أكدت لجنة تحقيق دولية مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة العام الماضي. من جهة أخرى، وسّعت "لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل" تحقيقاتها لتشمل الأحداث الجارية.

وسلمت اللجنة تقريرها النهائي للأمم المتحدة الثلاثاء، وهو يغطي حتى آب/ أغسطس الماضي، لكن الآن لديها تفويض للاستمرار في تحقيقاتها بما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وما بعده (طوفان الأقصى ثم الهجوم الإسرائيلية على غزة.

وقالت إنها ستعمل على تسليم تقريرها الجديد بحلول حزيران/ يونيو القادم.

وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي إن فريقها "ترك كل شيء" وبدأ بمتابعة كل ما ينشر من أدلة قبل اختفائها من على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك فيما يتعلق بما يجري في الأراضي الفلسطينية الآن.

وقالت اللجنة في مؤتمر صحفي الأربعاء: "على إسرائيل حين تدافع عن نفسها أن تراعي القانون الدولي، لكن السؤال الأوسع هو لماذا حدث ما وقع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وما حدث من استهداف المدنيين وأخذ أسرى يشكل جريمة حرب".

وأضافت اللجنة: "يحق لإسرائيل الدفاع عن مواطنيها لكن وفق القانون الإنساني الدولي، وسنعلن نتائج التحقيقات التي نجريها في النزاع بين إسرائيل وحماس في حزيران/ يونيو المقبل".

ولفتت اللجنة إلى أنه "لم يسمح لنا بالدخول إلى غزة وغيرها لإجراء التحقيقات ونعمل على جمع الأدلة عن بعد".

من جهة أخرى رفضت اللجنة تقييد حرية التعبير وانتقاد إسرائيل، وقالت: "من الخطورة أن يتم اعتبار حرية التعبير معاداة للسامية، ونؤيد بيان الأمين العام للأمم المتحدة بشأن أن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن من فراغ".

وقالت بيلاي إن تقرير اللجنة الذي تم تسليمه للأمم المتحدة يتضمن إدانة لهجوم حماس ويتضمن مطالبة بإعادة "الرهائن". ورفضت الانتقادات القائلة إنه لم يتم ذكر اسم حركة حماس في التقرير الذي تم تسليمه للأمم المتحدة الثلاثاء، وقالت إنه تم ذكر اسمها في الملاحظات الافتتاحية.

وأضافت: "أدنّا حماس، وكذلك أدنّا على قدم المساواة ودون تحفظ إسرائيل بسبب هجومها العسكري الذي أدى لمقتل الآلاف من المدنيين بينهم نحو ألفي طفل في غزة".

وقالت إنه تجري فحص قضايا مثل حق الدفاع عن النفس، "حيث رأينا أن الأمر يقترب أكثر من الانتقام".

وأوضحت أن "التقييم المبدئي أن هناك جرائم حرب قد ارتكبت"، وقالت إنه يجري جمع الأدلة على جرائم حرب يمكن أن تكون قد ارتكبت من حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وكذلك من قبل القوات الإسرائيلية.

وأثار تأكيد اللجنة أن ما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر (طوفان الأقصى) جريمة حرب دون تحفظ، ولكن العملية إسرائيل ما زالت قيد التحقيق.

ورد عضو اللجنة كريس سيدوتي على سؤال من صحفي بهذا الصدد بأن هناك "مدنيين قتلوا وحماس قالت إنها فعلتها، ولو لم تقل ذلك لاحتاج الأمر لتحقيق لتحديد المسؤولية". وعندما رد الصحفيين بأن مسؤولين سياسيين في حماس نفوا ذلك، قالت بيلاي إنه سيجري أخذ مثل هذه التصريحات بعين الاعتبار وهي من الممكن أن تسهم في تفسير ما حصل.

وفي المقابل، قال سيدوتي إن التساؤل بالنسبة لإسرائيل هو عن قضايا مثل قصف أماكن آهلة بالسكان ثم تقول إسرائيل إنها تتبع قانون الحرب.

