سودانايل:
2025-10-14@01:16:00 GMT

موقع مهدية السودان في التاريخ (1 -2)

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

موقع مهدية السودان في التاريخ (1 -2)
THE PLACE IN HISTORY OF THE SUDANESE MAHDIA
بيتر هولت Peter Holt
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم: هذا هو الجزء الأول من ترجمة (بتصرف في بعض المواضع) لمقالٍ بقلم المؤرخ البريطاني بيتر هولت عن مهدية السودان وموقعها في التاريخ، نُشر في المجلد الأربعين من مجلة السودان في رسائل ومدونات (SNR) الصادرة في عام 1959م، الصفحات 107 – 112.


عُيِّنَ البروفسور هولت (1918 – 2006م) عقب تخرجه في جامعة أكسفورد أستاذا للتاريخ بالمدارس الثانوية السودانية، ثم عمل مفتشا بين عامي 1941 – 1953م. وأنشأ من بعد ذلك دار الوثائق وترأسها، وعمل محاضرا غير متفرغ في جامعة الخرطوم بين عامي 1952 – 1953م. وعاد بعد ذلك إلى بلاده وعمل في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بين عامي 1955 – 1982م إلى حين تقاعده. ونشر الرجل في خلال مسيرته الأكاديمية أعمالا أصيلة عديدة عن تاريخ السودان (خاصة في عهد المهدية) ومصر (في عهد المماليك) وسوريا، وشارك في كتابة فصل عن العرب والإسلام في موسوعة كمبردج عن الاسلام. وكان آخر كتاب له عام 1999م قد صدر تحت عنوان: The Sudan of the Three Niles: The Funj Chronicle.
تعلم هولت اللغة العربية في غضون سنواته في السودان، وترجم كتابين من الألمانية والفرنسية (اُنْظُرْ نعي بروفيسور هولت في صحيفة الإندبندنت https://rb.gy/k66b9).
وقد سبق لنا ترجمة بعض أعمال هولت عن المهدية كان من أهمها مقال بعنوان "محفوظات وثائق (أرشيف) المهدية" (1). ورغم أن هولت كان – على وجه العموم - ينأى بنفسه عن المنهج السياسي الدعائي المنحاز الذي سلكه ونجت وسلاطين وغيره من أوائل الغربيين الذين كتبوا عن المهدية (2)، إلا أنه ظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من الكتابات الغربية الحديثة عن مهدية السودان التي قد لا تتفق مع غالب كتابات هولت وغيره من المؤرخين السابقين، ومن ذلك ما كتبته ميشيل غوردون وايريس سيري – هيرش وغيرهما (3).
المترجم
************ ************ ***********
باستخدام تعابير علمانية يمكن وصف المهدية بأنها تمرد أو ثورة (revolt) وقعت في إحدى المناطق التابعة لخديوي مصر، ونجحت في الإطاحة بالإدارة (التركية /المصرية) القائمة، وأقامت لها دولة اقليمية وطنية، غالبا في الأقاليم التابعة الشمالية. وأفضى تزامن تلك الثورة مع قيام بريطانيا بالسيطرة على مصر نفسها إلى مواجهة بين الدولة المهدية والقوة العسكرية البريطانية، وأدى ذلك في نهاية المطاف لتدمير تلك الدولة المهدية، وأفضى بِالتّبَعِيّة إلى تطور السياسة الخارجية والإمبريالية البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر. وكان من نتائج مجمل تلك الظروف أن كانت وجهات النظر الحالية (أي في نهاية خمسينات القرن الماضي. المترجم) عن المهدية تدور حول أنها كانت في الأساس واقعة من إحدى وقائع التاريخ الإمبريالي البريطاني أو المصري. لقد كانت الكتابات عن تلك الحركة - مع بعض الاستثناءات الملحوظة - تزخر بالإيحاءات السياسية والدعائية، ولم تكن هناك سوى محاولات قليلة لاعتبار المهدية عملية تاريخية مستقلة، أو لوضعها في السياق الأوسع للتاريخ الإسلامي. ومن النتائج الأخرى لتلك النظرة الخارجية للمهدية هو الانتباه والتركيز غير المتناسب الذي انصب فقط على مرحلتي بدء المهدية وختامها (في 1881 – 1885م و1896 -1898م، على التوالي)، عندما كانت الحركة منخرطة في صراع مميت مع السلطة المصرية والبريطانية، في حين أن سنوات ذلك العقد الذي بلغت فيها الدولة المهدية ذروة قوتها، قد تم إهماله بالكامل تقريباً.
