مركز معلومات الوزراء يناقش مخاطر الأمن السيبراني بالتعاون مع MCS
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
نظم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء دورة تدريبية، تحت عنوان: "الوعي الأمني لكل موظف"، بالتعاون مع شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS، الموزع والشريك الاستشاري الإقليمي لحلول ومنتجات الأمن السيبراني في مصر والقارة الإفريقية، بهدف رفع الوعي ضد مخاطر الأمن السيبراني ودعم الإستخدام الآمن لأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
قال أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن ذلك التعاون يأتي في إطار تنفيذ رؤية الدولة المصرية في تعزيز دعائم التحول الرقمي، وزيادة جهود التدريب ورفع الوعي الرقمي خاصة بين الأطقم الإدارية بالمركز، مشيرًا إلى أن جهود رقمنة البيانات وتأمينها تمثل أولوية كبرى لدى المركز في الفترة الحالية، خاصة بعد إطلاق العديد من المنصات والإصدارات الرقمية بالمركز مع تطوير أساليبه البحثية في عرض وتحليل البيانات باستخدام أحدث الأدوات التكنولوجية.
أضاف "الجوهري"، أن التعاون بين "مركز المعلومات" وشركة "MCS" في مجالات الأمن السيبراني يمثل خطوة داعمة لتوجهات المركز نحو تنفيذ خارطة طريق نحو التحول الرقمي، والتي تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها مؤخرًا مع شركة "مايكروسوفت" العالمية.
أعرب المهندس طارق شبكة، رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS، عن سعادته بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، للتعرف على مستجدات صناعة الأمن السيبراني وسبل التصدي لأي مخاطر جديدة من شأنها التأثير سلبًا على مسيرة العمل والإنتاج.
أضاف "شبكة"، أن الشراكة بين الجانبين تسهم في رفع الوعي بأهمية مخاطر الأمن السيبراني لدى الكادر الحكومي الذي يعد أحد الركائز الأساسية في طريق التنمية، خاصة أن الاستخدام الآمن للتكنولوجيا الحديثة أصبح أحد أهم مكونات منظومة التحول الرقمي التي تسعى مصر لتحقيقها، مشيرًا إلى أن ذلك التعاون يعد خطوة على طريق وضع استراتيجية متكاملة للوقوف على المخاطر الرقمية ورفع الوعي بسبل التصدي لها لضمان توفير بيئة عمل آمنة.
تضمنت الدورة، والتي أٌقيمت على مدار يومين، عددًا من الموضوعات الرئيسية، أبرزها: التعريف بماهية الوعي الأمني وأهميته، وكذلك التعريف بالتهديدات الأمنية الشائعة، مثل: التصيد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية والبرامج الضارة ، وسبل تأمين وسائل التواصل الإجتماعي وكلمات المرور، بجانب التعريف بمفهوم الأمن المادي من خلال تأمين مساحة العمل والأجهزة والبيانات وأمن البيانات والخصوصية، بالإضافة إلى حماية المعلومات الشخصية والمهنية، وسبل التعامل في حالة التعرض إلى هجوم عبر الإنترنت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمن السیبرانی مرکز المعلومات
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟
الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.
الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.
سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".
تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.
حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.
أمجد الطاهر (أبوظبي)