وشدد على الالتزام بقوانين الحرب، "وانتهاك هذه القواعد يعني ارتكاب جرائم حرب، مثل قصف المدنيين"

شيرين أبو عاقلة

وحمّل التقرير الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية مقتل شيرين أبو عاقلة. وقالت اللجنة: "التحقيق الذي أجريناه في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، أصبح في الأمم المتحدة".

وقالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت "القوة المميتة دون مبرر"، في استهدافها للصحفية الفلسطينية الأمريكية في مخيم جنين في 11 أيار/ مايو 2022.

وسلطت اللجنة الضوء على الحاجة الملحة لمحاسبة قتلة شيرين والمتورطين في استهدافها. وقالت إن المحاسبة في القضية تعود لمحكمة الجنائية الدولية لتقرر إذا كانت ستتولى هي القضية. "لكن مسار العدالة بطيء ويحتاج للصبر"، وفق بيلاي.

وأشارت بيلاي إلى مسار آخر لتحقيق العدالة وهو مسار مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاسبة المتهمين عبر المحاكم الوطنية في العديد من الدول التي تطبق هذا المبدأ.

وتم اغتيال أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحاما إسرائيليا لمخيم جنين، على الرغم من ارتدائها سترة وخوذة توضح أنها صحفية، وكانت تقف في مكان بعيد عن المقاتلين الفلسطينيين.

من جهتها، أشادت شبكة الجزيرة الإعلامية بالنتائج التي توصل إليها تقرير اللجن بشأن مقتل أبو عاقلة، وطالبت في بيان لها باتخاذ إجراءات سريعة لضمان تحقيق العدالة لها ومحاسبة قتلتها.

وقالت إنها تؤيد "تعهد اللجنة الأممية بتقديم الأدلة التي جمعتها إلى المحكمة الجنائية الدولية لدعم تحقيقاتها ذات الصلة بفلسطين".

وطالبت الجزيرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ببدء التحقيقات في مقتل أبو عاقلة "دون تأخير".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة غزة جرائم حرب الأمم المتحدة إسرائيل الأمم المتحدة غزة جرائم حرب شيرين أبو عاقلة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شیرین أبو عاقلة فی 7 تشرین الأول للأمم المتحدة وقالت إنه وقالت إن

إقرأ أيضاً:

تقرير: مقتل المدنيين في النصيرات يثير تساؤلات قانونية ضد إسرائيل

ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الثلاثاء، أن الخسائر البشرية الناجمة عن عملية تحرير الرهائن الـ4 التي نفذتها إسرائيل، السبت، "تثير تساؤلات مجددا حول قيام إسرائيل بما يكفي لحماية المدنيين" في حربها ضد حركة حماس.

وتسبب الهجوم الإسرائيلي الذي وقع خلال ساعات النهار على مخيم النصيرات للاجئين، في تحرير 4 مختطفين، وقتل ما لا يقل عن 274 فلسطينيًا وإصابة المئات، وفق وزارة الصحة في القطاع.

ولم تحدد الوزارة ما إذا كان هناك مسلحين من بين القتلى، لكنها أشارت إلى "الكثير من النساء والأطفال" بين قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان، إنهم "صُدموا" من حجم وكثافة الهجوم الإسرائيلي، على الرغم من مرور 8 أشهر من الحرب الدامية.

وذكرت واشنطن بوست أن "تكتيكات حماس لا تعفي إسرائيل من المسؤولية القانونية"، في إشارة إلى وجود الرهائن في مناطق مدنية مكتظة.

وقال الأستاذ في القانون بكلية روتجرز للحقوق، عادل حقي، إن "حقيقة انتهاك خصمك للقانون الإنساني الدولي، لا يغير من التزاماتك. الضرر المتوقع أن يلحق بالمدنيين كان لا يتناسب مع الهدف المشروع المتمثل في إنقاذ الرهائن الـ4".

"المفاجأة".. لماذا كادت عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين الـ4 أن تفشل؟ كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" كيف استطاع فريقان كوماندوز إسرائيليان من تحرير الرهائن الأربعة في عملية وصفتها "بمهمة إنقاذ تاريخية".

