أصدر مشروع حلول للسياسات البديلة تقريره الأسبوعي "عدسة" حول الضرائب العقارية في مصر، وكيفية الوصول إلى نظام ضريبي للعقارات أكثر عدلًا، والذي جاء بعنوان: الضرائب العقارية.. عدالة العبء الضريبي المفقودة في دهاليز "الحصر".

وذكر التقرير أن الضرائب تمثل نحو 71% من إجمالي الإيرادات العامة للدولة وتعد حصيلة الضريبة العقارية من أضعف البنود، وبالتالي فإنها تحرم الموازنة من إيرادات للإنفاق العام، وتخلق عبئًا على مصادر تمويل أخرى، كما تمثل خللًا في عدالة توزيع الأعباء الضريبية.

أسباب ضعف الحصيلة الضريبية

سلط التقرير الضوء على أسباب غياب العدالة في توزيع العبء الضريبي على أصحاب الثروة العقارية مشيرا إلى أن هناك أسباب متعددة لضعف الحصيلة الضريبية بشكل عام، من ضمنها: عدم ثقة وقناعة المواطن بفائدة الضرائب وأوجه إنفاقها، وغياب الشفافية والعدالة في تطبيقها وفي حالة الضرائب العقارية هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء عدم تناسبها مع حجم الثروة الموجودة وهى:

1. عدم حصر الثروة العقارية حصرًا كاملًا حيث أكد مصدر سابق بمصلحة الضرائب العقارية على أنه بالرغم من أن عملية حصر الثروة العقارية بدأت بشكل تمهيدي عام 2008 وتم حتى 2021 حصر 58 مليون عقار، فإنه لا تزال هناك مناطق غير محصورة، لافتًا إلى أن أغلب التوسعات التي تمت في الخمس سنوات الأخيرة لم يتم حصرها، وهو الأمر الذي أكده أنور فراج مستشار رئيس المصلحة، قائلًا: "الثروة العقارية غير محصورة بنسبة 100%".

وأرجع المصدر السابق بالمصلحة عدم شمولية الحصر لكامل الثروة العقارية إلى عدم كفاية الموارد البشرية، ولأن العملية غير مميكنة، بالإضافة إلى البيروقراطية وعدم تكامل الجهود المؤسسية.

2. عدم عدالة تقديرات القيم السوقية/القيم الإيجارية للثروة العقارية حيث تقوم لجان الحصر والتقييم بتقدير القيم السوقية للعقارات بشكل جزافي (أعلى أو أقل) وهو ما يُحدِث خللًا في الوعاء الضريبي وبالتالي الحصيلة.

3. عدم تفعيل المواد العقابية لجريمة التهرب الضريبي المنصوص عليها في القانون ينص قانون الضرائب على العقارات المبنية رقم 196 لسنة 2008، على تغريم المتهربين من أداء الضريبة.

وأوضح التقرير أن خبراء الضرائب يتفقوا على أن قانون الرقم القومي الموحد للعقارات إذا تم تفعيله، فسيحل مشكلات حصر وتسجيل العقارات في السجل العيني عن طريق إنشاء قاعدة بيانات حقيقية للثروة العقارية يتم علي أساسها تحديد الوعاء الضريبي والمطالبة به.

وأشار التقرير إلى أنه وإن كان الرقم القومي الموحد قد ينجح في حصر الثروة العقارية، فإنه غير كافٍ لحل مشكلة ضعف الحصيلة، حيث أنه من الضروري أن يتبعه تقييم عادل للقيم السوقية للثروة العقارية، وهو ما يتطلب ميكنة عمليات التقييم من خلال استخدام البرامج التقنية المختلفة لتسجيل القيم السوقية للعقارات وقت الحصر واستخدامها في إعادة التقييم الخَمسي (كل 5 سنوات)، وحساب معدل الزيادة وفقًا لمعدلات التضخم، وبالتالي يتم حساب الزيادة في قيمة الضريبة بناءً على هذا التقييم، وهو ما يمنع التقديرات الجزافية والتلاعب في القيم السوقية للعقارات.

