اختتم اجتماع استمر لمدة ثلاثة أسابيع في الفاتيكان، حول مستقبل الكنيسة الكاثوليكية، تحدثت مجموعة من الراهبات إلى الصحفيين عن عملهن في الكنيسة ، وأهمية أدوارهن ، وإحباطهن من القيود.

وبينما شعروا جميعا أنهم يمارسون بعض السلطة في أدوارهم الحالية ، فقد أعربوا عن أملهم في أن يتمكن سينودس الأساقفة والبابا فرانسيس من إحداث تغيير في التسلسل الهرمي للفاتيكان.

وكانوا يتطلعون بفارغ الصبر إلى سماع نتائج المحادثات.

سينتهي اجتماع السينودس في نهاية هذا الأسبوع وسيصدر الفاتيكان الوثيقة الختامية.

يتساءل الكثيرون عما سيتم تحديده بشأن القضايا الساخنة مثل المرأة في الحكم ودور LGBTQ + الكاثوليك.

وقالت ماري جون كودييروبيل، نائبة الأمين التنفيذي للاتحاد الدولي للرؤساء العامين، إنها سمعت أخبارا إيجابية من الأخوات الخمس من منظمتها اللواتي يشاركن في المناقشات.

"أرى أنه يتحسن ولكن كانت هناك بالفعل لحظات من الإحباط حيث نشعر أن التسلسل الهرمي للذكور يقوده حقا إلى حد كبير".

وأضافت أن منظمتها جزء من الكنيسة الكاثوليكية لذا عليها أن تعمل من أجل التغيير من الداخل.

هناك 365 عضوا مصوتا بما في ذلك البابا يشاركون في السينودس ، 54 منهم من النساء.

وللمرة الأولى، يمكن للنساء والعلمانيين التصويت على مقترحات محددة إلى جانب الأساقفة، وهو تغيير جذري دليل على اعتقاد فرانسيس بأن الكنيسة تتعلق بقطيعها أكثر من رعاتها.

السينودس هو تتويج لحملة غير مسبوقة لمدة عامين من الكاثوليك العاديين حول آمالهم في مستقبل المؤسسة.

وتشكو النساء منذ فترة طويلة من أنهن يعاملن كمواطنات من الدرجة الثانية في الكنيسة، ويحرمن من الكهنوت وأعلى مراتب السلطة، ومع ذلك فهن مسؤولات عن نصيب الأسد من العمل الكنسي، مثل التدريس في المدارس الكاثوليكية، وإدارة المستشفيات الكاثوليكية، ونقل الإيمان إلى الأجيال القادمة.

وقالت الأخت جين كوين إنها في إطار دورها كمديرة تنفيذية ل UNANIMA، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مدينة نيويورك، تعمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وغالبا ما تجلس على الطاولة مع سفراء الأمم المتحدة.

لم تعتقد أن النساء بحاجة إلى أن يرسومات ليكون لهن سلطة في الكنيسة.

 وأضافت ماماليفار بوريكو أنها بدأت عملها كأخت تخدم في منطقة لا يوجد فيها كهنة.

وقال بوريكو: "في بداية تدريبي الخاص، تم إرسالي إلى بلد، إلى مكان لم يكن لدينا فيه كهنة، كنا نحن (النساء) من ينظم الاحتفال للناس في رعيتهم".

"لم يعرف الناس الفرق بين الكاهن والأخت. لم يفتقدوا كهنتنا، ولهذا أقول إن لدينا قوة".

وتطالب النساء منذ فترة طويلة بأن يكون لهن دور أكبر في إدارة الكنيسة، على الأقل مع حقوق التصويت في المجامع الدورية في الفاتيكان، ولكن أيضا الحق في الوعظ في القداس والرسامة كقساوسة.

في حين أنهم حصلوا على بعض المناصب البارزة في الفاتيكان والكنائس المحلية في جميع أنحاء العالم ، لا يزال التسلسل الهرمي للذكور يدير العرض.

إن احتمال أن يؤدي هذا السينودس ، والدورة الثانية في العام المقبل ، إلى تغيير حقيقي في الموضوعات التي كانت محظورة سابقا قد أعطى الأمل للعديد من النساء والكاثوليك التقدميين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الراهبات الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكان البابا فرانسيس فرانسيس فی الکنیسة

إقرأ أيضاً:

أقوى امرأة في التاريخ الحديث

أصعب المواقف تلك التي يقف فيها القلم وحامله في حالة ذهول وحيرة في كيفيّة التعاطي مع بعض الأحداث الجسام، والمصائب العظام، والكوارث المهلكات!

وأعْقَد المواقف تلك المرتبطة بالإنسان، وأشدّها صعوبة تلك المتعلّقة بالمرأة ذلك الكائن الرقيق اللطيف المليء بالعاطفة والنقاء.

والكتابة عن تضحيات النساء وصبرهنّ مهمّة شاقّة ومرهقة لأنك تحاول الجمع بين الضعف والقوّة، والرقة والجلادة، والعاطفة والحزم، والابتسامة والدموع، وهذه تناقضات لا تُجْمَع بالهيّن.

وأرى من اليسير الكتابة عن سعادة النساء وابتسامتهنّ ورقتهنّ ودورهنّ الناصع في بناء الإنسان والأسرة والمجتمع، ولكن من العسير الكتابة عن ألم النساء ودموعهن وصرخاتهن وغيرها من مظاهر الأسى والألم.

