في تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي.. نتنياهو يستغل حرب غزة لدفع خطة ضم الضفة الغربية
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
البلاد – غزة
بينما تتجه أنظار العالم إلى التصعيد المتواصل في قطاع غزة، تسير حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطى متسارعة نحو تنفيذ مخطط استراتيجي طالما أثار الجدل وهو “ضم الضفة الغربية”، بما يشمل توسيع المستوطنات وتقنين البؤر العشوائية، في خطوة يعتبرها مراقبون تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي وفرص السلام.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت في تقرير حديث أن نتنياهو يستغل “انشغال الساحة الدولية بالحرب على غزة” لتسريع تنفيذ خطته القديمة الجديدة، التي تهدف إلى فرض ضم فعلي للضفة الغربية بحكم الأمر الواقع.
وبحسب التقرير، فإن هذه الخطة لا تمثل تحركاً مفاجئاً، بل هي امتداد لمسار طويل بدأ قبل السابع من أكتوبر، لكنها تسارعت في الأشهر الأخيرة تحت غطاء الحرب، وتستند إلى سلسلة من الإجراءات المترابطة التي تعزز السيطرة الإسرائيلية دون تقديم أي حقوق للفلسطينيين في تلك المناطق.
ضمن أبرز الخطوات التنفيذية، أقرت الحكومة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، بينها أربع تقع على مقربة من الحدود مع الأردن. وقد اعتبر مسؤولون إسرائيليون – من بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش – أن القرار يمثل “تطوراً تاريخياً” هو الأهم منذ احتلال الضفة عام 1967.
القرار لا يشمل فقط إنشاء مستوطنات جديدة، بل يتضمن أيضاً تقنين العشرات من البؤر الاستيطانية غير المرخصة، وتوسيع شبكة الطرق الالتفافية التي تقطع أوصال المناطق الفلسطينية، ما يعزز السيطرة الإسرائيلية الميدانية ويقوّض وحدة الأراضي الفلسطينية.
يرى محللون أن التحركات الإسرائيلية تأتي في إطار استراتيجية شاملة لا تتضمن أي مسار لتسوية سياسية أو إدماج الفلسطينيين في النظام المدني الإسرائيلي. التقرير يشير إلى أن الخطة لا تشمل منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية أو حقوق التصويت، مما يعمّق نظام التمييز القانوني ويثير مخاوف من تكريس واقع الأبارتايد.
وأحد أبرز المؤشرات على هذا المسار، كان منع زيارة وفد وزاري عربي إلى مدينة رام الله مؤخراً، وهو ما وصفته الصحيفة الإسرائيلية بأنه “إشارة صريحة إلى نهج الحكومة الجديدة في رفض أي مقاربة سياسية عربية أو دولية”.
وتحذر هآرتس من أن هذه السياسات ستفتح المجال أمام صدام محتمل مع عدد من العواصم العربية والأوروبية، وربما مع الولايات المتحدة أيضاً، رغم ما يُشاع عن تقارب بين نتنياهو والإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب.
يأتي هذا التصعيد الاستيطاني في وقت تطالب فيه القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وقد استولت إسرائيل على الضفة خلال حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين توسعت المستوطنات بشكل مضطرد، وسط رفض دولي واسع واعتبارها غير شرعية وفق القانون الدولي.
وفي ظل انشغال المجتمع الدولي بحرب غزة، يبدو أن نتنياهو وحكومته يعملون على تنفيذ ما تصفه الصحيفة بـ”الضم الزاحف”، أي فرض واقع دائم دون إعلان رسمي، مستفيدين من الفرص السياسية وتغير المواقف الدولية.
لكن، ومع تحذيرات الخبراء الإسرائيليين أنفسهم من تداعيات هذه السياسات، يبدو أن الطريق نحو تصعيد جديد في الضفة الغربية – وربما على مستوى إقليمي أوسع – بات أقرب من أي وقت مضى، ما لم يتم التحرك لاحتواء هذا التوجه ومنع تحوّله إلى أمر واقع دائم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الإسرائيلي مخطط ضم الضفة الغربية الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
سنعود للقتال في هذه الحالة - نتنياهو: لا تنفيذ للخطة قبل إطلاق جميع الأسرى
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الأحد، بأن إسرائيل لن تشرع في تنفيذ أي بند من بنود خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للتهدئة في غزة قبل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وجاء ذلك خلال لقاء جمعه بأعضاء "منتدى البطولة" الذي يمثل عائلات جنود قتلوا في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحرب على غزة، على خلفية المساعي الدولية لصفقة تبادل أسرى تقودها واشنطن، بحسب ما جاء في بيان مشترك.
إقرأ أيضاً: كاتس: نتوقع تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب قريباً
وقال نتنياهو مخاطبًا ممثلي العائلات: "حتى يعودَ آخرُ المختطفين إلى إسرائيل، لن ننتقل إلى أي بند آخر". وكرر نتنياهو التزامه بأن بند الإفراج عن جميع المختطفين، الأحياء والأموات، هو الشرط المسبق لمباشرة أي من بنود خطة ترامب.
وتابع: "لن ننتقل إلى أي بند من بنود خطة البنود الـ21، قبل إتمام تنفيذ البند الأول، المتعلق بإطلاق سراح جميع المختطفين، الأحياء والأموات"، وأضاف نتنياهو: "حتى آخر مختطف، جميعهم، لا يُعاد إلى الأراضي الإسرائيلية، لن ننتقل إلى أي بند آخر". وأضاف أن ذلك يأتي في ظلّ ضغطٍ على حماس ناتج عن "ضغط أميركي وعزلة الحركة دوليا وعربيا".
إقرأ أيضاً: الإعلام العبري: ثلاث قضايا خلافية مركزية في مفاوضات غـزة
ومع ذلك كرر نتنياهو موقفه بشأن إدارة غزة بعد الحرب: "لن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة في اليوم التالي. لا ممثلين لحماس ولا ممثلين للسلطة سيكونون مشاركين. دولة إسرائيل ستكون المسؤولة والمشاركة في نزع السلاح في القطاع".
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ستعود إلى "القتال" إذا لم تلتزم حماس بالمواعيد التي وضعها الرئيس ترامب، مؤكّدًا أن لدى إسرائيل "تحظى بدعمٍ كامل من جميع القوى الغربية" في هذا الخيار إذا اقتضت الضرورة.
إقرأ أيضاً: "برنامج الأغذية العالمي" يصدر بياناً بشأن عمل المخابز في قطاع غزة
وعلى صلة، أشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن نتنياهو سيعقد مساء اليوم اجتماعًا أمنيًا عند الساعة الخامسة بمشاركة كبار قادة الأجهزة الأمنية، وللمرة الأولى بمشاركة رئيس الشاباك الجديد تساحي (دافيد) زيني.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية معاريف: توزيع 7.5 ملايين دولار من أموال فلسطينية على عائلات إسرائيلية مستعدون لأي موقف - كاتس: نتوقع تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب قريباً اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن وإغلاق مؤقت لمجال مطار بن غوريون الأكثر قراءة فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بموقف عائلات وعشائر في غزة لواءان يؤديان اليمين القانونية أمام الرئيس نائبين لرئيس جهاز المخابرات الدفاع المدني في غزة: الاحتلال يمنع عنا الوقود ويهدد عمل فرق الإنقاذ القسام: فقدان التواصل مع أسيرين إسرائيليين في غزة وحياتهما مهددة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025