موقع 24:
2025-05-21@13:17:51 GMT

ماذا تستفيد إيران من عنف جديد في الشرق الأوسط؟

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

ماذا تستفيد إيران من عنف جديد في الشرق الأوسط؟

ما إن شنت حماس غارتها "المفاجئة" على إسرائيل حتى اتجهت أنظار العالم أجمع نحو إيران، لأن صدمة التوغل داخل الأراضي الإسرائيلية وحجم العملية وتعقيدها، دفعت العديد من المتخصصين إلى الشك فيما إذا كان من الممكن التخطيط والتنسيق الكامل من قبل حماس وحدها، من دون تدخل خارجي.

يدرك جميع الأطراف العواقب الكارثية التي يمكن أن يخلفها الصدام المباشر

وبحسب تقرير لـ"ناشونال إنتريست" تكهّن البعض بأن إيران قد تكون وراء هذا العمل بعد الإشادة بالهجمات من قبل السلطات الإيرانية، وبعيداً عن درجة تورط النظام الإيراني في عملية "طوفان الأقصى"،  تثار عدد من الأسئلة عن مدى مصلحة الإيرانيين في اندلاع أعمال العنف المفاجئة هذه في الشرق الأدنى، وما الذي يمكن أن يحدث؟ وما هي العواقب طويلة المدى لتجدد التوتر مع إسرائيل وحلفائها؟.

???? BREAKING: Iran Helped Plot Attack on Israel Over Several Weeks, The Islamic Revolutionary Guard Corps gave the final go-ahead last Monday in Beirut pic.twitter.com/cTPq95ydSK

— Benny Johnson (@bennyjohnson) October 8, 2023 مساعدة لوجستية

أثار مستوى التخطيط والخبرة المطلوبة لهجوم حماس الجوي والبرمائي والبري والجوي، مسألة ما إذا كانت الحركة الفلسطينية قد تصرفت بمفردها أو إذا تلقت مساعدة لوجستية من إيران، ومع ظهور الصور الأولى لعملية "طوفان الأقصى" عبر الشاشات في جميع أنحاء العالم، سارعت صحف عالمية إلى التأكيد على أن ضباط الحرس الثوري، الجيش الأيديولوجي للجمهورية الإيرانية، قد استعدوا، مع حماس، للتوغلات في الأراضي الإسرائيلية.. خلال عطلة نهاية الأسبوع المشؤومة.

Hamas-Israel War: What’s in it for Iran? https://t.co/G6jTzSMrae via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) October 26, 2023

وكانت طهران من أوائل العواصم التي أثنت على العملية التي شنتها حماس، وهي الحركة التي مولتها إيران علناً منذ إنشائها في عام 1988، وفي اليوم التالي أعلن الرئيس إبراهيم رئيسي أن "إيران تدعم الدفاع المشروع عن الأمة الفلسطينية".. وقبل أسبوع من الهجوم، حث المرشد الأعلى الإيراني ورئيس الجمهورية الدول العربية على عدم إبرام اتفاق مع إسرائيل لضمان أمنها، مضيفين أن القيام بذلك سيكون بمثابة "الرهان على الحصان الخاسر".

وأشارت ناشونال إنتريست أنه حتى كتابة هذا التقرير، لا يوجد دليل ملموس على تورط إيران المباشر في عملية "طوفان الأقصى"، وسرعان ما توصل المسؤولون العسكريون الأمريكيون والإسرائيليون إلى النتيجة نفسها.

وفي بيان منفصل، وصفت بعثة النظام الإيراني لدى الأمم المتحدة الهجوم، بأنه "مستقل بشدة ومتوافق بحزم مع المصالح المشروعة للشعب الفلسطيني".. بعد 3 أيام من أحداث غزة المأساوية، رفض خامنئي الاتهامات بأن بلاده كانت وراء الهجوم الضخم، وقال: "لقد روج مؤيدو النظام الصهيوني شائعات خلال اليومين أو الثلاثة أيام الماضية، بما في ذلك أن إيران تقف وراء هذا العمل.. إنهم كاذبون".

