قضية الشعب الفلسطينى، هى قضية الأمة العربية جمعاء، وعلى وجه الخصوص قضية مصر، التى تقف إلى جوار الشعب الفلسطينى على مدار عقود زمنية طويلة، والذين يتصورون أن مصر من الممكن أن تتخلى عن ذلك واهمون ومخادعون، فهناك إصرار شديد على ضرورة تحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك الحال بالنسبة للفلسطينيين، الذين لن يبرحوا أرضهم أبداً حتى إقامة دولتهم المستقلة.
إنها قصة نضال واحتقان وجرائم واغتيالات للأجسام والحناجر والقلوب وقمع وتهجير واستيلاء قسرى على الأراضى والأموال وتهميش القيادات وتجويع وتذليل للآمنين، والمماطلة والمراوغة والتزوير للحقائق ونقض للوعود ورفض للاتفاقيات والقرارات.
أى عالم هذا وأى قصة تلك إنها قصة فلسطين بلد التين والزيتون، هذه الرقعة التى توجد عليها أول قبلة للمسلمين وثالث أطهر بيوت الله الحرام، فيها كنيسة القيامة، هنا جميع الأنبياء وصلوا، ما من أرض فى الكون الذى نعيش فيه جُمع عليها هذا الكم من أنبياء الله.
إنها قصة مرت عليها أكثر من 75 عاماً، وما من أرض محتلة فى هذا العالم بقيت غير تلك الأرض، أما العالم الذى يدعى أنه ديمقراطى متحضر يراعى حقوق الإنسان وأيضاً الحيوان يكيل بمكيالين طبقاً لمصالحه، إذا كنت تابعاً لنا وتسمع كلامنا نعطيك ما نحن نرغبه وتحمد وتشكر، فهنا ندعمك وندعم ديمقراطيتك المزعومة المطاطة ونراعى ونتفهم مصالحك التى هى فى الأصل مصالحنا نحن العالم.
أما إذا كنت غير ذلك ولست معنا فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا أنت أصلاً إنسان، هذا ما عندنا نحن الغرب نحن أمريكا (الشيطان) وبريطانيا (رأسه) وإسرائيل (قلبه) والتابعون لنا (أحلافه)، هذا هو عالمنا إن كان هذا يرضيك، وهذه هى ديمقراطيتنا، إن كنت تريد فلتقبل بشروطنا لتعيش وتتنفس معنا، وإن لم تقبل فاذهب إلى الجحيم، ونحن مباركون ودافعينك إليه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين قضية الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
كم من الحنين يجتاح مشاعرى ويهز كيانى كله حينما يصل إلى مسامعى كلمات وصوت مطربينا العظماء وهم يتغنوا بمصر،"مصر التى فى خاطرى وفى دمى- أحبها من كل روح ودمِ" (لأم كلثوم)، وتلك الكلمات العذبة "بالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان " (لعبد الحليم حافظ).
هذه الأغانى التى نستمع إليها فى مناسبات وطنية من إذاعة الأغانى والتى أيضًا خصص لها مدة ساعة من الزمن مساء كل سبت من نفس الإذاعة.
لا يمكن التعبير عما يجيش فى النفس حينما إستمع إلى تلك المعزوفات الوطنية الجميلة وأخيرًا وبعد صبر طويل جاء إلينا نبع الخير المصرى بصوت جديد أخرحينما تتغنى بالأغانى الوطنية تقترب من نفس وإحساس المصريين هى الفنانة "شيرين عبد الوهاب" وتلك الأغانى التى بدأت سلستها " ما شربتش من نيلها، ما مشيتش فى شوارعها "
تلك الأغنية وغيرها مما تقدم هذه الشابة المصرية الصوت والشكل والروح، أيضًا تقترب بنا إلى مرفأ نفس المشاعر والأحاسيس التى تفجرها الأصوات القديمة لعبد الوهاب ومحمد فوزى وعبد المطلب وفريد الأطرش وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة (أطال الله عمرها).
نحن فى أشد الإحتياج لظهور منظمى كلمات وطنية وملحنين لديهم الحس بالكلمة ومعناها وفوق ذلك مطرب وليس مؤدى لكى يجعل من تلك الكلمات ترياق للحياة، ويجعل من تلك النغمات دقات لقلوب المصريين.
ولسنا فى إحتياج لهياج أو صريخ أو نداء على الوطن البعيد، الغائب ولكن نحتاج لمناجاة الوطن والتعبير عنه فى "حسن الأداء وإتقان العمل وتعميق الإنتماء للبلد والغيرة عليه، هذا كله بعيد عن السياسة وعن الأحزاب وعن الأيدولوجيات حيث مصر هى الأم وهى المرجع وهى الوطن الذى نحيا فيه ونحيا له ونتغنى به ونعشقه ونشتاق إليه فى الغربة عنه، حتى ولو كانت غربة مؤقتة لزيارة أو سياحة أو حتى للإستشفاء فالعودة للوطن بكل ما فيه من سلبيات -والفارق بين ما نراه خارجه وما نشاهده ونعايشه فى أرجائه، لا يعوضنا شيىء فى حبه، هذا الوطن ونحن نتغنى به نحتاج لمن يدير مرافقه وشئونه لديه نفس الإحساس الذى تجيش به مشاعرنا وأعتقد فى كثير من الأحيان حينما أشاهد مسئولًا متقاعسًا أو كسولًا أو غبيًا عن خدمة هذا الوطن، أعتقد بأنه ينقصه بيولوجيًا شيئًا هامًا، ينقصه الإحساس بالوطن، وأعتقد بل أجزم بأنه لا يستشعر ما نستشعره حينما نستمع لأغنية مثل "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى – وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى – أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته قواعد عقدى " رحم الله حافظ إبراهيم والسنباطى وأم كلثوم".
أ.د/حماد عبد الله حماد
Hammad [email protected]