ألمانيا- رغم أن عمليات الترحيل من ألمانيا لطالبي اللجوء ممن رفضت طلباتهم، قد ارتفعت بنسبة 27% في أول 9 أشهر من عام 2023 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فإن الحكومة الألمانية ترغب في تسريع أكبر، وأقرت مشروعا جديدا قدمته وزارة الداخلية، يهدف إلى تسريع عمليات الترحيل، سيناقشه البرلمان قريبا.

المشروع يعطي الشرطة صلاحيات كبرى في تنفيذ عمليات الترحيل، مثل دوريات التفتيش في السكن الجماعي لمن رفضت طلبات لجوئهم، وعدم الإخبار المسبق بعمليات ترحيل مقررة لمن تم "التسامح" معهم (أي من تعليق ترحيلهم) إلا إذا كان لديهم أطفال أقل من 12 عاما، حيث يجب إخبارهم قبل شهر واحد.

كما يمدد المشروع المدة القصوى للاحتجاز عند المغادرة من 10 أيام إلى 28 يوما، حتى يتم منع المرحلين المحتجزين من الفرار، فضلا عن طرد سريع للمهربين، وكذلك من يرتبكون جرائم خطيرة، ومنهم من يوصفون بأفراد "العصابات العربية".


آلاف العائلات مهددة

حتى نهاية يونيو/حزيران 2023، وصل عدد مَن عليهم مغادرة ألمانيا 279 ألف شخص، منهم نحو 225 ألفا حصلوا على "الإقامة المتسامحة" حسب الداخلية الألمانية، والبقية عليهم المغادرة فورا.

وهناك صعوبات تعترض ترحيل عدد كبير من هؤلاء "المتسامح معهم" غير القادرين على العودة إلى بلدانهم، سواء بسبب وضع عائلي صعب أو ضرورة الخضوع لعلاج، أو عدم وجود وثائق شخصية، أو أنهم نالوا موافقة خاصة لبدء دراسة أو عمل، بما يمكنه أن يدعم تسوية وضعهم مستقبلا. لكن مع القانون الجديد، قد يصبح الطريق أكثر سهولة للسلطات الألمانية.

يقول معتصم الرفاعي، عضو مجلس الهجرة والاندماج في نورنبرغ (جنوب ألمانيا)، للجزيرة-نت "إن مشروع قانون الترحيل الجديد يفرض قيودا على الحقوق الأساسية للاجئين، وهو ما يتماشى مع الخطاب الشعبوي اليميني".

ويضيف الرفاعي أن مشروع القانون لا يزيد عمليات الترحيل، إنما يزيد المخاطر التي تهدد الحقوق الأساسية كالحق في السكن، حيث إن المشروع يتيح تفتيش منازل الأشخاص حتى في أوقات نومهم.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن مشروع القانون الجديد وتصريحات السياسيين تحاول أن توحي بأن تشديد إجراءات الترحيل من شأنها أن تخفف العبء على البلديات، و"هي ادعاءات غير صحيحة وخادعة" بحسبه.

وتؤكد عدة تقارير أن المشروع صادق عليه مجلس الوزراء إثر ضغوط محلية وتخوف من تراجع شعبية أحزاب الائتلاف الحكومي، خصوصا أن حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، حقق نجاحات انتخابية في بعض البلديات والولايات مؤخرا، عبر استغلاله لملف اللجوء، خصوصا مع شكاوى الولايات الفدرالية من عدم قدرتهم التعامل مع مزيد من طالبي اللجوء.

ويوضح الرفاعي أن الأسباب الإنسانية، وكذلك القانونية ستمنع السلطات الألمانية من ترحيل الكثير من "المتسامح معهم"، لكن رعايا الدول التي وصلت ألمانيا لاتفاق معها لاستعادة مواطنيها المرفوض بقاؤهم في ألمانيا، من المهددين بشكل جدي، ومنهم العراقيون، رغم أن العراق ليس "بلدا آمنا" بالمقاييس الألمانية.