Russia and China refuse to condemn Hamas atrocity: As Western nations express anger at terror group, Moscow and Beijing only comment on violence...as Iran praises Israel horror https://t.co/yzS3vVAjoa pic.twitter.com/VLVgGbarcb

— Daily Mail US (@DailyMail) October 9, 2023 إيران "الأخ الأكبر"

وفي حين ترفض إيران الاتهامات بمسؤوليتها المباشرة عن إحداث "طوفان الأقصى"، فإنها لا تخفي تضامنها الكامل مع حماس.. وتم توضيح ذلك في اليوم التالي لأحداث غزة فيما تم توثيق علاقات إيران بحماس منذ فترة طويلة، وتقدر أجهزة الاستخبارات الغربية أن إيران تساهم بمبلغ 100 مليون دولار في ميزانية حماس السنوية البالغة 500 مليون دولار.

وأثبت تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2021، أن حماس تلقت التمويل والأسلحة من إيران ومنظماتها المختلفة مثل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، ويعتقد العديد من الخبراء أن إيران أقامت شراكة إستراتيجية قوية مع حماس،  على الرغم من أن الأخيرة هي حركة سنية تنبع من منظمة الإخوان المسلمين العابرة للحدود الوطنية.. وعلى الرغم من أن تفاصيل التعاون الإيراني الفلسطيني لا تزال غامضة، إلا أن واشنطن ليس لديها أدنى شك حول مسؤولية إيران في الهجوم الذي وقع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ضد إسرائيل. 

Iran lauds Hamas attack even as it denies involvementhttps://t.co/28jv7mNxt5 pic.twitter.com/jN564ZGIxw

— Nation Africa (@NationAfrica) October 10, 2023 دوافع جيوسياسية

وبعيداً عن التحالف الإيديولوجي بين إيران وحماس، تظل هناك مسألة المصلحة الإستراتيجية التي قد تحظى بها إيران في حالة اندلاع أعمال العنف فجأة في الشرق الأوسط، وتعتبر السلطات الأمريكية أن التشجيع الإيراني المباشر أو غير المباشر، مدفوع بالرغبة في تعطيل عملية التقارب الدبلوماسي بين إسرائيل و عدد من الدول العربية.

ومن خلال إعادة إشعال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يبدو أن إيران وحماس قد نجحتا جزئياً في عرقلة قيام اتفاقات سلام جديدة في الشرق الأوسط، فيما تهز أزمة غزة المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وسط القصف المكثف لسلاح الجو الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط ضحايا مدنيين ودمار، أجبر العواصم العربية على النأي بنفسها عن حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة.

في المقابل اتهمت الغالبية العظمى من العواصم العربية رسمياً الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بأنه مصدر الأزمة الحالية.. وتقوم مصر والأردن، تحت ضغط الرأي العام فيهما، بمراجعة الروابط الناشئة مع الدولة اليهودية.. وعلى المدى الطويل، فإن الفتور الذي يخيم على عملية التقارب الإسرائيلي العربي يهدد بالتشكيك في إستراتيجية عزل إيران التي بدأتها واشنطن.. ما لم يؤدي كل هذا بالطبع إلى حريق عسكري واسع النطاق.

#AMAY | Hamas and Iran are longtime allies. Did Tehran help with its attack on Israel?https://t.co/kljJhNAab4 pic.twitter.com/sSLQrHhK6V

— Egypt Independent (@EgyIndependent) October 10, 2023 هل هي الحرب؟

ويتساءل العديد من المراقبين الآن ما إذا كانت الأزمة الحالية قادرة على أن تؤدي إلى صراع مفتوح. للوهلة الأولى، هناك عناصر معينة لا تشجع على التفاؤل.. الشرق الأوسط، مثله كمثل منطقة البلقان في بداية القرن العشرين، أصبح بمثابة برميل بارود حقيقي، وكما حدث في عام 1914 فإن لعبة التحالفات قد تؤدي إلى صراع إقليمي أو قد تؤدي إلى توسعه عالمياً.

وبحسب الصحيفة من الممكن أن يؤدي تكثيف هجمات حزب الله على الجليل إلى انتقام إسرائيلي واسع النطاق، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تصعيد التوترات التي من المرجح أن تؤدي إلى حرب إسرائيلية أوسع نطاقاً علاوة على ذلك، فإن السمة المميزة لهذا النوع من التنافس في "المنطقة الرمادية" هو الافتقار إلى الوضوح والتواصل، ما يترك مجالاً للتصعيد الخاطئ.

ومع ذلك، تشير عناصر أخرى إلى أن الصراع الإقليمي ليس أمراً حتمياً تماماً حيث يدرك جميع الأطراف العواقب الكارثية التي يمكن أن يخلفها الصدام المباشر في ساحة المعركة التقليدية، ولهذا السبب امتنعوا عن مواجهة بعضهم بشكل مباشر، واعتمدوا بدلاً من ذلك على الوكلاء والنهج غير المباشر.. وعلى الرغم من أن إيران هددت "بالتدخل في الصراع" إذا شنت إسرائيل عملية برية في قطاع غزة، فإنهم جميعاً مترددون في الشروع بصراع مكشوف بين جميع الأطراف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران أمريكا فی الشرق الأوسط طوفان الأقصى pic twitter com أن إیران تؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

جولة ترامب في الشرق الأوسط تكشف تجاهله لغزة

بينما يتنقل دونالد ترامب من عاصمة خليجية إلى أخرى، ويُوقّع صفقات لافتة، ويزور الرئيس السوري الجديد، بل ويُحرز، كما يُقال، تقدمًا في ملف إيران النووي، يبدو أن الحرب في غزة قد أُزِيحت إلى هامش الدبلوماسية الأمريكية.

فرغم وجود مفاوضات شارك فيها الأمريكيون الأسبوع المنصرم في قطر بشأن إطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل رأت من المناسب تنفيذ محاولة اغتيال مدمرة لقائد حماس، محمد السنوار، تلتها غارات جوية كثيفة على قطاع غزة. وعلى الرغم من أن مصير السنوار لم يُؤكَّد بعد، فإن توقيت هذا التصعيد خلال وجود الرئيس الأمريكي في المنطقة يكشف بوضوح مدى عدم جدية الحكومة الإسرائيلية في إنهاء الحرب.

وفي الحقيقة، إذا استؤنفت الحرب بشكل كامل قريبًا، فلن يكون ذلك مفاجئًا، إذ إن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي صادق في وقت سابق من هذا الشهر بالإجماع على خطة لتوسيع الهجوم العسكري في غزة، مع قيدٍ وحيد، وهو انتظار انتهاء جولة ترامب في الشرق الأوسط. وقد وُضعت هذه الخطة الجديدة تحت ضغط شديد من أكثر أعضاء الائتلاف تطرفًا، وتذهب إلى ما هو أبعد من - هزيمة حماس-، حيث لا تُبدي اهتمامًا يُذكر بمصير الرهائن المتبقين، بل تسعى إلى احتلال دائم لكامل أراضي القطاع.

ورغم محاولات نتنياهو تزيين المرحلة المقبلة من الحرب بأسباب -أمنية- وحجج -إنسانية- زائفة، مثل القول إن سكان غزة سيتم -نقلهم لحمايتهم- فإن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أحد رموز اليمين الاستيطاني المتطرف، كشف النقاب عن النوايا الحقيقية. فقد صرّح أن سكان غزة، خلال ستة أشهر، سيُحصرون في رقعة ضيقة من الأرض، بينما سيتم -تدمير ما تبقى بالكامل- ما سيدفعهم إلى -البحث عن أماكن أخرى لبدء حياة جديدة. أي أن الهدف الحقيقي هو التهجير القسري.

في الماضي، حين كانت هذه الأفكار المتطرفة محصورة في هامش السياسة والمجتمع الإسرائيلي، كان من الممكن اعتبارها مجرد شعبوية يمينية. أما اليوم، فهؤلاء الأشخاص أنفسهم يشغلون مناصب وزارية رئيسية، ويُسيطرون على قرارات الحكومة. والأسوأ من ذلك، أن نتنياهو يعتمد عليهم بشكل كامل للبقاء في الحكم إلى حين موعد الانتخابات المقبلة، وهو ما يتيح له أيضًا محاولة عرقلة محاكمته بتهم فساد، خاصة وأن المحاكمة دخلت مرحلة حساسة من استجوابه من قِبل الادعاء العام.

ولكي يُرضي هؤلاء المتطرفين، يفعل نتنياهو ما يشاؤون، لأنه لا يستطيع تحمُّل انتخابات جديدة، وهو ما يطالب بها معظم الإسرائيليين، ولا احتمال تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الفشل الذريع الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين يُفضِّلون التوصل إلى صفقة مع حماس تُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن على الاستمرار في الحرب. كما تُظهر هذه الاستطلاعات أن الأحزاب الائتلافية الحاكمة ستخسر بشدة في أي انتخابات عامة حالية. لهذا يتمسّك نتنياهو بائتلافه الحالي، ويخضع لإملاءاته، حتى وإن كانت مدمّرة وجنائية.

لكن ثمن هذا التمسّك المحموم بالسلطة يُدفع أولًا وقبل كل شيء من قبل الفلسطينيين، ويُدفع أيضًا من قِبل الإسرائيليين أنفسهم. فإسرائيل تواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أسابيع، في وقت تُحذِّر فيه المنظمات الإغاثية من مجاعة وشيكة، ومن انعدام الرعاية الطبية، خاصة مع قصف المستشفيات، وانقطاع المياه النظيفة والصرف الصحي. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، الوضع هذا الأسبوع بأنه -غير محتمل تمامًا، وغير مقبول، وغير إنساني، ولا يُغتفر. ويجب إيقافه فورًا.

إن مسؤولية وقف ترجمة قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع الحرب إلى واقع على الأرض تقع على عاتق المجتمع الدولي.

فقد حشدت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الجنود تمهيدًا لاقتحام غزة المدمّرة، التي يُقيم فيها سكان يعانون من الصدمة الجماعية. وإذا لم يستخدم المجتمع الدولي أدواته ونفوذه لمنع اندلاع حرب جديدة شاملة، وإذا قرر ترامب ألا يُلوِّح بعضلاته كما فعل في مناسبات سابقة، فإن العالم سيكون شريكًا في المزيد من سفك الدماء، والتهجير، وسلب الفلسطينيين أراضيهم. بل وقد يكون هذا الفصل أسوأ من كل ما سبقه.

يوسي ميكلبرغ أستاذ العلاقات الدولية وزميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «تشاتام هاوس».

مقالات مشابهة

  • ماذا قال ميلوش لجمهور الوصل بعد 719 يوماً و«ثلاثية تاريخية»؟
  • أسواق النفط تشتعل.. قفزة بأسعار البرميل بعد تقارير عن هجوم إسرائيلي نووي على إيران
  • «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات» ينطلق في الشارقة 28 الجاري
  • جولة ترامب في الشرق الأوسط تكشف تجاهله لغزة
  • قصة لعنة النهائيات التي أصابت هالاند هداف مانشستر سيتي
  • ترامب يعيد رسم تحالفات الشرق الأوسط ورسالة صامتة تضع العراق في الظل
  • الرباط تحتضن اجتماعاً دولياً لدعم حل الدولتين وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط
  • ضمن عملية “عربات جدعون”.. إسرائيل تبدأ توسيع عملياتها البرية في غزة
  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو
  • عاجل || إسرائيل تطلق عملية “عربات جدعون” البرية في غزة