وفي عالمنا اليوم أغلب ما يُذكر من أخبار وتقارير عن النساء يرتبط بثيابهنّ وعطورهنّ وآخر صرخات المودة في عوالم الأزياء!.

ولكن، ووسط هذا العالم المنشغل بأزياء المرأة وأدوات تجميلها، نجد أنّ المرأة الغزّية تُنْحر بلا رحمة، وبلا تمييز، ومع ذلك تستمرّ وتصبر وتضحّي وتسطّر أروع قصص الثبات والصمود!.

وقد أصدرت هيئة الأمم المتّحدة للمرأة يوم 20 أيّار/ مايو 2025 بيانا أعلنت فيه تقديراتها لعدد النساء والفتيات اللواتي قتلنّ في غزّة منذ السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، واللواتي تجاوز عددهنّ 28 ألفا، بمعدل امرأة/ فتاة واحدة كلّ ساعة نتيجة الهجمات «الإسرائيلية»!.

وقالت الهيئة إنّ بين القتلى «آلاف الأمهات اللواتي تركنّ وراءهنّ أطفالا وعائلات ومجتمعات مدمّرة»، وكشفت عن أن أكثر من «مليون امرأة وفتاة يواجهنّ مستويات كارثية من الجوع، ومخاطر النزوح، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات»!.

التضحيات الضخمة للنساء الفلسطينيات تدفعنا للوقوف بصمت وخجل نتيجة الكم الهائل من الثبات والصبر، ومنها الموقف النادر للدكتورة الغزّية «آلاء النجار».

هذه المرأة الإنسانة الطبيبة تستمرّ منذ أكثر من عام ونصف في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لبنات جنسها، ورفضت الهروب من غزّة والعمل بشهادتها وخبرتها في أرقى مستشفيات المنطقة وآثرت خدمة أهلها وقضيتها.

والمعيب بحقّ قادة الكيان الصهيوني وجيشه تلك المجازر المستمرّة ضدّ الفلسطينيين المدنيين منذ نهاية عام 2023 والتي تزداد، مع الساعات، وحشية وهمجية، ورغم بشاعة كافة جرائم الاحتلال في عموم فلسطين فإن جريمتهم الضخمة بحق عائلة آلاء النجار في غزّة كانت الأشنع والأبشع!.

وقد قتلت قوّات الاحتلال تسعة أطفال للدكتور حمدي النجار وزوجته الطبيبة آلاء النجار (أكبرهم 12 عاما) بمدينة خان يونس جنوبي غزّة، وبقي واحد (آدم - 10 أعوام ) مع والده في العناية المركّزة.
وهنا يتمايز الإيمان واليقين عن تجّار الوطن والقضية.
وفقدت آلاء تسعة أبناء وبنات وهم: يحيى، وركان، ورسلان، وجبران، وإيف، وريفان، وسيدين، ولقمان، وسيدرا، والكبار منهم حافظون لكتاب الله.

ومع ذلك صبرت الأم «آلاء»، ولم تشق الثوب، ولم تلطم الخدود، ولم تشتك من قدرها بل صبرت وحوقلت وكتمت.

وهنا يتمايز الإيمان واليقين عن تجّار الوطن والقضية.
آلاء النجار تذكرنا بعدّة نساء سطر التاريخ أسماءهنّ لأنهن مثال للصبر والصمود، ومن بينهنّ تُماضر بنت عمرو بن الحارثِ السلمية، الشهيرة بالخَنْسَاء، واشتهرت برثائها لأربعة من أبنائها لأنّهم استشهدوا بمعركة القادسية (15 هـ).

وكذلك صفية بنت عبد المطلب، والمرأة الدينارية، ونسيبة بنت كعب، وغيرهنّ من النساء الصابرات النادرات.

وحينما نقارن آلاء النجار بأكثر امرأة فقدت من الأبناء في العصور القديمة والحديثة، العربية والإسلامية والأجنبية، نجدها لوحدها شامخة في ميادين الصبر لأنها فقدت تسعة من أبنائها في لحظة واحدة!.

والأهم أنها لم تشتك ولم تقل إلا كلمة واحدة بعد الكارثة، إلا وهي: «هم أحياء عند ربهم يرزقون».
هذه المرأة المتميّزة، والفريدة، والاستثنائية، والعجيبة، والمتفرّدة، والفذّة سيُنْقَش اسمها في كتب التاريخ الإنساني عبر العصور لأنها بحقّ امرأة لا تتكرّر.

يا أختاه، يا آلاء النجار: نحن متعاطفون معك غاية التعاطف، وأصابنا مصابك في جواهر أرواحنا، وصميم قلوبنا، إلا أن عزاءنا هو صبرك الفريد وإيمانك النقي وصلابتك النادرة.

أعانك الله على مصابك ومصابنا.

الشرق القطرية

مقالات مشابهة

  • وفد من الكنيسة الكاثوليكية يهنئ محافظ أسوان بحلول عيد الأضحى
  • الطرق والجسور -ترقيع وتشييد
  • لماذا الرعب من ثورة النسوان؟
  • ساكو: عودة المهجّرين إلى العراق ولبنان تبدأ بتوحيد الصفوف وتعزيز دور الكنيسة
  • رسميًا.. «واتساب» يوقف الخدمة عن هذه الأجهزة
  • لن تكن عدن كصدنايا السورية 
  • بدءًا من اليوم.. «واتساب» لن يعمل على هذه الأجهزة
  • خيري رمضان: شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان الراحل وقعا وثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • ما هو سر الشعر الصحي عند النساء؟
  • أقوى امرأة في التاريخ الحديث