تتأهب الولايات المتحدة لاحتمال إجلاء مئات الآلاف من الأمريكيين من الشرق الأوسط، في حال لم يتم احتواء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة لليوم الثامن عشر على التوالي.

ذلك ما نقلته صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post)، الثلاثاء، عن مسؤولين مطلعين على خطط الطوارئ للحكومة الأمريكية، بحسب تقرير ترجمه "الخليج الجديد".

المسؤولون، الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، قالوا إن الأمريكيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان المجاور يثيرون قلقا خاصا، معتبرين في الوقت نفسه أن عملية إجلاء بهذا الحجم تعتبر "أسوأ سيناريو".

مع ذلك، قال أحد المسؤولين للصحيفة: "سيكون من غير المسؤول عدم وجود خطة لكل شيء".

وبمساعدة أسلحة ومستشارين عسكريين أمريكيين، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم بري على غزة؛ في محاولة للقضاء على حركة "حماس"، وسط قلق في تل أبيب وواشنطن من احتمال تدخل الجماعات الحليفة لإيران، ولاسيما جماعة "حزب الله" اللبنانية، التي تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

ونقلا عن المسؤولين، قالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعلى الرغم من دعمها القوي لإسرائيل، تشعر بقلق عميق من احتمال التصعيد.

ومنذ أيام، تركز واشنطن على  تجهيز خدمات لوجستية معقدة؛ تحسبا لاحتمال إجلاء عدد كبير من الأشخاص، وفقا لثلاثة مصادر. والحديث يخص نحو 600 ألف أمريكي في إسرائيل و86 ألفا في لبنان، بحسب الخارجية الأمريكية.

اقرأ أيضاً

لـ3 أسباب بينها إيران.. أمريكا تطلب تأجيل عملية إسرائيل البرية بغزة

غضب شعبي

لكن قلق  واشنطن يمتد إلى ما هو أبعد من إسرائيل ولبنان، إذ يراقب المسؤولون الأمريكيون احتجاجات الشوارع التي انتشرت في جميع أنحاء العالم العربي تضامنا مع الفلسطينيين، وهو "ما يعّرض الموظفين والمواطنين الأمريكيين في المنطقة لخطر متزايد"، كما زادت الصحيفة.

وأضافت أن القصف الإسرائيلي على غزة "أدى إلى تأجيج الغضب الإقليمي تجاه إسرائيل، رغم الاعتقاد الذي كان سائدا لدى بعض المسؤولين بأن القضية (الفلسطينية) لم تعد تحظى بالقدر نفسه من الأهمية في العالم العربي".

وحتى الإثنين، قتلت قصف الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 5087 فلسطينيا في غزة، بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة، وأصاب 15273 شخصا، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بالإضافة إلى عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 206 إسرائيليين، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

وقال بروس ريدل، خبير في معهد "بروكينجز" ومسؤول سابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إن "الشارع الآن هو المسؤول إلى حد كبير".

وتابع: "قيل لنا على مدى السنوات العشر الماضية إن العالم العربي والعالم الإسلامي لم يعد يهتم بفلسطين، واتفاقيات إبراهيم كانت دليلا على ذلك. حسنا، لقد عادت فلسطين".

واتفاقيات إبراهيم هي اتفاقيات وقَّعتها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، عام 2020، لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

اقرأ أيضاً

بوليتيكو: إما خفض إسرائيل لأهدافها العسكرية أو دخول حزب الله على خط الحرب

تصعيد محتمل

وفي الأيام الأخيرة، وفقا للصحيفة، أصدرت وزارة الخارجية نصيحة لجميع المواطنين الأمريكيين في جميع أنحاء العالم لـ"توخي المزيد من الحذر"؛ بسبب "التوترات المتزايدة في مواقع مختلفة حول العالم، واحتمال وقوع هجمات وتظاهرات أو أعمال عنف ضد المواطنين والمصالح الأمريكية".

وقال خبراء إنه اعتمادا على حجم عملية الإجلاء الأمريكية المحتملة، فقد تكون أكثر صعوبة من أي عمليات سابقة في الذاكرة الحديثة، ويمكن أن تشمل طائرات تابعة للقوات الجوية أو سفنا حربية تابعة للبحرية.

وبحسب مديرة السياسة الخارجية في معهد "بروكينجز" سوزان مالوني فإنه "مع وجود 600 ألف أمريكي في إسرائيل والتهديدات التي يتعرض لها أمريكيون آخرون في جميع أنحاء المنطقة، من الصعب التفكير في عملية إجلاء يمكن مقارنتها بهذا الوضع من حيث الحجم والنطاق والتعقيد".

والإثنين، قال الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للصحفيين إن "التصعيد الأوسع" ممكن "في الأيام المقبلة"، وكبار القادة العسكريين يتخذون "جميع الإجراءات اللازمة" لحماية الأمريكيين.

والقوات الأمريكية، التي يُقدر عددها بنحو 3400 جندي منتشرين في العراق وسوريا، هي الأكثر عرضة للخطر بشكل خاص، كما أضافت الصحيفة، في إشارة إلى احتمال تعرضها لهجمات من جماعات حليفة لإيران التي تعتبر إسرائيل العدو الأول لها.

اقرأ أيضاً

ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة

المصدر | ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حرب أمريكا خطط إجلاء رعايا على غزة

إقرأ أيضاً:

فيضانات نهر سكاجيت في واشنطن تصل مستويات قياسية وتجبر عشرات الآلاف على الإخلاء



أصدرت مقاطعة سكاجيت في ولاية واشنطن، الواقعة في الشمال الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية، على ساحل المحيط الهادئ، تحذيرات عاجلة من ارتفاع غير مسبوق لمياه نهر سكاجيت.

فيضانات نهر سكاجيت في واشنطن تصل مستويات قياسية وتجبر عشرات الآلاف على الإخلاء
وأفادت المقاطعة بأنه من المتوقع أن يصل منسوب الفيضان إلى 46.13 قدم في مدينة كونكريت و42.13 قدم في ماونت فيرنون، متجاوزا الرقم القياسي لعام 2021 الذي بلغ 38.93 قدم في كونكريت و33.11 قدم في ماونت فيرنون.
وأدت الفيضانات الجارفة إلى إغراق بلدات ومنازل في مناطق مثل سوماس وهاميلتون، حيث ألحقت أضرارا بـ75% من المنازل في سوماس سابقا، وجارية الآن عمليات إنقاذ مائية بمساعدة هليكوبتر فيما التقطت طائرات دون طيار صورا تظهر المياه تصل إلى أسقف المنازل.

وحذر حاكم الولاية بوب فيرغسون من الاستهانة بالفيضان، الذي يصنف كحدث نادر يحدث مرة كل مئة عام، مع أوامر إخلاء لما يصل إلى 100 ألف شخص في مقاطعة سكاجيت وغرب الولاية.

ويستمر ارتفاع الأنهار رغم الأمطار الخفيفة، مع ذروة متوقعة يوم الجمعة ومخاطر مستمرة لـ24-48 ساعة قادمة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مئات الآلاف من النازحين في غزة معرضون للمخاطر بسبب الأمطار
  • المنظمة الدولية للهجرة تحذر: مئات الآلاف من نازحي غزة مهددون بغرق خيامهم
  • فيضانات تاريخية تضرب واشنطن.. ارتفاع المياه يتجاوز 5 أمتار وإجلاء عشرات الآلاف
  • إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا
  • فيضانات نهر سكاجيت في واشنطن تصل مستويات قياسية وتجبر عشرات الآلاف على الإخلاء
  • واشنطن.. فيضانات عارمة وعمليات إجلاء جماعية
  • فيضانات عارمة تتسبب في إجلاء الآلاف بولاية واشنطن الأميركية
  • القيادة المركزية الأمريكية: التقديرات تشير إلى وجود نحو 60 مليون طن من الأنقاض في جميع أنحاء غزة
  • تايلاند.. مقتل جنود ونزوح مئات الآلاف باشتباكات حدودية مع كمبوديا
  • WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان