حارب في غزة.. جندي إسرائيلي سابق: الهجوم البري مصيره الفشل
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
حذر ناشط إسرائيلي من أن أي غزو بري لقطاع غزه مصيره الفشل، داعيا تل أبيب إلى تغيير نهجها إزاء الفلسطينيين بوضع حد لاحتلال أراضيهم وذلك في إطار حل الدولتين.
وقال بن صهيون ساندرز -الذي يعمل مدير برنامج القدس في منظمة "إكستند" الحقوقية المعنية بربط قيادات جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية بالجالية اليهودية الأميركية- إنه قاتل ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي في هجومه البري على قطاع غزة يوليو/تموز 2014.
وأسهب في ذكر تفاصيل عن تلك العملية -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- موضحا كيف كان يعتقد أن الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي لها ما يسوغها من أجل تحقيق الهدف المرجو، وهو "القضاء على الخطر الذي تشكله حركة المقامة الإسلامية (حماس) قضاء مبرما".
وأوضح أن ذلك ما قالوه لهم (يقصد قادة إسرائيل) حينئذ، واصفا ما قيل لهم بأنه "أكذوبة"، وهي "الكذبة ذاتها التي يرددونها اليوم"، أي "استئصال خطر حماس تماما".
ومنذ ذلك الحين، حماس تزداد قوة على قوة "رغم كل تضحياتنا، ورغم الموت والدمار الذي لحق بغزة".
وتابع القول إن عمليات القتل والدمار التي ينفذها الجيش بصورة دورية، هي الثمن الذي ظلت إسرائيل تدفعه "عن رضا" لكي تتفادى الضغوط من أجل القبول بحل الدولتين.
ووفقا لساندرز، فقد آثرت إسرائيل "إدارة" الصراع عبر مزيج من القوة "الباطشة" والحوافز الاقتصادية، عوضا عن حله بإنهاء احتلالها الدائم للأراضي الفلسطينية.
وكشف عن أن عديدا من شركائه في جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية -الذين ينظمون احتجاجات خالية من العنف- يستهدفهم الجيش الإسرائيلي أو يتحرش بهم.
وأعرب عن اعتقاده أن هدف هذه السياسات هو تجنب الضغط لإقامة دولة فلسطينية، والمضي في بناء مستوطنات إسرائيلية والتوسع في ضم أراض في الضفة الغربية.
وقال إن كثيرين في اليسار الإسرائيلي ظلوا لسنوات يحذرون من أن البلاد لن تنعم بالسلم والأمن ما لم تتوصل إلى اتفاق سياسي يحقق للفلسطينيين الحرية والاستقلال. وأضاف أنه حتى رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) السابق عامي أيالون ظل لسنوات يجادل بأن "الإرهاب" الفلسطيني لا تمكن هزيمته إلا "بإشاعة الأمل" لدى الفلسطينيين.
وأقر الناشط الإسرائيلي -في مقاله- بأن الأحداث التي وقعت داخل قطاع غزة طيلة تلك الأسابيع الثلاثة "المصيرية"، أحدثت تحولا في قناعاته من "أرثوذكسي عصري.. ومستوطن بالضفة الغربية" إلى ناشط في حراك يعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وزاد بأن كل الخسائر البشرية التي تكبدتها دولته، والمعاناة التي سببتها للفلسطينيين في غزة لم تحقق شيئا، "منذ أن رفض قادتنا العمل على استحداث واقع سياسي لا يكون العنف فيه أمرا حتميا".
وقال إنه تعلم من القتال في غزة أنه ما لم تُغيِّر الحكومة الإسرائيلية نهجها القائم على القضاء على أي أمل للفلسطينيين، إلى الالتزام بمنح الفلسطينيين الاستقلال، فإن الحرب الدائرة الآن لن تسفر عن مقتل عدد لا يمكن التكهن به من الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل لن تضع نهاية حاسمة "للإرهاب"، مشددا على أن مآل أي غزو بري الفشل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 13 في عمليات للمقاومة برفح وخان يونس
قتل جندي إسرائيلي وأصيب 13 آخرون على الأقل، بينهم قائد كتيبة استطلاع، في عمليات للمقاومة اليوم الأحد في رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما تحدثت مواقع إسرائيلية عن اشتباكات بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين بالمنطقتين.
كما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إصابة جندي بجروح خطيرة في ما وصفته بـ"حادث عملياتي" في معسكر وسط إسرائيل.
وقالت الإذاعة أيضا إن قائد كتيبة استطلاع وضابطين وجندي أصيبوا في "حدث أمني" قرب رفح.
وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن قائد كتيبة الدورية الصحراوية -وهو ضابط- أصيب بجروح خطيرة في "الحدث الأمني".
كما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية بعبوة شديدة الانفجار في عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت مواقع إسرائيلية بمقتل جندي وإصابة 9 آخرين على الأقل من وحدة الاستطلاع في الجيش الإسرائيلي، خلال ما وصفته بـ"حدث أمني" في خان يونس .
وأشارت التقارير إلى أن من بين المصابين قائد وحدة الاستطلاع، وقد جرى نقل جميع الجرحى إلى مستشفيات داخل إسرائيل لتلقي العلاج، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن طبيعة الحدث أو خلفياته.
وذكرت مواقع إسرائيلية أن مقاتلي القسام نصبوا "كمينا قاتلا" للجنود الذين دخلوا منطقة العملية لإنقاذ عميل -تبين لاحقا أنه عميل مزدوج وأن المقاومة جندته- وكانوا ينتظرونهم قرب نفق حيث فجروا عبوة ناسفة تسببت بمقتل وإصابة أفراد المجموعة.
3 قتلىويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من مقتل 3 جنود إسرائيليين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبتهما المدرعة في خان يونس، وذلك بحسب مواقع إسرائيلية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي من لواء غولاني في التفجير.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر عسكري أن الضابط والجندي من لواء غولاني قتلا بتفجير عبوة تم تثبيتها على ناقلة جند، مشيرا إلى أن ضابطا آخر أصيب في الهجوم.
إعلانفي المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام إنها استهدفت ناقلتي جند إسرائيليتين بعبوتين داخل قمرتي القيادة، وبعد احتراقهما تم استهداف ناقلة ثالثة بقذيفة "الياسين 105" في عبسان الكبيرة بخان يونس.
وأشارت إلى أن مقاتليها رصدوا "قيام حفار عسكري بدفن الناقلات المحترقة لإخماد النيران وهبوط مروحيات للإجلاء".
وذكرت منصات إسرائيلية أن قوة من الجيش وقعت في كمين للمقاومة في خان يونس، ووُصفت ما جرى بأنه حدث صعب، وطلبت من الإسرائيليين الصلاة من أجل نجاة الجنود.
ورغم فرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرا على نشر تفاصيل هذه العملية، فإن تلك المواقع أشارت إلى أن عبوة ناسفة انفجرت في ناقلة جنود مدرعة من نوع النمر.
ووفقا لتلك المواقع، فقد خرج مقاومون من فتحة نفق وثبتوا عبوة ناسفة بمدرعة النمر ثم انسحبوا، مما أدى إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وبهذه الخسائر، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء عملياته البرية في قطاع غزة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى 463 جنديا، وفق البيانات الرسمية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أسفر عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة حصدت أرواح عشرات الفلسطينيين، وسط تحذيرات أممية من انهيار كامل للمنظومة الإنسانية.