موقع 24:
2025-05-06@07:21:19 GMT

هل ينجح المخطط الإيراني في غزة؟

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

هل ينجح المخطط الإيراني في غزة؟

الموقف الأمريكي يصعب تفسيره بمعزل عن وجود رغبة لدى واشنطن، في تفادي الاعتراف بتورط إيران بحيث تصبح مطالبة بالرد أو على الأقل منح إسرائيل ضوءاً أخضر للرد، وتوفير حماية عسكرية لها.

ثمة هدف إستراتيجي إيراني يتمثل في إرباك حسابات حكومة نتانياهو

في ظل الشواهد والمؤشرات القوية التي تربط النظام الإيراني بالهجوم الدموي الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل، والذي جر على سكان غزة الويلات والموت، فإن تحليل المشهد برمته يشير إلى أن طهران تسعى إلى تفجير الوضع الإقليمي بأكمله لإنهاء التوجه المتزايد والمتسارع نحو توقيع اتفاقات سلام بين إسرائيل وجيرانها العرب ودول إسلامية أخرى، أو على أقل التقديرات تجميد هذا المسار وإيقافه ولو مرحلياً، بحيث يصبح من الصعب للغاية على أي دولة عربية أن تتخذ قراراً بشأن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.

وأعتقد أن رغبة النظام الإيراني في تحقيق هذا الهدف قد تزايدت في ظل تزايد احتمالات توقيع اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والأمر هنا لا يقتصر على محاولة نسف هذا التوجه فقط، ولكنه يصب في مصلحة تحقيق أهداف أخرى حيوية للغاية، ومنها محاولة إنهاء ما تردد بقوة بشأن التفاوض الجاري حول توقيع اتفاق أمني غير مسبوق بين الرياض وواشنطن، وكذلك ما يتعلق بحصول المملكة على دعم تقني أمريكي في مجال التكنولوجيا النووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو ما يصب في خانة إحداث تحول نوعي كبير في دور المملكة العربية السعودية ومكانتها وترسيخ الشراكة السعودية – الأمريكية، بكل ما يعنيه ذلك من توابع إستراتيجية طالما سعى النظام الإيراني لإنهائها، ولا سيما ما يتعلق بتفكيك علاقات الشراكة الإستراتيجية التقليدية بين واشنطن وحلفائها الخليجيين.

ثمة هدف إستراتيجي إيراني مهم آخر يتمثل في إرباك حسابات الحكومة اليمينية الإسرائيلية وإجبارها على تغيير تفكيرها الإستراتيجي الخاص الذي يتمحور جزء كبير منه حول استهداف المنشآت النووية الإيرانية ومحاولة إنهاء طموحات إيران على هذا الصعيد باعتبارها التهديد الأخطر الذي يواجه أمن إسرائيل.. وقد تلاقى الطرفان "الحمساوي" والإيراني إذاً على محاولة تغيير قواعد اللعبة والمعادلات الأمنية القائمة، حيث تصورت حركة حماس أن هناك أيضاً فرصة لحلحلة القضية وإجبار إسرائيل على الجلوس على مائدة التفاوض.

الواقع الآن يقول إن إيران قد نجحت عبر الذراع "الحمساوي" في الاقتراب من تحقيق هدفها، حيث توترت الأجواء إقليمياً وعالمياً بشكل غير مسبوق منذ سنوات بل وعقود، وعاد الحديث عن العداء مع إسرائيل إلى واجهة النقاش العربي والإسلامي، وتراجعت فرص مواصلة مسيرة السلام العربي – الإسرائيلي حتى إشعار آخر، وبالتالي فإن النظام الإيراني قد نجح في تحقيق جانب مهم من أهدافه، وهذا هو أخطر ما في الموضوع برمته، إذ يمكن أن يقود الاستسلام لفكرة التغيير الإيراني إلى واقع شرق أوسطي تسيطر عليه تنظيمات الإرهاب والتطرف التي ترعاها وتمولها إيران، خصماً من رصيد الدولة الوطنية والجهود التي بذلت على مدى سنوات طويلة من أجل تغيير ثقافة العنف وإحلال ثقافة التعايش والتسامح والانفتاح.

المسألة لا تقتصر هنا على الشق الأمني والعسكري وحتى السياسي، بل تطال مصالح الدول والشعوب والاستثمارات والخطط الاقتصادية التي بات تنفيذها في مواجهة تحدّ يصعب تجاهله، وحيث لا يمكن القبول بأن تتحكم إيران في ممرات ومشروعات التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، أو ترسم مستقبل هذه المنطقة وفق ما يتراءى لقادتها ويتماشى مع تصوراتهم الأيديولوجية الطائفية الضيقة، كما لا يمكن القبول بفكرة تحكم الميليشيات الموالية لإيران في مصير المنطقة ودولها، خصوصاً أن نجاح هذا السيناريو الكارثي يعني أن لنا أن نتوقع تكاثراً فطرياً لهذه الميليشيات خلال المرحلة المقبلة وهو ما نراه يحصل الآن فعلياً.

