إسرائيل ترد على طلب أميركا بشأن هجوم غزة البري
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الأربعاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل وافقت على إرجاء الهجوم البري على غزة حتى يتسنى لواشنطن إرسال دفاعات صاروخية للمنطقة سريعا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بـ"تدمير حماس"، بعد هجومها المباغت في 7 أكتوبر.
ومنذ أيام، يتحضر الجيش الإسرائيلي لغزو بري في غزة بعدما شنت طائراته غارات هي الأعنف على القطاع، علما أنه أصدر أكثر من أمر لسكان شمال غزة بالنزوح جنوبا.
وكانت تقارير صحفية أفادت بوجود ضغوط غربية على نتنياهو لتأجيل الهجوم البري المتوقع على غزة، في أعقاب إطلاق حماس سراح 4 رهائن.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر دبلوماسي قوله، إن "الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية تضغط بهدوء على إسرائيل لتأجيل الغزو البري، خوفا من أن يؤدي إلى إحباط الجهود الرامية إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن في المستقبل المنظور".
وأوضح المصدر أن "الحكومات الغربية التي تضغط حاليا على إسرائيل لديها مواطنون بين المفقودين".
تقرير نيويورك تايمز
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الجيش الإسرائيلي "سيواجه واحدة من أصعب المعارك في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان"، في إشارة إلى قطاع غزة، حيث يرفض سكانه الاستجابة لأوامر إسرائيلية بالنزوح من شماله إلى جنوبه.
وأضافت الصحيفة: "تقدم الدراسات مقارنات مع ما حدث في العراق، خاصة في الفلوجة، عام 2004، وهي من أصعب معارك القوات الأميركية منذ حرب فيتنام، أو المعركة ضد داعش في الموصل عام 2016، التي استمرت عدة أشهر وأدت إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص".
وتتجلى هذه المقارنة، وفق المصدر ذاته، في أن عدد مسلحي حماس يتراوح بين 3 إلى 5 أضعاف (ربما 40 ألف مقاتل) مقارنة مع مقاتلي داعش في الموصل، كما أن بإمكان الحركة أن تجند سكان غزة الشباب.
إضافة إلى هذا، كانت أمام قيادة حماس سنوات عديدة للاستعداد للمعركة في مختلف أنحاء غزة، بما في ذلك شوارع المدينة.
وأبرزت "نيويورك تايمز": "معركة الشوارع يمكن أن تلغي تفوق الدبابات والذخائر الإسرائيلية، بالاستعانة بتكتيكات حرب العصابات".
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير العسكري الأميركي توماس أرنولد: "سيكون الأمر صعبا. المدن هي ملعب الشيطان، فهي تجعل كل شيء أكثر صعوبة وبلا حدود".
ويتميز قطاع غزة بازدحام المباني التي تخلق "جبهة ثلاثية الأبعاد"، مما يجعلها أكثر خطورة على القوات المهاجمة وليس المدافعة.
كما أن حماس قامت، خلال السنوات الماضية، ببناء مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت مناطق متفرقة من غزة، يمكن استخدامها للتنقل بين مواقع الهجوم وإخفاء الرهائن وحماية الإمدادات.
وأوضحت "نيويورك تايمز": "بدأت العديد من الغزوات بتقدم سريع قبل أن تتعثر في المناطق التي تكون فيها الأفضلية للمدافعين".
وذكر المقدم المتقاعد من مشاة البحرية الأميركية فريدي بليش للصحيفة: "إنهم يعرفون الشوارع ويعرفون الأنفاق. ستكون مهمة صعبة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي الولايات المتحدة إسرائيل الجيش الإسرائيلي إسرائيل هجوم غزة البري قطاع غزة قصف قطاع غزة أزمة قطاع غزة أسرى قطاع غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي الولايات المتحدة إسرائيل الجيش الإسرائيلي أخبار إسرائيل نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس.
وقال خمسة من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل.
وذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، ورفض المصدران تحديد متى اتخذ هذا القرار.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" للأسرى الفلسطينيين.
وذكرت ثلاثة من المصادر أن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وأشار مصدران إلى أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
ووفق المصادر فإن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية وفقا لقانون الحرب.
وأوضح مصدر مطلع أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
ولفت مصدر آخر مطلع إلى أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
ولم تتمكن رويترز من تحديد تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس جو بايدن على علم بها.
وبيّن مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل أن التعاون الأمني ظل مستمرا بين إسرائيل والولايات المتحدة طوال فترة الحرب في غزة، دون أن يتطرق مباشرة إلى وقائع حجب معلومات المخابرات.
وكتب المكتب في رسالة بريد إلكتروني "استمر التعاون المخابراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب".
وحسبما ذكر لاري فايفر، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في جهاز الأمن القومي وفي "السي.آي.إيه"، فإنه من المعتاد أن تطلب الولايات المتحدة ضمانات ممن يحصلون على معلوماتها المخابراتية بأن أي معلومات يتلقونها لن تستخدم في انتهاك حقوق الإنسان "بأي شكل من الأشكال".
لكن خبراء قالوا إن حجب معلومات مخابراتية ميدانية عن حليف رئيسي، لا سيما خلال صراع، أمر غير معتاد ويشير إلى وجود توتر بين البلدين.
وفي حالة إسرائيل، تعد هذه الخطوة حساسة من الناحية السياسية أيضا نظرا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية
والإسرائيلية، والدعم القوي الذي حظيت به إسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الصراع.
وبيّن دانيال هوفمان، المسؤول السابق عن العمليات السرية "للسي.آي.إيه" في الشرق الأوسط أن "تبادل معلومات المخابرات أمر مقدس، لا سيما مع حليف وثيق في منطقة مضطربة".
توسيع نطاق تبادل المعلومات المخابراتية بعد "هجوم حماس"
أكد مصدران أن بايدن وقع، بعد هجوم السابع من أكتوبر، مذكرة توجه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق
تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وأشارت ثلاثة مصادر مطلعة إلى أن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) و"السي.آي.إيه" التي أطلقت طائرات مسيرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بالإضافة إلى دعم جهود تحرير رهائن.
ولم تستطع رويترز تحديد طبيعة المعلومات التي وفرها بث الطائرات المسيرة الأميركية ولم تتمكن إسرائيل من الحصول عليها بمفردها.
وقالت أربعة مصادر إن مسؤولي المخابرات الأميركية تلقوا رغم ذلك بحلول نهاية عام 2024 معلومات أثارت تساؤلات عن معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين.
ولم تكشف المصادر عن تفاصيل بشأن ما يقال عن سوء المعاملة الذي أثار المخاوف.
ولم يقدم "الشين بيت" وفق اثنين من المصادر ضمانات كافية بعدم إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين، ما دفع مسؤولي المخابرات الأميركية إلى منعه من الحصول على بث الطائرات المسيرة.
وكان محللو معلومات المخابرات الأميركية وفق مصدرين، يقيّمون المعلومات باستمرار خلال الحرب لتحديد ما إذا كانت تصرفات إسرائيل وحماس على الأرض تطابق تعريف الولايات المتحدة لجريمة حرب.
وأضاف مصدران مطلعان أن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وجمعت الولايات المتحدة قبل أسابيع فقط معلومات مخابراتية تفيد بأن محامي الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة تدعم توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال حملتها العسكرية في غزة.
وشدد المصدران على أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وأن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.