المسلة:
2025-06-18@16:39:18 GMT

هل من رابط بين “طوفان الأقصی” و”الإتفاق النووي”؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

هل من رابط بين “طوفان الأقصی” و”الإتفاق النووي”؟

22 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

لم تمضِ أيام قليلة على “طوفان الأقصى”، حتى كان وزيرا خارجية أمريكا أنتوني بلينكن وإيران حسين أمير عبدالليهان، أول الوافدين إلى الشرق الأوسط، ولو أن لكل منهما برنامجه وصديقه وحليفه.. وأيضاً حساباته الدقيقة؛ إلا أن السؤال المطروح هو كيف ستتصرف كل من واشنطن وطهران دعماً لحليف كل منهما في عقر داره؟

ثمة موقف معقد ومحرج لمعظم الدول المعنية بالقضية الفلسطينية وتاريخ هذه القضية منذ العام 1948، ولا سيما للطرفين الأمريكي والإيراني.

من جهة، تريد طهران حماية حركة “حماس”، وفي الوقت نفسه، مراكمة المزيد من عناصر النفوذ على رأس محور يمتد من غزة إلى طهران مرورا ببيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. ومن جهة مقابلة، تريد الولايات المتحدة أن تحمي حليف إستراتيجي (إسرائيل) لكن شرط وضعه تحت سقف مصالحها التي ربما تقتضي عدم توسيع رقعة الحرب الإسرائيلية.

وفيما يتابع العالم مآلات الساحات الملتهبة سواء في الداخل الفلسطيني أو في شمال فلسطين المحتلة عند الحدود مع لبنان؛ تتحدث إسرائيل عن تهجير جديد للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية نحو صحراء سيناء، وتسعى لتنفيذ هذا المشروع بواسطة حمم النيران والقنابل، ولا سيما القنابل الفوسفورية التي تنهمر على قطاع غزة يومياً، في إطار حملة إبادة جماعية لسكان القطاع المحاصر؛ وثمة خشية أنه في حال نجاح مشروع الترحيل نحو صحراء سيناء، سيكون ترحيل سكان الضفة الغربية نحو الأردن هو الخطوة التالية، في خطوة تعيد للأذهان ما حصل للفلسطينيين خلال نكبة العام 1948.

وفي المعلومات؛ رفضت إيران، مقترحاً أمريكياً للعودة إلى الإتفاق النووي مقابل إقناع “حزب الله” بعدم فتح الجبهة الشمالية. وهذا المُقترح الأمريكي قدّمه طرف ثالث معني بالمفاوضات الإيرانية الأمريكية، ونقل إلى طهران استعداد واشنطن لبدء مفاوضات مباشرة لتنفيذ الإتفاق النووي الذي أُبرم في العام 2015 والالتزام بالقرار الأممي 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

المقترح جاء في إطار مباحثات شهدتها سلطنة عمان في الصيف الفائت وأسفرت عن تبادل المعتقلين بين طهران وواشنطن الشهر الماضي وكان من المفترض أن تُستأنف بعد تنفيذ الصفقة المذكورة بين الجانبين.

أراد الوسيط بين طهران وواشنطن أجوبة علی أسئلة أمريكية محددة تتعلق بمجملها بدعم إيران لأصدقائها وحلفائها ضمن محور المقاومة وإلی أي مستوی يُمكن أن يصل ويستمر؟ وماذا عن فكرة “وحدة الساحات”؟ وامكانية فتح جبهة الشمال عن طريق حزب الله؟.