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب الصحيفة للحصول على تعليق بشأن الإجراءات المتخذة لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين أثناء العملية العسكرية التي تمت في النصيرات. وأحال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية التي شاركت وحدات منها في العملية، الصحيفة إلى الجيش.

وطالما اتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

والثلاثاء، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن مقتل المدنيين في غزة خلال العملية الإسرائيلية، وكذلك احتجاز مسلحين لهؤلاء الرهائن في مناطق مكتظة بالسكان، "قد يرقى إلى حد جرائم حرب".

وقال المتحدث باسم المفوضية، جيريمي لورانس: "قُتل وأصيب المئات من الفلسطينيين، والكثير منهم من المدنيين".

وأضاف: "علاوة على ذلك، فإن الجماعات المسلحة التي تحتجز رهائن في مثل هذه المناطق المكتظة بالسكان تعرض حياة المدنيين الفلسطينيين، وكذلك الرهائن أنفسهم، لخطر أكبر من الأعمال القتالية. وكل هذه الأفعال، من قبل الطرفين، قد ترقى إلى حد جرائم الحرب".

ونقلت "واشنطن بوست" عن المستشارة السابقة للجيش الإسرائيلي في قضايا القانون الدولي، بنينا شارفيت باروخ، قولها: "هناك حالات في أي حرب ستجد القوات نفسها عالقة. ومحاولة إخراج نفسك من هذا الموقف ليست جريمة حرب".

لكن أستاذ القانون، حقي، اعتبر أنه "من الواضح أن القادة الإسرائيليين كانوا مستعدين لأسوأ السيناريوهات"، وقال: "لقد خططوا لهذه الحالة الطارئة، وكان لديهم دعم جوي مستعد للتحرك، وكان هناك دعم بري جاهز أيضًا. لم يكن الأمر غير متوقع".

كما قال ديفيد تسور، القائد السابق في وحدة "يمام" السرية، التي لعبت دورا في عملية تحرير الرهائن، بشكل ساخر للصحيفة: "لقد جربنا الالتزام بالقانون الدولي".

"من أكثر الهجمات دموية في الحرب".. ارتفاع حصيلة القتلى في العمليات الإسرائيلية بالنصيرات قال مسؤولون من حركة حماس إن ما يزيد على 200 فلسطيني قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على نفس المنطقة التي أنقذت قوات إسرائيلية فيها أربعة من الرهائن المحتجزين منذ أكتوبر في عملية بوسط قطاع غزة، السبت، في في عملية وُصفت بأنها "واحدة من أكثر الهجمات دموية في الحرب"، وفق ما ذكرته رويترز.

وتابع: "أرسلنا بريدا إلكترونيا إلى يحيى السنوار  (قائد حماس في غزة)، لكن للأسف لم نحصل على أي رد".

والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه عملية خاصة في مخيم النصيرات، قام خلالها بتحرير كل من نوعا أرغماني (26 عاما) وألموغ مئير (22) وأندري كوزلوف (27) وشلومي زيف (41).

واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.

وخلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والعمليات البرية، أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37084 شخص في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية لـCNN: ثاني أيام الهدنة في غزة سيكون صعبا
  • «القاهرة الإخبارية»: المجتمع الدولي على علم بجرائم إسرائيل في قطاع غزة
  • تقرير: مقتل المدنيين في النصيرات يثير تساؤلات قانونية ضد إسرائيل
  • ماذا قالت إسرائيل بعد مقتل 4 من جنودها في رفح الفلسطينية؟
  • مقتل المدنيين يصب في مصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار للوسطاء
  • مقتل المدنيين يصب بمصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار إلى الوسطاء
  • مقتل المدنيين يصب في مصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار إلى الوسطاء
  • أحمد الطاهري: قدرات إسرائيل انكشفت في الفترة الماضية.. وتعوض ذلك بجرائم
  • لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تتضامن مع الإعلامية قصواء الخلالي
  • "لجنة المرأة" تتضامن مع الإعلامية قصواء الخلالي.. وترفض المحاولات الصهيونية الأمريكية لاستهداف الصحفيين والإعلاميين العرب