اليمن ووحدة الساحات وحرب الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، تستوجب إعادة التفكير بطبيعة الكتابة حول هذا الحدث وصياغة المواقف حياله على نحو جذري، خصوصاً عند قراءة وتقييم تشعبات هذه الحرب وتأثيراتها، ومواقف الأطراف التي تشتبك على الساحة الإقليمية في حروب متعددة الأهداف وعلى أرضية من التحالفات المتناقضة.
لا شيء أكثر أهمية اليوم من أي جهد يمكن أن يفِلَّ في سلاح الكيان الصهيوني ويشتت جهده العسكري ويقلل من وطأة اعتداءاته الإجرامية على قطاع غزة، سواء جاء من إيران أو حزب الله أو العراق أو سوريا، أو حتى من جماعة الحوثي التي تستظل بحرب الصهاينة على غزة لتواصل اعتداءاتها وتقتل الأطفال والنساء وتستهدف المشافي والمرافق الصحية والمنشآت العامة وتواصل الحصار الظالم على عدد من مدن اليمن، وتقف حائلاً أمام استعادة الدولة وتحقيق السلام في هذا البلد.
هيمن مصطلح "وحدة الساحات" على التعليقات التي تناولت موقف إيران وتوابعها في المنطقة، في محاولة لاستدعاء هذا الحلف الإقليمي الذي تقوده إيران وتلتزم تجاهه بمبدأ وحدة الساحات، وهو مبدأ يتطلب وفقاً لتلك التعليقات ترجمة عمليةً على الأرض، خصوصاً من قبل حزب الله ومن بقية الساحات التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وذراعه الرئيس "فيلق القدس".
هيمن مصطلح "وحدة الساحات" على التعليقات التي تناولت موقف إيران وتوابعها في المنطقة، في محاولة لاستدعاء هذا الحلف الإقليمي الذي تقوده إيران وتلتزم تجاهه بمبدأ وحدة الساحات، وهو مبدأ يتطلب وفقاً لتلك التعليقات ترجمة عمليةً على الأرض، خصوصاً من قبل حزب الله ومن بقية الساحات التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وذراعه الرئيس "فيلق القدس"
الجميع ينتظر أن يفتح هذا الحلف جبهات جديدة في مواجهة الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي يتحقق في جنوب لبنان بواسطة حزب الله، لكن بصورة تكتيكية وعلى قاعدة الالتزام الصارم بقواعد الاشتباك، فيما بقيت جبهة الجولان على حالها من الجمود الأبدي، واكتفت المليشيات الشيعية في العراق بالقيام بمشاغبات محدودة وهجمات غير مؤثرة على قاعدة عين الأسد في العراق وبعض القواعد الأمريكية في شرق سوريا.
سيركز هذا المقال على اليمن، الذي يلعب فيه الحوثيون المدعومون من إيران دوراً متزايداً ويتعاظم تأثيرهم العسكري الذي يجري توظيفه بشكل مؤثر من قبل إيران، على نحو ما رأيناه في حرب اليمن والاشتباكات العابرة للحدود مع المملكة العربية السعودية، وها هم يبرزون إلى الواجهة في حديث لا يكاد يتوقف عن صلة لهم بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ وصلت إلى مسافة قريبة من ميناء إيلات، وضربت في مدينتي طابا ونويبع المصريتين الواقعتين جنوب سيناء.
لعب الأمريكيون دوراً أساسياً في استدعاء الحوثيين إلى الواجهة بعد أن أعلنوا أن المدمرة الأمريكية يو أس أس بارني، تصدت في التاسع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وبينما كانت تمر قبالة السواحل اليمنية، لصواريخ سكود وطائرات مسيرة من المرجح أنها كانت في الطريق لضرب أهداف إسرائيلية، وتفاوتت المعلومات بشأن عدد الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن اللافت أنه لم تصدر عن قيادات حوثية معنية توضيحات لما جرى ولطبيعة الدور الذي يقوم به الحوثيون في إطار التضامن المشترك المعبر عنه بـ"وحدة الساحات"، والأهم أن الحوثيين لم يظهروا ما يكفي من الدلائل على انخراطهم في عملية دعم معركة الدفاع عن غزة.
ويقيني أن إيران اليوم كما كانت في السنوات الماضية، هي المتحكم الأساسي في توظيف الموقع الجيوسياسي لليمن، وهي أحرص ما تكون على الزج بالساحة اليمنية في أتون معركة إقليمية، من الواضح أنها تتكئ على تضحيات أبطال المقاومة في غزة، دون أية مؤشرات جدية على أن إيران يمكن أن تدفع بحلفائها الشيعة على وجه الخصوص إلى المعركة.
ولعل ما تتوخى إيران تحقيقه من وراء إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تزامناً مع مرور المدمرة الأمريكية قبالة السواحل اليمنية، هو أولا: التغطية على دور إيران المباشر في استخدام الساحات الخاضعة للفصائل المسلحة الشيعية ومنها جماعة الحوثي، وثانياً: تثبيت الجغرافيا اليمنية التي يسيطر الحوثيون على جزء مهم منها، كإحدى الساحات الإقليمية النشطة التي تديرها إيران ضمن معركة النفوذ في المنطقة، وهي اليوم تستدعيها لتكون جزءا من المناورة التكتيكية الهادفة إلى تأكيد ان الحرب على غزة مكلفة للغاية، وستكون أكثر كلفة فيما لو فكرت الولايات المتحدة وإسرائيل استهداف حزب الله، وهذا سيقتضي تقويض حلف الأقليات في المنطقة بشكل كامل.