وحسب المعلومات إياها، كان الجانب الإيراني واضحاً في أجوبته، ولا سيما عندما تجدّد التواصل عبر الوسطاء، غداة السابع من تشرين/أكتوبر حيث إعتبر أن ما قامت به “حماس” هو نتيجة طبيعية للإحتلال والإستيطان والإذلال والتجاهل وعقود من القهر والتمييز العنصري الإسرائيلي؛ وأن جميع الاحتمالات اليوم مطروحة علی الطاولة. أما قرار “وحدة الساحات”، فإنه بيد الفصائل والقوی الميدانية ورهن تطورات الموقف، وفق قاعدة “غزة ليست وحدها” وضمن مسار لن ينتهي عند غزة، بمعنی أن هذه الحرب لن تكون مجرد جولة تنتهي كسالفاتها، بل يجب أن تفضي إلى حلول ملموسة تنهي معاناة الفلسطينيين في القطاع والضفة “وبالتالي ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده”، علی حد تعبير المرشد الإيراني الأعلی السيد علي خامنئي.

أما ما يتعلق بالإتفاق النووي، فإن الجانب الإيراني رفض بشكل قاطع العودة إلى الإتفاق النووي إذا كانت وظيفتها تشريع الحرب الأمريكية الغربية علی قطاع غزة؛ مشيراً إلی أن المفاوض الإيراني الذي يُحاور الأمريكي بشكل غير مباشر لا يحق له الكلام في هذه القضية لا من قريب ولا من بعيد؛ منتقداً في الوقت ذاته وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الكيان المحتل في عدوانه علی غزة، مُحذراً من أن هذا الإنخراط الأمريكي يساهم في بلورة الاحتمالات المطروحة ومنها كيفية ترجمة “وحدة الساحات”.

وقد وجهتُ سؤالاً إلى مصدر مواكب للتطورات بشأن مآلات الموقف في غزة وهل ستنتهي الحرب هناك كما انتهت الحروب السابقة؟ وكيف يمكن معالجة آثار وتداعيات العقاب الجماعي لسكان قطاع غزة؟ أجابني المصدر أن قوات الاحتلال لم يعد بمقدورها التنصل من مسؤوليتها عما يرتكب من جرائم وإبادة عرقية؛ وأن الدول الغربية الداعمة للكيان أصبحت مكشوفة أمام معظم دول وشعوب العالم. أما عن المآلات، فإنها تعتمد علی تطورات الموقف الميداني في القطاع والجهود الدبلوماسية والسياسية التي تبذلها عديد الاطراف في الإقليم وخارجه. وكيف ستنتهي المعركة؟

يجيب المصدر أن هذه الحرب ستنتهي بشكل مختلف عن سابقاتها لأن الظروف أيضاً مختلفة. فلا إسرائيل اليوم هي كما كانت سابقاً ولا الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة مستعدة لبذل المزيد من الأكلاف المادية والأمنية والعسكرية والسياسية، كما أن انهيار الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول كان شاهداً ومؤشراً علی حقائق كثيرة لطالما كنا نتحدث عنها. في المقابل – يضيف المصدر المواكب – وضع فصائل المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها أصبح حالياً أفضل من أي وقت مضى من حيث القوة والتنسيق، وهو الأمر الذي لم يسبق له مثيل على مدى العقود الخمسة الماضية؛ وما يدعم هذه النظرية هو التوقيت الذي اختارته حركة “حماس” لتنفيذ “طوفان الاقصی”، فضلاً عن التخطيط والتنفيذ وتحديداً العناصر الميدانية التي أرهبت العدو من البر والبحر والجو.

لهذه الأسباب، يقول المصدر إن النتائج سوف تكون مختلفة في القواعد والتوازن والأطر. سألته ماذا يعني ذلك؟ أجاب أن تاريخ القضية الفلسطينية شهد عدة مشاريع لتصفيتها ولعل أبرزها كان مشروع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وليام روجرز الذي قدّمه في يونيو/حزيران عام 1970 والذي تم رفضه من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر وانتهاء بمشروع “صفقة القرن” الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مروراً باتفاقيات كامب ديفيد ومؤتمر مدريد وحل الدولتين إلخ… إلا أن المرحلة الراهنة تختلف عن كل هذه المشاريع إن من حيث المضمون أو من حيث الشكل؛ فالوضع المحلي والإقليمي والدولي لا يشبه الأوضاع السابقة، بل يشبه فقط هذه اللحظة التاريخية الإستثنائية.. لذا، ستأتي النتائج مختلفة. سألته عن امكانية طرح “مشروع الإستفتاء” لتحديد طبيعة النظام السياسي على أرض فلسطين وصولاً إلى انهاء التمييز العنصري، كما حصل في جنوب إفريقيا؟ قال المصدر إن ذلك غير مستبعد لكن الأكيد أن قواعد اللعبة قد تغيّرت ولا مكان للكيان الإسرائيلي في الشرق الأوسط الجديد.

