"بلومبرغ": إسرائيل تخسر الحرب الإعلامية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
أشار الكاتب المتخصص بشؤون أوروبا والشرق الأوسط مارك تشامبيون، إلى تحليل جديد لوكالة أسوشيتدبرس، بشأن قصف مستشفى المعمداني، تطرق إلى عدة مقاطع فيديو تم تحديد موقعها الجغرافي.
وذكر التحليل أن صاروخاً تم إطلاقه من غزة تفكك وتحطم على الأرض في غضون ثوانٍ من انفجار المستشفى، وبالقرب من موقعه، كما قال الجيش الإسرائيلي.
لكن الجدل لم ينتهِ.
وألقت تحليلات أجرتها منظمتان غير ربحيتين بظلال من الشك على بعض أدلة الجيش الإسرائيلي، والأهم من ذلك، إن الاهتمام بدأ يتحول بالفعل إلى التقرير التالي عن الوفيات بين المدنيين في غزة، وهذه المرة في مجمع مجاور لكنيسة مسيحية قديمة. بحلول الوقت الذي سيتوفر فيه دليل قاطع على ما حدث في مستشفى المعمداني، قد لا يكون لإعفاء إسرائيل من المسؤولية القدرة على تغيير الآراء، هذا إذا تمتع بتلك القدرة في أي وقت سابق على الإطلاق. استراتيجية جديدة
إذا كان ثمة استنتاج يمكن استخلاصه، بحسب مقال لتشامبيون في موقع "بلومبرغ" فهو أنه بمجرد بدء الهجوم البري المتوقع، سيكون من المستحيل على إسرائيل أن تفوز بدعم خارج الولايات المتحدة وبعض أجزاء أوروبا في الحرب، كما أنها لن تكون قادرة على جمع الحكومات في الشرق الأوسط. حتى تحظى إسرائيل ولو بفرصة استعادة السيطرة على السردية، يتعين عليها بالحد الأدنى أن تقدم تغييراً أوسع نطاقاً في استراتيجيتها للفلسطينيين العاديين، وهو ما يمكن أن يمنحهم سبباً للأمل في شيء أفضل بمجرد رحيل حماس.
We're seeing a ratchet effect in the information war that Hamas launched with its Oct. 7 terrorist attack on Israel, says @MarcChampion1 https://t.co/pNWAXHjjZQ via @opinion
— Bloomberg (@business) October 22, 2023
دان بيري، الذي أشرف في السابق على تغطية وكالة أسوشيتدبرس للشرق الأوسط، والذي يدير شركة علاقات عامة في تل أبيب، يجادل على شاشة التلفزيون الإسرائيلي لمصلحة العودة إلى محادثات التسوية من أجل إقامة دولة فلسطينية، وتقديم حل سلمي وخطة إعادة إعمار كبيرة لغزة بمجرد رحيل حماس. مع ذلك، هو يعترف بأن اقتراحه ربما يكون "حلماً بعيد المنال"، بالنظر إلى المزاج السائد في إسرائيل، والحكومة التي تتولى السلطة.
تستحق هذه الأفكار والأسباب الكامنة وراءها اهتماماً أكبر مما تحصل عليه، كما أضاف الكاتب. أفادت بلومبرغ بوجود مناقشات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حول إنشاء سلطة مدعومة إقليمياً في غزة، بعد انسحاب القوات البرية الإسرائيلية، لكن هذه الخطة لا تقدم حافزاً يذكر للحكومات العربية، كي تتحمل مخاطر القيام بذلك.
عند مقابلة أي شخص في تل أبيب، يبدو الشعور بالخطأ حيال انفجار المستشفى واضحاً. قبل أن يتمكن الكاتب من طرح سؤال، يريد المستطلعون أن يعرفوا لماذا سارعت وسائل الإعلام الدولية إلى قبول كلمة حماس، وهي منظمة مصنفة إرهابية، على حساب الجيش الإسرائيلي. يبدو هذا فاضحاً بشكل خاص عندما قدم جيش الدفاع الإسرائيلي أدلة تثبت ادعاءه، في حين لم تفعل حماس ذلك.