ووفق التقرير يتطلب استكمال المنظومة الضريبية توفير خرائط مُحدَّثة لتسهيل حصر التوسعات وتأهيل القوى البشرية القائمة على استخدام التكنولوجيا في عمليات الحصر والتقييم وكذلك التحصيل. وأخيرًا، لابد من تفعيل المواد العقابية بالقانون لمنع التهرب.

يذكر أن مشروع "حلول للسياسات البديلة" هو مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، معني بتقديم مقترحات سياسات عامة للتعامل مع أهم التحديات التي تواجه المجتمع المصري، عن طريق عملية بحثية متعمقة ودقيقة، واستشارات موسعة مع مختلف القطاعات المعنية. ويقدم المشروع حلولاً مبتكرة ذات رؤية مستقبلية لدعم مجهودات صناع القرار في تقديم سياسات عامة تهدف لتحقيق التنمية العادلة في مجالات التنمية الاقتصادية وإدارة الموارد والإصلاح المؤسسي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خبراء الضرائب الضرائب العقاریة الثروة العقاریة

إقرأ أيضاً:

العقارية توقّع عقد ترسية مشروع “النرجس بزنس بارك” في حي النرجس بالرياض

أعلنت الشركة العقارية السعودية “العقارية” عن توقيع عقد مع الشركة العقارية السعودية للتعمير “تعمير”، إحدى شركاتها المملوكة بالكامل، لتطوير مشروع “النرجس بزنس بارك” في حي النرجس بمدينة الرياض، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها 338,784,971 ريال سعودي (غير شامل ضريبة القيمة المضافة)، والذي يهدف إلى إنشاء وجهة أعمال وتجارب نوعية متكاملة تجمع بين المساحات المكتبية الحديثة، والمطاعم، والساحات الخارجية، والمساحات الخضراء.
ويأتي المشروع في إطار استراتيجية العقارية للتوسع في القطاع التجاري وتوفير بيئة عمل عصرية تعكس تطلعات الشركات وروّاد الأعمال، حيث يشمل نطاق العمل جميع الأعمال المدنية والإنشائية والمعمارية والميكانيكية والكهربائية والأعمال الخارجية وفق أعلى المعايير.
من جانبه، أشاد الرئيس التنفيذي المكلّف للعقارية، الأستاذ خالد السحيباني، بهذه الخطوة الاستراتيجية التي تأتي ضمن جهود الشركة لتنمية محفظتها التجارية وتعزيز دورها كمطور رائد لمجمعات الأعمال الحديثة في المملكة، وأضاف: هذا المشروع يترجم التزامنا بتوفير بيئات متكاملة تدعم قطاع الأعمال، وتواكب تطلعات المملكة العربية السعودية في جعل الرياض مركزًا اقتصاديًا عالميًا.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع يُضاف إلى سلسلة من المبادرات العقارية النوعية التي تطلقها الشركة بهدف تعزيز موقعها الريادي في السوق السعودي، ودعم ازدهار القطاع العقاري، ويُتوقع أن يشكّل عند اكتماله إضافة نوعية لسوق الأعمال في العاصمة، ووجهة جاذبة للشركات والقطاعات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الضرائب: دليل إرشادي شاملًا لكل ما يتعلق بالتعامل الضريبي على الخدمات المُصدَّرة
  • رشا عبد العال: دليل إرشادي شامل لما يتعلق بالتعامل الضريبي على الخدمات المُصدرة
  • تقرير صادم: أكثر من نصف الأمهات يعانين اكتئاب ما بعد الولادة دون دعم صحي
  • أبرزها مقار الأحزاب السياسية.. تعرف على الأماكن المعفاة من الضريبة العقارية
  • العقارية توقّع عقد ترسية مشروع “النرجس بزنس بارك” في حي النرجس بالرياض
  • تقرير يوثق أكثر من 40 ألف انتهاك حوثي بحق النساء خلال 10 سنوات
  • مركز: التقرير الأممي حول تعذيب الأسرى انحياز واضح للاحتلال
  • مركز: التقرير الأممي حول تعذيب الأسرى انحياز فاضح للاحتلال
  • تقرير حقوقي: أكثر من 13 ألف انتهاك ارتكبها الحوثيون في "الشقب" بتعز
  • رابط التسجيل العيني للعقارات في المملكة العربية السعودية