قلت له وماذا بعد؟ فأجاب “وقضينا إلی بني إسرائيل في الكتاب لتُفسِدُنّ في الأرض مرتين ولتعلُنّ عُلُوا كبيرا؛ فاذا جاء وعد أُولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أُولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا“.. صدق الله العظيم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الإتفاق النووی

إقرأ أيضاً:

الهدف طهران.. ما هو الكتاب الأصفر الذي ظهر أمام نتنياهو؟

ظهر كتاب تحت عنوان "الهدف طهران"، أمام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال متابعته الضربات على إيران، والرد الصاروخي القوي من طهران والذي أجبر نتنياهو وفريقه الوزاري على الاختباء في الملاجئ.

الكتاب الذي جاء غلافه باللون الأصفر الكامل، قام بتأليفه الصحفيان في "جيروزاليم بوست"، يوناه جيريمي بوب وإيلان إيفياتار، وكان لافتا أنه نُشر للمرة الأولى في 24 أيلول/ سبتمبر 2023، أي قبل معركة طوفان الأقصى بنحو أسبوعين فقط.

أرشيف "شور آباد"
ويركز الكتاب على الحرب الاستخباراتية الإسرائيلية ضد إيران في السنوات الأخيرة، لا سيما عملية سرقة الأرشيف النووي مطلع العام 2018، من مستودع "شور آباد" النووي.

ويكشف الكتاب تفاصيل غير مروية عن هذه العملية، وعمليات أخرى، كما يناقش استراتيجية "الموساد" الإسرائيلي بقيادة يوسي كوهين حينها في جمع المعلومات عن إيران، والعمل ضدها بهدف تعطيل برنامجها النووي بكل الوسائل، مثل حوادث التخريب، والاختراقات السيبرانية، والتدخل الدبلوماسي الخفي، وصولا إلى الاغتيالات المباشرة.

وعرض الكتاب معلومات دقيقة عن العملية، مثل قضاء عملاء الموساد 6 ساعات و29 دقيقة داخل المنشأة، وهو وقت غير مسبوق.

كما شملت التحضيرات تدريبًا في دولة ثالثة، ومراقبة الطاقم، واستخدام تنكرات مختلفة، مثل امرأة تحمل كاميرا مخفية في حقيبة يد.

تم نقل الأدلة المادية باستخدام شاحنتين حقيقيتين من بين عدة شاحنات مموّهة تفرّقت في اتجاهات متعددة.

واستخدم الموساد علاقاته مع مهربي المخدرات الإيرانيين قرب حدود إيران-أذربيجان الذين ساعدوا، وفق مبدأ "لا تسأل، لا تخبر"، في تهريب الأسرار النووية الإيرانية نفسها خارج البلاد.


Stuxnet
واستعرض الكتاب استخدام العمليات السيبرانية مثل (Stuxnet) وهي "فيروس" خبيث استهدف برنامج إيران النووي عام 2010.

وفيروس "Stuxnet" قام مهاجمة أنظمة التحكم الصناعية المستخدمة على نطاق واسع في مراقبة الوحدات التي تعمل آليا في برنامج تخصيب اليورانيوم، وهو فيروس لا يعمل بشكل عشوائي كما هي العادة وإنما بشكل محدد جدا.