عضو مجلس الهجرة والاندماج في نورنبرغ: المشروع الجديد يهدد الحقوق الأساسية كالحق في السكن (الجزيرة) الأطفال والعائلات الأكثر تضررا

من جانبها، تقول فيليز بولان، عضوة حزب الخضر الألماني لراديو "إن دي آر" المحلي، إن أكثر من سيتضرر من هذا القانون هم الأطفال والعائلات، كونهم الفئة التي تنال بشكل أكبر "الإقامة المتسامحة". وتضيف "نخشى أيضا أن يؤدي القانون إلى إصدار أوامر اعتقال خاطئة وسجن الناس ظلما وإجراءات قضائية مطولة". ووعدت بفحص المشروع في البرلمان رغم أن رئاسة حزبها، العضو في الحكومة، وافقت على المشروع.

ولأجل محاولة التغلب على هذه المشكلة، حاولت الحكومة دعم "المتسامح معهم" لتسوية أوضاعهم، خصوصا أن منهم مَن يعيش في ألمانيا منذ سنوات. وأعلنت العام الماضي عن تمكينهم من الحصول على تصريح إقامة لمدة عام، يحصلون خلاله على عمل، وإلا سيعودون مجددا إلى وضع "التسامح"، مع استثناء من أدينوا بارتكاب أفعال إجرامية، لكن المدة المحددة في عام تجعل من الصعب للكثير من هؤلاء المهاجرين تسوية وضعهم.

فيليز بولان عضوة حزب الخضر الألماني: أكثر المتضررين من مشروع الترحيل الجديد هم الأطفال (الجزيرة) المسلمون "المرفوضون" ضمن أكبر المهددين

حسب بيانات رسمية للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، تخص جنسيات طالبي اللجوء في ألمانيا لعام 2023، المراكز الأولى جنسيات دول ذات غالبية مسلمة، الأولى هي سوريا بأكثر من 71 ألف طلب، ثم أفغانستان بنحو 40 ألفا، ثم تركيا بنحو 35 ألفا، ثم العراق بنحو 8.6 آلاف، ثم إيران بنحو 7.7 آلاف.

وعلى مدار الأعوام الماضية، كانت نسبة رفض طلبات اللجوء كبيرة، وبلغت عام 2022 نحو 48% بينما وصلت عام 2021 إلى61% حسب المصدر ذاته. وتبين الأرقام أن نسبة الرفض بين العراقيين بلغت 53.86%، وبين الأتراك 51% بينما كانت شبه منعدمة بين الأفغان والسوريين، وتلعب هنا أوضاع البلد دورا كبيرا في القبول من عدمه.

لكن رغم أوضاع الحرب واللا استقرار، رحلت ألمانيا في العامين الماضيين نحو 1100 سوري و471 عراقيا، وقرابة 12 ألف أفغاني، زيادة على 665 جزائريا و199 مغربيا و284 تونسيا، حسب بيانات من البرلمان الألماني، فيما تبقى دول أوروبية من منطقتي القوقاز والبلقان في الصدارة نظرا إلى وجود اتفاقيات استقبال للمرحلين معها.

ويقول الرفاعي "إن نصف عمليات الترحيل التي جرت "غير قانونية"، وهناك حالات شهدت تفريق عائلات وإيقاظ أطفال من نومهم لترحيلهم، ما تسبب لهم بصدمات نفسية، خصوصا أن كثيرا من اللاجئين لديهم تجارب سلبية مع الأجهزة الأمنية في أوطانهم".

ويوضح الرفاعي أن المشروع الجديد لا يستهدف المسلمين والعرب بشكل حصري، لكن الحكومة استغلت الجو العام المعادي للمسلمين لتمريره، متحدثا عن وجود "حملة تستهدف العرب والمسلمين في ألمانيا، يشارك فيها سياسيون ووسائل إعلام ونخب فكرية، إذ يحرضون ضد المهاجرين والمسلمين، ويصفونهم بمعادي السامية والبرابرة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

وزير قطاع الأعمال يتلقى تقريرًا حول التشغيل التجريبي لمشروع إنتاج السلك الجديد

تلقى المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، تقريرًا بشأن التقدم المحرز في مشروع إنشاء وتشغيل ماكينة إنتاج سلك الألومنيوم الجديدة بشركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي، إحدى شركات القابضة للصناعات المعدنية التابعة للوزارة، والذي يعد أحد مشروعات التطوير التي تنفذها الشركة لتعزيز قدراتها الإنتاجية ومكانتها التنافسية في سوق الألومنيوم محليًا ودوليًا.