ويقدم هذا المقال بعض الآراء المتعلقة بإعادة تقييم موقع المهدية في التاريخ. فهو يحدد أولاً نمط الأحداث، ويقترح بعض المقارنات بينها وبين الحركات الإسلامية الأخرى؛ وثانياً، يذهب إلى أن طبيعة المهدية كانت ثورية في الأساس، ويحلل المجموعات الرئيسية التي ينتمي لها أنصارها. وثالثاً، يسعى المقال من خلال وصف الفترات الرئيسية لتاريخ المهدية، إلى الإشارة إلى أهمية العقد المهمل في ذلك التاريخ، وربطه بالمراحل الأكثر دراماتيكية التي سبقته والتي تلته.
(1) أنماط الأحداث وإطارها التاريخي
لم تكن المهدية السودانية بأي حال من الأحوال تطوراً مبتكرا لا نظير له في التاريخ الإسلامي. لقد مرت تلك المهدية بثلاثة مراحل رئيسية. فقد بدأت أولاً بحسبانها حركة دينية لإحياء الإسلام؛ وثانياً، غدت منظمة ثيوقراطية متشددة تسعى إلى تحقيق استعادة مجد الأمة الإسلامية (الباكرة)؛ وثالثاً، صارت دولة إقليمية اندثرت فيها تدريجياً الجوانب الثيوقراطية. وكانت هناك الكثير من الحركات السابقة التي مرت بذات مراحل التطور المذكورة. وكما يبدو ظاهريا، شابه تطور المهدية بالسودان حركة "الموحدون" في المغرب العربي (4). وكان قائدها قد إدعى أنه المهدي، ونشأت حركته أيضاً على هامش الإسلام الأفريقي، وأقام له سيطرة إقليمية أسرية. وهناك تشابه بين مهدية السودان والطريقة الصفوية، وهي طريقة صوفية يقوم عليها شيوخ يتوارثون الزعامة. ونشأت تلك الحركة في شمال غرب بلاد فارس (أسسها المتصوف الشيخ الكردي الأصل صفي الدين الأردبيلي. المترجم). وفي القرن الخامس عشر تغيرت تلك الحركة من رابطة أخوية تعبدية وصوفية إلى منظمة متشددة. وعند بداية القرن السادس عشر أقام زعيمها الثالث (المتشدد) إسماعيل دولة ملكية في إيران والعراق، كانت بداية لقيام الدولة الفارسية الحديثة (5). وأعاق تحول الدولة من المذهب السني للمذهب الشيعي إمكانية ظهور مهدي صفوي. غير أن حكام تلك السلالة ظلوا يصرون على أنهم من نسل (سيدنا) علي بن أبي طالب، ويقدمون أنفسهم بحسبانهم نواب الإمام الغائب (مهدي الشيعة).
لقد ارتبطت المهدية السودانية، بقدر ما كانت حركة دينية، ارتباطاً مباشراً بالتطورات الحديثة في العالم الإسلامي. ومنذ منتصف القرن الثامن عشر تقريباً، بدأ "الاهتياج" الأيديولوجي، الذي استمر طوال سنوات القرن التاسع عشر، ولم ينته بأي حال من الأحوال حتى اليوم. وفي مراحله اللاحقة، ظهر هذا التطور كرد فعل إسلامي تجاه الضغط المسيحي المتزايد على العالم الإسلامي؛ وهو الضغط الذي كان بمثابة "مذيب" للإطار السياسي والاجتماعي والثقافي التقليدي في الشرق الأوسط، كما في أماكن أخرى. ولم يكن رد الفعل ذاك موجهاً ضد المسيحية أو ضد أوروبا ولا الغرب عموماً، ولكنه كان ضد المؤسسة الدينية في الإمبراطورية العثمانية إبان القرن الثامن عشر، حين كان "العلماء" يشكلون طبقة مميزة، ووراثية إلى حد كبير؛ وكانت الأفكار والممارسات الصوفية (التي كانت في كثير من الأحيان من النوع البدائي وغير الإسلامي (قد أثرت بشدة على "العلماء" أنفسهم، مثلهم في ذلك مثل بقية كل طبقات المسلمين. وظهرت في العالم الإسلامي بعد ذلك سلسلة من الحركات الإسلامية الإحيائية والإصلاحية، كانت من أهمها الحركة الوهابية بنجد في القرن الثامن عشر. ووقعت مواجهة بين الممارسات الحالية وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ واستنكرت تلك الحركة المعتقدات الشعبية، مثل تبجيل الأولياء، باعتبارها بدعة (سيئة)، ودعت لاستعادة الشريعة باعتبارها القانون الفعلي والكافي للمجتمع المسلم، وكان تطبيقها هو الهدف السياسي الأساسي بالنسبة لها. ومن هذا النوع العام من الحركات ظهرت حركة السنوسية في بَرْقَة، وحركة الشيخ عثمان بن فودي في أوساط الفولاني، والمرحلة الأولى من نشاط طائفة الختمية في السودان المصري، وفي جيل لاحق، ظهرت المهدية نفسها في السودان.