وقام "Stuxnet" بعد اختراق الأجهزة والحواسيب بالتفتيش عن علامة فارقة تتعلق بأنظمة صنعتها شركة سيمنز الألمانية، وعند العثور عليها، فعّل نفسه وبدأ بالعمل على تخريب وتدمير المنشأة المستهدفة من خلال العبث بأنظمة التحكم.

فخري زاده
كما استعرض الكتاب بعض عمليات التخريب مثل استخدام شركات نقل قطع ملوثة، إضافة إلى أبرز عمليات الاغتيال، والمتعلقة بشخصيات بارزة كمهندس الصواريخ محسن فخري زاده عام 2020.

ونفذ عملاء "الموساد" في اغتيال زاده، عملية مركبة باستخدام رشّاش آلي يتحكم فيه عن بُعد مزود بصواريخ ذكية، ومثبت داخل شاحنة عليها شعار شركة "زامياد" الشهيرة لتصنيع المركبات والشاحنات.

واللافت في العملية أن الرشاش الآلي تم إدخاله إلى إيران وهو مفكك، حيث جُمعت قطعه داخل إيران، وخلال العملية أطلق 15 طلقة خلال أقل من دقيقة، أصيب فخري‌ زاده بثلاث منها بينما تُركت عبوة لتفجير الرشّاش لاحقًا (رغم أنه لم يُدمّر بالكامل).

ويقدم الكتاب مقارنة تحليلية في طريقة عمل رئيسي الموساد السابقين يوسي كوهين، وديفيد برنيع.

ويبرز الكتاب الدور الحيوي للموساد في الدبلوماسية السرية، مثل مساهمته في التمهيد لاتفاقيات إبراهام التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل ودول مثل الإمارات، البحرين، المغرب.

كما يشير الكتاب إلى ما أسماه بـ"دبلوماسية كورونا"، عندما نظّم يوسي كوهين سريًا صفقة لجلب 10 ملايين كمامة من الإمارات في آذار/ مارس 2020 قبل الإعلان عنها رسميًا.

وبحسب أحد مؤلفي الكتاب جيريمي بوب، فإن الاستخبارات الإسرائيلية تستفيد من تنوع المجتمع الإيراني، حيث أن نحو 20 مليون شخص من الأقليات يُنظر إليهم على أنهم لا يوالون النظام، وهو ما يجعل من إمكانية تجنيد عملاء للموساد أمرا ليس صعبا.

واللافت أن بوب ورغم حصوله على معلومات سرية من "الموساد" إلا أنه يعتبر سياسة الاحتلال تجاه الملف النووي الإيراني "منافقة"، حيث أن تل أبيب تملك ما بين 80 إلى 200 رأس نووي بحسب مصادر غير رسمية.

وخلال تصريحاته ومحاضراته القليلة خلال فترة العدوان على قطاع غزة المستمر منذ نحو 20 شهرا، أكد بوب أن الحل يكمن في اتفاق ينهي وقف إطلاق النار، معارضا سياسات نتنياهو.



مقالات مشابهة

  • العدوان الصهيوني على إيران والخداع الاستراتيجي الأمريكي
  • نائب الرئيس الأمريكي: ترامب قد يتخذ إجراء إضافيا ضد برنامج إيران النووي
  • واشنطن تبحث عقد اجتماع مع طهران بشأن "النووي والحرب"
  • طوفان الأقصى: اتساع بقعة الزيت بالهجوم على إيران
  • الهدف طهران.. ما هو الكتاب الأصفر الذي ظهر أمام نتنياهو؟
  • جحيم فوق إيران: .. طوفان ناري إسرائيلي يمزق 4 مدن إيرانية ويشعل الشرق الأوسط!
  • فايننشال تايمز: هذا هو “الجبل النووي” الذي يؤرق إسرائيل
  • ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
  • فايننشال تايمز: هذا هو الجبل النووي الذي يؤرق إسرائيل
  • معهد وايزمان عقل إسرائيل النووي الذي قصفته إيران