ويتميز المشروع، الذي بدأ التشغيل التجريبي، بطاقة تصميمية تصل إلى 5000 طن شهريًا من أسلاك الألومنيوم عالية الجودة، الأمر الذي يمثل نقلة نوعية في حجم الإنتاج وجودته، وقد بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع نحو 17.5 مليون دولار. وقد تم تنفيذه بالتعاون مع شركة بروبيرزي الإيطالية، إحدى الشركات العالمية الرائدة في تصنيع معدات صب وسحب أسلاك الألومنيوم، بما يضمن الاعتماد على تكنولوجيا متقدمة تتوافق مع أعلى المعايير الفنية العالمية. وشهدت الفترة الماضية الانتهاء من تركيب جميع المكوّنات الميكانيكية والكهربائية الخاصة بالماكينة والوحدات المساعدة لها، بما في ذلك أبراج التبريد وضواغط الهواء والمحولات الكهربائية، قبل أن ينتقل المشروع إلى مرحلة البرمجة.

مشروع إنتاج السلك الجديد بشركة مصر للألومنيوم

وبدأت اختبارات التشغيل بالفعل وصولًا إلى القدرة القصوى للماكينة، وهو ما أثبت نجاح أعمال التركيب والتشغيل في تحقيق الأداء المستهدف. كما قامت الشركة بتسويق الدفعات الأولى من إنتاج الخط الجديد لعدد من عملاء السوق، الأمر الذي يعكس الثقة في جودة المنتج وجدوى الاستثمار في هذا المشروع. ويسهم هذا المشروع في تنويع منتجات الشركة ورفع القيمة المضافة وتعزيز قدرتها على التوسع في الأسواق المحلية والدولية، بما يدعم خطط النمو ويرفع مكانة الشركة في واحدة من أهم الصناعات الاستراتيجية.

مشروع إنتاج السلك الجديد بشركة مصر للألومنيوم

وأكد المهندس محمد شيمي أن المشروع يأتي في إطار توجه الدولة نحو دعم الصناعات الوطنية وتطويرها اعتمادًا على أحدث التقنيات العالمية، موضحًا أن ما تحقق في هذا المشروع يمثل إحدى الخطوات ضمن مسار متكامل لتحديث وتطوير شركة مصر للألومنيوم، مشيرا إلى أن الشركة تعمل حاليًا على تنفيذ عدة مشروعات وتوسعات استراتيجية تستهدف تعزيز قدراتها الإنتاجية والتنافسية، إلى جانب إدخال منتجات جديدة تواكب تطورات السوق وتلبّي الطلب المتزايد محليًا ودوليًا، بما يسهم في رفع القيمة المضافة وتعظيم دور الشركة كأحد الأعمدة الرئيسية لصناعة الألومنيوم في مصر ودعم الاقتصاد الوطني.

اقرأ أيضاًوزير قطاع الأعمال: زيادة الاعتماد على أتوبيسات شركة النصر لتحديث أسطول النقل السياحي

وزير قطاع الأعمال يبحث مع مدير مؤسسة تطوير صناعة السيارات في الجزائر التعاون المشترك

وزير قطاع الأعمال يتفقد نماذج لمركبات سياحية جديدة وورش الصيانة والمخازن بشركتي «مصر للسياحة» و«هايديليكو»

مقالات مشابهة

  • قوة خليجية عظمى في قلب النظام العالمي الجديد
  • منخفض جوي يهدد آلاف النازحين في غزة
  • “الإعلام الحكومي” يحذر من المنخفض القادم ويطالب بإنقاذ مئات آلاف النازحين في غزة
  • ضبط عمليات إتجار غير مشروع فى العملات الأجنبية بقيمة تتجاوز 5 ملايين جنيه
  • طهبوب: 5.5 آلاف دينار حصة الفرد الأردني من الدين العام
  • وضع حجر الأساس لمشاريع خدمية وتنموية بالمغلاف والقناوص في الحديدة
  • من مشروع بـ70 مليون إسترليني إلى انتقادات شعبية.. مقر مرسيدس الجديد تحت المجهر بعد واقعة السرقة
  • وزير قطاع الأعمال : بدء التشغيل التجريبي لإنتاج السلك الجديد بمصر للألومنيوم
  • وزير قطاع الأعمال يتلقى تقريرًا حول التشغيل التجريبي لمشروع إنتاج السلك الجديد
  • 5000 طن شهريا إنتاج خط السلك الجديد بشركة مصر للألومنيوم