادة فيها.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا التحول جاء عقب دخول حزبين يمينيين متطرفين، إلى الائتلاف الذي شكله رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو قبل ثلاث سنوات، حيث كان هدفهم المعلن هو ضم الضفة الغربية، أو حتى "نقل" سكانها.. لكن هذه السياسة الإرهابية يتبناها الائتلاف الحاكم بأكمله ولا تثير هذه السياسة سوى احتجاجات طفيفة من الأحزاب التي تدعي معارضة نتنياهو، بينما يتجاهلها الرأي العام الإسرائيلي، مرة أخرى.
واختتمت (لوموند) افتتاحيتها بالقول "إن الحديث عن السلام، إن كان هو الهدف حقا، يتطلب منا أن نفتح أعيننا، وأن ندين الإرهاب المفروض على أرض لا تملك دولة إسرائيل أي حق فيها، وأن نطالب بوقفه في أسرع وقت ممكن".