(2) المهدية باعتبارها حركة ثورية وأنصارها
تُعد الحركات الإصلاحية الإسلامية حركات ثورية كامنة /محتملة (potential) إذ أن مواجهة أي نظام سياسي واجتماعي قائم مع صورة المجتمع الإسلامي المثالي (الذي تحكمه الشريعة ويعيد إنتاج السمات التقليدية للأمة في مراحلها المبكرة) هو شأن يتحدى التسويات والتنازلات (compromises) بنفعية متأصلة في كل إدارة. وهكذا، كانت الحركة الوهابية بكل طبيعة معتقداتها في القرن التاسع عشر غير متوافقة بشكل أساسي مع الدولة العثمانية، التي استمدت مبادئها الأخلاقية من وجهة نظر مختلفة بالكلية عن طبيعة المجتمع الإسلامي. وبصورة مماثلة، كان زعم محمد أحمد في السودان المصري أنه هو "المهدي المنتظر" أمراً ثورياً، ليس فقط لأنه قد أكد بأفعاله على مبادئ أسمى مما كانت تمتلكه الإدارة الخديوية، ولكن أيضاً لأنه أَعْلَمَ الناس بأنه قد أُرْسِلَ لإقامة السنة، أي لتأسيس مجتمع مسلم خالص على نمط النموذج الأول. لذا كانت حركته موجهة ضد مجموعتين؛ الأولى هي المؤسسة الحاكمة للسودان المصري – أي قوات الخديوي وكل من يعمل في سلك إدارتها، الذين كانوا يديرون نظاما حكوميا يعمل وفقاً للنظام العثماني ويماثله تماماً في أغراضه وطرائق عمله، وفي ذات الوقت كان شديد التأثر بمن استقدمهم من الأوربيين (للعمل في السودان)؛ والثانية هي المؤسسة الدينية – التي تشمل جماعة "العلماء" الذين ارتبطوا بالإدارة الحاكمة، ومنحوا النظام الدعم المعنوي. وكانت المجموعتان في القاموس المهدوي تُسميان "الترك" و"علماء السوء"، على التوالي.
لقد كانت رسالة محمد أحمد بحسبانه معلماً ومرشداً دينيا قد بدأت قبل سنوات عديدة قبل أن يعلن للناس عن أنه هو المهدي المنتظر. وبعد أن ظهرت عنده في الجزيرة أبا علامات ذلك المهدي المنتظر، واصل من كان حوله من طلبة العلم الديني في تشكيل نواة لحركته، وعرفوا بأنهم "أبكار المهدي" (أو "أبكار المهدية"). غير أن دورهم السياسي لم يكن بشيء يذكر. ولم يكن بينهم، باستثناء عبد الله التعايشي، من أدى دوراً بارزاً فيما تَلَّى من أحداث. وكان تعيين "عبد الله" في موقع "الخليفة الصديق" تيمناً بأبي بكر الصديق في مرحلة باكرة من مرحلة المهدية (العسكرية) المتشددة يبين مكانته وقربه الشديد من المهدي، الذي كان بدوره يعتبر نفسه خليفةً للرسول (صلى الله عليه وسلم). ومن "الأبكار" كان هناك أيضا علي ود محمد الحلو، الذي سُمي بالخليفة الفاروق تيمنا بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب. وقد أدى الحلو دوراً مهما في محاولة التوسط في الصراعات الداخلية حول السلطة التي حدثت لاحقا في الدولة المهدية. غير أن الرجل لم يسع للحصول على أي قدر من البروز (ولم ينله) في الدولة المهدية يبذ ما ناله عبد الله التعايشي.
وفي مرحلة المهدية العسكرية المتشددة (التي أعقبت إعلان محمد أحمد عن مهديته مباشرةً) ظهر صنفان من أنصار المهدي: كان الصنف الأول يتكون من الرجال الشماليين الذين هم من أصل نيلي/ نهري (riverain origin)، خاصة الدناقلة والجعليين الذين كانوا قد تفرقوا في مناطق تقطنها قبائل غير عربية في المناطق العليا بالنيل الأبيض ومناطق بحر الغزال ودارفور. وشكل أولئك الرجال الذين كانوا يعملون بحارةً وتجاراً وجنوداً مجتمعاً حدودياً (frontier society) نموذجياً، وكانوا يسعون للبحث عن الثروة عن طريق استكشاف واستغلال تلك المناطق الطرفية. وكانوا، مثلهم مثل سكان المناطق الحدودية الآخرين (frontiersmen)، قد ضاقوا ذرعاً بالحكومة، واستاءوا من تمدد حكم الخديوي المصري في البلاد، على الرغم من أن بعضهم كان قد ضمن استمرار حصولهم على مواقع مميزة ووظائف رفيعة في الإدارة الحكومية لتلك المناطق. غير أن ولاءهم للحكومة كان قد وهن كثيراً، وبلغوا حد القطيعة معها بعد أن تبنى الخديوي إسماعيل سياسة منع تجارة الرقيق – وهي سياسة كانت هي نفسها دافعا لتوسيع رقعة الحكم المصري في غرب وجنوب السودان. وبما أن القوى الأوروبية (خاصةً بريطانيا) كانت هي من ألهمت سياسة منع تجارة الرقيق، وبما أن تلك السياسة كانت قد طُبِّقَتْ عن طريق تَدَفُّق عدد كبير من المسؤولين المسيحيين الغربيين مثل بيكر وغوردون وجيسي، فقد ضاعف ذلك من تفاقم سخط "مجتمع الحدود" بصورة أكبر، وأَلهَبَ في أوساطه مشاعر الكراهية الدينية ورهاب الأجانب. وعندما بلغت المهدية مرحلتها العسكرية (المتشددة) غدا الشماليون فِي الشَّتَاتِ بالجنوب والغرب عاملاً قوياً من عوامل نجاحها، على النقيض تماما من الشماليين الذين بَقُوا في موطنهم الأصلي في مديريات مثل بربر ودنقلا.
أما الصنف الثاني من أنصار المهدية الذين قاتلوا معها فقد كانوا من بعض قبائل الرحل في الغرب. وقد يكون سبب تأييدهم للحركة نابعاً، جزئياً، من أخطاء مسؤولي الخديوي وفسادهم، وجزئياً، لشخصية عبد الله التعايشي وقدراته. ومع ذلك، يجب أن تُعزى الكثير من أسباب تأييدهم للحركة للمزاج الفوضوي المتأصل عند بعض أفراد تلك القبائل ومستوى حياتهم المنخفض. وهو ما دعاهم عبر التاريخ للقتال من أجل نيل المغانم، خاصة عندما يعدون أن غزواتهم هي حروب مقدسة. وكانت تلك القبائل المترحلة تظهر خاصية أخرى وهي أن تأييدهم للمهدية كان محكوماً باعتبارات قصيرة المدى. فقد كانت حملتهم ضد مدينة أو قبيلة منافسة ما (تلك التي تأتي بنصر سريع ونيل لمغانم كثيرة. المترجم) هي الحد الأقصى لاستعدادهم للمشاركة في الجهاد.
وتوجد تاريخياً بعض الأمثلة المشابهة لتلك القبائل التي أيدت الحركات المحاربة (المتشددة) مثل قبائل البربر التي قامت عليها سلطة الموحدين بالمغرب العربي، والتركمان الذين يدين لهم شاه إسماعيل بعرشه، والقبائل البدوية العربية التي ساندت الحركة الوهابية المتحالفة مع النظام السياسي حينها.
(3) فترات تاريخ المهدية
يمكن تحديد فترات زمنية أكثر دقة لتاريخ المهدية ضمن المخطط العام للأحداث، من خلال تطورها من حركة إصلاحية، إلى فترة ثيوقراطية، ثم تحولها إلى مملكة إقليمية. وهي مراحل تتشارك فيها المهدية مع الحركات الأخرى في التاريخ الإسلامي، مع احتفاظها ببعض الخصائص الفردية المميزة. ويمكن تقسيم تلك الفترات إلى ست مراحل (سنعرض لتفاصيلها في الجزء الثاني من هذا المقال. المترجم):
1.قيام مهدية ثيوقراطية (1881 – 1885م)
2.وصول الخليفة عبد الله للسلطة وصراعاته (1885 – 1886م)
3. الدولة المهدية المحاربة (1886 – 1889م)
4. فترة الاستقرار (1889 – 1891م)
5. اِنْفِرادٌ الخليفة عبد الله بِالسّلْطَة (1892 – 1896م)
6. إعادة فتح (أي استعمار. المترجم) السودان (1896 – 1898م)
********* *********** ***********
إحالات مرجعية
(1). مقال هولت عن محفوظات وثائق (أرشيف) المهدية تجده في هذا الرابط: https://shorturl.at/bdiHT
(2). اُنْظُرْ ترجمة مقال مارتن دالي المعنون: "الجندي بحسبانه مؤرخا" https://shorturl.at/cdtEL
(3) اُنْظُرْ على سبيل المثال مقالة ايريس سيري – هيرش المعنونة: "الحركة المهدية في السودان" المنشور ضمن "موسوعة تاريخ العالم عصر الثورات"، ومقال ميشيل غوردون "مُشَاهَدَة العنف في الإمبراطورية البريطانية: تَصاويرُ فظائع معركة أم درمان، 1898م"، وغيرهما.
(4) تجد في هذا الرابط بعض ما كُتب عن دولة الموحدين https://shorturl.at/bHNOU
(5) للمزيد عن تاريخ الدولة الصفوية اُنْظُرْ الرابط: https://shorturl.at/ftvDO

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان فی التاریخ تلک الحرکة المهدیة ب عبد الله غیر أن

إقرأ أيضاً:

إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء.. علي جمعة: بعملين تكفرها كلها

لعل أضعف ما يكون حالك على الإطلاق هو إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء ، فحينئذ يشعر العبد بكثير من الضغط والضعف بل واليأس، وهنا في تلك اللحظة يصبح فريسة سهلة تتلاعب بها الشياطين، لذا ينبغي الانتباه على نفسك إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء ، فلا تجعل اليأس من رحمة الله تعالى يضلك، وتظن أن أبواب الرحمن قد أغلقت في وجهك ، فمادمت حيًا لايزال لديك فرصة ورجاء في الله تعالى ، وهنا ينبغي أن تعرف طريقة النجاة إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء وكيفية تكفيرها.

من فعل ذنبًا كبيرًا.. علي جمعة يوضح كيفية الاغتسال منه بالخطواتلا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم.. 3 أفعال شائعة تجعلك منهم فاحذرهاإذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء ، فالله سبحانه وتعالى غَفَّار، مهما كثرت الذنوب، ومهما عظم شأنها، فإننا لا نيأس من روح الله، ولا من فضل الله، ولا من رحمة الله، ولا يمكن أن نغلق الباب على أنفسنا، ولا على الخلق مع الله سبحانه وتعالى.

أوضح «جمعة» عن الكفارة إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء ، أنه ورد عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ : « يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى فَإِنِّى سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ ؛وَلَوْ لَقِيتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا لَلَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ،وَلَو عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى لَغَفَرْتُ لَكَ ثُمَّ لاَ أُبَالِى ».

أضاف أن بعض مَنْ يَمُنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بشيء من الطاعة، يقول: كيف نسمح للناس أن تذنب، وأن تتوب إلى الله؟ ليس نحن الذين سمحنا، رب العالمين هو الذي خلق الخلق، وهو الذي وسعهم، وهو الذي رحمهم، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «كل ابن آدم خَطَّاء ... » وكلمة: (خَطَّاء) صيغة مبالغة، (خاطئ) من الخطأ ... من الخطيئة، والخطأ: يتم عن غير قصد، والخطيئة: تتم عن قصد للإثم.