لا خيارات أمام دول المنطقة لتفادي تداعيات المخطط الإيراني في المنطقة سوى التعاون والتنسيق من أجل تجاوز هذا المأزق، لأن البديل هو نجاح إيران في الوقيعة بين هذه الأطراف جميعاً ووضعها في حال صدام كارثي مباشر وحرب، سواء من خلال أفكار مثل إجبار سكان غزة على الانتقال إلى داخل مصر، بكل ما يعنيه ذلك من تأثيرات عميقة على العلاقات الإسرائيلية – المصرية، أو تحويل الحدود المصرية – الإسرائيلية إلى مفرخة جديدة للإرهاب الذي لن تقتصر تأثيراته على إسرائيل بل تشمل مصر نفسها والأردن وغيرهما، فضلاً عن إمكانية تحول هذه المنطقة إلى نقطة جذب جديدة للعناصر الإرهابية وإنعاش أنشطة الإرهاب بعد كل الجهد الذي بذلته دول المنطقة والقوى الدولية في مكافحة هذه الآفة.

السؤال الأهم هنا: إذا كان هذا السيناريو الإيراني والمعلومات الداعمة له لا تخفى على إسرائيل والولايات المتحدة على الرغم من محاولات النفي الأمريكية لوجود أي معلومات داعمة له وعلى الرغم من أن واشنطن لا تترك فرصة غالباً إلا وتكيل الاتهامات لإيران سواء وجدت ما يؤيد كلامها من الأدلة أم لا فهل تفلت إيران بجريمتها هذه المرة أيضاً؟ الجواب بالتأكيد مرهون بحسابات إسرائيل والولايات المتحدة، ولكننا نلاحظ أن مثل هذا الموقف الأمريكي يصعب تفسيره بمعزل عن وجود رغبة أمريكية دفينة في تفادي الاعتراف علناً بتورط إيران وبحيث تصبح مطالبة بالرد عليها أو على الأقل منح إسرائيل ضوءاً أخضر للرد وتوفير حماية عسكرية لها.

وهنا نلاحظ أن الولايات المتحدة ترددت أو امتنعت عن توجيه اتهامات لإيران عقب قيام الأخيرة باستهداف حلفاء واشنطن وشركائها مرات عدة، إذ تكرر ذلك من قبل في عمليات استهداف المنشآت النفطية السعودية والإماراتية، وكانت الأسباب الأمريكية ذاتها تقف وراء الصمت أو التردد أو إنكار وجود معلومات حول تورط إيراني محتمل في هذه الهجمات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران النظام الإیرانی

إقرأ أيضاً:

إيران ترد على اتهامات نتنياهو بوقوفها خلف هجمات الحوثيين ضد إسرائيل

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ردت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، على الاتهامات الموجهة لإيران بأنها تقف وراء الهجمات الحوثية، وذلك بعدما أطلقت جماعة الحوثي في اليمن، صاروخا باليستيا في محيط مطار بن غوريون الإسرائيلي، الأحد، حسبما أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء.

واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن "تكرار ما وصفتها بـ(الادعاءات العارية عن الصحة) التي تنسب (الأعمال الشجاعة) للشعب اليمني في الدفاع عن النفس ودعم الشعب الفلسطيني إلى إيران، بمثابة إهانة لهذا الشعب الباسل والمظلوم، وتذكرنا بأن الجيش الأمريكي هو الذي دخل في الحرب ضد الشعب اليمني دعماً لـ(الإبادة الجماعية) التي تقوم بها إسرائيل، ويرتكب جرائم حرب من خلال مهاجمة البنية التحتية والأهداف المدنية في مختلف مدن اليمن"، طبقا لما أوردت وكالة "إرنا".

وأضافت وزارة الخارجية الإيرانية: "لا شك أن تحرك اليمنيين دعماً للشعب الفلسطيني كان قراراً مستقلاً ينبع من شعورهم بالتضامن الإنساني مع الفلسطينيين، وأن نسبه إلى إيران هو ادعاء مضلل ومنحرف"، بحسب البيان.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنها "تدين التهديدات الأخيرة التي وجهتها أمريكا وإسرائيل ضد وطننا، وتحمّل الحكومة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية مسؤولية آثارها وعواقبها"، طبقا لما أفادت الوكالة الإيرانية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعاد نشر تدوينة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن هجمات الحوثيين على إسرائيل ووقوف إيران خلفها.

وقال نتنياهو في تعليقه على منشور ترامب، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، إن "الرئيس ترامب محق تماما!. هجمات الحوثيين تنطلق من إيران. سترد إسرائيل على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي، وفي الوقت والمكان الذي نختاره، على أسيادهم الإيرانيين الإرهابيين"، حسب وصفه.

مقالات مشابهة

  • بيجر 2 كانت ستستهدف عناصر حزب الله في أيلول الماضي.. وتركيا أحبطت المخطط تقارير تكشف (صور)
  • كاتب فلسطيني: أمريكا منعت ضرب إيران وأعطت إسرائيل الضوء الأخضر لقصف اليمن
  • دعت إسرائيل لاحترام سيادة لبنان.. 3 دول أوربية تطالب باتفاق جديد مع إيران
  • إيران ترد على اتهامات نتنياهو بوقوفها خلف هجمات الحوثيين ضد إسرائيل
  • نتنياهو: هجمات الحوثيين بدعم إيراني وسنرد في الوقت والمكان الذي تختاره إسرائيل
  • وزير الدفاع الإيراني: سنستهدف كافة المصالح والقواعد الأمريكية حال تعرضنا للاعتداء
  • مطار بن غوريون.. ما الذي نعرفه عن الشريان الذي يتحكم بمصير إسرائيل؟
  • تأجيل المفاوضات.. ما الذي يعرقل المسار الدبلوماسي بين إيران وأميركا؟
  • إيران تهدد برد شامل على أي اعتداء أمريكي أو إسرائيلي
  • الكذب حرام..السوداني: النظام السابق اعدم (5) أفراد من عائلتي خلال حرب الدفاع عن إيران