في هذه اللحظة الحاسمة من الصراع مع الكيان الصهيوني، التي يهيمن عليها التضامن المطلق مع الأشقاء في قطاع غزة وفلسطين، يمكن لليمنيين ان يتجاوزا الجراح الغائرة التي أحدثها الحوثيون في وجدانهم، والتخريب الذي استهدف دولتهم عبر هذه المليشيا، إذا كانت هذه الجماعة قادرة بالفعل على التأثير في القدرة العسكرية للصهاينة وإن على مستوى تشتيت التركيز العسكري، أو تعميق الآثار المترتبة على حربهم الإجرامية على قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
ما من دلائل قطعية على جهد عسكري حقيقي للحوثيين في إسناد معركة غزة، في ظل الجدل الذي نشأ على خلفية وصول أجسام متفجرة غريبة إلى كل من طابا ونويبع المصريتين، فبعد أن توعدت مصر بالرد في الوقت المناسب على طرف لم تسمه، جرى فيما بعد تبني الرواية التي صدرت عن الخارجية الإسرائيلية وهي أن الطائرات أو الصواريخ قدمت من جنوب البحر الأحمر
لكن ما من دلائل قطعية على جهد عسكري حقيقي للحوثيين في إسناد معركة غزة، في ظل الجدل الذي نشأ على خلفية وصول أجسام متفجرة غريبة إلى كل من طابا ونويبع المصريتين، فبعد أن توعدت مصر بالرد في الوقت المناسب على طرف لم تسمه، جرى فيما بعد تبني الرواية التي صدرت عن الخارجية الإسرائيلية وهي أن الطائرات أو الصواريخ قدمت من جنوب البحر الأحمر.
يتحول الحوثيون اليوم إلى مجرد لافتة لأنشطة عسكرية تكتيكية تمارسها إيران عبر سفنها المتواجدة في البحر الأحمر، أو حتى باستخدام الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة حلفائها الحوثيين، الذين يرتبطون بتعاقدات سرية مع الأمريكيين تعود لأكثر من عقدين من الزمن، وهدفت إلى تكريس وظيفتهم ذات البعد الطائفي، في ساحة لطالما جلبت اهتمام الأمريكيين باعتبارها ساحة للنشاط الإرهابي.
أتذكر باستغراب تصريحات منسوبة لزعيم جماعة الحوثي قال فيها إن جماعته ستتدخل عسكرياً في الحرب الدائرة في غزة إذا تدخلت الولايات المتحدة. لم يكن تصريح كهذا سوى مثال بسيط على التوجه الاستغلالي الأناني والاستعراضي لهذه المعركة عبر ادعاءات تتجاوز حدود وقدرات هذه الجماعة. لذلك فإن أسوأ ما قد يجنيه اليمنيون من الانخراط المزعوم للحوثيين في حرب غزة، هو أن تتكرس هيمنة هذه الجماعة الطائفية، على الجزء الأهم من البلاد، كاستحقاق لم تجلبه مكاسبهم الحربية في الداخل فحسب، بل أيضاً من دورهم في حرب دارت حول فلسطين ونصرة الأقصى الشريف وهو أمر لا يزال في حدود المزاعم التي لا تسندها الوقائع حتى اللحظة.
twitter.com/yaseentamimi68
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إيران اليمن وحدة الساحات الحوثيين إيران غزة اليمن الحوثيين وحدة الساحات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی فی المنطقة قطاع غزة حزب الله
إقرأ أيضاً:
الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما هي الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن الفقهاء يسموها أوقات الكراهة، وقد ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن عددها ثلاثة:
عند طلوع الشمس إلى أن ترتفع بمقدار رمح أو رمحين
وعند استواء الشمس في وسط السماء حتى تزول
وعند اصفرار الشمس بحيث لا تتعب العين في رؤيتها إلى أن تغرب.
وذهب المالكية إلى أن عدد أوقات الكراهة اثنان:
عند الطلوع وعند الاصفرار، أما وقت الاستواء فلا تُكرَهُ الصلاة فيه عندهم.
واشارت الى أن الفقهاء اتفقوا على كراهة التطوع المطلق في هذه الأوقات، وعند الشافعية أنه لا ينعقد فيها أصلًا، ولكنهم استثنوا الصلوات التي لها سببٌ مقارنٌ؛ كصلاة الكسوف والخسوف، والتي لها سببٌ سابقٌ؛ كركعتَي الوضوء وتحية المسجد، فأجازوا أداءها في أوقات الكراهة، بخلاف الصلوات التي لها سببٌ لاحقٌ؛ كصلاة الاستخارة مثلًا، فلا تُصَلَّى في أوقات الكراهة.
حديث أوقات النهي عن الصلاة
يدل على أوقات النهي عن الصلاة ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس».
وروى مسلم عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول: «ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب».
وروي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَال: «شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس وبعد العصر حتى تغرب»، وروى البخاري ومسلم عن ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَغِيبَ».