والآن.. 1.5 مليون فلسطيني بلا سكن أو تطبيب أو كهرباء
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الذين أنعشتهم أنباء هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ربما لم يخطر ببالهم، ولو للحظة، أن يتساءلوا عن اليوم التالي، ما الذي سيحدث بعده؟ الذي جرى بعده متوقع تماماً.. هجوم كاسح وتهجير.
في هجمات 7 أكتوبر الخاسر الوحيد هو الفلسطيني
نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، أهل نصف غزة الشمالي، تم تهجيرهم عشرين كيلومتراً إلى جنوبها، ليعيشوا في العشرين كيلومتراً المتبقية من القطاع مع المليون فلسطيني!
الآن، عشرات الآلاف من الأسر بلا ماء أو كهرباء أو وقود أو سكن، ومن دون مستشفيات أو مدارس.
فهل يمكن أن يتواضع المبتهجون قليلاً، ويتأملوا مصير الناس؟ نحن أمام مأساة أخرى، لم يمر مثلها على فلسطين، والفلسطينيين، منذ تهجيرهم في هزيمة حرب 1948.. الحال صادمة ومرعبة.. لهذا، في القضايا المصيرية، علينا أن نرى كامل الصورة وليس جزءاً منها.
باختصار، هجوم "حماس" الكبير، عبر الحدود، قتل 1400 إسرائيلي ودمر حياة مليون ونصف المليون فلسطيني.. وهذه بداية المسلسل وليست نهايته.. أقول هذا لأن كثيرين يخلطون بين الواقع والفانتازيا، وبين الوقائع الماثلة للعيان واستعارات التاريخ المبتسرة، وبين الممكن والمفروض، وبين الحلقة والمسلسل، وبين الخبر العاجل والقصة الكاملة.
للبعض الذي يتفرج على "نتفليكس" ومثيلاتها، أحداث غزة مجرد فيلم آخر.. الواقع غير ذلك، ناس القطاع ليسوا ممثلين، وغزة ليست مسرحاً من ديكور خشبي.. لو تخيلتم التفاصيل ستصيبكم بالحزن وربما الجنون.. مرضى بلا مستشفيات، وأطفال رضع بلا حليب، والآلاف ينامون على الطرقات من دون ألحفة.. الذين في أسرتهم الوثيرة بترف يستشهدون بالفيتكونغ وفيتنام ودحر المحتل الأمريكي هنا وهناك.. غزة وفلسطين مأساة قرن لا يجوز أكاديمياً، وبالطبع خلقاً وإنسانية، وضعها في ميزان المقارنات والحروب.
ما الذي يتوقعه المنتشون من أدرينالين هجمات السابع من أكتوبر؟ يطالبون فلسطينيي الضفة بالمواجهات حتى يفقدوا ما تبقى من أراضيهم! وينادون على مصر والدول العربية بأن تحارب، وللسخرية يقارنونها بامتناعهم، هم، عن شرب قهوة أو هامبرغر من شركة أمريكية، احتجاجاً وتضامناً.. يا لها من تضحية عظيمة من جانبهم.
حتى قبل السابع من أكتوبر، كنا ندري أن مصر لن تشن الحرب، والسعودية والكويت والعراق لن تقطع البترول أو الغاز، وأبو مازن لن يلغي أوسلو، وعشائر الأردن لن تعبر النهر، و"حزب الله" سيعض على بيروت، وما تبقى من الدول الاثنتين والعشرين العربية لن تفعل شيئاً.. أبداً، لا توجد مفاجآت.
ولو كنت أنت صاحب قرار بينهم، ستفعل مثلهم. لم يشركك أحد، ولم تستشر في قرار الهجوم.. أيضاً، أنت لن تدمر بلدك وشعبك من أجل عنوان في الأخبار، أو فيديو في "تيك توك"، أو التصفيق لك في ساحة الإرادة.