We're seeing a ratchet effect in the information war that Hamas launched with its Oct. 7 terrorist attack on Israel, says @MarcChampion1 https://t.co/5p4hZSSs5S
— Bloomberg Opinion (@opinion) October 22, 2023
في الساعات التي تلت انفجار المستشفى يوم الأربعاء، افترضت غالبية وسائل الإعلام الدولية وجميع وسائل الإعلام العربية تقريباً أن الصاروخ كان إسرائيلياً. ثم ردت القوات الإسرائيلية بأدلة قالت إنها تثبت مسؤولية الجهاد. وسرعان ما دعمت الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى هذا الرأي.
أضاف تشامبيون أن حماس فشلت في تقديم أدلة تثبت ادعاءاتها. تم تقييد وصول وسائل الإعلام المستقلة إلى المستشفى، حتى بالنسبة إلى عدد قليل من الصحافيين في غزة. كانت هناك صور للضحايا، بما فيهم الأطفال، وأوصاف بيانية للرعب الجسدي الذي تعرض له الأشخاص الذين كانوا داخل خيم في موقف سيارات المستشفى. لكن حماس لم تكشف جثث ولو جزء صغير من الـ471 شخصاً الذين تدعي سلطاتها الصحية أنهم قتلوا بسبب الانفجار والنيران المرتبطة به. كما أنها لم تكشف شظايا الصاروخ التي تستخدم عادة لتحديد الهوية أو تدعو إلى إجراء تحقيق خارجي. وهذا أمر غريب، بالنظر إلى القيمة الدعائية الواضحة التي ستتمتع بها حماس عبر إثبات حجتها للعالم.
كان الجيش الإسرائيلي أكثر استعداداً. أكثر دليل قاطع قدمه هو صور الأقمار الاصطناعية التي تظهر أن المستشفى نفسه لم يتعرض للقصف. كما أن الحجم الصغير للحفرة في مرأب السيارات، بالإضافة إلى الحد الأدنى من الأضرار التي لحقت بالمباني المحيطة، يظهران أن هذه كانت عبوة متفجرة صغيرة، أصغر بكثير من القنابل والصواريخ الإسرائيلية التي تسببت بالجزء الأكبر من الدمار في غزة، حيث أدت إلى انهيار مبان سكنية بأكملها.
وقامت المنظمة نفسها بتحليل تسجيل نشره الجيش الإسرائيلي لمكالمة مزعومة بين اثنين من أعضاء حماس في أعقاب الغارة مباشرة، حيث يخبر أحدهما الآخر أن شظايا الصاروخ تظهر أنه صاروخ لحركة الجهاد. وجدت إيرشوت أن الصوتين قد تم تسجيلهما بشكل مستقل ثم تم دمجهما معاً، بالإضافة إلى مزيد من التعديل بعد ذلك. في حين أن هذا لا يثبت أن التسجيل مزيف، قالت إيرشوت "إن مستوى التلاعب المطلوب لتعديل هذين الصوتين معاً يجعله غير مؤهل كمصدر لأدلة موثوقة".
وأجرت مؤسسة فورنسيك أركيتكتشر الشريكة لإيرشوت ومقرها المملكة المتحدة تحليلاً للحفرة الناتجة عن الاصطدام. ووجدت أن حجم الحفرة وانتشار الشظايا يشيران إلى سقوط مقذوف أصغر من الشمال الشرقي – بما يتوافق مع تحليل إيرشوت، ولكن ليس مع رواية الجيش الإسرائيلي. وسيحتاج آخرون إلى تكرار النتائج ليتم التحقق منها، لكن من الواضح من سجل كلتا المنظمتين أنهما ليستا صديقتين للجيش الإسرائيلي. إسرائيل أمام معضلة بالاستناد إلى الأدلة المتوفرة حتى الآن، ينبغي وفق الكاتب دحض ادعاءات حماس بشن غارة جوية إسرائيلية متعمدة على المستشفى. يقدم تحليل وكالة أسوشيتدبرس لمقاطع فيديو متعددة الحالة الأكثر معقولية لما حدث، بما في ذلك أن الحريق الهائل الناجم عن انفجار صغير أمكن أن يكون ناتجاً عن وقود غير مستخدم للصواريخ. إن اقتراح فورنسيك أركيتكتشر أن القذيفة المدفعية ستكون أيضاً متسقة مع الحفرة لا يمكن أن يفسر الحريق.