وتابع: فـ"كل ابن آدم خَطَّاء" كثير الخطأ، يتكرر منه الخطأ ، «وخير الخطاءين التَّوَّابون» التَّوَّاب: تَوَّاب يعنى: كثير التوبة، إذن، فالله سبحانه وتعالى، ينادي ابن آدم، ويقول له: «يا ابن آدم، لو جئتني بتراب الأرض ذنوبًا، ثم جئتني تائبًا، لغفرت لك».

وأردف: هل يمكن للإنسان أن يأتي بتراب الأرض ذنوبًا؟!، فلنحسب عدد ذرات تراب الأرض، ولنحسب عدد لحظات حياة الإنسان، الإنسان كم يعيش في هذه الأرض ؟ مائة سنة، ليكن ذلك. السنة بها ثلاثمائة وخمس وستين يوم، اليوم فيه أربع وعشرون ساعة، الساعة فيها ستون دقيقة، والدقيقة فيها ستون ثانية، اضرب كل هذا، وانظر كم ثانية في حياة الإنسان؟.

وواصل: هذا العدد الذي ستحصل عليه، ستراه أنه في متر مربع، أو مكعب من التراب، يزيد كثير جدًّا على هذا العدد، فما بالك بالكرة الأرضية، كم فيها من ذرات للتراب؟ لو جئت ربك، وأنت مرتكب لهذا العدد من الذنوب، ثم جئته تائبًا، لغفر لك، هل تستطيع أن تذنب، وأن تعصي ربك كل لحظة بشتى أنواع الذنوب؟! افعل هذا، إذا استطعت، ثم عد إلى الله؛ تائبًا نادمًا، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لك الذنوب ، هذا الحقيقة جمال ما بعده جمال، وسعة، وفتح لأبواب الرحمة، ورجاء في وجه الله سبحانه وتعالى، ليس بعده سعة، ولا بعده رحمة.

ونوه بأنه ينبغي علينا أمام هذه الرحمة وهذا الفضل، أن نستحي من الله، وأن نعود إليه سريعًا، وأن نستغل فضل الله ورحمته علينا بالعودة، والمغفرة، والاستغفار، وطلب الغفران من رب العالمين، فهو الغفار، فلا تيأس؛ إنما ارْجُ وجه الله.

كيفية تكفير الذنوب

ورد أن تكفير الذنوب له أسباب كثيرة يأخذ بها العبد المُذنِب؛ حتى ينال عَفو الله -تعالى-، ورضاه، ومنها:

التوحيد وهو أعظم الأسباب وأجلّها، وقد جعله الله -تعالى- شرطاً لمغفرة الذنوب والمعاصي؛ فلا يغفر الله -تعالى- الشِّرك، ولا يغفر لِمَن أشركَ به؛ ولا يُخلَّد في النار مُوحِّدٌ لله -تعالى- مهما بلغت ذنوبه، والتوحيد الذي يعمُر قلب المؤمن تعظيماً وإجلالاً لله -سبحانه- سببٌ في مغفرة الذنوب وإنْ كثُرت، وربّما بدّل الله -تعالى- سيئاته حسنات.الطاعات المُختلفة التي يُكفّر الله -تعالى- بها الذنوب، والمعاصي، ومن هذه الطاعات:الصلاة؛ فقد جعل الله -تعالى- محافظة المسلم على أداء الصلوات الخمس سبباً في مَحو الذنوب والخطايا؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهَرًا ببابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فيه كُلَّ يَومٍ خَمْسًا، ما تَقُولُ: ذلكَ يُبْقِي مِن دَرَنِهِ قالوا: لا يُبْقِي مِن دَرَنِهِ شيئًا، قالَ: فَذلكَ مِثْلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا).الصيام؛ وهو باب لتكفير الذنوب والمعاصي؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ.).الحجّ المبرور، والعمرة طريق لتطهير المسلم من الذنوب؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ). كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).الوضوء؛ وهو سبب من أسباب تكفير الذنوب؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ).الرحمة الواسعة من الله -تعالى- لعباده المسلمين من غير سبب مُوجِبٍ لها، وإنّما تكون بكرم الله -تعالى-، وفَضله. شفاعة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (خيِّرْتُ بين الشفاعةِ وبين أن يَدخلَ نِصفُ أمتي الجنةَ فاخترْتُ الشفاعةَ لأنَّها أعمُّ وأكفأُ).المُداوَمة على الاستغفار؛ فالاستغفار يمحو الذنوب والخطايا مهما بلغت؛ قال -عليه الصلاة والسلام- أنّ العبد المُذنِب: (قال ربِّ أذنبتُ آخرَ، فاغفِرْ لي، قال : أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به ؟ قد غفرتُ لعبدي فلْيعمَلْ ما شاء).ذِكر الله -تعالى- في كلّ حالٍ يُكفّر الله -تعالى- به الذنوب والخطايا، ومن هذه الأذكار ما يأتي:التأمين خلف الإمام في الصلاة عند قراءة الفاتحة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).الحَمد بعد الانتهاء من أكل الطعام؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ أكلَ طعامًا ثُم قال: الحمدُ للهِ الّذي أطعمَنِي هذا الطعامَ، ورزَقَنِيهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ).التسبيح والتحميد؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).القيام في شهر رمضان إيماناً واحتساباً لله -تعالى-؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).التوبة النصوح، وقد اتّفق المسلمون على أنّها من أسباب تكفير الذنوب والمعاصي، ولا بُدّ لقبول التوبة من توفُّر خمسة شروط، وبيان هذه الشروط فيما يأتي: الإخلاص لله -تعالى- في التوبة؛ بأن تكون خالية من الرِّياء، والخوف من الناس. النَّدَم والانكسار بين يدَي الله -تعالى-؛ لِما اقترفه من ذنوب ومَعاصٍ. الابتعاد عن المعصية التي تاب منها، وعدم العودة إليها، ورَدّ الحقوق إلى أصحابها. الحرص على عدم العودة إلى الذنوب، وعَقد العزم على اجتنابها. الإقبال على التوبة في الوقت الذي تُقبَل فيه؛ فلا تنفع التوبة عند موت الإنسان وحضور مَنيّته، ولا تنفعه كذلك عند إغلاق باب التوبة؛ أي عند طلوع الشمس من مَغربها. الأعمال الصالحة التي يُؤدّيها المسلم في حياته أو التي تُؤدّى عنه بعد مَماته؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن مَاتَ وعليه صِيَامٌ صَامَ عنْه ولِيُّهُ).الابتلاءات التي تُصيب المسلم وتكون سبباً في تكفير خطاياه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ).الدعاء الخالص من المؤمنين بالمَغفرة والرحمة كدعاء المُصلّين للميّت بالمغفرة عند أداء صلاة الجنازة عليه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا، إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ).الفِتَن التي تُصيب المسلم في قَبره كضمّة القَبر، والخوف الذي يُصيبه من هول ما يراه من عالم الغَيب، بالإضافة إلى الأهوال التي تكون في يوم القيامة، والمصائب، والشدائد التي تحدث فيه، وقد ذهب إلى هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية؛ استدلالاً بحديث: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ). طباعة شارك إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء ذنوبك من الأرض إلى السماء كيفية تكفير الذنوب تكفير الذنوب الدكتور علي جمعة علي جمعة

مقالات مشابهة

  • د. عمرو حسن في المؤتمر الدولي للنساء الطبيبات: 64.5 % من وفيات الأمهات كانت قابلة للوقاية
  • انتشار السلاح.. تحدي السلام أمام الفوضى في السودان
  • ميشيل الجمل: قمة شرم الشيخ وزيارة ترامب لمصر تعززان موقع الدولة كمحور للاستقرار والسلام
  • هل يقلب موازين الحكم؟ .. دفاع المتهم بقتل صاحب قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للمحكمة
  • "ترامب" في الكنيست: على إيران أن تحدد ما إذا كانت مستعدة للسلام
  • كلما قسوت على ChatGPT كانت إجاباته أفضل!
  • الأمن السوري يحبط تهريب أسلحة بحمص ويضبط شحنة كانت في طريقها إلى لبنان
  • سلطات مطار عدن تحبط محاولة تهريب قطع أثرية كانت في طريقها إلى الخارج
  • صالون نفرتيتي يحتفي بالحرب والسلام وأمجاد مصر التي خلدها التاريخ بمركز إبداع.. غدا
  • إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء.. علي جمعة: بعملين تكفرها كلها