للعلم فيتنام، التي صدع رؤوسنا بها البعض، كانت حرباً بين الفيتناميين المنقسمين.. الجنوبيون، والأمريكيون في صفهم، ضد الفيتناميين الشماليين الشيوعيين، كانت من حروب الحرب الباردة، مثل كمبوديا وأفغانستان.
"حماس" ليست الفيتكونغ ولا غزة فيتنام.. حرب الفيتناميين قصيرة، كلها 20 سنة فقط، أقصر من حرب الحوثي في اليمن! أما فلسطين، نزاع ممتد منذ أكثر من 80 سنة، والحقيقة عمره 120 عاماً، وإذا كان ولا بد من المقارنات ربما نجد دروساً في نزاعات مثل إيرلندا الشمالية أو الأكراد.
الاستدلال بالعراق وأفغانستان وفيتنام في غير محله، الإسرائيليون ليسوا أمريكيين ترهقهم الخسائر ويحملون حقائبهم قافلين، هذا صراع بين قومين ولا بد من حل سياسي يتفاهم عليه الطرفان.
في هجمات 7 أكتوبر الخاسر الوحيد هو الفلسطيني، حتى الإسرائيليون رغم عدد قتلاهم الكبير يجدون فيها فرصة لتصفية حساباتهم. والكثيرون، غير الإسرائيليين، لديهم حساباتهم أيضاً، يسعون لتجنب الأضرار أو تحقيق المكاسب، بمن فيهم الروس والإيرانيون والأتراك والسوريون والخليجيون والمصريون والعراقيون والبقية.. الفلسطيني هو الخاسر الوحيد.
هل هذا يعني أن على الفلسطينيين الاستسلام؟ للحديث بقية..
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
هجمات بلوتوث متطورة لسرقة البيانات.. طرق حماية جهازك
أميرة خالد
يتجاهل كثير من المستخدمين خطر البلوتوث، رغم استغلاله المتزايد من قبل القراصنة لتنفيذ هجمات صامتة تسرق البيانات وتسيطر على الأجهزة، في وقت ينصب فيه التركيز عادة على تأمين شبكات الإنترنت فقط.
ويستغل المهاجمون هذا الإهمال لتنفيذ اختراقات يصعب رصدها، إذ لا يشعر بها الضحايا إلا بعد فوات الأوان، ففي أبريل الماضي، رصدت شركة أمنية ثغرة خطيرة في وحدة تحكم البلوتوث تتيح تنفيذ هجمات انتحال هوية، ما يهدد ملايين الأجهزة حول العالم.
وتشمل قائمة الأجهزة المعرضة للخطر الهواتف، الحواسيب المحمولة، الأجهزة اللوحية، السيارات، الساعات الذكية، بل وحتى لوحات المفاتيح والماوس، سواء كانت شخصية أو مؤسسية، وتعجز الكثير من المؤسسات عن مراقبة الاتصالات بين أجهزتها، مما يفتح الباب للاختراق دون إنذار.
ويعتمد القراصنة على عشرات الثغرات الأمنية لتنفيذ 11 نوعًا معروفًا من هجمات البلوتوث. ومن أبرزها:
BlueSnarfing: يُمكن المهاجم من الوصول إلى ملفات الجهاز وسرقتها بعد الاتصال به.
BlueBugging: يسمح بفتح منفذ خلفي يمنح تحكمًا كاملاً بالجهاز عن بُعد.
BlueBorne: يوفر مدخلاً لزرع برمجيات خبيثة قد تُستخدم في اختراقات أعمق.
ولحماية الأجهزة، يُنصح بتعطيل البلوتوث أو ضبطه على وضع “غير قابل للاكتشاف” عند عدم الاستخدام، وتجنب الإقران في الأماكن العامة، مع استخدام كلمات مرور قوية وتحديث نظام التشغيل بانتظام، كذلك، يجب رفض أي طلب اتصال غير معروف.