إن عدم اليقين أمر طبيعي في أوقات الحرب، وسوف يتطلب الأمر أدلة لا يمكن إنكارها حتى يبدأ الغرب بتغيير الآراء في العالمين العربي والإسلامي حول ما حدث في المستشفى. وبحلول ذلك الوقت قد يكون الوقت قد فات لإحداث فرق. لا يوجد طريق واضح للخروج من المعضلة التي تواجهها إسرائيل، ولكن إذا دخلت دباباتها غزة بدون عرض خطة تمنح الفلسطينيين أملاً بالحياة بعد حماس، فمن المضمون أن يعيد هذا النمط نفسه مراراً وتكراراً على حساب إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی انفجار المستشفى وسائل الإعلام فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تؤيد خطة ترامب للمساعدات في غزة وتحذر من "حرب للأبد"
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأحد، دعم بلاده "الكامل" للخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، التي لن تكون إسرائيل جزءا منها.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول: "تدعم إسرائيل بشكل كامل خطة إدارة ترامب التي قدمها الجمعة السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي".
وكان السفير الأميركي في إسرائيل أعلن الجمعة إنشاء مؤسسة جديدة ستتولى توزيع مساعدات إنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة، وحيث تسبب حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين في نقص حاد في كافة المواد، من الغذاء والمياه النظيفة إلى الوقود والأدوية.
وأشاد ساعر بالخطة، وقال إن المساعدات ستصل إلى المدنيين مباشرة وستمنع حماس من "وضع يدها عليها".
وبحسب وزير الخارجية، فـ"خلال هذه الحرب، سمحت إسرائيل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وسهلت وصولها، لكن حماس سرقت هذه المساعدات من الشعب".
وأضاف: "إذا استمرت المساعدات بالوصول إلى حماس وليس إلى سكان غزة، فستستمر الحرب إلى الأبد".
وكانت حركة حماس نفت هذه التهم مرارا وتكرارا، واتهمت إسرائيل تستخدم "سلاح التجويع" في الحرب.
وأكد ساعر على تصريحات هاكابي أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك في توزيع المساعدات، بل سيوفر "الأمن العسكري اللازم" ليتم إيصالها إلى المدنيين.
وقوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تغيّب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
لكن هاكابي قال: "ندعو الأمم المتحدة. ندعو كل منظمة غير حكومية. ندعو كل حكومة. ندعو كل من كان مهتما بالأمر للانضمام إلى هذه العملية".
وعبر عن أمله في أن تنفذ الخطة في وقت "قريب جدا" من دون أن يقدم جدولا زمنيا لعملية الإغاثة، أو معلومات إضافية عن المؤسسة غير الحكومية التي ستشارك فيها.
وقال هاكابي، وهو حاكم ولاية جمهوري سابق ومؤيد علني لإسرائيل، إن هناك "عدة شركاء وافقوا بالفعل على المشاركة في هذا الجهد"، من دون أن يسميهم.
ومنذ الثاني من مارس الماضي لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، وسط جمود في المحادثات مع حماس واستئناف هجومها في 18 مارس منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.
وشهدت الهدنة زيادة في المساعدات التي دخلت القطاع، وأُطلق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
ورغم المخاوف من مجاعة وشيكة، تنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية تلوح في الأفق، وتتهم حماس بنهب المساعدات.
وكان القيادي في حركة حماس باسم نعيم اعتبر أن الخطة الأميركية ليست بعيدة عن "التصور الإسرائيلي" للمساعدات، مشددا على أن "حق الشعب الفلسطيني في الحصول على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال".