أوراق الخريف : قمة الريـاض والتعاون مع الآسيان
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
عــزَّزت القمَّة الخليجيَّة ورابطة الآسيان والَّتي تضمُّ عشر دوَل من جنوب شرق آسيا والَّتي عقدت الجمعة الماضية في الرياض من العلاقات الصَّادقة والتاريخيَّة بَيْنَ دوَل مجلس التعاون الخليجي وهذه الدوَل، خصوصًا في مواجهة الأخطار والاتِّفاق على مجالات التعاون في القضايا السياسيَّة والأمنيَّة بما يؤسِّس لمرحلة جديدة من الاستفادة المتبادلة، ويُسهم في تنويع الاقتصاد والاستفادة المُثلى من الموارد المتاحة لدى الجانبَيْنِ.
ولعلَّ الاتِّفاق على اعتماد أن تكُونَ القمَّة الخليجيَّة ورابطة الآسيان تعقد كُلَّ سنتَيْنِ ضمانًا وتأكيدًا على تعزيز التعاون المشترك بَيْنَ المجموعتَيْنِ، خصوصًا وأنَّ القمَّة كتَبتْ تاريخًا وفصلًا جديدًا في العلاقات الخليجيَّة مع هذه الدوَل الَّتي تُشكِّل ثقلًا مُهمًّا في إطار تواصل دوَل مجلس التعاون مع التكتُّلات والمنظَّمات الإقليميَّة والدوليَّة ممَّا يُعزِّز فرص النَّماء ويرسِّخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالَم.
وسيكُونُ لهذه القمَّة نتائج مُهمَّة مع هذه الدوَل والارتقاء بها وتحقيق التنمية المستدامة بَيْنَنا، خصوصًا وأنَّها القمَّة الأولى مع هذه المجموعة (رابطة الآسيان) خصوصًا بعد الإعلان عن إطلاق خطَّة عمل مشتركة للفترة 2024 – 2028م، تتضمن تعزيز التعاون والشراكة بَيْنَ المجموعتَيْنِ في مختلف المجالات. ولعلَّ ما جاء في البيان الختامي للقمَّة عبَّر عن دعم مبادرة المملكة العربيَّة السعوديَّة والاتِّحاد الأوروبي وجامعة الدوَل العربيَّة لإحياء عمليَّة السَّلام في الشرق الأوسط بالتعاون مع مصر والأردن، وحلِّ النزاع بَيْنَ «إسرائيل» وجيرانها، وفقًا للقانون الدولي، لهُوَ أمْرٌ ضروري لتحقيق السَّلام والأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة.
فهذه القمَّة اكتسبت أهمِّية كبيرة في ظلِّ التوتُّرات والصِّراعات الَّتي يشهدها العالَم، وفي ظلِّ انخفاض سلاسل التوريد والإمدادات العالَميَّة، وتداعيات المواجهة الروسيَّة الأوكرانيَّة وغيرها. لذا جاء البيان الختامي لها متوافقًا مع تطلُّعات دوَل مجلس التعاون الخليجي مع كافَّة الكيانات والمجموعات لتسريع النُّمو الاقتصادي، والاستثماري والتنمية والاستدامة بما يُحقِّق مستهدفات الرؤى الطموحة لدوَلنا الخليجيَّة.
فدوَل مجلس التعاون الخليجي ودوَل الآسيان لدَيْها القدرة لتعظيمِ الإمكانات بَيْنَها للاستفادة من المجالات الاقتصاديَّة من خلال الاستثمار في التجارة المتوازنة وتطوير القِطاع الغذائي والأمن الغذائي بَيْنَها.
وبما أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة والقدس بشكلٍ خاصٍّ قضيَّة عالَميَّة وليست عربيَّة فقط، فقَدْ نالتِ الاهتمام من القادة وممثِّليهم في هذه القمَّة وفي البيان الختامي لها؛ لأنَّ فلسطين قضيَّة وطن وحقوق ومقدَّسات وشَعب عربي مُسلِم. ومع كُلِّ ذلك عقدت القمَّة وأرسلت رسائل مُهمَّة، وأيضًا كرَّست لعلاقات الصَّداقة والتعاون بَيْنَ دوَل مجلس التعاون الخليجي ودوَل رابطة الآسيان في ظلِّ ما تمتلكه دوَل المجموعتَيْنِ من موارد بَشَريَّة وفرص تجاريَّة ومشاريع استثماريَّة واعدة، بالإضافة للتنسيق والتعاون السِّياسي والدبلوماسي في المحافل الدوليَّة ممَّا سينقل التعاون بَيْنَ دوَل الخليج ودوَل الآسيان إلى مرحلة العمل المؤسَّسي الفاعل وصولًا إلى الأهداف المرجوَّة. فتضافر الجهود لتحقيق السَّلام والأمن والاستقرار والازدهار والتنمية يتطلب التعاون والتعامل مع تكتُّلات إقليميَّة ودوليَّة من خلال الاحترام المتبادل والاستقلال والسِّيادة والمساواة وتسوية الخلافات أو النزاعات بالطُّرق السلميَّة.واليوم بعد اختتام هذه القمَّة التاريخيَّة بَيْنَ المجموعتَيْنِ والاتِّفاق على بناء شراكة استراتيجيَّة بَيْنَ دوَل مجلس التعاون ودوَل رابطة الآسيان ورفع مستوى التنسيق بَيْنَها حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتفعيل الشراكات الاستراتيجيَّة لمجلس التعاون إقليميًّا وعالَميًّا، بما يَعُودُ بالنَّفع على مواطني دوَل المجلس وعلى المنطقة، فإنَّ التطلُّعات كبيرة وكثيرة في قادم الأيَّام لِمَا ستتمخَّض عَنْه هذه القِمم الخليجيَّة مع العديد من التكتُّلات المُهمَّة والفاعلة في المُجتمع الدولي؛ بهدف تعزيز مكانة مجلس التعاون لدوَل الخليج العربيَّة عالَميًّا وتحقيق الرفاهيَّة والرَّخاء لشعوب دوَل المجلس داخليًّا .. والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم باتميرا
[email protected]
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“مجلس التعاون” يُرحّب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي عن ترحيبه وإشادته بإعلان فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين.
وأكّد الأمين العام أن هذا القرار يعدّ خطوة مهمة، تعكس التزام الجمهورية الفرنسية الراسخ بمبادئ العدالة والشرعية الدولية، لدعم كافة القضايا الإقليمية والدولية، وسعيها الدؤوب إلى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار العالمي، داعيًا كافة الدول التي لم تعلن بعد اعترافها بدولة فلسطين إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية والمسؤولة، بما يسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، ويعزز المسار نحو تحقيق السلام العادل والدائم.
وجدد معاليه تأكيده على الموقف الثابت والراسخ لمجلس التعاون في دعم القضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.